بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين حمداً يقترن بحكمته البالغة * ويحيط بنعمه السابغة * ويخص نعمته عليّ بالإيمان والإسلام فإنها أعظم نعمه * وأن جعلني من أمة سيدنا محمد خير الأنام وجعلها خير أمّة * كما أحمده على أن صلّى هو وملائكته على هذا النبي الكريم وأمر المؤمنين بذلك تشريفاً له وتعظيماً * فقال تعالى إنَّ الله وَمَلاَئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمَا * اللهم صلى عليه وعلى آله أفضل صلاة صليتها أو تصليها على أحد من عبادك الأبرار والمقربين * تكون صلاتك على سيدنا إبراهيم وآله مع كما لها بالنسبة إليها كالذرة بالنسبة إلى جميع العالمين * وعلى إخوانه الأنبياء الذين تقدموه في الزمان * تقدم الأمراء على السلطان * وأصحابه نجوم الهدى * وأئمة أمته ومن بهم اقتدى * وسلم اللهم عليهم تسليماً كذلك * فالكل مملوك وأنت وحدك المالك * وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له * وأشهد أن سيدنا محمداً نبيّه ورسوله خير نبيّ أرسله * (أما بعد) فيقول الفقير المذنب يوسف بن إسمعيل النبهاني إني تفكرت في كثرة ذنوبي وقلة أعمالي الصالحة فعظم بذلك بلائي * وغلب خوفي على رجائي * ثم ألهمني الله سبحانه أن لا دواء لهذا الداء * أنفع من صدق الالتجاء * إلى سيد المرسلين * وحبيب رب العالمين * فقد قال تعالى وابتغوا إليه الوسيلة وهو صلى الله عليه وسلم أعظم الوسائل والوسائط لديه * وأفضل الخلائق وأحبهم إليه * وها أنا قد التجأت إلى جنابه الكريم صلى الله عليه وسلم وخدمته بهذا المجموع الذي جمعته في فضل الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وسميته (أفضل الصلوات على سيد السادات) وجعلته قسمين وخاتمة القسم الأول أبين فيه فضلها إجمالاً وفوائدها * والقسم الثاني أفصّل فيه غرر كيفياتها وفرائدها * وأنسب كل صيغة إلى أهلها * مع بيان رواتها وفضلها * وليس لي في ذلك أدنى فضل * إلا مجرد النقل * ولم آل جهداً في اختيار الكتب المعتمدة وأهليها * وعز وجميع الأقوال إلى قائليها * أما الأحاديث الشريفة التي ذكرتها في فصول القسم الأول فإني أبين هنا الكتب التي نقلتها منها * ورويتها عنها * روماً للاختصار * وفراراً من ركاكة التكرار * وهي إحياء علوم الدين للإمام حجة الإسلام الغزالي * والشفاء للقاضي عياض * والأذكار للإمام محي الدين النووي * والمواهب اللدنية للعلامة أحمد القسطلاني * وكشف الغمة ولواقح الأنوار كلاهما للوارث المحمدي بحر الشريعة والحقيقة سيدي عبد الوهاب الشعراني * والزواجر والجوهر المنظم كلاهما لخاتمة المحققين العلامة شهاب الدين أحمد بن الحسني وشرحها شيخي وأستاذي خادم سنة رسول الله العلامة الشيخ حسن العدوي المصري قرأت عليه الأربعين النووية في جامع سيدنا الحسين رضي الله عنه وقسماً من صحيح البخاري في الجامع الأزهر سنة سبع وثمانين ومائتين وألف فمتى قلت الشيخ فهو المراد وقد جعل لشرحه مقدمة حافلة هي أجمع الكتب المذكورة وأنفعها في هذا الشأن وجل اعتماده فيها على كتاب القول البديع في فضل الصلاة على الحبيب الشفيع للحافظ السخاوي رحمهم الله أجمعين وفيما عدا الأحاديث النبوية أصرح باسم المنقول عنه في محله * وأنسب كل قول إلى أهله * وها أنا أبرأُ إلى الله من حولي وقوتي * وأسأَله سبحانه أن يجعل جزاءَه أفضل من نيتي * وأن يجعل هذا العمل مقبولاً عنده وعند رسوله * وأن يسعف هذا السائل في الدارين ببلوغ سؤله * بجاه سيدنا محمد نبيه الكريم * عليه وعلى آله وأصحابه أفضل الصلاة والتسليم * ويشتمل القسم الأول على سبعة فصول:
الفصل الاول
في تفسير أن الله وملائكته الآية وما يناسبها من الأقوال.
الفصل الثاني
: في الأحاديث التي ورد فيها الترغيب في الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بصيغة الأمر ونحوه وما ورد فيها ذكر الأعداد كقوله عليه الصلاة والسلام من صلى على واحدة صلى الله عليه بها عشراً وما يناسب ذلك.
الفصل الثالث
في الأحاديث التي ورد فيها الحثّ على الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة وليلتها وبيان حكمة ذلك.
الفصل الرابع
في الأحاديث التي ورد فيها الترغيب في الإكثار من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم وما يتعلق بذلك من النقول.
الفصل الخامس
في الأحاديث التي ورد فيها ذكر شفاعته صلى الله عليه وسلم لمن يصلي عليه أو الترغيب في الصلاة عليه مطلقا.
الفصل السادس
في الأحاديث التي ورد فيها التحذير من ترك الصلاة عليه عند ذكره صلى الله عليه وسلم والنقول التي تناسب ذلك.
الفصل السابع
في بيان الفوائد الجمة والمنافع المهمة التي تحصل في الدنيا والآخرة لمن يصلي عليه صلى الله عليه وسلم وهو إجمال التفصيل المتقدم في الفصول السابقة وزيادة.
ويشتمل
القسم الثاني
على سبعين كيفية للصلاة عليه صلى الله عليه وسلم هي أكمل الكيفيات وأفضل الصلوات مع بيان فوائدها ومن رواها. وشرح منافعها ومزاياها. والصلاة المتممة للسبعين هي الصلاة الكبرى لسلطان الأولياء سيدنا عبد القادر الجيلاني رضي الله عنه وهي وحدها تشتمل على أكثر من سبعين صلاة كل واحدة منها ذات فضل عظيم نقلتها من شرحها للعارف بالله سيدي عبد الغني النابلسي رضي الله عنه.
وتشتمل
الخاتمة
على سبع قصائد فرائد * جعلتها لخرائد هذه الصلوات قلائد * فعليك بهذا الكتاب أيها الأخ المسلم المحب لنبيه الراغب في الصلاة عليه لصلاح دينه ودنياه * فإنك مهما فتشت لا تكاد تجد ما اشتمل عليه مجموعا في كتاب سواه * وإني أبتهل إلى الله تعالى أن ينفعني به وكل مسلم سليم القلب من الأمراض * نقيّ اللسان الجنان من داء الاعتراض * إنه وليّ ذلك