السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
بسم الله الرحمن الرحيم، و الحمدلله رب العالمين، و أفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين.
سأكتب إن شاء الله تعالى في مقالات مختصرة، عن تواضع أسيادنا الذين أُكرِمنا بصحبتهم ورحم الله سيدنا الشيخ عبد القادر و سيدنا الشيخ أحمد فتح الله جامي و حفظ الله تعالى لنا سيدنا الشيخ محمد و أعانه على حمل أعباء هذه الدعوة و جعلنا جميعاً كما وجه عليه الصلاة والسلام:( اللهم ألف بين قلوبنا، و أصلح ذات بيننا، و اهدنا سبل السلام...)
و أما عن تواضع سيدنا الهاشمي رحمه الله تعالى فهو كما وصفه سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى : (و كان متواضعاً، حتى اشتهر بذلك، و لم يسبقه أحد من رجال عصره في تواضعه.) وفي ترجمته في كتاب الحقائق ما يبين ذلك.
لكننا لم نكرم بصحبته و الاجتماع به رحمه الله تعالى.
فسيقتصر الكلام على من أكرمنا الله تعالى بصحبتهم :
أما بعد، كنا نسمع من سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى :( الوضيع لا يتواضع، و كيف يتكبر من خرج من مخرج البول مرتين... يا أخي كل شيء عندك إعارة، قد يسلب منك في لحظة من اللحظات......اجلس على الكنبة فوق واجعل نفسك تحت في الأرض.... اللهم ارزقنا قلوباً عرشية، و نفوساً أرضية..)
و أما من تواضع سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى :
ففي إحدى الزيارات في الزاوية المباركة القديمة، أخذ بيدي إلى الطرف الآخر من الزاوية و قال لي : " انظر إلى أهداب هذه السجادة أنا هكذا بين يدي ربي، ثم أشار إلى حيث يجلس و أضاف أما إذا جلست هناك لأقرر أمور الطريق، فإني لا أسامح أحداً، لأن هذا الطريق دين الله و دين الله لا أملكه... و إني قد اشتريت لكم و دفع سيدي الثمن سلفاً...
و هذا ماكنا نراه منه رحمه الله تعالى، إذا زرناه في بيته، و كأنه شخصية أخرى ملؤها الحنان و اللطف و الشفقة و التواضع و الكرم ....
و في إحدى الزيارات حيث لم يكن فيها سيدنا الشيخ محمد حفظه الله تعالى سألنا رحمه الله تعالى : " شيخ محمد متكبر؟!"
فأجبناه : حاش!
فأضاف رحمه الله تعالى : الله خلقه هكذا، لم أر منه مخالفة في أدب من آداب الشرع منذ سبعة عشر عاماً. الزيارة قديمة.
_فتذكرت حينها حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم للأشج بن قيس فيك خصلتان يحبهما الله و رسوله إلى آخر الحديث.....
أما يُرى على أسيادنا من مظهر الجلال و الهيبة هذا للتربية أو هو لباس يلبسه الله تعالى أحبابه من باب :" من رآه بديهة هابه، و من خالط معرفةً أحبه." و لكي يقوم بواجبه في تربية هذه النفوس العاتية و إصلاح الأخلاق السيئة.
و علينا أن نعلم جميعأ أن التواضع مرتبة قلبية ليس للباس و طريقة المشي و التوجيه و الظاهر علاقة به والله أعلم.
للبحث بقية.
المقالات كتبها سيدي الشيخ صافي غشيم حفظه الله