وصايا سيدي الشيخ العارف بالله رحمه الله ورضي الله عنه السيد محمد سعيد البرهاني .الوصايا
الوصية الأولى :
يجب على كل مؤمن أن يضع أمام عينيه مخافة الله سبحانه وتعالى ,
وأنه ناظر إليه , ومطلع على سره , وجهره , وفي خلوته , لا يخفى عليه من أمره شيء , ويتجنب كل محرم , حرمه الله عليه , ونهاه عنه , إذ رب معصية واحدة , تورد صاحبها موارد الهلاك , ومن يقع في محرم من المحرمات , يجب عليه أن يندم ويتوب حالاً , ويعزم على عدم العود , والحذر كل الحذر من التمادي في المعاصي أو أاستباحة شيء منها , لأن الذي يستبيح شيئاً من المعاصي , يكون قد عرض نفسه للكفر, والخلود في النار, نعوذ بالله من ذلك , قال تعالى :
. ومن لم يتب فأولئك هم الظالمون . فالتوبة واجبة فوراً , عقب كل ذنب , وتأخيرها معصية أخرى , وربما يأتيه الأجل ويموت عاصياً .
الوصية الثانية :
بشأن تربية الأولاد على الأخلاق الإسلامية , ولا سيما المسائل المتعلقة بالعقائد , فاعتنوا بتأديبهم , وتهذيبهم , وتعليمهم محاسن الأخلاق , وبحفظهم من قرناء السوء , وقد حث حجة الإسلام سيدي الغزالي على تعليمهم القرآن , وأحاديث الأخبار , وحكايات الأبرار وأحوالهم , لينغرس في نفوسهم حب الصالحين , وينبغي تمرينهم على الصدق , والكرم , والإيثار , وإرادة الخير لإخوانه , وجيرانه , وأقاربه , وللناس أجمعين , وينبغي أن لايمكن الولد من الأمور المذمومة - كالكذب , والغيبة , والنميمة , والانهماك في الدنيا بالكلية - , ويبين له أن الدنيا زائلة , ولا بقاء لها , وأن الموت يقطع نعيمها , وأنها دار ممر , لا دار مقر , وأن الآخرة دار مقر ,
لا دار ممر, وأن الموت منتظر في كل لحظة , وأن العاقل من تزود في الدنيا للدار الآخرة , وينبغي أيضاً أن لا يمكن من الافتخار , والتكبر , والعجب , والرياء , والحقد , والحسد , فالولد إذا لم تتمكن فيه الأخلاق الكريمة , وترك الأخلاق الذميمة , ففي الغالب يشقى ويهلك , والأولياء مسؤولون عنهم بسبب تقصيرهم , وكذا يجب تعليمهم الطهارة من النجاسة , وكيفية الوضوء , والصلاة , والصوم , قال تعالى :
. يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً .
فالوقاية من النار لا تكون إلا بالتمسك بالأخلاق والآداب الشرعية .
الوصية الثالثة :
ومن كلام بعض العارفين :
العاقل إن قيل له الحق لا يغضب , بل ينقاد له , العاقل من يستحي من سيده على كثرة إنعامه وإحسانه إليه , ويطيعه بنعمه , ولا بعصيه بها , العاقل يطع سيده حالة كونه يراه , ولا يعصيه وهو معه , العاقل ينظر للعواقب , العاقل يكره النار ويهرب منها , العاقل يحب الجنة ويهجم عليها , راغباً فيها , العاقل من هيأ الزاد لسفره , العاقل من يخشى الله ويستحيي منه , إذ لا يستحيي منه ,
ولا يخافه إلا المؤمن بالبعث , والحساب , والجزاء على عمل الخير والشر , قال تعالى :
. فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره , ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره .
الوصية الرابعة :
يحرم لعن شخص بعينه , سوى إبليس , أو من ثبت موته على الكفر, لأن الخاتمة مجهولة , ولكن لعن الجميع جائز , مثل :
لعنة الله على الظالمين , أو المنافقين , ونحوهما , ثم والغيبة كذلك
حرام , ولكن يستثنى مها مسائل عند الضرورة .
منقول