توجيه سيدنا حفظه الله عند اول قدوم له على حلب
🌴
توجيه شيخنا حفظه الله تعالى عند أول قدوم له الى حلب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين..وبعد..
الأولياء الكبار تكلموا عن مقام السير والسلوك للواصلين والمقربين..هذا السير والسلوك مشتق من معراج الرسول الأعظم صلى الله تعالى عليه وسلم..لأن معراجه الشريف بالروح والجسد..بالعقل والشعور وصل الى ماشاء الله..وهذا السير والسلوك مشتق من ذلك المعراج المنور والكرامات جزء من معجزات الرسول الأعظم عليه الصلاة والسلام..لايصل المريد اليه بالتمني..لايصل اليه بالمال..لايصل اليه بالصورة..لايصل اليه بالعلم دون العمل..ولابد أن يكون على يد مرشد كامل أخذ من مرشد كامل قبله الى رسول الله صلى الله عليه وسلم..وهذا الوصول ليس خياليا بل حقيقيا..ليس رؤية بل يقظة..وهذه المراتب تحصل بالتسليم والصدق الكامل..يعني القرب الى الله جل جلاله ليس بتزاحم النفوس ليس بالأنانية ليس أنا أكون أنت لاتكون..ليس هذا..بل القرب الى الله جل جلاله يكون بالقلب الصافي مع الصدق والتسليم للمرشد الذي أشرنا اليه..تحصل هذه الكرامات كلها من معجزات الرسول عليه الصلاة وأفضل السلام..من اتبع سبيل الرسول الأعظم عليه الصلاة وأفضل السلام ويعبد الله بعبادة موافقة لسير وسلوك الرسول..بعبادة موافقة لسنة الرسول عليه الصلاة وأفضل السلام..ليس الا هذا السبيل لأن الله جل جلاله رتب محبته على اتباع هذا الرسول..ليس الا هذا..نرى بعضنا لانقصد شخصا معينا بل كلنا ان كنا مريدين لأسيادنا ومحبين لرسولنا عليه الصلاة وافضل السلام وكنا عابدين لخالقنا لابد أن نطرح من قلوبنا حظوظ أنفسنا حتى نكون مرآة لصفات الله يتجلى في قلوبنا النور المحمدي عليه الصلاة وأفضل السلام ونور المرسلين جميعا حتى ننهل من صفات الله جل جلاله..نرجو الله جل جلاله أن يوفقنا وأن يجردنا من حظوظ أنفسنا..والذي يعوقنا عن محبة الله تعالى ماهو الا هذه الحظوظ الدنيوية والشهرة المقامية والرتبة والاستعلاء على الخلق..ليس الا هذا..لأن فرعون عليه من الله ما يستحق ما وصل الى ادعاء الرتبة الالهية الا بالأنانية حتى قال أنا ربكم مدعيا الربوبية..ابتدأ بالأنانية شيئا فشيئا واستدرجه الله بالنعمة حتى صار فرعون وكذلك نمرود وكذلك أنفسنا وكل شخص لابد أن يعرف نفسه أخبث من فرعون بمخالفتها لربها وموافقتها لفرعون..كل النفوس الأمارة موافقة لفرعون وليست موافقة لله جل جلاله..لأن أنفسنا بين جنبينا من ناحية هي محبوبنا ومن ناحية أخرى هي عدونا لابد لنا أن نعرف عدونا وعدو خالقنا ولذا قال ربنا جل جلاله اخبارا عن سيدنا يوسف بن يعقوب عليهم الصلاة وأفضل السلام.."ان النفس لأمارة بالسوء"..وكلما تمسكنا بأذيالها نعوذ بالله تبعدنا عن الله جل جلاله وعن رسولنا عليه الصلاة وأفضل السلام وعن سيرة أسيادنا.."فلاتزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى"..لابد علينا جميعا صغيرنا وكبيرنا أن نتجرد عن الحظوظ ونوجه الى هذا الطريق المبارك المنور رئيسه محمد المصطفى عليه الصلاة وأفضل السلام وفيه أفراد الى نهاية الدنيا وكل جيل يأتي يأخذ حصته من تلك الحلقة النورانية بقدر اتصاله بهذا الطريق..ليس اتصاله بالأشخاص..لو كان الاتصال بالأشخاص فانه بموت المرشد المربي انقطع ذلك الطريق بالكلية..نعوذ بالله من هذا ونرجو الله جل جلاله أن لاينقطع الطريق..ولكن كل واحد يأخذ حصته من الطريقة المباركة .. نعبد الله تعالى ونتمسك بسنة سيد المرسلين عليه الصلاة وأفضل السلام وآداب أسيادنا الى انتهاء أجلنا..لابد أن نطبق آداب القرآن على أنفسنا..الطريقة الشاذلية مبنية على العمل بأحكام الشريعة ظاهرا وباطنا والتأدب بآداب أسيادنا الى أن نموت..هذه سيرتنا وكل من قبل دخل في تلك الحلقة النورانية..وكل من لم يقبل ولو قال بلسانه أنا قبلت ولم يظهر عليه في سيرته لم يدخل في ذلك حقيقةً وتمسك بمشيخته أو بمسلكه أو استعلى على الناس فان الناس قلوبهم منورة ولذا اجتمع ألوف على رجل واحد..فلابد لمن اجتمع عليه الناس أن يكون عنده خوف من الله تعالى جل جلاله..ويتفكَّر كيف يحاسب عند خالقه اذا أهمل فردا من أفراد ذلك الاجتماع..الاهمال ليس شأن المؤمن لابد أن يخاف من الحساب عند الله تعالى..نرجو الله تعالى أن يوفقنا واياكم جميعا لهذه السيرة المحمدية وآداب أسيادنا حتى انتهاء أجلنا...كل من يخرج من الدنيا يخرج بعمله..عملنا قليل وعمرنا كذلك قصير ولكن جرمنا كبير والجنة مخلوقة للانسان وكذلك جهنم نعوذ بالله مخلوقة للانسان وعلى هذا كل واحد مقعده على قدر جرمه صغيرا أو كبيرا ومكافأته كذلك كبيرة أو صغيرة بحسب عمله..لابد علينا أن نسلم بقلوبنا وجوارحنا ونوجه الى الطريقة لا إلى الأشخاص..أنا الفقير لاأقصد فردا بل كلنا بداخلنا لابد أن نكون هكذا..نسأل الله تعالى جل جلاله أن يحفظنا من حيل النفس وأن يجردنا من حظوظ أنفسنا وأن يعطينا سؤلنا بمعرفته..برحمته لاباستحقاقنا..وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم أجمعين..
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات