الكاتب : للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني رحمه الله
من خفايا الثورة الفرنسية
للشيخ عبد الرحمن حبنكة الميداني رحمه الله
دبر اليهود مكايدهم لاستغلال الثورة النفسية التي وصلت إليها الشعوب الأوروبية، لا سيما الشعب الفرنسي ذو المزاج الثوري الانفعالي الحاد، فأعدّوا الخطط اللازمة لإقامة الثورة الفرنسية، الرامية إلى تغيير الأوضاع السياسية والاجتماعية والفكرية.
وفعلاً قامت هذه الثورة الكبرى عام (1789م). واستطاع اليهود أن يجنوا الثمرات لأنفسهم، واستطاعوا أن يظلّوا في الخفاء بعيداً عن الأضواء، وأن يزوّروا كثيراً من الحقائق من الحقائق التاريخية لستر مكايدهم وغاياتهم. واستطاعوا أن يصوروا هذه الثورة وما جرّت وراءها بالصورة الجميلة المحببة، وأن يجعلوها إحدى الأعمال التاريخية المجيدة، وذلك عن طريق الدعايات والإشاعات المزخرفة المقرونة بالشعارات البراقة التي انخدعت بها الجماهير، وأخذت ترددها بغفلة وجهل وحماقة، وهي لا تدري الهدف الذي ترمي إليه.
ووضع اليهود شعاراً مثلثاً لهذه الثورة هو: (الحرية – المساواة - الإخاء).
أما أصل مخططات هذه الثورة فقد وضعها جماعة النورانيين من الحاخامين اليهود، واستخدموا للبدء بالدعوة إليها بين سادة المال اليهود العالميين، الثري المرابي الكبير (روتشيلد الأول) ثم ابنه (ناتان روتشيلد).
فدعا (روتشيلد الأول) اثني عشر رجلاً يهودياً من أرباب المال العالميين إلى (فرانكفورت) وتدارسوا في إعداد الخطب اللازمة لإقامة الثورة الفرنسية، واتفقوا على وضع إمكاناتهم المالية لتنفيذها.
ثم عرض (روتشيلد) عليهم الوثائق المكتوبة التي عهد إليه بها جماعة النورانيين من الحاخامين اليهود وقرأها عليهم، وتتضمن هذه الوثائق تنظيم خطة للعمل مرسومة بدقة بالغة وعناية فائقة.
وقد جاء في هذه الوثائق المكتوبة ما يلي:
1– إن الحقائق التاريخية الواقعية تثبت أن معظم الناس يميلون إلى الشر أكثر من ميلهم إلى الخير.
والنتيجة المنطقية لذلك، هي أن المؤامرة تستطيع الوصول إلى النتائج التي نرغبها، إذا كان نظام الحكم مبنياً على الإرهاب والعنف والمغامرات واغتصاب السلطة.
أما حكم الشورى والشرعية فإنه يمنعها من الوصول إلى مآربها. وقال (روتشيلد): "إن القوانين الطبيعية تقضي بأن الحق هو القوة".
2- إن الحرية السياسية ليست سوى فكرة، فهي ليست أمراً واقعياً، أي: إنها لا يمكن أن تصبح أمراً واقعياً.
فكل ما يقتضيه الوصول إلى السلطان السياسي هو التبشير بالتحرر السياسي بين الجماهير، وعندما تعم هذه الفكرة تقبل الجماهير بالتنازل عن امتيازاتها وحقوقها التي تمنحها إياها الأنظمة الشرعية دفاعاً عن هذه الفكرة، ويستطيع المتآمرون آنئذ، الاستيلاء على جميع هذه الامتيازات والحقوق.
3- إن سلطة الذهب تمكنت دائماً من التغلب على سلطة الحكام الأحرار.
وكان الدين هو المسيطر على المجتمع ذات يوم، ثم استعيض عنه فيما بعد في العديد من البلدان بفكرة الحرية، ولكن الناس لم يعرفوا كيف يتصرفون بهذه الحرية باعتدال.
وهذه حقيقة واقعة، تجعل من المنطق ان نعمد إلى استخدام واستغلال فكرة الحرية، حتى نثير النزاع داخل المجتمع الواحد. وقال (روتشيلد): لا يهم مطلقاً لنجاح مخططنا أن يتم تدمير الحكومة القائمة عن طريق القوى الداخلية أو الخارجية، لأن المنتصر كائناً من كان سوف يحتاج إلى (الرأسمال) وهو بكامله في أيدينا نحن.
4- إن السعي لنجاح هذه المؤامرة يبرر استعمال أية وسيلة مهما كان شأنها، لأن الحاكم الذي يحكم بموجب القواعد الخلقية ليس بالسياسي الماهر في المناورات، لأنه يلتزم بالحق والشرائع، ولا يقبل بالكذب على الجماهير، ولا يعاقب خصومه إلا إذا ثبت عليهم الجرم.
وقال (روتشيلد): إن الفضائل الاجتماعية الكبرى كالصدق والاستقامة، ليست إلا عيوباً كبرى في السياسة.
5- إن حقنا في قوتنا، وليست كلمة حق سوى تعبير خيالي لا معنى له. لقد وجدنا معنى جديداً للحق، هو الهجوم متذرعين بحق القوي وتمزيق جميع مفاهيم العدالة إرباً إرباً.
ونستطيع بعد ذلك أن نضع جميع المؤسسات والأنظمة الاجتماعية كما نشاء، ونصبح بالتالي السادة المسيطرين على صفوف الجماهير، التي ستعطينا هي بنفسها الحق في السلطان، في اليوم ذاته الذي سننادي فيه في فرنسا بالتحرر المزعوم.
6- يجب أن تظل سلطتنا الناجمة عن سيطرتنا على المال خفية عن اعين الجميع، حتى يأتي اليوم الذي تصل فيه هذه السلطة إلى درجة من القوة يستحيل معها على أية قوة أخرى أن تحطمها...
7- يجب تبني (نفسية التجمعات الجماهيرية) للتمكن من السيطرة على زمام الجماهير، والسبب في ذلك هو ان الجماهير عمياء وعديمة التفكير، وسريعة الانفعال، وأنها دوماً تحت رحمة أي تحريض من أي طرف جاء ....
ولا يستطيع إنسان التحكم في الجماهير وتسييرها حسب مشيئته سوى حاكم طاغية، والطغيان المطلق هو السبيل الوحيد لبناء الحضارة التي نريدها.
وفي اللحظة التي تسيطر فيها الجماهير على حريتها تنقلب هذه الحرية حالاً إلى فوضى.
8- يجب الاعتماد على الكحول والمشروبات الروحية، والمخدرات، والفساد الخلقي والجنسي، والرشوة، وإفساد الضمائر. وذلك كأمثلة على الرذيلة بجميع أنواعها، التي يترتب على منظمات العملاء أن تتبناها، وتخطط لاستعمالها بصورة نظامية مدروسة، وموجهة لتدمير البنيان الخلقي للشبيبة، في الأمة التي تتسلل إليها المنظمة.
ويترتب على الهيئات الخاصة في المنظمة أن تدرب أفرادها رجالاً ونساءً ليصبحوا أساتذةً، وخدماً، ومربيات، ومستخدمين، ومستخدمات ونحو ذلك، وأن تنتقي نساءً لكي يعملن في أمكنة اللهو والفجور والدعارة من (الجوييم[1]).
أضيف إلى هذه الفئة من النساء بعض سيدات المجتمع اللواتي سوف يتطوعن من تلقاء أنفسهن، لمنافسة الأخيرات في ميادين الفساد والمتعة المترفة، على انه لا ينبغي أن نقف عند أي حد في ميادين الرشوة والفساد والفضائح والخيانة، ويجب ان نستغل كل شيء في سبيل الهدف النهائي.
9- إن للمؤتمرين بصورة طبيعية الحق في اغتصاب أموال أي شخص كان، إذا كان ذلك يؤمن لهم المزيد من السيطرة، أو إخضاع أو إذلال الشخص المقصود.
10- سوف نسلك في دولتنا التي سنشيدها طريق الغزو التسلسلي، وبذلك نتجنب فظائع الحرب المكشوفة ونتائجها، مستعيضين عنها بطرائق أقل فداحة، وأضمن نتائجاً، وذلك كأحكام الإعدام بالجملة، الضرورية لممارسة حكم الإرهاب، الكفيل بتأمين خضوع الجماهير المطلق لنا.
11- لا يوجد مكان في العالم لما يسمى بـ (الحرية) و (المساواة) و (الإخاء).
ليست هذه سوى شعارات كنا أول من تظاهر بتبنيها، ووضعناها في أفواه الجماهير لترددها كالببغاوات.
12- ثم أوضح (روتشيلد) للمؤتمرين خطط إثارة الحروب، فأبان لهم وجوب كونها منهجية مدروسة محددة، ووجوب توجيهها بصورة تغرق معها الأمم المتحاربة في الديون التي ترتبط بصورة خفية بأصحاب المؤامرة، ثم يكون توجيه مؤتمرات الصلح بعدها بالصورة المرسومة سلفاً.
13- ثم أوضح (روتشيلد) للمؤتمرين وجوب الهيمنة على الانتخابات والتسميات للمناصب العامة.
أما الطريقة للوصول إلى ذلك فتقوم على استخدام سلطان شبكات العملاء، والدعايات الواسعة، باسم شعارات تحررية مزعومة، للتحريض على الفوضى والعصيان، وتأليب الجماهير بحملات منظمة تقوم بتمويلها مجموعة الأموال العالمية التابعة للمؤامرة.
