زيارة سيدي الكيلاني ورفاقه للشيخ يوسف الهمذاني
ابن السقا فقيه من أعيان القرن الخامس الهجري فقد كان واحدا من ثلاثة قصدوا زيارة العالم الرباني الجليل الشيخ يوسف الهمذاني وكان الثاني ابن عصرون والثالث الشيخ عبد القادر الجيلاني. قال ابن السقا لصاحبيه .وهم في الطريق إلى زياره الشيخ يوسف الهمذاني: إن قصدي من زيارة الشيخ أن أمتحنه في علوم الشريعة وأن أبين جهله للناس المغترين به. وقال ابن عصرون: أما أنا فسأطلب منه الدعاء لي بالغنى ومزيد من المال .وقال الشيخ عبد القادر الجيلاني: أما أنا فقد قيل لي عن صلاحه ومناقبه سأزوره لأتبارك به وسأسأله الدعاء لي. ولما دخلوا عليه .نظر إلى ابن السقا قائلا: أرى الجدال والكفر بين عينيك .لعلك جئت تسألني عن كذا وكذا .وذكر أمورا كان قد أضمر ابن السقا العزم على أن يسأل الشيخ عنها .وأجابه عنها .ثم نظر إلى ابن عصرون قائلا: سيأتيك المال إلى هنا وأشار إلى أعلى صدره ثم خاطب الشيخ عبد القادر الجيلاني فقال: قدمك على عنق كل أولياء زمانك. ثم إن عاقبة كل من ابن السقا وابن عصرون كانت كما قال الشيخ. رزق ابن عصرون من المال ما جعله أغنى الناس في عصره وقبره في دمشق في المنطقة التي تسمى اليوم بالعصرونية.
وأما ابن السقا ،فقد أوفده الخليفة إلى بعض ملوك الفرنجة ،ليناقش النصارى هناك في شؤون الدين ،وذلك بدعوة من الملك ورغبه منه في ذلك ،وكان ابن السقا يحفظ القرآن معتداً بعلومه ومعارفه الدينية في العقيدة والفقه وكان مشهوداَ له بذلك .ونزل ضيفاً مكرماً على الملك نفسه ،وأوعز إلى ابنة له أن تتزين وأن تقوم على خدمته وإكرامه ،فافتتن بها وطلب الزواج منها ،فامتنعوا من تزويجها منه إلا أن يتنصر، فتنصّر ،وتم إعلان ذلك في الأوساط ،ثم إنهم أنهوا استضافته وأهملوا شأنه وأبوا أن يزوجوه منها ،يقول ابن العماد في(شذرات الذهب): ثم إنه رؤي في القسطنطينية مريضاً وبيده مروحة مروحة خَلَقة يذب ّ بها الذباب عن وجهه، فسئل عن القرآن فقال أنه نسيه ،ولا يذكر منه إلا أية واحدة وهي (ربما يود الذين كفروا لو كانوا مسلمين) الحجر.. وقضى نحبه متنصراً مهملاً في أسواق القسطنطينية.
من كتاب الحب في القرآن لسيدي الشهيد البوطي رحمه الله تعالى
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات