بسم الله الرحمن الرحيم
اللهمَّ صلى على سيدنا محمد طب القلوب ودواءها وعافيه الأبدان وشفاءها ونور الأبصار وضياءها
وعلى آله وصحبه وسلم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
الدليل القويم
فى الإحتفال بمولد النبي الكريم
مقدمة
أن بعض المسلمين الأفاضل لا يقرون بمشروعية الاحتفال بالمولد النبوي لانهم في الغالب يرون انه لم يثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم انه اقام احتفالا لمولده ولم يثبت عن الصحابة ايضا انهم عملوا مولدا ويعتبرون الأحتفال بالمولد من البدع في الدين وانه من المحدثات التى لا تقبل فى الشرع وهم معذورون لانهم يغارون على دين الله غيره محموده وكثير منهم نيته صافيه ابتغاء مرضاه الله تعالى ولكن لم يصلهم ما جاء في كتب أهل العلم من أدلة مشروعية هذا الاحتفال وان ذلك مما يتقرب به الى الله تعالى وليس من البدع والمحرمات. ولذلك أحببت أن أضع بين الايادي الكريمه هذه الادلة مساهمة القاصر في ايصال بعض ادلة مشروعية هذا الاحتفال ... ويعلم الله أنني لا أقصد من ذلك الاثارة او الجدل كما سيعتقد البعض ، ولكن حبي للانصاف واظهار الحق دفعنى الى ذلك والله من وراء القصد وهو ارحم الراحمين. وقبل أن أذكر الأقوال أود أن اورد الاتى :
1- الاجتماع لاجل المولد النبوى الشريف ماهو الا امر عادى وليس من العبادة في شىء وهذا مانعتقده وندين لله تعالى به مما ينبغي أن يقتصر فيه على ما يفهم منه الشكر لله تعالى على مولده صلى الله عليه من ذكر و من التلاوة والإطعام والصدقة وإنشاء شيء من المدائح النبوية والزهدية؛ واما ما كان حراماً أو مكروهاً فيمنع.
2- ان هذا الحكم في مسألة المولد انما نقصد به الذي خلا من المنكرات كالاختلاط والغناء وغيرهما وهنا يكون التحريم بسبب العوارض لا الذاتيات وكلامنا في اباحه الاحتفاء بالمولد المجرد وليس اباحه لما احدثه الغوغاء والدراويش (وهم خلاف سنيه الصوفيه او الصوفيه السنيه) من بدع ومنكرات ومعاصى والعياذ بالله تعالى.
3- ان القول بوجوب المولد لم يقل به أحد فيما نعلم فيبقى الحكم دائراً بين الأحكام الأربعة (الحرمه والاباحه والندب والكراهه)
4-إ ن القائلين بحرمه احتفاليه المولد هو في تحقيق البدعة إذ غالب استدلالهم هو انه محدثه وكل محدثه بدعه وكل بدعه ضلاله وكل ضلاله فى النار وفى ذكر الاحاديث التى يستدل منها لذلك ليس الا. ويمكن أن يرجع في ذلك إلى الكتب المؤلفة في هذا الخصوص وما أكثرها
5- ان صفات العالم العارف هو البحث فى كل اوجه الخلاف وعدم التمسك بالراى الذى هو شيمه الجهال حتى قال بعضهم لا تجادل صاحب بدعه ولا صوفى . فسبحان الله فهل نتركهم فى الضلال ان كانوا فيه ام نبين لهم وامرهم الى الله
وفيما ما يتعلق بضرورة معرفة الخلاف نورد الاتى :
- قال قتادة رحمه الله ت 117هـ: ( من لا يعرف الاختلاف لم يشم رائحه العلم أنفه )
- وقال الحافظ سعيد بن أبي عروبة رحمه الله 156 هـ: ( من لم يسمع الاختلاف فلا تعدوه عالما ).
- وعن عثمان بن عطاء عن أبيه رحمه الله ت سنة 155 وقال: ( لا ينبغي لأحد أن يفتى الناس حتى يكون عالما باختلاف الناس، فإن لم يكن كذلك رد من العلم ما هو أوثق من الذي في يديه).
- وقال سيد العلماء- كما وصفه الذهبي- التابعي الجليل الحافظ أيوب السختيانى ت 231 هـ: (أجسر الناس على الفتية أقلهم علما باختلاف العلماء وأمسك الناس عن الفتيا أعلمهم باختلاف العلماء. ).
و إذ انتقلنا في هذا إلى العصر الهجري الوسيط نجد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ت 727 هـ يقرر قائلا: ( من زاد فقهه زاد رفقه بالمخالفين) وفي رواية له : (من زاد فقهه قل إنكاره عن المخالفين). وقال إن التشنيع عن المخالفين أو تكفيرهم هو من سمه أهل الأهواء ).
فقد كان أبو حنيفة رحمه الله يعتبر أعلم الناس عنده من هو أعلمهم باختلاف الناس. وأوجب الإمام الشافعي رحمه الله على الفقيه المجتهد أو الفقيه المتصدر للفتوى أن يعرف الرأي المخالف ليبعد الغفلة عن نفسه من جهة و ليتثبت في إدراك الحق الذي ارتضاه و اعتقده من جهة ثانية.
يشهد لذلك ايضا : ما يقوله ابن قدامة و نصه "ويشترط في إنكار المنكر أن يكون معلوما كونه منكرا بغير اجتهاد فكل ما هو في محل الاجتهاد فلا حسبة فيه" و ما رواه أبو نعيم بسنده عن الإمام سفيان الثوري قال: إذا رأيت الرجل يعمل العمل الذي اختلف فيه و أنت ترى غيره فلا تنهه. وما رواه الخطيب البغدادي بسنده عن سفيان الثوري أيضا قال: ما اختلف فيه الفقهاء فلا أنهى أحدا من إخواني أن يأخذ به و ما ذكره النووي في الروضة فقال: "ثم إن العلماء إنما ينكرون ما أجمع على إنكاره أما المختلف فيه فلا إنكار فيه"
وفيما يلى نورد بعض الادله على مشروعيه الاحتفاء بيوم مولده عليه الصلاه والسلام فارجو ان نصطبر لقراءتها جميعا ثم نتدارسها قبل ابداء الراى وهى ليست امور جازمه القطع لم اختلقها من تلقاء نفسى ولكنها اشارات من القران الكريم والسنه المطهرة يستأنس بها واجتهادا من السلف الصالح ارى انه فى جانب الصواب ويجب النظر إليه بعين الاعتبار
أدلة من الكتاب والسنه :
1- ان الله تعالى يامر في كتابة الكريم بقولة((وذكرهم بايام الله))ابراهيم 5 وخير ايام الله هي ميلادة صلى الله علية وسلم لان بعثته وهجرته وانتصا راته ثمرات ليوم الميلاد اذا فيوم الميلاد المبارك هو الاصل الذي من دونه ما كانت كل امجاد الرسالات في الارض واذا كان المسلمون يحتفلون بميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلنرجو عند الله ثوابهم على هذة الحفاوة ان تكون كما يحب الله وكما يرضي رسوله صلى الله عليه وسلم
2- الله سبحانه وتعالى ينوه في القرآن بيوم مولد بعض الرسل كما ورد على لسان عيسى بن مريم عليه السلام (السلام على يوم ولدت ويوم اموت ويوم ابعث حيا) وكذلك قوله عن يحى عليه السلام ( وسلام عليه يوم ولد وبوم يموت ويوم يبعث حيا) فانظر رحمك الله الى تخصيص يوم المولد واغفال يوم بعثتهم بالرساله
3- في قوله تعالى : { ورفعنا لك ذكرك } [الشرح/4] فان احتفال الملايين من المسلمين بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم لم يدانيه احتفال على وجه الارض وهو رفع لذكر النبى امام غير المسلمين وفى ذلك تصديقا للايه الكريمه نرجو ان يثاب عنه المسلمين.
4- قوله جل وعلا ( وافعلوا الخير لعلكم تفلحون) ان اجتماع الخلق فى المولد فانها اجتماعات خير بشرط ان تكون الخالية من المنكرات والمفاسد بالطبع.
