رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة
تنفعل له الأرواح وشخصاً آخر لا تنفعل له الأرواح ، كل هذا له تعلق بالصدق والإخلاص ، فلا تلتفتوا إلى مكانتكم عند الخلق على حساب دينكم ، فمن التفت إلى الخلق على حساب دينه لم يبقَ له مكان في الدين ولا في الإسلام ولا في الرجولة .
{5} علينا أن نتأدب بآداب الشريعة والطريقة ، ونتمسك بتوجيه أسيادنا لأنهم لا يتكلمون عن هوى ، بل يتكلمون بالله ببركة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم واللهُ لايحرمهم من هذا ، لأنهم ورّاث رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا التزمنا بذلك نبتت فينا الحقيقة ، وعار علينا أن لانتمسك بآداب من سبقنا ، وعار علينا أن نتمسك بالعصبية ، لأنها صفة الجاهلية ، والله تعالى يقول : { إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ } سورة الحجرات .
ورسول الله صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين عربي وأعجمي إلا بالتقوى ، مع انه صلى الله عليه وسلم من العرب ولسانه عربي ، وكتابه عربي ، فمن فرق فهو منحرف عن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم ، وضل الطريق وأضل غيره .
{6} مراقبة الله لعباده قديمةٌ ، والمشاهدة من العبد لربه حادثة ، يمكن أن تتغير ، والاعتماد على القديم أولى من الاعتماد على الحادث قال تعالى : { إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } سورة النساء .
تفكروا في هذه الآية ، وأكبر معبود مبغوض عند الله في الأرض هو الهوى ،
ـــــــــــــــــــــــــــ ص ـ33 ـــــــــــــــــــ
قال تعالى :{ أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هّوّاهُ } سورة الجاثية . /23
ولم يقل ذلك ربنا في حق أية معصية أو مخالفة إلا في اتباع الهوى ، لذا نهانا عن اتباع الهوى فقال : { فَلَا تَتَّبعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا } سورة النساء/135
وهذا أثقل من السموات والأرض على من يفهم . وعار عليكم يا أهل الطريق أن تقولوا ما لاتفعلون ، قولوا وافعلوا ، واعلموا أن الاستقامة فيها مشقة ، ولكن إذا ذقتم حلاوة الإيمان وحلاوة الطاعة فإن هذه الحلاوة تدفع تلك المشقة ، فإذا لم تشعروا بهذه الحلاوة فيكفيكم علمُكم بأن الله يراكم وهو القائل : { وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ } سورة محمد /35 . ويقول سبحانه : { فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرّةٍ خَيْراً يَرَه } سورة الزلزلة /7
{7} استشعارك عظمة الله تبارك وتعالى يجعل حجاباً بينك وبين معاصيه ، وترك المعاصي مقدم على فعل الطاعات ، وإذا خرجت من المعاصي عندها تعمل بمقتضى الإيمان ، من استقامة ، وصدق ، وإخلاص ، ووفاء ، وحب للخيرات ، وترك للمألوفات البشرية إلا الضروريات ، وهكذا رجال السلسة رضي الله عنهم ما وصلوا إلى ما وصلوا إليه إلى بذلك ، والمهم للعبد أن يكون عبداً
ــــــــــــــــــــــــــ ص 34 ـــــــــــــــــــــ
لله ، وتلك العبودية لاتكون إلابالتمسك بالشرع الشريف ظاهراً وباطناً ، فلابد للإنسان أن يترك ما يريد إلى مايريده الشرع الشريف .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات