طوبى معنوية فوائد جميلة جمة وثمرات يانعة سنذكر منها خمس ثمرات الأولى: هي رؤية حقائق الأركان الإيمانية رؤية عين وبصر أي رؤية الملائكة والجنة والآخرة بل حتى رؤية الذات الجليلة فهذه الرؤيا والمشاهدة الحقة وهبت للكائنات أجمع وللبشرية خاصة خزينة عظيمة لا تنفد ونورا ً أزليا ً لا يخبو وهدية أبديه لا تقدر بثمن إذ أخرج ذلك النور الكائنات قاطبة ً مما يتوهم أنها تتردى في أوضاع فانية زائلة وأظهرها على حقيقتها مما أدخل السرور والفرح في قلوب جميع ذوي الشعور فكشف عن صورته الحقيقية بأنه معجزة من معجزات قدرة الله سبحانه ومخلوقه الذي هو في أحسن تقويم ونسخة جامعة من رسائله الصمدانية ومخاطب مدرك لسلطان الأزل والأبد وعبده الخاص ومستحسن كمالاته وخليله المحبوب والمعجب بجماله المقدس وحبيبه والضيف المكرم لديه والمرشح لجنته الباقية
أما الثمرة الثانية: هي أنه أتى بأسس الإسلام وفي مقدمتها الصلاة تلك الأسس التي تمثل مرضيات رب العالمين وقد أتى بها هدية قيمة وتحفة طيبة إلى الجن والإنس كافة تلك المرضيات التي تثير لدى الإنسان الرغبة والشوق والتطلع إلى فهمها فضلا عما تورثه من سعادة وانشراح وسرور إذ لاجرم أن كل إنسان يرغب رغبة جادة أن يعرف ولو من بعيد ما يطلب منه سلطانه الذي أنعم عليه ويشتاق بلهفة أن يعرف ماذا يريد منه من أولاه نعمه وأحسن إليه حتى يتمنى من قلبه قائلا ً : ياليت هناك واسطة بيني وبين مولاي لأعرف ما يريد مني وماذا يرغب أن أكون عليه ؟؟ نعم إن الإنسان الذي هو في أشد الفاقة إلى مولاه سبحانه وتعالى في كل آن وفي كل أحواله وشؤونه وقد نال من أفضاله الكريمة ونعمه السابغة ما لا يعد ولا يحصى وهو على يقين من أن الموجودات كلها في قبضة تصرفه سبحانه وما يتألق من سنا الجمال والكمالات على الموجودات ما هو إلا ظل ضعيف بالنسبة لجماله وكماله سبحانه أقول ترى كم يكون هذا الإنسان مشتاقا ً ومتلهفا ً لمعرفة ما يرضي هذا الرب الجليل فها هو ذا الرسول الكريم قد أتى بمرضيات رب العالمين وقد سمعها سماعا ً مباشرا ً بحق اليقين من وراء سبعين ألف حجاب أتى بها ثمرة من ثمرات المعراج وقدمها هدية طيبة إلى البشرية جمعاء.
الثمرة الثالثة : أنه شاهد ببصره بالمعراج الجنة الخالدة ورأى التجليات الأبدية برحمة الرحمن ذي الجلال وأدرك إدراكا ً بحق اليقين السعادة الأبدية فزف بشرى وجود السعادة الأبدية إلى الجن والإنس
الثمرة الرابعة : هي رؤية جمال الله سبحانه وتعالى فكما حظي بها صلى الله عليه وسلم فقد أتى بأنه يمكن لكل مؤمن أن يحظى بتلك الثمرة الباقية أيضا ً فأهدى بهذا هديه عظيمة للجن والإنس ولعلك تتمكن أن تقدر مدى اللذة الكامنة في تلك الثمرة