أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله           
العودة   منتدى الإحسان > التراث والتاريخ > القسم العام

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 01-11-2012
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي متاهات حجرية . . روائع طبيعية

نتجت عن عمليات جيولوجية وتفاعلات كيميائية

إعداد: محمد هاني عطوي





الكهوف والمغارات إحدى عجائب الطبيعة التي تمد عقل الإنسان بكل ما هو غريب وعجيب وتثبت لله وحدانيته وأنه خالق الكون ومدبر الأمور . ومن يتأمل هذه العجائب والروائع الطبيعية لا يسعه إلا أن يوحد الله عز وجل ويعبده من دون سواه .

والكهوف في الطبيعة عبارة عن فجوات ذات فتحات في الصخور أو تحت سطح الأرض تسمح بدخول الإنسان فيها، وهذه الكهوف تتكون من عمليات جيولوجية ناتجة عن تفاعلات كيميائية بين الصخور وعوامل التعرية بسبب وجود المياه وكذلك القوى التكتونية والضغط والعوامل الجوية والأحياء الدقيقة .

ثمة كهوف يطلق عليها تعبير الكهوف الأولية وهي التي تكونت مع الصخور المحيطة بها في الوقت نفسه مثل أنفاق اللافا التي تتكون من النشاطات البركانية والكهوف البحرية التي توجد بمحاذاة السواحل في معظم دول العالم والكهوف الجليدية التي تتكون من عملية الذوبان في الجليد وتحت الأنهار الجليدية، وأخيراً الكهوف المتحللة التي تتكون من تحلل وذوبان الصخور المكونة لها في المياه الجوفية المحملة بالأكاسيد والأحماض مثل الحمض العضوي . ويطلق على الكهوف المتاحف الجيولوجية، وهي في أغلبها من الصخور الكلسية مثل صخور الكلس “الجبس” والدولومايت وهي كنوز طبيعية وجزء من التراث الطبيعي والبيئي الذي يتوجب علينا حمايتها .

أما المغارات فهي عميقة في الأرض وتنتج عن تسرب مياه الأمطار وذوبان التربة الهشة الموجودة بين الصخور الصلبة . ويذهب بعضها في الأرض إلى كيلومترات عدة، وقد يتصل بعضها ببعض لتصبح مجاري لمياه السيول في باطن الأرض، وتتوسع على مر السنين لتصبح كالأنفاق وربما تضيق وتلتوي في باطن الأرض لتكون في النهاية سراديب طويلة .

وتمتد بحيرة كاريرا على طول الحدود الواقعة بين تشيلي والأرجنتين وهي ذات انعكاسات تركوازية ومشبعة بالكوبالت بشكل كبير وتعد هذه البحيرة ثاني أكبر بحيرة في أمريكا الجنوبية . ومنذ العصر الجليدي الثاني أي منذ أكثر من عشرة آلاف سنة تعمل مياهها المضطربة على تليمع ونحت المرمر الأبيض الموجود على الضفاف، وتحمل معها حصى الشواطئ المحيطة، حيث يعمل هذا الحصى على حك أو كشط هذه الصخور الناعمة المتفرعة من الجير أو الصخر الكلسي . والواقع أن 90% من التجاويف أو الكهوف في أنحاء العالم تشكلت من صخور تتبع هذه الفئة (الجيرية) أو المسماة علمياً “الكربونية” أي “ملح الحمض الكربوني” ويعرف عن هذه الصخور أنها ذات نفاذية جيدة وقابلية للتشقق أو التصدع، فمياه الأمطار التي تتحول إلى مياه حمضية بفضل الغاز الكربوني في التربة تنفذ إلى التشققات الدقيقة وتعمل على إذابة الصخرة الأمر الذي يؤدي إلى توسيع الثغرات بشكل تدريجي وحفر الممرات، ويطلق الجيولوجيون على هذه الظاهرة التكوينات الكارستية نسبة إلى مقاطعة كارست الشهيرة بالحجر الجيري في جبال الألب الدينارية في يوغوسلافيا السابقة .

تزيينات مائية

تمتلئ المغارات بتشكيلات صخرية فريدة تسمى تشكيلات الرواسب الكهفية مثل الهوابط والصواعد والأزهار وشعر الملاك . . إلخ . وكل هذه التشكيلات تكونت عن طريق تسرب الماء خلال شقوق الصخر . ونظراً لاحتواء هذا الماء على معادن مذابة يتبلور عند دخوله إلى الكهف أو المغارة الأمر الذي يؤدي إلى تشكل هذه الرواسب الكهفية بألوان مختلفة كالأبيض والبني والأحمر أو بألوان متعددة أخرى تبعاً للمعادن التي شكلت تلك الرواسب .

والهوابط مثلاً هي تشكيلات تشبه الكرات الجليدية المدلاة من سقف الكهف في حين أن الصواعد هي دعامات ترتفع من أرضية الكهف . وربما اجتمعت الهوابط والصواعد معاً مكونة عموداً .

ويعمل الماء أثناء رحلته الأرضية أو تحت الأرضية على إذابة العديد من المركبات: مواد عضوية نباتية، أملاح معدنية، معادن . . إلخ، وبمعنى آخر يعمل على إذابة عناصر يمكنها أن تلون الترسيبات باللون الأحمر “دليل على وجود عنصر الحديد” أو بالأزرق “نحاس” أو الأرجواينت “أحد أشكال كربونات الكالسيوم” التي تتلون بالأخضر كدليل على وجود عنصر النيكل . وهذه التشكيلات اللونية عادة ما تكون نادرة جداً وهي لا تتشكل إلا في كهفين أحدهما يقع في جنوب إفريقيا “كهف الكانجو” والثاني في وادي هيرولت بجانب مدينة مونبيليه الفرنسية . الجدير بالذكر أنه لابد من توفر 2% من النيكل حتى يتشكل هذا اللون الزمردي .

الستارة الجيرية

توجد في الكهوف والمغارات أسقف مائلة بزاوية تبلغ 45 درجة تقريباً تتشكل فيها أنواع من الرواسب الكهفية المسماة بالستارة وهي مكونة من صحائف صخرية رقيقة معلقة في السقف . ونظراً للضغط السطحي للجدران، فإن الماء لا يسقط على الأرض بل ينزلق ببطء على طول السقف المائل، ونتيجة لذلك تظهر على المدى البعيد ما يشبه الشراشف أو الستائر الملونة الشفافة بألوان مختلفة وفقاً للمعادن التي توجد فيها، ويصل طول هذه الستائر الجيرية إلى أمتار عدة في بعض الأحيان وتتلون بعض الستائر باللون البني والأحمر الترابي نظراً لأن الماء المترشح يكون مشبعاً بمواد عضوية وتختلف سرعة ترسب هذه الستائر حسب كمية الماء المتدفقة أو الراشحة خلال الصخور، لكنها تصل إلى سنتيمترات مكعبة عدة في القرن الواحد .

لؤلؤة كلسية

وفي بعض الأحيان تنفصل عن السقف في إحدى الصالات التي يبلغ ارتفاعها أمتاراً عدة قطرة ماء وعندما تسقط من أعلى هذا السقف فإنها تهبط وهي تدور . وما إن تصل إلى الأرض حتى تتحول إلى حجر كلسي إذا ما صادفت أن وقعت فوق حبة رمل أو أي شيء آخر . ومع الزمن تتحول هذه القطرة إلى ما يشبه اللؤلؤة البحرية التي توجد في المحار . ويصل قطرها في بعض الأحيان إلى سنتيمتر واحد، كما يمكن أن يصل أحياناً إلى عشرة سنتيمترات .

أعمدة جليدية

يوجد على جدران مغارة “إيسوكو جلهول” في جبال الألب النمساوية ما يشبه الأزهار والسرخسيات، لكنها في الواقع هي عبارة عن أزهار جليدية وسرخسيات من البلورات المتلألئة . وإذا كانت هذه التشكيلات تختفي أحياناً، تبقى الأعمدة الزرقاء المتينة على حالها وهي هكذا منذ آلاف السنين . وترجع طريقة تشكل هذه الأعمدة الجليدية، إلى ثبات درجة الحرارة داخل الكهف على مدى الفصل وتساوي في المتوسط درجة حرارة المنطقة التي توجد فيها المغارة، فعلى سبيل المثال نجد أنه على ارتفاع 2100 متر وحتى في فصل الصيف ومع هيمنة الطقس الدافئ والهواء الخفيف نسبياً في الخارج، فإن هذا الجو لا يستطيع التأثير في الهواء الجليدي الداخلي لمغارة “ايسوكو جلهول” النمساوية لأنه يكون هواء كثيفاً للغاية، كما أن الماء الناتج من ذوبان الجليد يغذي ليس فقط الترسبات المتتابعة ولكن نجده يتراكم كذلك على الجدران الداخلية الباردة وعندما يتبخر جزء من هذا الجليد تحت تأثير تيارات الهواء الدافئة المقبلة من الخارج، فإن ما يتبقى يبرد وينعش الجو الداخلي للمغارة .

نباتات مائية

تعد مغارة هانغ سون دونغ القابعة في جبال أمانيت الفيتنامية من أكبر المغارات في العالم حيث يبلغ طولها 9 كيلومترات ويصل ارتفاعها إلى 150 متراً في حين يصل عرضها إلى 200 متر .

ولقد اكتشف هذه المغارة رجل محلي في العام 1991 لكن الفريق البريطاني المكون من علماء الجيولوجيا والمغارات أعادوا اكتشاف المغارة في العام 2009 .

ويمكن لهذه المغارة أن تتسع لعمارة مكونة من أربعين طابقاً . ويعود تشكل هذه المغارة إلى ما قبل 5 .2 مليون سنة جراء تكوينها الجيري حيث كانت تتآكل وكان النهر الذي مازال يجري في أسفلها يحمل هذه الجير إلى الخارج، الأمر الذي أدى في النهاية إلى انهيار بعض الأماكن المرتفعة منها وبالتالي دخول الضوء من هذه الفتحات الشاسعة وتشكل غابة في الداخل تسمى بجنة عدن!
الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	99.jpg‏
المشاهدات:	2682
الحجـــم:	22.9 كيلوبايت
الرقم:	2712  
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
المندي أكلة يمنية بلمسات ديرية تدخل الأطباق الرمضانية عبدالقادر حمود القسم العام 2 09-22-2010 01:59 PM
نصيحة ديرية محمّد راشد ركن وادي الفرات 6 09-29-2009 12:17 PM
من روائع الحكايا ابوعبدالله القسم العام 4 09-01-2009 01:09 AM
روائع في التوحيد أبو يوسف المواضيع الاسلامية 4 03-10-2009 07:16 AM
قلعة صلاح الدين بسوريا لؤلؤة حجرية نوح ركن التاريخ 2 11-26-2008 10:19 PM


الساعة الآن 10:03 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir