بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين
اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد عبدك ورسولك النبي الامي وعلى آله وصحبه وسلم
ايها الاخوة الاكارم ،،،
السلام عليكم ورحمة الله ،،
موضوعي هذا اقدمه اعتذارا مني عن غيبتي عنكم رغم اني لم اكن غائبا ،،
جاء في كتاب الاحياء للامام الغزالي: ( إن من آثار غلبة الحب أن يتعدى من المحبوب إلى كل من يتعلّق به ويناسبه ولومن بعد ، فمن أحب إنسانا حبا شديدا أحب محب ذلك الإنسان وأحب محبوبه وأحب من يخدمهوأحب من يثني عليه محبوبه وأحب من يتسارع إلى رضا محبوبه
وفي ذلك قيل
امرّ على الديار ديـار ليلى
اقبل ذا الجدار وذا الجدارا
وما حب الديار شغفن قلبي
ولكن حب من سكن الديارا
لأجل هذا أتيت لكم بهذا الجمع الطيب إن شاء الله، ومنبع الفكرة فيه كانت حينما ذكرت أمام احدهم مرعش مسكن سيدنا ومرشدنا الشيخ احمد جامي حفظه الله لنا وأمد لنا في عمره الشريف، فسألني ما مرعش فقلت له وعلى الفطرة بلسان الحال انها قبلة العشاق ومأوى المحبين.
ومن كلمات المحبة التي نظمها الاخ الدكتور الفاضل ابو عبد الله هذا الشطر الجميل ((ووجدت اسمك زينة في حياتنا)) ،، فحدينا اليوم عن زينة حياتنا، فمحبة بهذا الشيخ الراسخ جمعت سير اعلام اشتهروا بما اشتهر به سيدنا ((جامي)) جزاه الله عنا خيرا .
جام كلمة فارسية معناها الزجاج ، اطلقت هذه الكلمة على مدينة (جام او تربت جام) في ايران وتبعد عن مشهد 162كم في اتجاه الشرق على الحدود الافغانية والغالبية العظمى لسكانها من أهل السنة حتى يومنا هذا، وهذه المدينة تاريخية اثرية، التاريخ الاسلامي المعماري حاضرا بها بقوة في مساجدها ومدارسها، المعلم الرئيس فيها هو مزار شيخ الإسلام الإمام احمد جامي قدس سره الشريف شيخ الطريقة في عصره والذي سنتناول شيئا من سيرته العطرة في موضوعنا هذا، وهذه المدينة اليوم منارة لأهل السنة في إيران حيث يوجد بها مدارس ومعاهد فقهية عديدة منها حوزة الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان العلمية حيث يدرس فيها الفقه الحنفي ، ويعزوا البعض بقاء هذه المدينة على سنيتها عبر التاريخ ارتباط أهلها الوثيق بعلم من أعلام أهل السنة الذي بقيت بركاته ظاهرة على أهلها.
الشيخ الكامل المحقق المدقق الرباني (زنده پيل حضرت) احمد بن علي ابو الحسن جامي قدس الله سره (441 هـ-536 هـ):
كنيته ابو النصر ولقب رحمه الله بالقاب كثيرة منها قطب الابدال وقدوة الأوتاد وشيخ الإسلام حتى قال فيه العلامة محمد بن إبراهيم الجويني الشافعي (شيخ المشايخ العظام اعني حضرة شيخ الإسلام احمد الجامي)، ولا يخفى ما لهذه الألقاب من دلالة على علو شأن هذا الإمام .
والده: هو الشيخ أبو الحسن علي بن أحمد النامقي نسبة الى نامة، سكن نيسابور وكان شيخا صالحا مستور من بعض النواحي، وسمع أبا طاهر محمد بن محمد الزيادي، وأبا بكر أحمد بن الحسن الحيري، وأبا منصور عبد القاهر بن طاهر البغدادي وغيرهم. روى عنه أبو القاسم زاهر بن طاهر الشحامي بنيسابور، وأبو علي الحسين بن علي بن الحسين الكاتب بمرو وغيرهما، وتوفي ليلة الخميس من جمادى الأولى سنة ثمانين وأربعمئة.
حاله: كان الشيخ احمد جامي شيخ صوفية جام ، كان في بداياته محبا للاعتزال والخلوة حتى روي انه مكث أكثر من اثني عشرة سنة في المجاهدة وتهذيب النفس والتربية حتى بزغ نجمه وعلا، فقام للإرشاد وتخرج على يديه أئمة علماء أجلاء ، ترك الشيخ احمد جامي أكثر من أربعين كتابا وديوان شعر، تكلم في كتبه في الفقه والتفسير والسيرة والتصوف واللغة والتراجم والأخلاق.
كان مولده عام 441هــ وتوفي في جام عام 536هــ ، فكان ممن طال عمره وحسن عمله، توفي في جام ودفن بها ولا زال قبره ظاهر يزار، ويقع قبره في مسجد تفخر به جام حيث تجلى به الفن الاسلامي المعماري في ابهى صوره.
اعقب الشيخ احمد بن علي ابو الحسن جامي اولادا كانوا على اثره من العلم والصلاح والولاية، حتى الفت كتب في مناقبه ومناقب آله من بعده منها كتاب (مناقب اولاد شيخ الاسلام احمد جامي) لمؤلفه البوزجاني.
لازال هنالك الكثير ان شاء الله
يتبع ان شاء الله مع ترجمة شيخ الاسلام عبد الرحمن جامي قدس الله سره الشهير بمنلا او ملا جامي صاحب التآليف