أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أسألك علماً نافعاً ، ورزقاً طيباً ، وعملاً متقبلاً           
العودة   منتدى الإحسان > التراث والتاريخ > ركن بلاد الشام

ركن بلاد الشام عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (صفوة الله من أرضه الشام ، وفيها صفوته من خلقه وعباده ، ولتدخلن الجنة من امتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب .) رواه الطبراني

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-23-2012
  #1
admin
مدير عام
 الصورة الرمزية admin
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: uae
المشاركات: 717
معدل تقييم المستوى: 10
admin تم تعطيل التقييم
افتراضي رسول الله يوصينا بالتوجه إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه

أ.د. محمد سعيد رمضان البوطي
خطب أ.د. محمد سعيد رمضان البوطي

رسول الله يوصينا بالتوجه إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه
تاريخ الخطبة

‏‏‏الجمعة‏، 29‏ جمادى الأولى‏، 1433 الموافق ‏20‏/04‏/2012‏
رسول الله يوصينا بالتوجه إلى المسجد الأقصى والصلاة فيه
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك. سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله. خير نبي أرسله. أرسله الله إلى العالم كلِّهِ بشيراً ونذيراً. اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاةً وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم أيها المسلمون ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى. أما بعد فيا عباد الله:
إن مما أجمع عليه علماء المسلمين أن أي بقعة من بقاع الأرض امتد إليها الفتح الإسلامي تصبح بذلك دار إسلام، كما أجمع علماء المسلمين أن البقعة التي اتصفت بهذه الصفة لا تنحسر عنها هذه الصفة إلى يوم القيامة، أي تظل دار إسلام مهما امتد إليها العدوان ومهما تطاول عليها أمد البغي والاحتلال، ومن هنا – ولهذا السبب – أعلن المصطفى r في الحديث الصحيح قائلاً: (الجهاد ماضٍ فيَّ وفي أمتي إلى يوم القيامة) أي الجهاد القتالي، لماذا؟ لأن البقاع التي شاء الله عز وجل أن تفتح فتحاً إسلامياً دخلت تحت اسم دار الإسلام، ولابد أن هنالك من يحاول أن يطغى وأن يبغي وأن يحتل دور الإسلام هذه، ولابد في هذه الحالة من حراسة هذه البقاع الإسلامية، ولابد عندئذٍ من مجاهدة كل من يريد أن يطغى أو أن يبغي عليها. والسؤال الذي ينبغي أن يقفز إلى أذهاننا جميعاً يا عباد الله هل يتسبب عن احتلال فئة ما لبقعة من بقاع الإسلام أن يُنسَخ بسبب ذلك حكم شرعي يتعلق بجهة ما من جهات هذه البقعة؟ وبعبارة أوضح نقول: أئن احتلت القدس واحتل مسجدها أو – إن افترضنا – أن بغياً ما اعتدى على مثوى رسول الله r فاحتله واعتدى على بيت الله الحرام فاحتله أفيكون هذا الاحتلال موجباً لتغيير حكم ثابت مستقر في شريعة الله عز وجل؟ أفيكون ذلك موجباً لنسخ حكم أعلنه بيان الله في قرآنه أو أعلنه محمد r في تبيانه النبوي؟ لقد احتلت القدس واحتل المسجد الأقصى ونفرض أن بقاعاً أخرى قد تُحتَل أفيكون ذلك مبرراً لنسخ ما ندبنا إليه رسول الله r من زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه أم أيكون احتلال مثوى رسول الله r مبرراً لنسخ ما ندبنا إليه من زيارة مسجده والصلاة فيه وبيان الأجر العظيم الذي يناله المصلي فيه؟ أفإن احتل بيت الله الحرام أيكون ذلك مبرراً لنسخ فريضة الحج التي نص عليها بيان الله القائل:
(وَلِلّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً) [آل عمران: 97].
