بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى وعلى اله وصحبه اهل الوفا
السلام عليكم
قال تعالى (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ )
العلم بالشئ بالضرورة ينفي الجهل به
إذ أن العلم نقيض الجهل من كل وجه... ومن حيث ان العلم نور القلب الذي هو محل إدراك الحقائق
والجهل من حيث انه نقيض النور استحالة السير الى تلك الحقائق وإن كان صاحب ذلك العلم –متعلم –
قال تعالى ( من كان في هذه اعمى فهو في الأخرة أعمي وأضل سبيلا)
فقوله تعالى ( فاعلم ) أمر مع التشديد
فنحن مأمورون بالعلم الذي ينفي عنا الجهل به - تعالى - وهذا العلم لا يتأتي إلا بالتقوى قال تعالى ( واتقوا الله ويعلمكم الله ) فيعلمك على قدرك وسعة حالك
قال تعالى ( ولا يحيطون بشئ من علمه الا بما شاء )
فمجال العلم التقوى, ومجال التوحيد العلم , فلا علم الا بتقوى ولا توحيد الا بعلم -فافهم -
فإذا علمت انه ( لا اله إلا الله )تجدد لك -الامر- بقوله تعالى (فاعلم أنه لا اله إلا الله ) من حيث استمرارية الامر بإستمرار وجودك ...
بمعني انه إستحالة احاطة علمك بها أو إستيفائك لحقها فلا ينفك عنك الامر (فاعلم)
فشهادتك بــ لا اله الا الله اقل مرتبة في التحقيق من علمك بها وإلا فأين دليل شهادتك ؟!
ان لم يكن بالعلم ...فتلك شهادة زور من حيث علمك بها لا من حيث حقيقة وحدانيته تعالى - فالله هو الغني -
قال تعالى (شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
(شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ) تجلى صفاتي ذاتي
فانظر قوله تعالى (وَأُوْلُوا الْعِلْمِ ) فما نسب الى تلك الشهادة التى شهدها على نفسه إلا الملائكة وألوا العلم الذين تنورت قلوبهم فكانوا في مرتبة الملائكة هذا لتعرف مكانة العالم بها وكانهم شاهدوا ذلك التجلي ..... فشهدوا ( ان لا اله الا الله )
فقوله تعالى ( فاعلم انه لا اله إلا الله ) أي إنف عنك جهل الاغيار لترتقي الى معرفه الواحد القهار
لتشعر ان ظاهرها جلال من حيث انها امر وباطنها جمال من حيث انها دعوة منه تعالى لتتعرف عليه –سبحانه -
قال تعالى ( إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ) فالشهادة لا تكون إلا بحق والحق لا يكون إلا بعلم فقوله تعالى (شهد بالحق ) والحق من أسمائه تعالى فالشهاده - بالحق - لا تكون إلا بحق
أي أنك لا تستطيع ان تشهد له بالوحدانية إلا به – تعالى- (وهم يعلمون ) بما شهدوا أي ان شهادتهم لا تكون صادقة حقيقة معتبرة إلا بالعلم
فإذا شهدت له بالوحدانية عرفت نفسك بالعبودية وبان لك تقصيرك في حق مولاك قال تعالى ( علم الله انكم لن تحصوه فتاب عليكم )
فقال لك ( فاستغفر لذنبك ) رحمة بك .. وأمرك بالاستغفار(والمؤمنين والمؤمنات )
فما جمعك إلا بمن هو مثلك في الإعتقاد بوحدانيته أذ هناك تفاوت في التوحيد فقال تعالى ( والله يعلم متقلبكم ) في تلك الاحوال والترقي في مراتب التوحيد
(ومثواكم ) مقامكم الذي كتب لكم ان تصلوا إليه
والله ورسوله اعلم