الوردة الدمشقية..جئتكم من تأريخ الوردة الدمشـــقية .. التي تختصــر تأريـخ العطر
ثورة زينية
ذكرت في الملحمة التاريخية الشهيرة الالياذة والأوديسا وقال عنها رواة الأساطير ان وردة دمشق جاءت من الجنة ولقبتها الشاعرة الاغريقية سافو بملكة الازهار وذكرها شكسبير في احدى مسرحياته جميلة كجمال وردة دمشق
ويقال ان البطل صلاح الدين الايوبي قد طهر مدينة القدس بماء الوردة الدمشقية المصفى حين دخلها محررا كما لا يمكن للزائر الى متحف الماتاف الشهير بلندن أن يفلت من يديه رؤية لوحة للفنان تشارلز روبرتسوت من القرن التاسع عشروهي تصور الوردة الدمشقية في أجمل تشكيلة فنية تعبر عن مدى تأثير هذه الوردة على الفنان الشهير ليحتضنها في النهاية متحف عالمي يزخر بأروع ما جمع في العالم من إبداعات فنية.
تعتبر الوردة الشامية شجيرة معمرة واسعة التحمل للظروف البيئية ولا تحتاج إلا إلى سقاية تكميلية واحدة أو سقايتين في أحسن الأحوال.
تبدأ زراعتها في شهر كانون الاول من نهاية العام حتى شهر آذار ويبدأ موسم القطاف في الخامس عشر من شهر أيار وحتي الخامس من شهر حزيران وتحتاج الغراس الى خمس سنوات تقريباً لتبدأ بإنتاج مردود اقصادي وتعتبر منطقة المراح في القلمون بريف دمشق الاشهر في زراعة الوردة الشامية وهي تبعد عن دمشق حوالي 60 كم حيث تواجد حوالي 600 ألف شتلة موزعة على 1500 دونم في منطقة القلمون، كما تعتبر مناطق باب النيرب في حلب وحماة ومنطقة عرنة في جبل الشيخ حيث تعد أيضاً من المناطق المشهورة بزراعتها ويأمل المزارعون في تلك المناطق من وزارة الزراعة اعتبار الوردة الشامية شجرة مثمرة إلغاء تصنيفها كشجرة حراجية وذلك للاستفادة من قروض يمكن ان تقدم للمزارعين لشراء الشتول وتوفير الأراضي المناسبة.
وتعد الوردة الشامية المزروعة بعلاً هي الأجود وتزرع رياً أيضاً لكنها أقل جودة.
رحلة الوردة الشامية
اسمها العلمي «لاروزا داماسينا» اخذت اسمها من موطنها الاصلِ دمشق «الشام» حتى أن العلماء الاوروبيين لم يستطيعوا الاتفاق على اسم لها ويجدوه بالأصل فقالوا تبقى وردة دمشق ودخل اسمها المعاجم والقواميس والمختبرات على أنها lavose Damasin الوردة الدمشقية ثم انتقلت زراعتها من دمشق إلى معظم بلاد العالم القديم بواسطة اليونانيين والرومان وقدماء المصريين ثم الى أوروبا في العصور الوسطى خلال حروب الفرنجة، وتركزت زراعتها في فرنسا وبلغاريا، كما نقلها الحججاج المسلمون الى المغرب العربي وتركيا وايران، وانطلقت الوردة الجورية وأخواتها من السوسن والياسمين من دمشق الى جميع أنحاء العالم منذ مئات السنين وكانت أوروبا المقصد الأول لها ولا تزال رسوم الوردة الشامية موجودة على بلاط قصر الحمراء في غرناطة كما يوجد في بلغاريا واد مليء بها ويقول عنها البلغاريون انها قطعة هاجرت من دمشق واستقرت لدينا.
ونقلب المزيد من صفحات التاريخ لنجد ان وردة الشام كانت موجودة بين ازهار حدائق بابل المعلقة، كما كانت موجودة في حدائق الفراعنة وبعد سقوط الدولة الاموية نقلها العباسيون الى بغداد، لكن الأمويين لم يتخلوا عن وردتهم الغالية فحملوها معهم الى الأندلس فعندما ذهب عبد الرحمن الداخل الى الاندلس واستتب له الامر طلب غراسا منها وزرعها هناك، وفي عودة للشرق نجد ان إعجاب الخليفة المتوكل بها وصل الى درجة جعلها خاصة بقصره ومنع الناس من زراعتها في قصورهم وبيوتهم، فقال انا ملك الملوك وهذه الملكة الوردة
ولذلك يستحق كل منا الآخر وتستمر رحلة وردة الشام لتصل الى عصر غزوات الفرنجة وكان جاء مع الغزو الكونت الفرنسي يتبو الرابع وكان مولعا بالورود ودفعه ولعه وولهه بجمال وردة فحملها معه وحمل بذورها وعاد الى فرنسا ليزرعها في كل مكان توجه اليه واجتازت الوردة بحر المانش لتدخل القصر الملكي البريطاني ووقعت الأسرة المالكة البريطانية مشدوهة أمام جمال هذه الوردة زكية الرائحة ودعت الى اجتماع ملكي اتخذ فيه قرار اعتبار هذه الوردة من الشعارات الأساسية للعائلة المالكة ولكن بعد ذلك اختفى الاهتمام بهذه الوردة في الشرق زمنا طويلا، لكن ملكة الورود المحظوظة كتب لها ان تعود لبريقها المعهود في موطنها الاول بعد مات من السنين حيث أنه وفي عام 1967 قرر وزير التربية الفرنسي آنذاك أن يرد الأمانة إلى دمشق فأرسل أصيصاً زرعت فيه الوردة في مدخل المتحف الوطني وعند إقامة معرض الزهور الدول لأول مرة عام 1974 غدت الوردة الجميلة رمزاً لدمشق تتألق وتزهو به أمام العالم.
فوائد طبية
يعتبر العالم والطبيب العربي ابن سينا أول من اكتشف الفائدة العطرية والتقطيرية لهذه الشجيرة في مطلع القرن الحادي عشر ووصفها العلماء والباحثون بأنها معين لا ينضب من المنتجات الطبية والغذائية ومستحضرات التجميل الطبيعية فماء الورد الطبيعي هو بالأصل عبارة عن مقطر الوردة الشامية حيث يفيد البشرة وينقيها ويتمتع بقدرة عالية على ترميمها ويغذيها ويساعد على ازالة التجاعيد والسواد حول العيون اضافة للترطيب والتعقيم يضفي نكهة للأغذية والحلويات بينما يعمل ماء الزهر الذي اعتبر الوردة الشامية الاساس في تركيبه فهو مفيد في حالات المغص ومسكن ومهدىء للجهاز الهضمي أما زهورات الوردة الشامية المجففة فهي الافضل طبيعياً في حالات الزكام والانفلونزا وآلام الحلق والبلعوم ومنظمة لعمل جهاز الهضم والبول: ناهيك عن شراب ومربيات الورد المصنوعة من الورد الشامي.
وتعد الوردة الشامية المزروعة بعلاً هي الأجود وتزرع رياً أيضاً لكنها أقل جودة.
رحلة الوردة الشامية
اسمها العلمي «لاروزا داماسينا» اخذت اسمها من موطنها الاصلِ دمشق «الشام» حتى أن العلماء الاوروبيين لم يستطيعوا الاتفاق على اسم لها ويجدوه بالأصل فقالوا تبقى وردة دمشق ودخل اسمها المعاجم والقواميس والمختبرات على أنها lavose Damasin الوردة الدمشقية ثم انتقلت زراعتها من دمشق إلى معظم بلاد العالم القديم بواسطة اليونانيين والرومان وقدماء المصريين ثم الى أوروبا في العصور الوسطى خلال حروب الفرنجة، وتركزت زراعتها في فرنسا وبلغاريا، كما نقلها الحججاج المسلمون الى المغرب العربي وتركيا وايران، وانطلقت الوردة الجورية وأخواتها من السوسن والياسمين من دمشق الى جميع أنحاء العالم منذ مئات السنين وكانت أوروبا المقصد الأول لها ولا تزال رسوم الوردة الشامية موجودة على بلاط قصر الحمراء في غرناطة كما يوجد في بلغاريا واد مليء بها ويقول عنها البلغاريون انها قطعة هاجرت من دمشق واستقرت لدينا.
