كلب أهل الكهف شريك الفتية في المعجزة الكبرى
قصص الحيوان في القرآن.. «باسط ذراعيه بالوصيد»
كلب أهل الكهف شريك الفتية في المعجزة الكبرى
ارشيفية ©الكلاب.. ورد ذكرها في القرآن الكريم 5 مرات
تاريخ النشر: الثلاثاء 31 أغسطس 2010
أحمد شعبان
الكلب حيوان له سلالات كثيرة وتتم تربيته للحراسة أو الصيد، وقد وردت كلمة الكلب في القرآن الكريم خمس مرات، أربع منها في سورة الكهف ومرة واحدة في سورة الأعراف. أما في سورة الكهف ففي قوله تعالى: «وتحسبهم أيقاظاً وهم رقود ونقلبهم ذات اليمين وذات الشمال وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد لو اطلعت عليهم لوليت منهم فراراً ولملئت منهم رعباً» الآية 18 وثلاث مواضع أخرى في الآية 22 من سورة الكهف في قوله تعالى: «سيقولون ثلاثة رابعهم كلبهم ويقولون خمسة سادسهم كلبهم رجماً بالغيب ويقولون سبعة وثامنهم كلبهم قل ربي أعلم بعدتهم ما يعلمهم إلا قليل فلا تمار فيهم إلا مراء ظاهراً ولا تستفت فيهم منهم أحداً».
يقول الدكتور عبدالفتاح عاشور -أستاذ علم التفسير بجامعة الأزهر-: نزلت هذه الآيات في سياق قصة أصحاب الكهف وشهرة كلب أهل الكهف تعود إلى شرف مصاحبة الفتية الذين آمنوا بربهم فزادهم الله هدى.
حكمة وموعظة
وقال المفسرون إن الحكمة والموعظة من وجود الكلب مع هؤلاء الفتية هو أنه الحيوان الذي يتمتع بصحبة البشر وحماية أملاكهم وأرواحهم، ولقد منّ الله تعالى على هذا الحيوان بالرحمة ليشارك هؤلاء الفتية تلك المعجزة الخالدة ويغفو معهم 309 سنوات وهو على باب الكهف لكي يحرسهم من الأعداء أو الحيوانات المتوحشة.
كما جاء ذكر الكلب في سورة الأعراف في قوله تعالى: «واتلُ عليهم نبأ الذي آتيناه آياتنا فانسلخ منها فاتبعه الشيطان فكان من الغاوين. ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه فمثله كمثل الكلب إن تحمل عليه يلهث أو تتركه يلهث» الآيتان 175، 176.
وتطرقت هذه الآية إلى معلومة تتعلق بالكلب وهو أنه يلهث وهذا ملاحظ من أحوال الكلب أنه يلهث وهو يجري هارباً ويلهث وهو يهجم راكضاً ويلهث وهو يسير وهو رابض، وهذه لفتة علمية في القرآن الكريم، وسر ذلك يكمن في أن الله ـ عز وجل ـ لم يخلق في جسم الكلب مسام كباقي المخلوقات، وهذه المسام ضرورة للجسم لأنها تفرز العرق الذي يخرج منها حاملاً معه السموم ولو بقيت في الجسم تؤذيه، والكلب يخرجها عن طريق اللهاث من فمه ولسانه•
وسر تمثيل الكلب في هذه الآية أن القرآن ضرب المثل بالكلب وشبه به الذي أتاه الله آياته فانسلخ منها وأخلد إلى الأرض واتبعه الشيطان واتبع هواه مثل العالم الذي لا يعمل بعلمه، فالكلب يلهث ليخرج العرق من جسمه عن طريق لسانه والعالم الذي لا يعمل بعلمه يلهث باستمرار جرياً وراء مصالحه الشخصية•
وفاء الكلب
ويتصف الكلب بالوفاء الكبير ومما ذكره الجاحظ عن وفاء الكلب قال: قال أبوعبيدة: كان هناك رجل خرج إلى المقبرة ينتظر إبله فاتبعه كلب له فضرب الكلب وطرده وكره أن يتبعه فلما صار إلى الموضع الذي يريد الانتظار فيه ربض الكلب قريباً منه فأتاه أعداء له وضربوه وطرحوه في بئر وغطوا رأسه بالتراب فلما انصرفوا أتى الكلب إلى البئر وأخذ ينبش عنه ويزيل التراب بيديه حتى أظهر رأسه فتنفس•
وقد شدد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ النهي عن مخالطة الكلاب لأن بها الكثير من الطفيليات والجراثيم الدقيقة والتي قد تسبب للإنسان أخطاراً محققة مثل داء الكلب ومرض الكيسة المائية الكلبية، من هنا ندرك السر في نهي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن اقتناء الكلاب إلا للضرورة كما جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ «من أمسك كلبا فإنه ينقص كل يوم من عمله قيراطاً إلا كلب حرث أو ماشية»• ونهى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن اقتناء الكلاب أو الاقتراب منها لنجاستها، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ «إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليرقه ثم ليغسله سبع مرات» وفي حديث آخر: «طهور إناء أحدكم إذا ولغ فيه الكلب أن يغسله سبع مرات أولاهن بالتراب»•
وقال العلماء إن السر في الغسل سبع مرات أولاهن بالتراب بالنسبة للإناء الذي ولغ فيه الكلب أن فيروس الكلب دقيق ومتناهي الصغر وبالتالي يزداد تعلقه بجدار الإناء والتصاقه به، والتراب يمتص الفيروس ويحتوي على مادتين قاتلتين للجراثيم والبويضات•
الإعجاز الإلهي
من الإعجاز الإلهي في خلق الكلب أنه يتسم بحاسة شم قوية ولهذا يتم تدريبه على مهام أخرى غير الحراسة مثل الكشف عن المخدرات والمفرقعات والمفقودين في حوادث الزلازل والحرائق، وبعض الكلاب لديها حاسة سمع قوية تمكنها من التنصت على الأصوات التي لا يسمعها الإنسان.
وجميع فصائل الكلاب متطابقة من الناحية التشريحية وعدد عظام الهيكل العظمي 321، وتوجد بين الكلاب لغة تخاطب من بينها لغة الجسم وتعابير الوجه ورفع الذيل ووقوف وفرد الأذنين، وتتراوح فترة الحمل عند الكلبة ما بين 60-68 يوماً.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات