أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           سبحانك اللهم وبحمدك ، أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك           
العودة   منتدى الإحسان > التراث والتاريخ > ركن بلاد الشام

ركن بلاد الشام عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (صفوة الله من أرضه الشام ، وفيها صفوته من خلقه وعباده ، ولتدخلن الجنة من امتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب .) رواه الطبراني

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-07-2009
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي الحج الشامي دلالة على مكانة دمشق

موكب المحمل والصنجق في الحج الشامي


كان ينطلق إلى مكة المكرمة والمدينة المنورة، عبر التاريخ الإسلامي، عدة محامل منها المحمل العراقي، اقترن هذا المحمل بقافلة الحج العراقي في بغداد التي كانت عاصمة العالم الاسلامي في العهد العباسي .

وقد اعتنى الخلفاء العباسيون عناية تامة به فزينوه بالحرير ورصعوه بالذهب واللؤلؤ والياقوت وأنواع الجواهر الأخرى وقد بلغت قيمة تكاليف الزينة في أحد المواسم250000 دينار من الذهب. ومن هذه المحامل أيضاً المصري حيث كان يرسل معه كسوة الكعبة وكان يحتفل به وقبل خروجه من مدينة القاهرة إلى مكة المكرمة وذلك بدورتين بمدينة القاهرة في السنة، المرة الأولى في شهر رجب والثانية في الحادي والعشرين من شهر شوال.

ومنها المحمل اليمني، والشامي .وكانت هذه المحامل، كما هو معتاد، وقبل خروجها، تقدم بدورة أو دورتين في المدينة التي تخرج منها، وكما يبدو فإن الغرض من دوران المحمل، هو إثارة الرغبة في نفوس الناس، لأداء فريضة الحج.




والمحمل في الأصل، هو الهودج الذي تركبه نساء العرب، أيام الأفراح والحروب، يحثثن الرجال للدفاع عن الدين والعرض. ومن الذين قاموا بإرسال المحمل، الملك الظاهر بيبرس، وقد استعملته شجرة الدر عند ارتقائها أريكة الملك، وزخرفته بما يليق بشأن السلطنة. ثم اتخذه ملوك مصر والشام، واسطة لترغيب الناس بأداء فريضة الحج. وأقره السلاطين العثمانيون وأبقوه على ما كان عليه، يروح ويغدو مع ركب الحج في كل عام وقد اهتم الخلفاء العثمانيون بشكل خاص بقافلة ومحمل الحج الشامي، حيث كانت دمشق مركزاً رئيسياً للحجاج القادمين من إيران وأفغانستان والعراق والأناضول والبلقان وسواها من البلدان الإسلامية. ‏

أما المحمل الشامي الذي كان ينطلق من مدينة دمشق فهو قبة رائعة الصنعة، على شكل خيمة بشكل مخروطي متقن وشبابيك ملونة بأنواع الأصباغ، وعليها كسوة من رفيع الديباج، وقد غطي بقماش مخملي أخضر كتبت عليه بالقصب، آيات من القرآن الكريم، يحمله جمل مزركش بأنواع الأقمشة وكذلك الشموع والزيت، لإضاءة الحرمين الشريفين. ومن الأسر الدمشقية التي اهتمت بتلبيس كسوة المحمل الشامي في كل سنة، من قبل الدولة العثمانية، أسرة بني المحملجي، وهي من أسر صالحية دمشق المشهورة. ‏

أما الصنجق، فهو علم النبي ?وكان يحمله خلف جمل المحمل، جمل آخر ويمسك بكل جمل، موظف خاص يلبس هنداماً خاصاً ومزركشاً، وكانت الجماهير تحيط بهذين الجملين، وكان البعض يعتقد أن لمس أحدهما يجلب البركة والربح الكبير.




