اللباقة واللياقة
إسماعيل ديب
يُقال "تقضي آداب اللياقة بكذا"، وذلك بجعل اللياقة مصدراً للفعل لاق وهو ليس له مصدر، ولم يسمع بين مصادره اللياقة ولأنه لا يدل على حرفة حتى يقاس عليه، وإنما مصدره الصحيح: الليق والليقان، فالواجب أن نقول: تقضي آداب الليق والليقان بكذا، والعرب تقول: هذا الأمر يلبق بك وليس يليق بك أي لا يحسن فمن السائغ لنا أن نقول: تقضي آداب اللباقة بكذا.
اللّبَقُ: الظَّرْفُ والرِّفْقُ، لَبِقَ، بالكسر، لَبَقاً ولَباقَةً، فهو لَبِقٌ؛ وقيل: اللَّبِقة واللَّبِيقة الحسنة الدَّلٌ واللِّبْسة اللبيبة الصَّناع، وقيل اللَّبِقةُ التي يشاكلها كل لباس وطيب.
رجل لَبِقٌ ويقال لَبِيق، وهو الحاذق الرفيق بكل عمل، وامرأة لبيِقة ظريفة رَفيقة ويليق بها كل ثوب.
اللَّبِقُ الحُلو اللّين الأخلاقِ.
العرب تقول هذا الأمر لا يليق بك ولا يَلْبقُ بك، فمن قال لا يليق فمعناه لا يحسن بك حتى يَلْصَق بك، ومن قال لا يَلْبَقُ فمعناه أنه ليس يوفَّق لك؛ ومنه لَبِقَ به الثوبُ أي لاق به.
ولَبَّق الثريد وغيره: خلطه وليّنه؛ ويُقال أيضاً: لَبِقَ به الثوبُ، أي لاق به.
لبق يدلُّ على خَلْط شيء لتطييبه. يقال لبَقْتُ الطعام ولبَّقته، إذا ليَّنتَه وطيَّبتَه. واللَّبِق: الحاذِق بالشيء يَعملُه. ورجلٌ لبِقٌ ولبيق، والمصدر اللَّبَاقة.أما الفعل لاقَ، فيقال لاقَ الدواة لَيْقاً وألاقَها إلاقَةً، فلاقَتْ: لَزِق المداد بصوفها، ولاقَ الشيءُ بقلبي لَيْقاً ولَياقاً ولَيقاناً والْتاق، لَزِق. وما لاقَ ذلك بصَفَري أي لم يوافقني.
وما يَليق ذلك بصَفري أي ما ثبت في جوفي، وما يليق هذا الأمر بفلان أي ليس أهلاً أن ينسب إليه، والْتَاقَ قلبي بفلان أي لَصِق به وأحبه.
ويُقال: هذا الأمر لا يَلْبَق بك أي لا يزكو بك، فإذا كان معناه لا يعلق قيل لا يليق بك. والعرب تقول هذا أمر لا يَلِيقُ بك، معناه لا يحسن بك حتى يَلْصقَ بك؛ وتقول لا يَلْبق بك، معناه أنه ليس يوفّق لك.
الخُبز أَرزي:
أرى الحُـــــبَّ لا يَبلى ولكنَّه يُبلي
فــــــــلا قُربُه يشفي ولا بُعدُه يُسلي
أموت وأحيا بين سخطك والرضى
تــــُرى هكذا كان المحبُّونَ من قبلي
أعيش إذا أحييتَني بتعطــــــــُّفٍ
وتُقبض روحـي بانقباضك عن وصلي
فيا ويلتي هَبني غُلِبتُ عـلى المنى
برغمي فمالي قــــد غُلِبتُ على عقلي
أرى لك في لُبس القَبَاء لَباقــــــةً
كأنك قد أُفرِغـــتَ في قالب الشَّكلِ
بحقِّ المَلاحات التي فيك عُد بنا
إلى العادة الحسنى من القول والفعلِ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات