فضائل وقت الفجر[ الأربعينٍ-1-]
ذكر الله تعالى مستحب في جميع الأوقات لقوله تعالى :"واذكر ربك إذا نسيت" وحديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم:"كان النبي صلى الله عليه سلم يذكر الله على كل أحيانه"
ولكن هناك أوقات يستحب فيها الذكر أكثر من غيرها لفضيلتها وبركتها وعظم أجرها مثل وقت السحر والفجر والأصيل والمغرب والكلام هنا عن بركة وقت الفجر وما فيه من العبادات العظيمة:
من فضائل صلاة الصبح:
1. أنها امتثالاً لأمر الله تعالى:
(( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها))
عن قتادة قال: هي صلاة الفجر وصلاة العصر وعن ابن عباس قال: كل تسبيح في القرآن فهو صلاة
تفسير الطبري
((حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى ))
اختلف العلماء من الصحابة رضي الله عنهم فمن بعدهم في الصلاة الوسطى المذكورة في القرآن قالت طائفة هي الصبح ممن نقل هذا عنه عمر وجابر
شرح النووي على صحيح مسلم
(( أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً))
((أقم الصلاة لدلوك الشمس)) أي من وقت زوالها ((إلى غسق الليل" إقبال ظلمته أي الظهر والعصر والمغرب والعشاء ((وقرآن الفجر" صلاة الصبح ((إن قرآن الفجر كان مشهوداً)) تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار
تفسير الجلالين
[COLOR="sienna"]
2.
أنها سبب في دخول الجنة:[/
COLOR] عن أبي موسى رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من صلى البردين دخل الجنة
متفق عليه [البردان: هما الصبح والعصر]
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له في الجنة نزلاً كلما غدا أو راح
متفق عليه
3. حجاب عن النار:
عن عمارة بن رؤيبة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها يعني الفجر والعصر
رواه مسلم وغيره
عن أنس بن مالك - قال أبو عبد الله أظنه قد رفعه- قال: من صلى الغداة والعشاء الآخرة في جماعة لا تفوته ركعة كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق
رواه البيهقي في الشعب
عن سمرة بن جندب رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في الرؤيا قال: أما الذي يثلغ رأسه بالحجر فإنه يأخذ القرآن فيرفضه وينام عن الصلاة المكتوبة
رواه البخاري
4. الدخول في ذمة الله وحفظه:
عن جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم
رواه مسلم وغيره
وفي رواية للطبراني في الكبير عن سعيد بن عمرو بن سعيد أن الحجاج أمر سالم بن عبد الله بقتل رجل فقال له سالم أصلِت الصبح فقال له الرجل نعم فقال انطلق فقال له الحجاج ما منعك من قتله فقال سالم حدثني أبي أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى الصبح كان في جوار الله يومه فكرهت أن أقتل رجلا قد أجاره الله فقال الحجاج لابن عمر أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ابن عمر: نعم
5. وهي صلاة مشهودة:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يتعاقبون فيكم ملائكة بالليل وملائكة بالنهار ويجتمعون في صلاة الفجر وصلاة العصر ثم يعرج الذين باتوا فيكم فيسألهم ربهم وهو أعلم بهم كيف تركتم عبادي فيقولون تركناهم وهم يصلون وأتيناهم وهم يصلون
متفق عليه
6. سبب في رؤية الله تبارك وتعالى:
عن جرير بن عبد الله قال: كنا جلوساً عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ نظر إلى القمر ليلة البدر فقال: أما إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر لا تضامون في رؤيته فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها - يعني العصر والفجر- ثم قرأ جرير ((وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها))
متفق عليه
7. يكتب له قيام ليلة:
عن عبد الرحمن بن أبي عمرة قال دخل عثمان بن عفان المسجد بعد صلاة المغرب فقعد وحده فقعدت إليه فقال يا بن أخي سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله رواه مسلم والترمذي وأبو داود