والاحتفال بموكب المحمل والصنجق كان يبدأ في دمشق في الثامن من شوال. أما طريقة الاحتفال بهما، فكانت تتم بوضع المحمل على جمل مخصص له، ويرفع الصنجق على سارية خاصة به، وبعد إخراجهما معاً من(مركزه)الموجود بالقرب من جامع السنجقدار، يسيران بموكب حافل بالموسيقا العسكرية، ويتقدمهما الأمراء الملكية والعسكرية وأصحاب الرتب من الأهالي، وجميعهم بالألبسة الرسمية المطرزة بالذهب. ويحيط بالمحمل بعض أصحاب الطرق الصوفية، ومجموعة من المؤذنين، يذكرون الله تعالى، ويحملون المباخر في أيديهم، وخلفها ألوف من جنود المشاة، والفرسان، والدرك، والهجانة المكلفين بمواكب الركب. ويسير في هذا الموكب، قاضي المحمل، وباش دفتر دار، وآغا القابي قول، وكاتب الينكجرية، أمير الحج، ثم يأتي عامة الحج الشريف أجواقاً أجواقاً. وعندما يبدأ الموكب بالمسير، تطلق المدفعية نيرانها ابتهاجاً بهذه المناسبة ويتحرك الموكب من السنجقدار إلى السنانية فمرقص السودان، فطريق الشاغور، إلى باب كيسان، فباب شرقي، ثم إلى سيدنا بلال، ثم إلى برج الروس، ثم السادات، فالعمارة، ويمرون عبر السروجية إلى أمام السرايا، وكانت الشوارع والأسطح تغص بالمتفرجين من الجنسين بالأعمار المختلفة، وكانت النساء يشاهدن هذا الموكب، ومن خلال شبابيك بيوتهن المطلة على هذه الشوارع التي يمر فيها. وفي نهاية هذا الاحتفال، يوضع المحمل والصنجق مع زينته في صناديق مختومة في السرايا حتى موعد خروج القافلة، وفي السرايا تقدم الضيافة التي تتكون من سائر الألوان والأشكال من الشراب والطعام وبعد ذلك ينفض الموكب. ‏

وقد استمر خروج المحمل الشامي إلى الأراضي المقدسة، حتى قيام الحرب العالمية الأولى. ومن الأمور التي أدت إلى إنهاء خروج المحمل الذي كان يرافق قافلة الحج إنشاء سكة حديد الحجاز 1908م التي ربطت دمشق بالمدينة المنورة وقد ساهمت اسهاماً كبيراً في إنهاء قافلة الحج البرية والمحمل، بعد ذلك، تم حفظ المحمل الشامي في متحف التقاليد الشعبية كذكرى للماضي






تجمع الحجيج في دمشق

احتل موسم الحج مكانة كبيرة في حياة دمشق، في زمن كانت فيه دمشق مطلقاً لقافلة حجيج بلاد الشام والأناضول والبلاد التي تتاخم الدولة العثمانية في الشمال والشرق والغرب.. فضلاً عن حجاج بلاد فارس في بعض السنين. كان حجاج هذه الأصقاع يتوافدون على مدينة دمشق بدءاً من شهر رمضان، وينزلون في الأماكن التي اعتادوا النزول فيها، كخان الحرمين القريب من باب البريد، وخان أسعد باشا في سوق البزورية، وفي أحياء الخراب شمال حي الشاغور والقنوات وسوق ساروجة.

مهام دمشق تجاه الحجيج

كان على دمشق أن توفر لهؤلاء الحجاج الأمن والأمان وما يحتاجونه من طعام وشراب ومأوى، فضلاً عن وسائط الانتقال إلى الديار المقدسة. من جمال وخيام وطعام وحماية وماء .. وكذلك من يقوم على خدمتهم من: عكّامة ومشاعلجية وسقائين ومتاورة.

تعظيم أهل دمشق للحاج:

وكان من عظم أمر أهل دمشق تعظيمهم للحاج عند عودته، إنهم يلاقونه بالعناق والقبلات ويحملونه على الأكتاف، ويتمسحّون بثيابه ويقبّلون يده التي لمست الكعبة الشريفة تبركاً.
وقد حُدثتُ أن من النساء من كانت تلتقي بالحاج وتناوله الرغيف فيعضّ عليه فتأخذه منه لتأكله تبركاً.

تشوق أهل دمشق إلى هذه الفريضة

كان من أهل الذين لم يكتب لهم أن يكونوا من ضيوف الرحمن لأداء فريضة من يقف في صحن المسجد الأموي بعد صلاة العصر من يوم عرفة، ومعهم أئمتهم وشيوخهم، كاشفين رؤوسهم داعين لله خاشعين ولا يزالون في خشوع وتضرّع وابتهال وتوسّل إلى الله إلى أن تغيب شمس ذلك اليوم، فينفرون كما ينفر حجاج بيت الله الحرام من عرفة.. داعين الله أن يجعلهم بضيافته في العام القادم على صعيد عرفة. فقد كان من أهم ما يصبو إليه المرء أداء هذه الفريضة. كنت ترى المرء في مطالع القرن العشرين، يدخّر القرش فوق القرش على أمل أن يكون بضيافة الرحمن في وفد الحج الشامي إلى بيت الله الحرام على ما كان يعانيه الحاج من مكابدة وعناء، وما يركبه من مخاطر وأنواء، في رحلة تستغرق عدة أشهر. حتى قيل إنّ الحاج عندما يغادر دمشق يُعدّ مفقوداً، وعندما يعود بالسلامة يُعدّ مولوداً.

