رد: أوراد ســيـدي عـبـد الـقــادر الـجـيـلانـي رضـي الله عـنـه
إلـهـــي بـــابـــك مـــفـــتـــوح لـلـســــائـــل و فـــضـــلـك مـــبـــذول لـلـنـــائـــل
و إلــيـــــك مـــنـــتـــهـــى الــشــــــكـــوى و غـــــــــــايـــــة الــمـــســـــائــــل .
إلـهـــي إرحـم دمـعـي السـائـل و جـسـمي الـنـاحـل و حـالـي الـحـائـل و شـبـابـي
الـمـائـل . يـا مـن إلـيـه تـرفــع الـشــكـوى . يـا مـن يـعــلـم الـســر و الـنـجـوى .
يـا مـن يــســمـع و يــرى و يـا مـن هـو بـالـمـنـظــر الأعــلــى . يـا رب الأرض
و الـســمـاء . يـا مـن لـه الأســمـاء الـحـســنـى . يـا مـن لـه الــدوام و الـبــقــاء .
يـا رب عـبـدك قـد ضـاقــت بـه الأســبـاب و غـُـلـقــت دونـه الأبــواب و تـعــذر
عـلـيـه سـلـوك طـريـق أهـل الـصـواب ، و زاد بـه الـهـم و الـغـم و الإكـتـئـاب ،
و انــقــضــى عــمــره و لــم يــفــتــح لــه إلــى فــســيــح تــلـك الـحــضــرات ،
و مـنـاهـل الـصـفـو و الـراحـات بـاب ، و انـصـرمـت أيـامـه و الـنـفـس راتـعـة
فـي مــيـاديــن الـغــفــلـة و دنــي الاكــتــســاب ، و أنــت الـمــرجــو لـكــشـــف
هــــذا الـمــصــاب ، يـا مـن إذا دعـــــي أجــــــاب ، يـا ســـريــع الـحــســـاب ،
يـا رب الأربـــــاب ، يـا عـــظـــيـــم الـجـــنـــاب ، يـا كــــريـــم يـا وهــــــاب ،
ربِّ لا تـحـجـب دعــوتـي ، و لا تــرد مـســألـتـي ، و لا تـدعـنـي بـحـســرتـي ،
و لا تــكــلــنــي إلــى حــولــي و قـــوتــي ، و ارحـــم عــجـــزي وفـــاقـــتــي ،
فـــقــــد ضـــــاق صـــدري و تــــاه فـــكـــري و تـــحـــيـــرت فـــي أمــــري ،
و أنـــت الــعـــالــم بــســــري و جــهـــري ، الــمـــالــك لــنــفــعــي و ضـــري
الـــقـــــــادر عـــلـــى تــــفــــريـــج كــــربــــي و تـــيـــســــيـــر عـــســــري ،
ربِّ ارحــم مـن عــظــم مــرضــه و عــز شـــفــاؤه و كــثــر داؤه و قــل دواؤه
و ضـعــفــت حــيـلـتـه و قــوي بــلاؤه ، و أنــت مـلـجــؤه و رجــاءُه و عــونــه
و شـــفـاؤه يـا مـن عــم الـعــبـاد فــضـلـه و عــطـاؤه ، و وســع الـبـريـة جــوده
و نـعـمـاؤه ، هـا أنــا عــبـدك مـحـتـاج إلـى مـا عـنـدك ، فـقـيـر أنـتـظـر جـودك
و رفــدك مــذنــب أســـأل مـنـك الـعــفـو و الـغــفـران ، خــائــف أطـلــب مـنـك
الـصـفـح و الأمــان ، مـســيءٌ عــاصٍ فـعـســى تــوبــةً تـمـحــو أنـوارهـا ظـلـم
الإســاءة و الـعـصـيـان ، ســائـل بـاســط يـــد الـفــاقــة الـكـُـلـِّـيـة يـطـلـب مـنـك
الـجـود و الإحـســان ، مـســجـون مــقــيـد فـعـســى يُــفــك قــيـده و يُـطـلـق مـن
ســجـن حـجـابــه إلـى فــســيـح حــضـرات الـشــهـود و الـعـيـان ، جـائــع عــار
فـعـســى يـطـعـم مـن ثــمـرة الـقـرب و يـكـســى مـن حـلـل الإيـمـان ، ظـمـآن ،
و أي ظـمـآن ، يـتـأجـج فـي أحـشــائـه لـهــيـب الـنـيـران فـعـســى تــبــرد عـنـه
نــيــران الـكــرب و يــســقـى مــن شـــراب الـحـــب ، و يـكــرع مــن كـاســات
الـقـرب و يـذهـب عـنـه الـبـؤس و الآلام و الأســقـام و الأحـزان ، و يـنـعـم مـن
بـعـد بـؤســـه و ألــمــه و يـشــفـى مـن مـرضـه و ســقـمـه حـتـى يــزول مـا بـه
كـان مـا كـان هـا أنــا عــبــد نــــاءٍ غــريــب مــصــاب قــد بــعــد عـن الأهـــل
و الأوطـان ، فـعـســى أن يــزول عـنـه هـذا الـتـعـب و الـشــقـاء ، و يــغــدو لـه
اقـرب و الـلـقـاء ، و يـتـراءى لـه الـسـِّـلـمُ و الـنـقـاءُ و يـلـوحُ لـه الإثـلُ و الـبـان
و يـنـالـه الـلــطــف و الاحـســان ، و تــحــل عـلـي الــرحــمــة و الـرضــوان ،
يـا عـظـيـم يـا مــنـان يـا كـريـم يـا رحــمــن يـا صـاحــب الـجــود و الإمــتــنـان
و الـرحـمــة و الـغــفـران ، يـا رب يـا رب يـا رب ارحــم مــن ضـاقــت عـلـيـه
الأكــوان ، و لـم تــؤنـســه الـثــقـلان و قـد أصـبـح و أمـســى مــولـهـا حــيـران
و أضـحـى غـريــبـاً و لـو كـان فـي الأهــل و الأوطـان ، مــنـزعـجـاً لا يــأويــه
مـكـان ، قـلـقـاً لا يـلـهـه عـن بــثــه و حـزنـه تـغـيـر الأزمـان ، مـسـتـوحـشــاً لا
يـأنـس قـلـبـه بـإنـس و لا جـان هـل فـي الـوجـود رب ســواك فـيـدعـى ، أم هـل
فـي الـمـمـلـكـة إلــــه غــيـرك فـيـرجــى ، أم هـل ثـم كــريــم غــيـرك فـيـطـلـب
مـنـه الـعـطـاء ، أم هـل ثـَمَّ جـواد ســواك فـيـســأل مـنـه الـفـضـل و الـنـعـمـاء ،
أم هـل حـاكـم غـيـرك فـتـرفــع إلـيـه الـشــكـوى ، أم هـل ثـم مـن يـحـال الـعــبـد
الـفـقـيـر عـلـيـه ، أم هـل ثـم مـن تــُـبــســط الأكـــف بـرفــع الـحـاجــات إلـيـه ،
يـا مـن لا مـلـجـأ و لا مـنـجـا مـنـه إلا إلـيـه ، يـا مـن يـجــيـر و لا يـجـار عـلـيـه
أهـَهـُـنـا كـريـم غـيـرك فـيـرجـى أم مـن ســواك جـواد فـيـسـأل مـنـه الـعـطـاء ،
ربِّ قـــد جـــفـــانــي الـقـــريـــب و مـــلـَّــنــي الـحــبــيـــب ، و شــــمـــت بــي
الــعــــــدو و الــقــــريــــب ، و اشـــــــتـــد بـــي الــكــــرب و الــنـــحـــيـــب ،
و أنـــــــــــت الـــــــــــودود الـــقـــــريـــــب الـــــــــــرؤوف الـــمـــجـــيـــب ،
ربِّ إلـى مـن أشـــتــكــي و أنــت الـعــلــيــم الـقــــادر ، أم بـمـن أســـتــنــصــر
و أنــت الــولـي الـنــاصــر ، أم بـمـن أســـتــغــيــث و أنـت الــولـي الـقــاهــر ،
أم إلـى مـن ألــتــجــئ و أنــت الـكــريــم الـســـاتــر ، أم مـن ذا الــذي يــغــفـــر
عــظـيـم ذنــبــي و أنــت لـلــذنــوب غــافــر ، يـا عـلـيــمـاً بـمـا فـي الـســرائــر
يـا مـن هـو مـطـلـع عـلـى مـكـنـون الـضـمـائـر يـا مـن هـو فــوق عـبـاده قـاهـر
يـا مـــن هــــو الأول قــــبـــــل كــل شــــيء و الآخــــــر بــــعــــــد كـل شــيء
أســألـك يـا ربَّ كـل شــيء بـقـدرتـك عـلـى كـل شــيء ، اغـفـر لـي كـل شــيء
حــتـى لا تــســـألــنـي عــن شــــيء ، يـا مـــن بـــيـــده مــلــكـــوت كـل شــيء
يـا مـــن لا يــضـــره شـــيء و لا يــنـــفــعـــه شــــيء و لا يـــمــنــعـــه شــيء
و لا يــعــجـــزه شـــيء و لا يــغــلــبـــه شـــيء و لا يـــعـــزب عـــنـــه شــيء
ولا يــــؤوده و لا يــســتــعــيــن بــشـــيء و لا يــشــغــلــه شــــيء عــن شــيء
و لا يــشـــــبــهـــه شـــــيء ، يـا مـــن هــــو آخــــــذ بــنــاصـــيـــة كـل شــيء
و بـــيــــده مـــقـــالـــيـــد كــل شــــيء ، اصــــرف عـــنــي ضــــر كـل شــيء