عن أبي بكر بن سليمان أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد سليمان بن أبي خيثمة في صلاة الصبح وأن عمر بن الخطاب غدا إلى السوق ومسكن سليمان بين المسجد والسوق فمر على الشفاء امرأة سليمان بن أبي خيثمة فقال لم أر سليمان في الصبح فقالت إنه بات يصلِ فغلبته عيناه فقال عمر: لأن أشهد صلاة الصبح أحب إلي من أن أقوم ليلة
رواه البيهقي في الشعب
8. يعطى النور يوم القيامة:
عن بريدة الأسلمي عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة
رواه الترمذي
عن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد لقي الله عز وجل بنور يوم القيامة
رواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن الله ليضيء للذين يتخللون إلى المساجد في الظلم بنور ساطع يوم القيامة
رواه الطبراني في الأوسط بإسناد حسن
مغفرة الذنوب :
عن عتبة بن عبد قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ما من عبد يخرج من بيته إلى غدوٍٍٍِِِِِِِِِ أو رواح إلى المسجد إلا كانت خطاه خطوة كفارة وخطوة درجة
رواه أحمد والطبراني في الكبير
عن أبي عبيدة بن الجراح قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما من الصلوات صلاة أفضل من صلاة الفجر يوم الجمعة في الجماعة وما أحسب من شهدها منكم إلا مغفوراً له
رواه البزار والطبراني في الكبير
9. فيها الأجر العظيم :
عن أبي هريرة قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس صلاة أثقل على المنافقين من الفجر والعشاء ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبواً لقد هممت أن آمر المؤذن فيقيم ثم آمر رجلا يؤم الناس ثم آخذ شعلا من نار فأحرق على من لا يخرج إلى الصلاة بعد
متفق عليه
عن فضالة الليثي قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأسلمت وعلمني حتى علمني الصلوات الخمس لمواقيتهن قال: فقلت له: إن هذه لساعات أشغل فيها فمرني بجوامع فقال لي: إن شغلت فلا تشغل عن العصرين قلت: وما العصران قال: صلاة الغداة وصلاة العصر
رواه أبو داود وأحمد واللفظ له
عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن أفضل الصلوات عند الله صلاة الصبح يوم الجمعة في جماعة
رواه البيهقي في الشعب
عن سماك بن حرب قال: تزوج الحارث بن حسان وكان الرجل إذ ذاك إذا تزوج تخدر أياما فلا يخرج لصلاة الغداة فقيل له: أتخرج وإنما بنيت بأهلك في هذه الليلة قال: والله إن امرأة تمنعني من صلاة الغداة في جمع لامرأة سوء
رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن
10. من صلاها يصلِ صلاة الأبرار:
عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من توضأ ثم أتى المسجد فصلى ركعتين قبل الفجر ثم جلس حتى يصلِ الفجر كتبت صلاته يومئذ في صلاة الأبرار وكتب في وفد الرحمن
رواه الطبراني في الكبير
11. يصبح المصلِ طيب النفس ويسلم من الشيطان:
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد يضرب كل عقدة عليك فارقد فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدة فإن توضأ انحلت عقدة فإن صلى انحلت عقدة فأصبح نشيطاً طيب النفس وإلا أصبح خبيث النفس كسلان
متفق عليه
عن عبد الله رضي الله عنه قال ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم رجل نام ليلة حتى أصبح قال: ذاك رجل بال الشيطان في أذنيه أو قال أذنه
متفق عليه
12. أنها من علامات الإيمان:
عن سلمان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من غدا إلى صلاة الصبح غدا براية الإيمان ومن غدا إلى السوق غدا براية الشيطان
رواه ابن ماجه
عن أبي عمير بن أنس عن عمومة له من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي أنه قال: لا يشهدهما منافق يعنى صلاة الصبح والعشاء
قال أبو بشر: يعنى لا يواظب عليهما
رواه أحمد
13. تركها من علامات النفاق:
عن ابن عمر قال: كنا إذا فقدنا الرجل في الفجر والعشاء أسأنا به الظن
رواه الطبراني في الكبير والبزار ورجال الطبراني موثقون
عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بيننا وبين المنافقين شهود العشاء والصبح لا يستطيعونهما أو نحو ذلك
رواه مالك في الموطأ
14. من صلاها يدخل في رحمة الله:
عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: المشاءون إلى المساجد في الظلم أولئك الخواضون في رحمة الله رواه ابن ماجه
15. من صلاها له الأمن يوم القيامة:
عن أبي أمامة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بشر المدلجين إلى المساجد في الظلم بمنابر من النور يوم القيامة يفزع الناس ولا يفزعون
رواه الطبراني في الكبير
16. الغدو إلى صلاة الفجر من الجهاد:
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الغدو والرواح إلى المسجد من الجهاد في سبيل الله
رواه الطبراني في الكبير وأحمد موقوفاً
17. الدخول مع الذاكرين:
عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الغفلة في ثلاث الغفلة عن ذكر الله عز وجل والغفلة عن صلاة الغداة إلى طلوع الشمس وغفلة الرجل عن نفسه في الدين
رواه البيهقي في شعب الإيمان
فوائد الذكر بعد صلاة الفجر:
18. امتثالاً لأمر الله تعالى: لقوله عز وجل:[/
COLOR] (( وسبح بحمد ربك بالعشي والإبكار))
((فأوحى إليهم أن سبحوا بكرة وعشياً))
((يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال..))
((واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ))
(( وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل غروبها))
((واذكر اسم ربك بكرة وأصيلاً))
[قوله تعالى: ((فسبح بحمد ربك)): كل ذكر لله عند العرب تسبيح وصلاة يقول الرجل منهم قضيت سبحتي من الذكر والصلاة ] تفسير الطبري
[قوله تعالى: )) فسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب)) وقد كان هذا قبل أن تفرض الصلوات الخمس ليلة الإسراء وهذه الآية مكية ] تفسير ابن كثير
[يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم واصبر يا محمد نفسك مع أصحابك الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي بذكرهم إياه بالتسبيح والتحميد والتهليل والدعاء والأعمال الصالحة من الصلوات المفروضة وغيرها] تفسير الطبري
[الإبكار: من طلوع الفجر إلى وقت الضحى] تفسير القرطبي
19. اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم:
عن سماك بن حرب قال قلت لجابر بن سمرة أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم كثيراً كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلِ فيه الصبح حتى تطلع الشمس فإذا طلعت قام وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم صلى الله عليه وسلم
رواه مسلم
[فيه استحباب الذكر بعد الصبح وملازمة مجلسها ما لم يكن عذر قال القاضي هذه سنة كان السلف وأهل العلم يفعلونها ويقتصرون في ذلك الوقت على الذكر والدعاء حتى تطلع الشمس وفيه جواز الحديث بأخبار الجاهلية وغيرها من الأمم وجواز الضحك والأفضل الاقتصار على التبسم كما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في عامة أوقاته قالوا ويكره إكثار الضحك وهو في أهل المراتب والعلم أقبح والله أعلم] شرح النووي على صحيح مسلم
عن ابن عباس عن جويرية أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها بكرة حين صلى الصبح وهى في مسجدها ثم رجع بعد أن أضحى وهي جالسة فقال: ما زلت على الحال التي فارقتك عليها قالت: نعم قال النبي صلى الله عليه وسلم: لقد قلت بعدك أربع كلمات ثلاث مرات لو وزنت بما قلت منذ اليوم لوزنتهن سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته متفق عليه
عن مدرك قال مررت ببلال وهو جالس حين صلى الغداة فقلت ما يجلسك يا أبا عبد الله قال: أنتظر طلوع الشمس
رواه الطبراني
إبراهيم النخعي قال: حدثني من رأى ابن مسعود أنه صلى الفجر ثم قعد فلم يقم لصلاة حتى نودي بالظهر فقام فصلى أربعاً
رواه الطبراني
20. الحصول على أجر حجة وعمرة متقبلتين:
عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة
رواه الترمذي وقال حديث حسن