الصوت الحسن
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ثبت في الصحيحين، وروى الإمام المحقق محمد بن الجزري – رحمه الله – بسند صحيح عن أبي عثمان النهدي – رحمه الله – قال: صلى بنا ابن مسعود المغرب بقل هو الله أحد، ووالله لوددت أنه قرأ بسورة البقرة من حسن صوته وترتيله (النشر في القراءات العشر: 1/212).
وأدع الصحابي الجليل " جبير بن مطعم " يصف قراءة النبي صلى الله عليه وسلم: يقول جبير : "سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم- يقرأ في المغرب بالطور؛ فما سمعت أحداً أحسن صوتاً أو قراءة منه، فلما سمعته قرأ: "أم خلقوا من غير شيء أم هم الخالقون" خلتُ أن فؤادي قد انصدع، وكاد قلبي يطير". وذكر ابن الجزري قصة بلغت التواتر عن الإمام تقي الدين محمد بن أحمد الصائغ المصري -رحمه الله- وكان أستاذاً في التجويد أنه قرأ يوماً في صلاة الصبح " وتفقد الطير فقال مالي لا أرى الهدهد؟" وكرّر هذه الآية فنزل طائر على رأس الشيخ يسمع قراءته حتى أكملها فنظروا إليه فإذا هو هدهد.
الديك والعصافير يحنّون إلى سماع القرآن بالصوت الحسن، فأين قلبك؟: ولي في إثبات هذا قصتان:
الأولى: كان للشيخ الفقيه شرف الدين العيتاوي ديك، فكان إذا قعد يقرأ القرآن بصوته الندي يأتي ديك عندهم، فيقف بين الشيخ يرفع رِجلاً ويضع أخرى فلا يبرح حتى يفرغ الشيخ من قراته.
والثانية: حدث أن صحب "عبدالوهاب" الشيخ المقرئ "محمد رفعت" إلى القناطر الخيرية..
ويحكي عبد الوهاب فيقول: كان الشيخ إذا قرأ .. تسكت العصافير فلا تزقزق .. فإذا سكت .. زقزقت .. وتكرر هذا مراراً..
ولكني غنيت .. فلم تكف العصافير غن غنائها .. وأحسست عندئذ بكرامة الشيخ .. وعظمة القرآن ! (القرآن في حياة المسلم، لمحمود عمارة : 40).
وهذه سنة الله تبارك وتعالى فيمن يقرأ القرآن مجوداً كما أنزل، بصوت ندي، ونغم عذب، وأداء جميل، تلتذ الأسماع بتلاوته، وتخشع القلوب عند قراءته، حتى يكاد أن يسلب العقول ويأخذ بالألباب، ويسحر بسحره الحلال بني الإنسان، ويأسر بسرّ جاذبيته عوالم الطير والحيوان.
فصاحب الصوت الحسن هو الذي إن استمعت إلى القرآن وهو يتلى بصوته تناسب آياته في قلبك، وتحيا معانيه في نفسك، كأنك تحيا فيه أو يحيا هو فيك
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 06-28-2009 الساعة 07:46 AM