عـجـيـبٌ أمْــرُهَـا حلبُ = عروسٌ دونـَـهَـا الشـُّــهُـبُ
لـهـا في الأرض ِ منزلة ٌ = لـهـا العُـشـاقُ قد َخطبوا
لـهـا الكـُـتــَّـابُ قد كتبوا = لـهـا الشـُّعراءُ قد ركِــبوا
وللأضيافِ خـيـرُ ِقـرى = وللعطشى لـهُـمْ ِشــْربُ
وليلٌ فـيـهـا لا يَـغـْــفـُـو = َغـريـدٌ كـُـلــُّــهُ َطــربُ
َولمَّـا َجاءَها الجـَــامي = َنــفــيــرٌ كـُـلــُّــها حلبُ
َفــتــَـجْــميعٌ وتـفـْـــريـقٌ = غدا في الأمر ِ مُضطربُ
وتـحـْــريكٌ وتـسْــكـيـنٌ = بدا في أمـرهـا َعــجَـبُ
بهِ الأحـبابُ قـد لاذوا = بهِ الحُـسـادُ قد ُحـجــبـوا
وفودُ الشرق ِ قد فاضتْ = ُجموعُ الغربِ ما غـربـوا
وأشرقَ في ُدجى قـوم ٍ = وما شمسٌ لـهُ تــَــغِــبُ
وكـُـلٌ َيـــْرتجي نـظـرهْ = على ِحبٍّ لـهُ انـتـسـبـوا
ودارَ الـكـأسُ دورتــَــهُ = و ِمنْ مَــشـْـروبه شربوا
فـذو الأقوال ِ ُمـنـْـعَجمٌ = وذو الأحوال ِ ُمنـعـربُ
وذو الأفهام ِ قد َخذلتْ = ِبـهِ الأفهامُ والـكـُـتــُبُ
وَمحـْــبـُوبٌ بـهِ فــازَ = ومَـحْــبـُوبٌ لهُ حَـجَـبوا
وآخرُ بـاتَ مَحـزونـا ً = كـئـيـبـا ً لـيـْـلـُهُ َنـحَـبُ
وآخرُ باتَ ُمنـْـتـشـيـا ً = غدا في عـقـلِهِ جَــذبُ
وآخرُ بـاتَ ُمنـْـتـحـبا ً = غـدا دمـعا ً لهُ الشــربُ
َفـمُـنـْـتـحبٌ ومُـنـْـثــَكِلُ = َومَـحْــزونٌ َوُمنـْـكـَـربُ
وتحتَ الأرض قد مكرتْ = ثعالبُ ِشركـَـها َنصـبوا
ِفـمِنـْهُمْ َمنْ بـه حَـسـدُ = ومـنـهـمْ ِسـلـمُـهُ َحْربُ
ومـنـهـمْ من به ِثـقــَــلٌ = َبــعــيــدٌ مــا بـــه أدبُ
ومـنـهـمْ من به بَـغـْــيٌ = وبَغـْـيُ الـَمـْرءِ ُمنـْـقِلبُ
ومَـهْـزوزٌ على حَــْرفٍ = حلا في عـيـنـِهِ الهَـرَبُ
وآخرُ قد بـدا َصـلِـبــا ً = هَــشـيـمـا ً كـُـلهُ حَطبُ
فصاروا للورى ِعـبـَـرَا ً = َوَمنْ للشمس ِ يـقتربُ
أيا قومي لـهُ ِحـبـُّــوا = حلا في ُحبـِّـهِ الحبُّ
َفـكــانوا للورى شمسا ً = وما لشـُــمُوسِـهـِمْ َغـربُ
يمينا ً ما رأت عـيـْـنـي = كـما الجـامي بـه اربو
غـريبا ً كـنتُ يـا قـومـي = فصرتُ إليهِ أنـْـتـسـبُ
يـسـيـرٌ كلُّ امـرهُـمُــو = وما صعب ٌ بهم صعبُ
ملوكُ الأرض ِ لوعلمتْ = ِلـسِــرٍّ فيهِ لارتـعـَـبُــوا
وعادوا كـُـلـُّـهُمْ أسـرى = إلى الجـامـي لـهُ َتحْــبُو
قليلٌ ما كتبتُ لـكـُـمْ = وهل يا ذوقُ ُتـكـْـتـَـتـَبُ
ولكنْ فاضَ فـيْـضُـكـُمو = عـلـيـنـا فانبرى القلبُ
يَــُردُّ ديـونَ مَـنْ كـان َ = لهُ في ُ قـربـنـا سَــبـَبُ
فشِـعْـري ِمنـْهُمُـو كسْـبٌ = وفيضي ِمنـْـهُمُـو وَهْـبُ
َونحْـوي منهُ مُكـْـتـَسَبٌ = َوَفـهْـمي منهُ يا عربُ
َونـَـــــْظـمي كـُـلـُّـهُ فيهِ = لأهْــداف ٍ لها أصْـــبُـو
وإمــلاءٌ لــهُ يُــتــْــلـى = على روحي همو كتبوا
وآدابٌ ِبـنـا صَــحَّــتْ = لها ِمنْ كأسِـهـِمْ َسكـْبُ
سقى قوما ً لهُ قصدوا = فـعـادوا لا كـمـا ذهـبوا
فذو َنـفـْـس ٍ لهُ َخـَربُـوا = َغـدا في عَـيـْـشِهِ ُقـْربُ
وذو الألقابِ ُمـنـْـتـَـكِسٌ = وذو الأحوال ِ ُمضطربُ
وكم َمنْ عادَ ُمفـْـتقرا ً = لـَـهُـمْ في َفـقـْـرهِ َسـبَــبُ
وكم من عادَ مَدْهُـوشا ً = جوى الأحشاءِ منخربُ
وكم من عادَ مَغـْـسُولا ً = طــهُــورا ً مـا ِبهِ ذنــبُ
وكم من عادَ مَحْـزونا ً = على ما فاتَ ُمـنـْـتــَـحِبُ
وكم أغنـَوْا ِبـفـيضِهمُو = فــقـيــرا ً مـا بـهِ كـَـذِبُ
وكم أعلوا مقامَ ردي = شريـدٍ مـا بـهِ َنــسـَـــبُ
وكم أرَوْوا ُمريدَهُمُو = وكم داروا وكم سَكـَـبُوا
وكم أعْـلو َمقامَ هُـدى = وكم أعطوا وكم َسلـبـُوا
وكم داوَوْا وكم َسعَفوا = َمـريـضـا ً ما له طبُّ
وكم وصلوا بـحَـبـْـلهمو = َطـريدا ً مـا لـهُ َلـقـَــبُ
وكم يا قـلبُ تــألـفـُـهُـمْ = بغير ِ الإلـفِ لا َتــطِــبُ
فصَــلـُّـوا يا أحَـيْـبَـابي = على الـهـادي لهُ ِحبُّوا
وآل ٍ كـُـلـِّهـِمْ ُطـــــّرا ً = صـلاة ً كــُــلــَّــها أدبُ
على أزواجهِ الــُّطهْر ِ = صلاة ً ما بَـدَتْ ُسحْـبُ
وسلــِّـمْ ربـَّـنـا أبــدا ً = َسلاما ً ما َحدا َركـْـبُ