5- ان سيدنا عيسى عليه السلام طلب من ربه ان ينزل له مائدة من السماء تكون له عيدا (سوره المائده) وهذا دليل على جوازاتخاذ الاعياد هبه من رب العباد
6- ما استنبطه الألوسى من تفسير قول الله تعالى"قل بفضل الله و رحمته فبذلك فليفرحوا" فالرسول صلى الله عليه وسلم رحمة كما قال عز و جل : "وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين" و كما جاء في الحديث: "إنما أنا رحمة مهداة" فوجب من هنا الاحتفال و الفرح بهذه الرحمة حيث ان الاحتفال هو اقصى درجات الفرح.
7- قال السيوطي وظهر لي تخريجه (يقصد أباحه الاحتفاء بالمولد) على أصل آخر وهو ما أخرجه البيهقي عن أنس رضي الله " أن النبي صلى الله عليه وسلم عق عن نفسه بعد النبوة " مع أنه قد ورد أن جده عبدالمطلب عقَّ عنه في سابع ولادته والعقيقة لا تعاد مرة ثانية فيحمل ذلك على أن الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم إظهاراً للشكر على إيجاد الله تعالى إياه رحمة للعالمين وتشريفاً لأمته كما كان يصلِ على نفسه لذلك فيستحب لنا أيضاً إظهار الفرح بالشكر بمولده باجتماع الإخوان وإطعام الطعام ونحو ذلك من وجوه القربات وإظهار المسرات.
8- قد صح أن أبا لهب يخفف عنه عذاب [ النار ] في مثل يوم الاثنين لإعتاقه ثويبة سروراً بميلاد النبي صلى الله عليه وسلم
إذا كان هذا كافر جاء ذمه=وتبت يداه في الجحيم مخلدا
أتى أنه في يوم الاثنين دائما=يخفف عنه للسرور بأحمدا
فما الظن بالعبد الذي طول عمره=بأحمد محتفيا ومات موحدا
9- قول المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم((من سن في الإسلام سنة حسنة )) الحديث، وفيه أكبر دليل على الترغيب في إحداث كل ما له أصل من الشرع وإن لم يفعله المصطفى صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم. قال الشافعي رضي الله عنه: كل ما له مستند من الشرع فليس ببدعة ولو لم يعمل به السلف, لأن تركهم للعمل به قد يكون لعذر قام لهم في الوقت, أو لما هو أفضل منه، أو لعله لم يبلغ جميعهم علم به. أه وفى ذلك تفصيل سنورده لاحقا ان شاء الله تعالى.
10- فوله صلى اله عليه وسلم (لاتجتمع أمتي على الضلال) ألا يجمع المسلمون فى العالم الإسلامي برمته (الا قليل منهم) على اباحه الاحتفال بهذه المناسبة ؟؟ فهل هذا الإجماع على باطل؟
11-احتفل رسول الله صلى الله علية وسلم نفسة بميلاده حين سئل عن صيام يوم الاثنين فقال..((ذاك يوم ولدت فية))اذا فرسول الله احتفل بميلادة فعلينا ان نبحث في كيفية الاحتفال بالميلاد لا في شرعيتة.....؟
منة الله علينا ابدا=يوم ميلاد النبي احمدا
خصنا المولى بفضل دائم=اذ هدانا بالحبيب المقتدى
شرف النعمه شكرا للذي=هيا الاسباب ختما وابتدى
13- و ما ثبت في الصحيحين من أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قدم المدينة فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسألهم، فقالوا: هو يوم أغرق الله فيه فرعون, ونجى فيه موسى، فنحن نصومه شكرا لله فشرع النبى صيامه وقال نحن اولى بموسى منهم ) ، فيستفاد منه فعل الشكر لله على ما من به في يوم معين من إسداء نعمة، أو دفع نقمة وأي نعمة أعظم من نعمة بروز هذا النبي صلى الله عليه وسلم.. نبي الرحمة في ذلك اليوم
،