ونقلب المزيد من صفحات التاريخ لنجد ان وردة الشام كانت موجودة بين ازهار حدائق بابل المعلقة، كما كانت موجودة في حدائق الفراعنة وبعد سقوط الدولة الاموية نقلها العباسيون الى بغداد، لكن الأمويين لم يتخلوا عن وردتهم الغالية فحملوها معهم الى الأندلس فعندما ذهب عبد الرحمن الداخل الى الاندلس واستتب له الامر طلب غراسا منها وزرعها هناك، وفي عودة للشرق نجد ان إعجاب الخليفة المتوكل بها وصل الى درجة جعلها خاصة بقصره ومنع الناس من زراعتها في قصورهم وبيوتهم، فقال انا ملك الملوك وهذه الملكة الوردة
ولذلك يستحق كل منا الآخر وتستمر رحلة وردة الشام لتصل الى عصر غزوات الفرنجة وكان جاء مع الغزو الكونت الفرنسي يتبو الرابع وكان مولعا بالورود ودفعه ولعه وولهه بجمال وردة فحملها معه وحمل بذورها وعاد الى فرنسا ليزرعها في كل مكان توجه اليه واجتازت الوردة بحر المانش لتدخل القصر الملكي البريطاني ووقعت الأسرة المالكة البريطانية مشدوهة أمام جمال هذه الوردة زكية الرائحة ودعت الى اجتماع ملكي اتخذ فيه قرار اعتبار هذه الوردة من الشعارات الأساسية للعائلة المالكة ولكن بعد ذلك اختفى الاهتمام بهذه الوردة في الشرق زمنا طويلا، لكن ملكة الورود المحظوظة كتب لها ان تعود لبريقها المعهود في موطنها الاول بعد مات من السنين حيث أنه وفي عام 1967 قرر وزير التربية الفرنسي آنذاك أن يرد الأمانة إلى دمشق فأرسل أصيصاً زرعت فيه الوردة في مدخل المتحف الوطني وعند إقامة معرض الزهور الدول لأول مرة عام 1974 غدت الوردة الجميلة رمزاً لدمشق تتألق وتزهو به أمام العالم.
فوائد طبية
يعتبر العالم والطبيب العربي ابن سينا أول من اكتشف الفائدة العطرية والتقطيرية لهذه الشجيرة في مطلع القرن الحادي عشر ووصفها العلماء والباحثون بأنها معين لا ينضب من المنتجات الطبية والغذائية ومستحضرات التجميل الطبيعية فماء الورد الطبيعي هو بالأصل عبارة عن مقطر الوردة الشامية حيث يفيد البشرة وينقيها ويتمتع بقدرة عالية على ترميمها ويغذيها ويساعد على ازالة التجاعيد والسواد حول العيون اضافة للترطيب والتعقيم يضفي نكهة للأغذية والحلويات بينما يعمل ماء الزهر الذي اعتبر الوردة الشامية الاساس في تركيبه فهو مفيد في حالات المغص ومسكن ومهدىء للجهاز الهضمي أما زهورات الوردة الشامية المجففة فهي الافضل طبيعياً في حالات الزكام والانفلونزا وآلام الحلق والبلعوم ومنظمة لعمل جهاز الهضم والبول: ناهيك عن شراب ومربيات الورد المصنوعة من الورد الشامي.
ولكن المنتج الأهم لوردة دمشق هو زيت الورد الذي وصفه الصينيون بأنه أغلى من الذهب وأبقى من النفط يعادل أو يزيد سعر الغرام الواحد منه عن سعر الغرام من الذهب ويقدر سعر الكيلو الواحد من زيت الورد وبحوالي /12/ ألف دولار وتصل قيمة جهاز التقطير الخاص باستخلاص هذا الزيت الى مئتي ألف ليرة.
وكل عشرة أطنان من الورد تنتج/1/ كغ من زيت الورد كما ان انتاج الدونم الواحد من الورد يعادل بقيمته ثلاثة أضعاف ما ينتجه الدونم الواحد من القطن ولهذا الزيت اضافة إلى فوائده العطرية فوائد طبية كبيرة تتمثل في ايقاف نزوف الدم ومعالجة أمراض الكلى والحصى والجهاز البولي والتناسلي.
في إحدى المدن الصغيرة بالمغرب وتدعى قلعة مكونة يقام سنوياً « مهرجان الوردة الدمشقية» في أجواء تعبق بقلائد الورد الشامي التي تزين الاعناق صغاراً وكباراً وتباع مستحضرات من هذه الوردة كالصابون والزيوت وزجاجات ماء الورد ما يشكل تجارة رابحة لسكان المدينة.
ورغم التقصير الواضح بحق ملكة الورود إلا أن اهتماماً حقيقياً على الصعيد الرسمي والعلمي حيث انه وبالاضافة إلى كون الوردة الشامية رمزاً لمعرض الزهور الدولي السنوي الذي تقيمه وزارة السياحة فإنه تم مؤخراً احداث مهرجان خاص بالوردة الشامية كما خصصت غرفة زراعة دمشق منحة دراسة لدراسة الماجستير والدكتوراه حول الوردة الشامية.
جئتكم من تأريخ الوردة الدمشقية
التي تختصر تأريخ العطر
ومن ذاكرة المتنبي
التي تختصر تأريخ الشعر
جئتكم من ضحكة النساء الشاميات
التي علمتني اول المراهقة
ومن سجادة صلاة امي
التي علمتني أول الطريق إلى الله
آخر الكلام
تبقى الوردة الشامية عبقاً وألقاً لدمشق وتبقى تلك حكاية الوردة التي عطرت العالم تثقب جدران الذاكرة لتروي قصص بيوتات دمشق وحاراتها العريقة