حقيقة الدعاء في القرآن الكريم وأثره في العبادة
حقيقة الدعاء في القرآن الكريم وأثره في العبادة
الشيخ عبد اللطيف الشامي
الدعاء : هو اظهار العبد افتقاره إلى الله عز وجل والتبرؤ من الحول والقوة .
وهو سمة العبودية واستشعار الذلة البشرية وفيه معنى الثناء على الله عز وجل واضافة الجود والكرم اليه .
ولكي يصدق الانسان في دعائه الذي يبغي فيه الاجابة من الله تعالى ينبغي أن يصدق في العبودية لله تعالى ويخلص فيها فالدعاء بغير عبودية خالصة لله تعالى دعاء بلا روح ولا إيمان , ولقد ورد الدعاء في القرآن الكريم على وجوه منها :
¯ العبادة : كما في قوله تعالى : ( واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ) » الكهف آية 28 « .
وقوله تعالى : ( إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم ) » الأعراف آية 194 « .
¯ الطلب والسؤال : من الله سبحانه وتعالى كما في قوله تعالى : ( وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداعي إذا دعان ) » البقرة آية 186 « .
وقال تعالى : ( وقال ربكم ادعوني استجب ) .
¯ الاستغاثة : كما في قوله تعالى : ( قل أرأيتم إن أتاكم عذاب الله أو أتتكم الساعة أغير الله تدعون إن كنتم صادقين بل إياه تدعون فيكشف ماتدعون إليه إن شاء وتنسون ما تشركون ) » الأنعام آية 40 ¯ 41 « .
¯ النداء : كما في قوله تعالى : ( يوم يدعوكم فتستجيبون بحمده ) » الاسراء آية 72 « .[/
وقوله تعالى : ( إن أبي يدعوك ليجزيك أجر ماسقيت لنا ) » القصص آية 25 « .
¯ توحيد الله وتمجيده والثناء عليه : كما في قوله تعالى : ( قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى ) » الاسراء آية 110 « .
¯ الحث على الشيء : كما في قوله تعالى : ( قال رب السجن أحب إلي مما يدعونني إليه ) » يوسف آية 23 « .
وقوله تعالى : ( والله يدعو إلى دار السلام ) » يونس اية 25 « .
¯ رفعة القدر : كما في قوله تعالى : ( لاجرم أنما تدعونني اليه ليس له دعوة في الدنيا ولا في الآخرة وان مردنا إلى الله وأن المسرفين هم أصحاب النار ) » غافر آية 43 « .
¯ القول : كما في قوله تعالى : ( فما كان دعواهم إذ جاءهم بأسنا إلا أن قالوا إنا كنا ظالمين « » الأعراف آية 5 « .
¯ سؤال الاستفهام : كما في قوله تعالى : ( ادع لنا ربك يبين لنا ماهي ? ) » البقرة آية 68 « .
¯ التسمية : كما في قوله تعالى : ( لاتجعلوا دعاء الرسول بينكم كدعاء بعضكم بعضاً ) » النور آية 63 « .
وفي قوله تعالى : ( قل ادعو الله أو أدعو الرحمن أيا ما تدعو فله الأسماء الحسنى ) » الاسراء اية 110 « .
ويقول ابن القيم في ذلك : ليس المراد مجرد التسمية الخالية من العبادة والطلب بل التسمية الواقعة في الدعاء والثناء والطلب فعلى هذا المعنى يصح أن يكون في ( تدعوا ) معنى تسموا بالأسماء والمعنى : أيا ما تسموا في ثنائكم ودعائكم وسؤالكم » بدائع الفوائد « .
وقيل : ورد في معنى العذاب كما في قوله تعالى : ( تدعوا من أدبر وتولى ) » المعارج آية 17 « .
وللإجابة لدعائك ينبغي أن تترصد الأوقات الشريفة وأن تتقيد بنظام الدعاء لتكون قريباً من الله عز وجل وتنال الاجابة المطلوبة .
والأوقات الشريفة : كيوم عرفة ¯ رمضان ¯ يوم الجمعة ¯ وقت السحر من ساعات الليل .
أما نظام الدعاء : أن تتضرع إلى الله تعالى وتخشع له وأن تكون على طهارة وصفاء نية وأنت باتجاه القبلة رافعاً يديك إلى السماء بحيث يرى بياض إبطيك كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم .
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن ربكم حيي كريم يستحي من عبيده إذا رفعوا أيديهم أن يردها صفراً ) ثم امسح بيديك وجهك في آخر الدعاء .
وأن تتيقن بالاجابة لدعائك وافتتح دعاءك بذكر الله تعالى ثم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ثم اسأل الله تعالى حاجتك واختتم دعاءك بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم .
كما كان يفعل الأنبياء عليهم الصلاة والسلام
__________________