بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلِّ وسلِّم على سيدنا محمد صلاة عبدٍ قلَّت حيلتُه ورسول الله وسيلته وأنتَ لها يا إلهي ولكل كَرْبٍ عظيم ففرِّج عنَّا ما نحن فيه بسرِّ بسم الله الرحمن الرحيم
قال الملكُ الحقُّ المبين: ( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأمْوَالِ وَالأنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ )..
يا أحبابنا يا رجالنا يا نساءنا .. بابُ الجهاد مفتوح ..
( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) .. انصروا الله في أنفسكم ينصركم على عدوِّكم ويُثبِّتُ أقدامكم ..
يا أحبابنا .. يا مَن تتمزَّق أجساد إخوانكم في غَزَّة ..
يا إخوننا .. يا مَن ينادونكم أهل غَزَّة ..
يا رحماء .. يا مَن تتقاطرُ رُعْباً دموعُ أطفالكم أطفال غَزَّة ..
يا شُرفاء.. يا مَن يَصِحْنَ أخواتكم خوفاً في غزَّة ..
إنْ أُغلقَتْ في وجوهنا أبواب الجهاد الأرضيَّة ، فأبواب الجهاد السماوية لم يُغلق بابها ..
إنْ تخاذلت قُوَى الأرض عن نصرتهم ، فربُّ السماوات والأرض بطولها والعرض مُنجِز وَعدِه الذي وَعَد .. ولنْ يُخلف الله وعْدَه .. إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ..
يا مَن كانتْ نصرته لإخوانه في غزَّة هو جلوسه أمام الشاشات لرؤيتهم وهم يُذبَّحون .. أَفِـقْ .. واستَفِق مِن رقْدتكَ .. فالحُجَّة عليكَ .. ما هكذا يَنتظرون منكَ ..
يا مَن كانَتْ نصرته لإخوانه إدمَانُ متابعة الصُّحف والمواقع لرؤية صُوَرِ أجساد إخوانه الممزَّقه .. ورؤوسهم المقطَّعة .. وأطرافهم المتهتِّكة .. أَفِـقْ .. واستَفِق مِن رقْدتِكَ .. فالحُجَّة عليكَ .. ما هكذا يَنتظرون منكَ ..
ماذا نفعل وأبواب الجهاد مغلقة ، وليس لدينا سلاح ؟!
الذي نفعله .. هو في قـلـبـنـا .. نعم قلبنا الحي اليقظ هو المفتاح والسِّلاح .. إنْ صدَقتَ وأخلصتَ في قرعِ باب الملك الفتَّاح .. بابُ التَّحقُّقِ بـ( إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ ) .. ليأتيكم الجواب والبشارة مِن الله ( يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ) ..
إنْ تنكَّستْ رايات القُوَى الأرضيَّة ، فلا ناصِرَ لنا إلاَّ الله ..
إنْ أُغلِقتْ في وجوهنا أبواب الجهاد الأرضيَّة ، فأهل غزَّة ينتظرون منَّا -أفراداً وجماعات- أنْ نوجِّه قلوبنا لهم إلى ربِّ البريَّة .. ونرجع إليه .. بالتوبة .. والاستغفار .. والدُّعاء .. والدعوة إلى الله .. بالمسلك الحميد الذي جاءنا به حبيب المجيد صلى الله عليه وآله وسلم .. بهمَّة وإخلاصٍ وصِدق .. مِن هنا يأتي النَّصر مِن الله .. وهذا باب الجهاد الذي لا يُقفل بابه ..
هذا كلام ليس بالهزْل .. في ظلِّ الظروف الّتي تُكبِّلُنا وغيرها ..هذه أبواب نُصرتنا وجهادنا مع أهل غَزَّة .. قال الملك الحق المبين .. ( إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيّرُوا مَا بِأنْفُسِهِمْ ) ..
لا تستغرب إن قيلَ لكَ :
يا أخي .. هلْ صليتَ صلاة الفجر اليوم في وقتها؟ إذا لمْ تصلّها في وقتها فاعلم أنَّك قد خَذلْتَ أهل غزَّة .. فلا تخذلهم في أيامك القادمة ..
يا أخي .. هلْ قمتَ الليلة الماضية تصلي قيام الليل وتناجي ربَّك وتستنصره لأهل غزَّة؟ إذا لم تقم فاعلم أنَّك قد خَذلْتَ أهل غزَّة .. فلا تخذلهم في لياليكَ القادمة ..
يا هذا العبد .. إن كانَ لا يَزال في قلبك ذرَّة مِن كيدٍ .. أو حقدٍ .. أو شحناءٍ .. أو بغضاء .. أو حَسدٍ .. على أحدٍ من المسلمين .. فاعلم أنَّك خاذلٌ لأهلِ غزَّة .. فطهِّر قلبك وكُفَّ عن خذلِكَ لهم ..
يا هذا العبد .. إنْ كانَ عندكَ أيُّ أمرٍ مِن الأمور تعلم أنَّه يقطعُ صلتكِ وقربك مِن مَلِكِ المُلُوكِ .. فاعلم أنَّك خاذلٌ لإخوانك في غزَّة .. و مثبِّتُ كيدَ عدوِّهم .. فأنتَ سلاحُ فَـتْـكٍ وزَهْـقٍ لأرواحهم ..
يا هذا العبد .. إنْ لم تكُن جنديّاً حقّاً لله تعالى ، في جهادِ الشيطان في نفسك .. كيفَ سيُستجابُ دعاءكَ الذي تستنصرُ الله به لإخوانك في غزَّة ؟!!
يا هذا العبد .. إنْ آثرتَ الدنيا والراحة والدِّعة .. على أُخْرَاكَ وعاقبتَك .. ومنادي الرحمن يقول لكَ ( الصلاة خيرٌ مِن النَّوم ) .. ثمَّ لا تُبالي .. كيف تُريد مِن ربِّك أنْ يقبل قولكَ ( اللهم انصر إخواننا في غزَّة ) ؟!! فالعاقبةُ للمتقين ..
يا هذا العبد .. إنْ آثرتَ حُبّ الدنيا ..وآثرتها على أنْ تصُفَّ قدميكَ في محراب العبوديَّة لله تَبتُّلاً وإخباتاً وتذلُّلاً .. والقريب المجيب يقول لكَ في دُجى الليل ( مَن يدعوني فأستجيب له .. ومن يسألني فأعطيه .. ومن يستغفرني فأغفر له ) ..
ولسان حالكَ يُجيب ربُّك المُخاطِب لكَ: النَّوم والركون إلى الدُّنيا ألذُّ وأشهى لي مِن خِطابكَ ومِن شأن أهل غزَّة !! ..
ولسان حالك يقول لربِّك لا تشغلني بخطابك عن نومي وغفلتي وركوني !!
ولسانُ حالكَ يقولُ لربِّك أهل غزَّة يُذَبَّحُوا أو يُقتَّلُوا ما شأني بهم ؟!! ..
أُفٍّ لكَ يا هذا !!! .. كم تَخاذلتَ وخُنْتَ إخوانك في غَزَّة وكأنَّهم لا يعنون لكَ شيئاً ..
فكيفَ وهذا حالكَ تُريد مِن ربِّك أنْ يقبل مِنك قولكَ ( اللهم انصر إخواننا في غزَّة ) ؟!!
كيفَ تريد قولك ( اللهم انصر إخواننا في غزَّة ) يُستجاب وقلبك معلَّقُ بِلُعاعةِ الدُّنيا الدنِيَّة ؟!
كيفَ تريد قولك ( اللهم انصر إخواننا في غزَّة ) يُستجاب وعينكُ مأخوذٌ بناصيتها في النَّظر إلى ما حرَّم الله ؟!
كيفَ تريد قولك ( اللهم انصر إخواننا في غزَّة ) يُستجابُ وأُذنك ما زالتْ تُمْلأ بالرّصَاص المُذاب مِن سماع ما حرَّم الله ؟!
كيف وكيف وكيف ؟!!..