أفيكون ذلك نسخاً للتوجه إلى بيت الله الحرام للصلاة فيه وقد ندبنا عليه الصلاة والسلام إلى ذلك؟ والغريب أيها الإخوة أن المصطفى r عندما تحدث عن الصلاة في مسجده وفي المسجد الحرام لم يزد على أن ندبنا إلى ذلك مبيناً فضيلة الصلاة في كل منهما ولكن لما تحدث عن المسجد الأقصى وجَّهَ إلينا الأمر للصلاة فيه فقال فيما رواه ابن ماجه والبيهقي بسند جيد صحيح قال: (إيتوه – أي المسجد الأقصى – فصلوا فيه فإن صلاة فيه تعدل ألف صلاة) ومرة أخرى أعود فأقول: أفي المسلمين من يجرؤ أن يقول لنا أن ننسخ ما قد نص عليه بيان الله في محكم تبيانه وما قد ندبنا إليه رسول الله r في أحاديثه الصحيحة، لنا أن ننسخ ذلك بسبب الاحتلال الذي قد تم وهيمن على المسجد الأقصى وما حوله لماذا؟ قالوا: لأن غشيان هذا المكان من المسلمين والصلاة في المسجد الأقصى اعتراف بأحقية هذا الاحتلال واعتراف بأن لهؤلاء المحتلين أن يطمئنوا أن عملهم مبرور وموافق عليه. أفي العقلاء من يتصور ذلك؟! إذاً لماذا قال رسول الله r متحدثاً عن المسجد الأقصى: (إيتوه فصلوا فيه) وقد كان المسجد الأقصى آنذاك يرزح تحت احتلال الإمبراطورية الرومانية كما تعلمون. ولقد توجه كثير من أصحاب رسول الله في عهد أبي بكر وفي عهد عمر قبل الفتح، توجهوا إلى المسجد الأقصى الذي كان يعاني من الاحتلال الروماني فصلوا فيه، ولم نسمع فيهم من يقول إن هذا اعتراف بالاحتلال، ولقد رأينا رسول الله r يتوجه مع ثلة كثيرة من أصحابه إلى مكة وهي دار كفر، وكل من فيها كانوا محارِبين ومحارَبين، هم الذين حاربوا رسول الله يوم أحد، هم الذين حاربوا رسول الله r يوم الخندق، ويوم الذين حاربوا رسول الله يوم بدر ومع ذلك فقد توجه رسول الله r إلى مكة ليعلن لأهلها المحارِبين والمحارَبين أنه جاء ليعتمر، أنه جاء ليطوف بالبيت آمناً مؤمناً ولم يخطر منه على بال أن ذلك سيكون اعترافاً بمحاربة المشركين له وإعلاناً للصلح بينه وبينهم، معاذ الله، سار الأمر على هذا المنوال قروناً متطاولة من الزمن حتى جاء عهد الاحتلال الصليبي لبيت المقدس وما حوله وتطاول ذلك الاحتلال وامتد أجله إلى ما يقارب ثلاثة قرون وما أكثر الناس والعلماء والصالحين الذين توجهوا أثناء هذه المحنة وفي ظل ذلك الاحتلال توجهوا إلى زيارة المسجد الأقصى منفذين أمر رسول الله القائل: (إيتوه فصلوا فيه فإن صلاة فيه تعدل ألف صلاة في غيره). أيها الإخوة لم نسمع بهذه الفتوى العجيبة التي طرقت أسماعنا إلا – لا أقول في هذا العصر – إلا في هذه السنوات، أما ما قبل ذلك فكل العلماء، كل الأئمة، كل المجتهدين انقادوا لتطبيق أمر رسول الله r، والأمر الذي نطق به رسول الله أمر مطلق، والمطلق يجري على إطلاقه ما لم يكن هنالك قيد على مستوى المطلق ذاته، ونحن لا نعلم أن هنالك قيداً قُيِّدَ به كلام رسول الله القائل: (إيتوه فصلوا فيه) من كلامه أو من إجماع أصحابه أو من بيان الله سبحانه وتعالى. لقد كانوا إبان الاحتلال الصليبي يزورون المسجد الأقصى ولكنهم لم يكونوا يتصورون أن زيارتهم لهم اعتراف لهؤلاء الصليبيين بأن عملهم حق ولكنهم كانوا يعلمون ويتصورون أن زيارتهم للمسجد الأقصى تحدٍّ لوجودهم ومواصلة وتجديد لعهد الله عز وجل الذي أبرموه في حق أنفسهم أن يصدوا ذلك العدوان. فيا عجباً من أين انبثقت هذه الفتوى الغريبة العجيبة وأنا أيها الإخوة كنت ولا أزال ممن يحتاط في أمور دينهم وهذا من فضل الله عليَّ، نبشت وبحثت واتهمت علمي، اتهمت إدراكي ولكن لم أجد في الأئمة السالفين من قال هذا، لم أجد في أصحاب رسول الله من انقطع عن زيارة بيت المقدس أثناء احتلال الرومان له، لم أجد هذا نهائياً. ثم إني أنظر فأجد العجب الذي لا تفسير له، أنظر إلى الذين يروجون هذه الفتوى ويتبنونها، أتأمل فيهم وإذا هم يغدون ويروحون مع القوى التي احتلت فلسطين والمسجد الأقصى، مجالسهم على موائد مستديرة معروفة وموثقة ومصورة ثم إنهم بعد هذا يقولون ما ينبغي أن نزور المسجد الأقصى لأن ذلك اعتراف بأحقية الاحتلال. كيف نوفق بين هذا الإخاء الغريب العجيب الذي لا عهد لنا به بينهم وبين قوى إسرائيل وبين هذه الفتوى الغريبة والعجيبة؟ أسمعتم قصة ذاك الذي اخترق شرع الله واتجه إلى ارتكاب الفاحشة ولكنه أصر على أن لا يباشرها إلا بحائل كي لا ينتقض وضوؤه، أيمكن أن نتصور هذا أيها الإخوة؟ لكن كأني بكم تسألون فما الحكمة من هذا الأمر؟ الحكمة لم تعد خفية، العالم الذي من حولنا قد تضافر واجتمعت كلمته تحت لواء القوى الصهيونية العالمية وتحت لواء إسرائيل التي تعيش إلى جانبنا، اجتمعت كلمتهم على اجتثاث كل ما اسمه مقاومة وتخويف لأم هذا العدو الذي جاء يعلن حربه على الإسلام والمسلمين جميعاً، هذه هي القصة. وقد شاء الله – وهذا شرف كبير لنا – أن تتمركز العداوة وأن يتمركز الحرب من هذه القوى المتضافرة على هذه الأرض المباركة، على هذه الأرض المقدسة وعلى شرفهم الله بالمقام فيها، لكن ما المستقبل؟ وكيف ينبغي أن نتحاشى هذا العدوان؟ أقولها بكلمات موجزة مختصرة نابعة من بيان الله القائل:
(الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ) [الأنعام: 82].
أسمعتم؟ أيها الإخوة الذين يرونني ويسمعونني، أيها الإخوة الذين يسمعونني من بعيد: أرجوا أن نتدبر هذا البيان الإلهي الهابط إلينا من الملأ الأعلى
(الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ)
تعالوا نعاهد الله في ظل هذا الكلام قادة، وشعباً وجيشاً وأمناً على اختلاف الفئات، تعالوا أيها الإخوة – وأنا أول من يعاهد الله الآن – تعالوا نعاهد الله عز وجل على أن نرسخ إيماننا بمولانا، هل لنا مولى غيره؟ معاذ الله، تعالوا نرسخ عهدنا مع الله على أن نتحاشى الظلم، والظلم نوعان أخطرهما ظلم الإنسان لنفسه، تعالوا نعاهد الله عز وجل على ألا نظلم أنفسنا، نتوب إلى الله من سائر الأدران، من سائر المعاصي كبارها وصغارها، فإن زلت بنا القدم نعود فنتوب إلى الله والله يقبل التوبة، تعالوا نعاهد الله على التوبة، نعاهد الله على ألا نظلم أنفسنا بالمعاصي وبالعكوف على ما يغضب الله، ثم تعالوا نعاهد الله عز وجل على ألا يظلم بعضنا بعضاً، إن الله عز وجل يكره الظلم، يبغض الظلم وأهله، تعالوا نعاهد الله على أن نكون حراساً للعدالة، على أن نتسامى عن الظلم، أقولها لنفسي وأدعو إلى هذا العهد مع الله قادتنا، وأسأل الله لهم التوفيق والسير على صراطه، جيشنا، وأسأل الله عز وجل له التوفيق وأن يجعله من حراس مبادئه وقيمه، شعبنا على اختلاف فئاته واختلاف مستوياته، أدعو نفسي وأدعو هؤلاء الإخوة جميعاً الذين تحتضنهم هذه الأرض المباركة، الذين شرفهم الله بالمقام فوق هذه الأرض، وإنه لشرف كبير نلناه جميعاً أن نكون مصداق هذه الآية الكريمة في كتابه المبين
(الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ) إذاً (أُوْلَـئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ) نعم (وَهُم مُّهْتَدُونَ).
والله الذي لا إله إلا هو إنه لكلام حق (لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ)، إن صدقنا فعاهدنا الله عز وجل على هذا فلسوف تظلنا سحابة رحمانية من الأمن الآتي من قبل الله سبحانه وتعالى، ولن يستطيع عدو أن يتغشانا بسوء، ولن تستطيع عداوة العالم أجمع أن تنال من الأرض المباركة منالاً وأن تنال من أمة المصطفى r منالاً، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
__________________
اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي قربة من القربات نتقرب اليك
بكل صلاة صليت عليه من اول النشأة الى ما لا نهاية الكمالات

التعديل الأخير تم بواسطة admin ; 04-23-2012 الساعة 05:20 PM
admin غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كنيس يهودي جديد يضاف الى اكثر من 70 كنيس تطوق المسجد الأقصى المبارك . عبدالقادر حمود القسم العام 2 12-09-2012 07:46 AM
مستوطنون متطرفون يدنسون المسجد الأقصى بحماية جنود الاحتلال عبدالقادر حمود ركن بلاد الشام 3 09-05-2012 07:17 AM
مشاهد لآثار رحلة الإسراء في المسجد الأقصى أبو أنور المواضيع الاسلامية 7 10-18-2010 03:07 PM
شاهد المسجد الحرام أو المسجد النبوي كأنك بداخله الـــــفراتي ملتقى الأعضاء 9 10-06-2008 01:37 PM
المقصد الاسنى لشرح اسمآء الله الحسنى علاء الدين المكتبة الرقمية 0 09-10-2008 03:20 AM


الساعة الآن 11:49 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir