في الموسوعة الشعرية يذكرون سيدنا أبو بكر الشبلي بما يلي :
أبو بكر الشبلي
247 - 334 هـ / 861 - 946 م
دلف بن جحدر الشبلي.
ناسك، كان في مبدأ أمره والياً في دنباوند (من نواحي رستاق الري)، وولي الحجابة للموفق العباسي؛ وكان أبوه حاجب الحجاب ثم ترك الولاية وعكف على العبادة، فاشتهر بالصلاح.
له شعر جيد، سلك به مسالك المتصوفة، أصله من خراسان، ونسبته إلى قرية (شبلة) من قرى ما وراء النهر، مولده بسر من رأى، ووفاته ببغداد، اشتهر بكنيته، واختلف في اسمه ونسبه، فقيل (دلف بن جعفر) وقيل (جحدر بن دلف) و(دلف بن جعترة) و(دلف ابن جعونة) (وجعفر بن يونس).
وللدكتور كامل مصطفى الشيبي: (ديوان أبي بكر الشبلي - ط)، جمع فيه ما وجد من شعره.
وينقلون عنه شعر كثير انتقي منه لكم :
خَيالُكَ في عيني وذِكرُكَ في فمي = ومثواك في قلبي فأين تغيب
وِدادُكُم هجرٌ وحبكمُ قلىً = ووصلكم صَرمٌ وسَلمُكمُ حربُ
من لم يكن للوصال أهلاً = فكل إحسانِهِ ذنوب
رآني فأوراني عجائب لطفه = فَهِمتُ وقلبي بالفراق يذوب
فلا غائب عني فأسلو بذكرهِ = ولا هو عني مُعرِض فأغيبُ
أمّا الخيام فإنها كخيامهم = وأرى نساء الحي غير نسائها
يا بديعَ الدَلِّ والغَنَجِ = لك سلطان على المُهَجِ
إن بيتاً أنت ساكِنُهُ = غيرُ محتاجِ إِلى السُرجِ
وعليلاً أنت عائدُهُ = قُد أتاه الله بالفرجِ
وجهُك المأمولُ حجَّتُنا = يوم يأتي الناسُ بالحُججِ
الناس في العيد قد سُرُّوا وقد فرحوا = وما سُرِرتُ به والواحدِ الصمدِ
لما تيّقنتُ أني لا أعايِنُكم = غمضتُ طرفي فلم أنظر إِلى أحدِ
باح مجنونُ عامرٍ بهواه = وكتمت الهوى فَفُزتُ بوجدي
وإذا كان في القيامةِ نودي = أينَ أهلُ الهوى تقدَّمتُ وحدي
لها في طَرفها لحظات سِحر = تُميت بها وتُحيي من تريد
وتَسبي العالمين بمقلتيها = كأنَّ العالَمين لها عبيد
أُلاحظها فتعلم ما بقلبي = وألحظها فتعلم ما أريد
أروح وقد ختمتَ على فؤادي = بحبك أن يَحِلَّ به سِواكا
فلو أني استطعتُ غَمَضتُ طَرفي = فلم أنظر به حتى أراكا
وفي الأحباب مختص بوَجدٍ = وآخر يدّعي معه اشتراكا
وفي الأحباب مختص بوَجدٍ = وآخر يدّعي معه اشتراكا
تعوَّدَ بسط الكفِّ حتى لو أنه = ثناها لقبضٍ لم تُجِبهُ أنامِلُهُ
ترَاه إذا ما جئته متهللا = كأنَّك تُعطيهِ الذي أنتَ آمِلُهُ
ولو لم يكن في كفه غيرُ رُوحِهِ = لجاد بها فليتقِّ اللهَ سائلهُ
هو البحر من أيّ النواحي أتيتَهُ = فلُجّتُهُ المعروفُ والجودُ ساحلُهُ
رُبَّ وَرقاءَ هتوفٍ في الضُحى = ذاتِ شَجوٍ صَدَحت في فَنَنِ
ذكرت إِلفاً ودهراً صالحاً = فبكت حزناً وهاجت حَزني
فبكائي ربما أرَّقَها = وبكاها ربما أرَّقَني
ولقد تشكو فما أفهمها = ولقد أشكو فما تفهمني
غير أنّي بالجوى أعرِفُها = وهي أيضاً بالجَوى تعرفُني
ذكرتك لا أنّي نسِيتُكَ لمحةً = وأيسَرُ مافي الذكرِ ذكرُ لساني
وكِدتُ بلا وَجدٍ أموتُ من الهوى = وهام عليَّ القلبُ بالخفقانِ
فلما أراني الوجدُ أنَّكَ حاضري = شَهِدتُكَ موجوداً بكل مكانِ
فخاطبتُ موجوداً بغير تكلم = ولاحظت معلوما بغيرِ عيانِ
عِلمُ التَصوُّفِ عِلمٌ لا نفادَ له = عِلمٌ سنيٌ سماويٌ رُبوبيُّ
فيه الفوائد للألبابِ يعرفها = أهلُ الجزالةِ والصنعُ الخصوصيُّ