أبواب الجامع الأموي وأسماؤها
أبواب الجامع الأموي وأسماؤها
رنا بغدان
يتوسط الجامع الأموي قلب مدينة دمشق القديمة. ويحتل مكانة دينية جليلة في قلوب الناس، عدا مكانته التاريخية والأثرية على مر الزمان منذ العهد الآرامي.
ثم توالي الحضارات عليه، إلى أن شيده الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك وبدأ بناءه عام (86هـ)وجعل له أبواباً تصله بالمدينة وأحيائها، فتعددت أسماء تلك الأبواب وارتبطت باسم حي أو سوق أو أثر بحسب إطلالة كل باب، ولاتزال أبوابه مشرعة تدعو الناس للدخول والاجتماع في هذه الآبدة المقدسة.
الباب الشرقي
وهو الباب الذي حمل تسميات عديدة وهو مرتفع يشرف على حي النوفرة وقد كان المدخل الرئيسي لمعبد(حدد)في العهد الآرامي، ومعبد(جوبيتر)في العهد الروماني ومن تسمياته:
باب جيرون
سمي بهذا الاسم نسبة إلى باب معبد جوبيتر الدمشقي الشرقي الذي كان يعرف بباب جيرون، وقد تغنى به الشعراء وكتب حول تسميته المؤرخون الكثير من الدراسات والأبحاث والطروحات وحتى الأساطير.
باب الساعات
أطلقت هذه التسمية في(ق 4هـ.)وشاعت في (ق6هـ)أيام نور الدين الملقب بالشهيد عندما وضعت أمامه الساعة المشهورة التي صنعها(فخر الدين ابن الساعاتي)وبقيت التسمية حتى عهد المماليك ووصفها ابن بطوطة عند زيارته دمشق بعد تجديدها إثر احتراقها عام(681هـ)كما وصفها بدقة ابن جبير قبل تجديدها.
باب النوفرة
سمي بهذا الاسم لأنه يفتح في حي النوفرة الحالي نسبة إلى نافورة ماء مشهورة كانت هناك.
باب القميرية:
لأنه يؤدي إلى حي القميرية شرقاً
باب اللبادين
وهي تسمية قديمة منسوبة إلى سوق اللبادين الذي كان عنده، واللباد قماش مصنوع من الصوف المندوف.
الباب الشمالي
وهو الباب الذي يطل ويفتح في حي الكلاسة فسمي باب الكلاسة كما سمي بباب العمارة لأنه يؤدي إلى حي العمارة الجوانية، وسمي باب الفراديس وباب السلسلة وباب الناطفيين وهم صناع وباعة(الناطف)وهو ضرب من الحلوى البيضاء الهشة.
الباب الغربي
سمي بباب(البريد)نسبة إلى معبد جوبيتر الدمشقي الغربي الذي كان يعرف بباب البريد وشاعت تسميته على كامل الحي عنده والذي استفاض في وصفه المؤرخون مع باب(جيرون)وكذلك الرحالة، كما عرف أيضاً بباب(المسكية)لأنه يفتح في سوق المسكية وهم باعة المسك وهو نوع من الطيب كالعنبر..
الباب القبلي:
عرف هذا الباب بباب الساعات وهي تسمية قديمة انتقلت إلى الباب الشرقي للجامع، وسمي باب الزيادة لأنه محدث ولم يكن قائماً عندما كان الجامع كنيسة، كما عرف باسم باب القوافين نسبة لسوق القوافين وهم باعة النعال ومن يصنعها، أما تسميته بباب العنبرانية فتعود إلى سوق العنبرانيين قبالته وهم بائعو المسك والعنبر والطيب.
الأبواب الداخلية
وكما كان للجامع أبواب خارجية تصله بالمدينة كان له أبواب داخلية تفضي بالزائر من مكان إلى آخر داخله ومنها: باب البرادة، أو باب السنجق أو الصنجق، وباب البرادة هي التسمية القديمة للبوابة الرئيسية المنفذة من صحن الجامع إلى حرمه، والسنجق هي الراية التي تحمل مع المحمل عند أداء فريضة الحج.
كما عرف بأسماء عديدة مثل: باب مقصورة الخطابة وباب الخطابة وباب الخضراء، وباب السر: لأن الخلفاء الأمويين كانوا يدخلون ويخرجون من الجامع دون أن يراهم أحد.
واكتشف في الجدار الجنوبي للجامع باب من العهد البيزنطي بسوق القباقبية تعلوه كتابات كنسية يونانية تعود إلى أيام كنيسة يوحنا المعمدان وأزيل في بداية الثمانينيات من القرن الماضي حماية للجامع من أي حريق ولكشف جداره الأثري الهام.
.... وبعد
وكلمة لابد منها: إنه وإن تعددت المراجع والمصادر التي نعتمد عليها في تقديم أية مادة تاريخية عن دمشق الفيحاء، تبقى أبحاث الدكتور قتيبة الشهابي الميدانية هي أكبر مرجع نعود إليه للحديث عن عروسته الحلوة دمشق التي فازت بمحبها فتزينت له بشفوف الأسطورة والرواية والحدث.
__________________