ثم شرح الدور الذي سوف يقوم به من يتم إيصالهم إلى المناصب العامة، وإلى الزعامات فقال للمؤتمرين:
سوف يكون هؤلاء في خدمتنا ويطيعون تعليماتنا، أي: إنهم سيكونون مستعدين على الدوام ليلعبوا دور الأحجار في لعبة الشطرنج، سيكونون بالاختصار دمى يحركها من وراء الستار خبراؤنا المدربون القديرون.
أما هؤلاء الخبراء أو المستشارون فسوف يتم انتقاؤهم منذ الطفولة، ويستمر الإشراف عليهم وتعليمهم وتدريبهم، حتى يصلوا إلى مرحلة العبقرية التي تؤهلهم للسيطرة الخفية على مقاليد العالم...
15- إن أزمات البطالة العامة الناتجة عن توقف الأعمال، وأزمات المجاعة التي سوف نفتعلها، ونفرضه على الجماهير بفضل ما نمتلكه من سلطان يكفل لنا افتعال انعدام المواد الغذائية من البلاد، ستؤدي إلى ولادة حق جديد هو حق رأس المال في السيطرة.
وتابع (روتشيلد) مبيناً للمؤتمرين كيف ستقوم المنظمة بتسيير الجماهير والسيطرة عليها، وكيف يصبح من الممكن بالتالي اكتساح كل من يجرؤ على الوقوف في وجه المنظمة، عن طريق توجيه الجماهير للانقضاض عليه.
16- ثم بحث موضوع التسلل إلى قلب الماسونية الأوروبية، فذكر أن الهدف من ذلك الإفادة من تغلغل الماسونية وسريتها.
وأشار إلى أن الأعضاء الذين سوف تضمهم هذه المحافل الماسونية سيعهد إليهم بعد التدريب والتعليم بمهمة نشر العقائد الإلحادية والمادية بين صفوف (الجوييم).
18- سوف نثير حماسة الجماهير وانفعالها إلى درجة قصوى، عن طريق استعمال تعابير خلابة، مثل (الحرية) و (التحرر) إلى آخره...
وحينئذٍ يمكن توجيه الجماهير (الجوييم) إلى تحطيم واكتساح كل شيء، حتى القوانين الطبيعية والإلهية والخلقية.
وعندما نبلغ السيطرة النهائية أخيراً، سيكون من السهل علينا أن نمحو اسم الله، والقوانين الإلهية من الطبيعة.
19- يجب ان تصل دبلوماسيتنا الخفية إلى درجة من النفوذ والتغلغل، بحيث لا يصبح من الممكن لأية أمة أن تعقد أي اتفاق، أو تجري أية مفاوضات، دون أن يكون لدبلوماسيتنا يد في الأمر....
وذلك لكي تتمكن المنظمة من إحلال خبرائها في المراكز الحساسة، الاقتصادية والسياسية والمالية ... متنكرين على شكل مستشارين مثلاً، يظهرون على المسرحين الداخلي والدولي، بحيث يقومون بتنفيذ المهمات التي تعهد لهم بها السلطة الخفية المسيطرة من وراء الستار، دون أن تخشى التعرض لأنظار الملأ.
20- سيكون من الضروري إنشاء احتكارات عالمية ضخمة، تدعمها ثرواتنا المتحدة بمجموعها، حتى تصل هذه الاحتكارات إلى درجة من السلطان والهيمنة لا يمكن معها لأي ثروة وطنية يمتلكها (الجوييم) في البلدان التي تسمح شرائعها بامتلاكها، إلا أن تقع تحت وطأة هذه الاحتكارات.
وعندما يحين الحين الذي نضرب فيه اقتصاد تلك الأمة الضربة القاضية، تتهاوى هذه الأمة اقتصادياً وسياسياً، وتتهاوى معها جميع الثروات الوطنية.
وهكذا إلى بنود أخرى في مخطط شيطاني جهنمي أقرها هذا المؤتمر من يهود.
وقام اليهود بتنفيذ مخططهم المرسوم بكل دقة، وقامت الثورة الفرنسية الكبرى سنة (1789م).
وانطلق المحرضون والمجرمون والانتهازيون يذبحون ويقتلون ويغتصبون علناً. وأخذ الذين جهزوا للقيام بالثورة بتصفية كل الذين عرفوا بولائهم للملك والبلاد.
وجرت الأمور وتتابعت لصالح اليهودية العالمية، وزُورت الحقائق التاريخية، وسميت هذه الثورة اليهودية في حقيقتها بالثورة الفرنسية الكبرى.
المصدر: كتاب كواشف زيوف للشيخ عبد الرحمن حسن حبنكة رحمه الله ص60 وما بعدها بتصرف
http://www.naseemalsham.com/ar/Pages...=18976&page1=1
[1] الجوييم : مصطلح يعبرون من خلاله عن ما سوى اليهود