عودة الحجيج

يسبق وصول وفد الرحمن «الحجيج» أن يصل المبشّر بسلامة الحاج إلى دمشق بيومين أو أكثر، وهذا المبشّر كان يعرف بالجوقدار، وكان يحمل معه رسائل الحجاج إلى ذويهم، فيسلمها إلى شخص يثق به، وهذا بدوره يوزع تلك الرسائل لأصحابها الذين يأخذون مع أمثالهم من أهالي الحجيج بالاستعداد لاستقبال حجيجهم فيقومون بنصب الزينة والأضواء في بيت الحجاج وعند مدخل البيت ويخرج بعضهم جماعات جماعات للاستقبال عند خان دنون أو أبعد من ذلك، ثم ترافق كل جماعة حاجها وقد حملوه على الأعناق. ويكون في استقبالهم في الحي جماعة أخرى، تستقبلهم بعراضة توصل كل حاج من حجاج الحي إلى منزله، ويكون في مقدمة الموكب الحجاج والوجهاء ورجالات الحي.

السلام على الحاج

ما إن يصل الحاج إلى داره حتى يتوافد إليه الأهل والأقارب والجيرة للسلام عليه والمباركة له بقولهم: حجاً مبروراً وسعياً مشكوراً وتجارة لن تبور، فيدعو الحاج لهم، ويتناولون القهوة ويشربون شيئاً من ماء زمزم. ثم ينصرف الجميع ليتاح للحاج أخذ قسط من الراحة لبعض الوقت. وبعد فترة تتوافد جماعات الغجر بطبولها ودفوفها وزمرها. فيغنّين ويرقصن ويهزجن، حتى إذا نلن أجرهن، انتقلن إلى دار حاج ثان وثالث، وقد يأتي بعد فترة غيرهن وغيرهن على سبيل التكسّب والارتزاق. وبعد صلاة العصر من يوم وصول الحاج يستقبل الحاج ضيوفه من المهنّئين والمباركين، ويستمعون إلى دعواته لهم، وإلى ما لقي من وعثاء وعنت في الطريق، وقد يسأله بعضهم عن أقارب أو معارف لهم لم يصلوا بعد. ويقدم لهؤلاء الضيوف شربة من ماء زمزم، وبعض تمر المدينة المنورة ومسبحة على سبيل الاستذكار فضلاً عن القهوة العربية والنوكا والسكاكر.. وتستمر هذه الزيارات ثلاثة أيام من بعد عصر كل يوم حتى صلاة العشاء. بعد ذلك يأتي دور النساء بالمباركة، ثم الأقارب والمعارف.

النقوط للحاج

وكان النقوط ينتظر الحاج لحظة وصوله بالسلامة، وكانت أغلب الهدايا من الأهل والصحب والجوار، فهذا ينحر له خروفاً لدى دخوله عتبة باب المنزل، وهذا يرسل له السمن وآخر السكر والرز ومنهم من يعد الطعام لكل من صادف وجوده في منزل الحاج للسلام عليه ساعة وصوله، وهذا بالطبع من شأنه أن يخفف على الحاج أعباء القيام بالواجب تجاه المسلّمين عليه والمباركين بعد انقطاعه عن كسبه مدة قد تصل إلى ثلاثة أو أربعة أشهر.

الهدايا التي حملها الحاج

بعد انقضاء فترة الاستقبال، تفك الأحزمة وتُخرج الهدايا من حنّاء وماء زمزم وتمر المدينة وسجاجيد للصلاة وسبحات ومسوك وأحجار كريمة وخواتم عقيق وفضة وطاسات نحاسية للحمام وللرعبة وكاسات مكاوية. وهذه الهدايا توزع على الأهل وعلى كل من قام بمهاداة الحاج من الصحب والجوار.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حكم الحج بتأشيرة المرور دون إذن المسؤولين عن الحج عبدالقادر حمود الفقه والعبادات 15 07-14-2018 10:25 AM
اليد العليا خير من اليد السفلى عبدالرزاق رسائل ووصايا في التزكية 2 01-08-2018 04:37 PM
11 ألف حمامة تعيش في كنف الجامع «الأموي» في دمشق عبدالقادر حمود ركن بلاد الشام 2 10-02-2013 05:17 AM
محمل "الحج الشامي"... وقصة "زيت الحرمين" عبدالقادر حمود ركن بلاد الشام 0 01-30-2012 02:25 PM
حمامة الغار عبدالقادر حمود الانشاد والشعر الاسلامي 0 12-10-2010 10:56 AM


الساعة الآن 10:01 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir