عقوبة عادلة ... لمن يسب رسول الله !!!
ـ قال يعقوب بن جعفر بن سليمان وهو من بني العباس ... :
- غزوت مع الخليفة العباسي المعتصم ( عمورية ) وكانت من أعظم الغزوات !!!. وكان رجل من الروم يقوم كل يوم على أعلى برج في سور عمورية المرتفع ، فيشتم النبي صلى الله عليه وسلم بالعربية باسمه ونسبه ، بأقذع الشتائم وأوسخها !!! ليغيظ المسلمين المحاصِرين .
فاشتد ذلك على المسلمين، وأثار حفيظتهم ، فبادر كل من في الجيش لإصابته بالنشاب ، ولكنه كان بمرتفع ، فلم يكن يصل إليه النشاب. فزاد ذلك من حنق المسلمين ، وزاد هو من شططه وسفاهته !
قال يعقوب: وكنت أرمي بالقوس الحربي رمياً جيداً، أصيب به وأُبعد بمداه ، فكَمَنْتُ لهذ العلج ، حتى حان موعد ظهوره ، وأخذ في رفع صوته بالشتائم المقذعة لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فصوبته بنشابةٍ سدّدّتها بدقة وقوة ، ثم أرسلتها مستعينا بالله ، فأصابت فورا نحره . فهوى لساعته وتحطم رأسه وتقطعت أوصاله !!!
ولما رأى المسلمون ذلك كبروا تكبيرة واحدة ارتجت لها الأرض ، وبلغت إلى مجلس الخليفة المعتصم ، فسر المعتصم سرورا شديدا ، وحمد الله ، وقال:
- عليّ بالذي رماه ، أريده الساعة ، أدخلوه عليّ ... فأُدخلتُ عليه فقال:
- من أنت ؟ ومن أي قوم ؟ وما بلدك ؟ فانتسبت له فعرفني وفرح . وقال:
- الحمد لله الذي جعل ثواب هذا السهم لرجل من أهلي – يعني من بني العباس -.
ثم قال لي المعتصم بعدما أكبر ما فعلت :
- يا ولدي يعقوب ! بعني ثواب سهمك هذا . فقلت:
- يا أمير المؤمنين ليس الثواب مما يباع ، بل أدخره عند الله . فقال لي :
- إني أرغّبك وأعطيك ما تريد من المال . حتى أعطاني مئة ألف درهم. فقلت:
- لا أبيع ثواب سهمي بالدنيا وما فيها. ولكن قد جعلت لك – أي وهبت لك – نصف ثوابه – أي ثواب هذا السهم – والله يشهد علي بذلك. قال: جزاك الله خيراً قد رضيت !!.