ثمرة يوم الاحد بعد العشاء من ذي الحجة لعام 1432
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد :
قال الله تعالى جلَّ وعلا : {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [سورة الجاثية: 18]
- هذا خطاب لرسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر عام لجميع من أمن برسول الله صلى الله عليه وسلم ( سبب النزول خاص والأمر عام ) وخصوصاً لأهل الطريق فأهل الطريق جميعاً - ذكوراً وأناثاً - عليهم أن يجعلوا الشريعة كثوبٍ داخلي للجسد ويعملوا بها ( يعني الشريعة ) وكذلك سنة الرسول عليه الصلاة والسلام وتقوية هذه الشريعة والسنة وغذاؤهما وثمرتهما - حتى يكون المؤمنون والمؤمنات ثابتين عليهما على الشريعة والسنة - ذكرُ الله جلَّ وعلا إما ( لاإله إلا الله ) أو لفظ الجلالة ( الله ) مع الاستغفار وعدم الغفلة هذا غذاؤهما وثمرتهما
رضا الله تعالى بالشريعة ومحبته جلَّ وعلا للمؤمنين باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الشريعة أخذها المجتهدون رضي الله تعالى عنهم من القرأن الحكيم ولذا فإن رضا الله تعالى عن العبد بالشريعة ومحبته جلَّ وعلا له باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم كما قال ربنا جلَّ وعلا : ( قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ ) [آل عمران:31]
وثمرته رضا الله تعالى واتباع الرسول صلى الله عليه وسلم وبعد الرضا والمحبَّة يثبت ايمان الرجل بقول الله تعالى : ( أنا عند ظنِّ عبدي بي ) أخرجه البخاري ومسلم
وفي الآخرة عفو الله ورضا الله تعالى جلَّ وعلا وفي الدنيا خروجه مع الإيمان - إن شاء الله تعالى - إذا داوم عليهما أي على الشريعة والسنة وعلى هذه الحالة حتى يخرج من الدنيا وثمرته الجنة ولكنَّ رضا الله تعالى أقوى من الجنة
على المؤمن أن لا يضيِِّع مدة بقائه في الدنيا حتى لا يحصل له الحزن في الآخرة وهذا كله بمخالفة النفس وعدم الخيانة للمؤمنين في أموالهم وأماناتهم - هذه الخيانة في أموال الناس في معاملته مع الناس لأصلاح أولاده - ولذا قال ربُّنا جلَّ وعلا : {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ وَاللَّهُ عِندَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ} ( التغابن 15 )
بالذكر الكثير وقراءة القرآن الكريم بالتدبُّر يحصل له الحضور مع الله تعالى جلَّ وعلا وتكون أخرته اهم من دنياه ولا تلعب به الدنيا ولا يلعب به الشيطان ولا وكلاؤه حتى يخرجوه عن الاستقامة كلما زاد اعتقاده بالشريعة والسنة النبوية وابتعد عن الخيالات والمخالفات الشرعية يزداد توكله وتفويض أمره إلى الله جلَ وعلا
علينا أن لا نكون من الذين لا يتفكرون في الآخرة ولا يتفكَّرون في وقوفهم بين يدي الله تعالى سبب هذا أنَّ من لم يترقَّ من الرتبة الحيوانية ولم تثمر شجرة هويته ثمرة الإنسانية التي هي المعرفة والتوحيد فهو والحيوانات العُجمُ سواءْ في الرتبة بل أسوأ حالاً منها ( وقيد بالعجم لانه ليست كل الحيوانات بعُجم )
ومن لم يطع حكم الُمرَبِّي وهو الله جلَّ وعلا ( وحكمه شرعه ) ولم يَنقَد لأوامره لينقذه من جهله ويوصله إلى ما خُلِق لأجله فإنه يبقى على العمى
اللهم أبعدنا من نفوسنا الأمارة ووجِّهنا إلى رتبة الذين لم يكونوا غافلين عن الآخرة
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله رب العالمين
هذا ما قاله العارف بالله المربي سيدي الشيخ أحمد فتح الله جامي شيخ الطريقة القادرية الشاذلية الدرقاوية حفظه الله تعالى ونفعنا به
يوم الاحد بعد صلاة العشاء
نقلاً عن احد الاحباب
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 12-04-2011 الساعة 03:08 PM