و ســــــــــــــهــــل لــــي كــل شــــيء و بـــــــــــــــارك لـــي فـــي كـل شــيء
و لا تـحـاســبــنـي عــن شــــيء ، و لا تــؤاخـــذنــي و يــســـر لــي كـل شــيء
و هـب لـي كـل شـيء و أعـطـنـي خـيـر كـل شـيء ، و اكـفـنـي شـر كـل شــيء
يـا مـــن هـــو قـــبـــل كــل شـــيء و بـــعـــــد كــل شـــيء ، و أول كـل شــيء
و آخــــــر كــل شــــيء و ظــــاهـــــر كــل شــــيء و بــــاطـــــــن كـل شــيء
و فــــــوق كـل شــيء ، و مـــحـــصـــي كـل شــيء و مــــبـــــدىء كـل شــيء
و مــعــيــد كـل شــيء و عـــلـــيــــم بــكــل شــيء ، و مــحـــيـــط بـكـل شــيء
و بــصــيــر و شــــــهــيــد عــلــى كــل شـــيء و رقـــيـــب عــلــى كـل شــيء
و لــطــيــــف بــكــل شـــيء و خـــبـــيـــر بــكــل شـــيء و وارث بـكـل شــيء
و قــــــــائـــم عــلــى كــل شـــيء ، يـا مـــن بــــيـــــده مـــلــكـــوت كـل شــيء
اغــــــــــــفــــــــــر لـــــــــي كــــــــل شــــــــــــــــــــيء ، يـا قــــــــــــــديــــر
الـلـهــم إنـــك أحــســــن مـــن كــل شــــيء و كــل شــــيء خــــائـــف مـــنـــك
فـبـأمــنــك مـن كـل شــيء ، و خــوف كـل شــيء مـنـك اغــفـر لـي كـل شــيء
حــتـى لا تــســـألــنـي عــن شــــيء ، يـا مـــن بـــيـــده مــلــكـــوت كـل شــيء
إنـــــــــــك عــــلــــــى كــــــــــــل شــــــــــــــــــــــيء قـــــــــــــــــــــديـــــــر
الـلـهــم يـا رجــاء الـمـؤمـنـيـن لا تـخـيـب رجــائـي و لا تــرد دعــائـي ( ثلاثا )
الـلـهــم يـا غـيـاث الـمـســتـغـيـثـيـن أغــثـنـي ، و يـا عــون الـمـؤمـنـيـن أعــنـي
و يـا حـــبـــيـــب الــتــوابــيــن تــــب عــلــيَّ بــجـــــاه ســـــيـد الـمـرســلـيـن ،
و خــــــاتــــم الــنـــبـــيـــيـــن ســــــيــدنــا مــحــمــد صـلـى الله عـلـيـه و ســلـم
الــصـــفـــــوة الأمــــــــيــــن و عـــلـــى آلـــــه و صـــحـــبـــه أجـــمـــعـــيـــن
(( إِنَّ الــــلــَّــــهَ وَ مـَــــلائـِـــكــَــتـــَــهُ يـُــصَــــلــُّـــونَ عـَــلــَـى الـــنـــَّــبـــِـــيِّ
يــَـا أَيــُّــهـَـا الــَّــذِيــنَ آمَـــنــُــوا صَــلـُّـوا عَــلـَـيـْـهِ وَ سَــلـِّـمُــوا تــَـسْــلِــيــمـاً ))
الـلـَّـهـُــم صـَــلِّ عــلــى ســــيــدنــا مــحــمـــد الــســـابــق لــلــخـــلـــق نــــوره
و الـرحـمـة لـلـعــالـمـيـن ظـهـوره عــدد مـن مــضـى مـن خـلـقــك و مـن بــقـي
و مـن ســــعــد مـنـهـم و مـن شـــقــي ، صــلاة تـســتــغــرق الـعـــد و تـحــيــط
بـالـحـــد ، صـلاة لا غـايــة لـهـا و لا انــتـهـاء و لا أمـــد لـهـا و لا انــقــضـاء ،
صــلاتــك الـتـي صـلـيــت عـلـيــه دائـــمـــة بــدوامـــك و بـاقـــيــة بــبــقــائــك
لا مـــنـــتـــهـــى لـــهـــا دون عـــلـــمــــك ، و عـــلــى آلــــــه و صـــحــــبــــه
و ســـلـم تـســلـيـماً مــثـــل ذلــك ، سُــبْـحَـانَ رَبـِّـكَ رَبِّ الْـعِـزَّةِ عَـمَّـا يَـصِـفـُونَ
وَ سَــــــلامٌ عَــلـَـى الـْـمُــرْسَـــلِــيــنَ وَ الـْــحـَـــمْــــدُ لِـلـَّـهِ رَبِّ الـْــعـَــالـَـمـِــيــنَ