بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدّنا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
______________________
هذه مقتطفات من زيارة الشيخ عبد الرحمن الشاغوري للشيخ عبد الله سراج الدين
في منزله في حلب رحمهما الله وذلك في أواخر الثمانينيات ( أي منذ 20 سنة تقريباً )
)
الشيخ عبد الله : أكرمتمونا بزيارتكم ، أكرمكم الله.
الشيخ عبد الرحمن: هذه تجارة سيدي زيارتكم تجارة , إن المرء مع من أحب , الله يشهد أننا نحبكم في الله وبرسول الله .
الشيخ عبد الله : وأنا أحبكم في الله وبرسوله .
الشيخ عبد الرحمن : لقد قمتم ببيان الكتاب والسنة , جزاكم الله عنا خير الجزاء ..
الشيخ عبد الله : أنا أحب الصالحين , وأرجو أن أكون منهم , هذا رجائي من الله .
الشيخ عبد الرحمن : وأنت منهم بدون شك , من أحب شيئاً أكثر من ذكره , أكثرتَ من ذكر الله ورسوله وأوليائه .
الشيخ عبد الله: .. هل كتبي تصلك ؟
الشيخ عبد الرحمن : وضعتها مع بعضها أتصبّح بها وأتمسّى في الظهر والعصر , وهي موجودة أمامي .
الشيخ عبد الله: بارك الله فيك , هذا يكون شرفا لي ومدداً .
عندما كتبت كتاب الشمائل – وفّقني الله لذلك – وهو أول كتبي ( سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) سبحان الله ، أنا أكتب وكأن الروحانية المحمدية محيطة بي , وأحياناً أبكي , وقد وفقني الله وألهمني أن أرد مسألة قول بعض الناس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يخطئ ورددتها في كتاب الشمائل ..
يذكر بعض علماء الأصول أنه صلى الله عليه وسلم أخطأ يوم بدر وأخطأ يوم كذا , فأجبت عليها ورددت جميعها رداً محكماً قوياً جداً , والحمد لله , وعلى أثرها بعد ما انتهينا من الكتاب رأيت في الرؤيا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وظفني أن أحضّر له ماء الوضوء وماء الغسل , هذه وظيفتي - خادم عنده ملازم - ورجل آخر من الصحابة كان معي أنا وهو فقط ..
ثم قدّمنا الماء ورسول الله صلى الله عليه وسلم يريد أن يغتسل من غبار كان عليه من الحرب , وعندما استيقظت قلت : سبحان الله , هذه الرؤيا ما معناها ؟ فجاءني خاطر : غسلتَ الغبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , كان قادماً من الحرب وعليه غبار غسلته , وهذه وظيفتك , والحمد لله .
وعندما ذهبت للمدينة المنورة - وأسأل الله العودة على أكمل الأحوال - طلبوا مني كتاب الشمائل , وقال لي بعضهم : يوجد شخص عنده مكتبة في الرياض يطبع الكتاب ويرخّصه .. وفيه نفحات وبركات محمدية وفيه أشياء وأشياء , وفيه ما فيه عن المولد , وكانوا يحاربون المولد , فقلت لهم : إذا كان سيطبع الكتاب ويرخّصه فهذا هو المطلوب , وندفع له ما يطلب من المال , ودفعت له مبلغاً جيداً من المال لكي يطبعه على حسابي ويبيعه لنا , ويدخل قسماً إلى المدينة وقسماً خارجها .
وبعدها طبع الكتاب , وأرسل 500 نسخة للمدينة , أوقفوها في الإعلام , ثم اتصلنا بهذا الرجل من أجل أن يخلّصها , فقال : أنا لست متكفّلاً بترخيصها .
يا سبحان الله , ألم تقل أنك متكفل بطبعها وترخيصها , قال : لا هذا عملكم .
عندها عظم الأمر عليّ , لأنه كان فيه بحث المولد .. ثم إنني رجل معي إقامة , وهؤلاء متى رأووا هذه الأمور من شخص يأخذون منه الإقامة , وكانت الأزمة شديدة وعنيفة , عندها قلت : يا سيدي يا رسول الله ! إذا كان هذا الكتاب مقبولاً عندك فيدخل بترخيص , وإذا كان غير مقبول ولم يرخصوه فلن أقول إلا : حسبي الله ونعم الوكيل .
ثم قام هؤلاء وبحثوا فيه وقرؤوه , والذي قرأه واطلع عليه هو تلميذ ( الشيخ )ابن باز , وفجأة - لا نعرف كيف - نزل هذا الشخص إلى مديره - وعيناه تدمعان - وقال له : هذا الكتاب يجب أن يقرأه كل مسلم .
الشيخ عبد الرحمن : تحركت الفطرة .
الشيخ عبد الله : قال له : لكن يوجد فيه بحث المولد , فأجابه : على الشيخ أن يرفع بحث المولد فقط , فحول هذا الموضوع يوجد نقاط عديدة .
فاتصلوا بي وقالوا : ارفع بحث المولد لنرخصه لك , فقلت لهم : بل بكماله , بكماله .
قالوا : مع ذلك سوف نرفعه للرياض للمديرية العامة , ربما لهم ملاحظات أخرى عليه .
عندها قلت : أعوذ بالله , إلى أين يذهب ؟ إلى الرياض ؟ واشتد الأمر .
رأيت في إحدى الليالي رؤيا وهي أنني واقف حول الكعبة المعظمة , ويوجد اثنين أو ثلاثة واقفون ينتظرون , قدّموا موافقة على شهادة ( محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) , ومن تُقبَل شهادتُه تُرسَم على جدار الكعبة , وبينما نحن ننتظر على باب الكعبة وإذ ( بها) تُرسَم شهادةُ : ( محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ) من عبد الله سراج الدين مقبولة .
هنا استيقظت مسروراً , وقلت : الحمد لله .
وذهب الكتاب إلى الرياض , فجاءهم ترخيص عام بدون سحب بحث المولد .
الشيخ عبد الرحمن : جاءت البشرى .
الشيخ عبد الله : فقال هؤلاء ( أي الذين في المدينة ) : ربما في الرياض لم يقرؤوا الكتاب , وسوف يرسلون لنا تعنيفاً لأننا لم ننبههم أن هذا الكتاب فيه بحث المولد , فقالوا : يجب علينا تأكيد الطلب , ثم قاموا بتأكيد الطلب , فجاءهم تعنيف : نحن رخّصنا الكتاب بما فيه فلماذا تراجعوننا ؟
عندها قلت : اللهم لك الحمد .
الشيخ عبد الرحمن :
ومن تكن برسول الله نصرته
إن تلقه الأسد في آجامها تجم
الشيخ عبد الله : قلت : الحمد لله أن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم راضِ به , وهذه أكبر فرحة عندي , وكلما تذكرت هذه المسألة يطمئن قلبي وينشرح .
الشيخ عبد الرحمن : ما كتبته إلا محبة .
الشيخ عبد الله : الحمد لله .
الشيخ عبد الرحمن : والمرء مع من أحب , ولن يتخلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن محبيه .
وللموضوع تتمة في مرة قادمة ان شاء الله
التتمة
http://www.albwhsn.net/vb/showthread.php?t=780