رد: شهادات علماء الأمة الإِسلامية من سلفها إِلى خلفها للتصوف ورجاله
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نسيم الصباح
كل هذا معروف لديكم
فما هو موقفكم من هذا الحديث
قال صلى الله عليه وسلم
((تتفرق أمتي إلى بضع وسبعون شعبة كلها في النار الا واحدة .. قال الصحابة ومن هي يارسول الله ؟ قال عليه افضل الصلاة والتسليم : من كان على مثل ماأنا عليه وأصحابي))
|
الجواب:هو أننا نعتقد أن هذا الافتراق يكون في العقيدة فالمسلمون يفترقون إلى ثلاث وسبعين فرقة .
فالأصول في دين الاسلام ثلاثة :
الأصل الأول الإيمان :وهو ما يسمى اصطلاحاً بالعقيدة .وأصولها ستة وهي أركان الإيمان كما جاء في حديث سيدنا جبريل عليه السلام عندما سأل عن الإيمان والاسلام والاحسان.
الثاني الإسلام : وهو ما يسمى بالفقه أو الفروع فلهم مذاهب عديدة المحفوظ منها اليوم المذاهب الأربعة وهي مذهب الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة .
الأصل الثالث: الإحسان : وهو ما يسمى اصطلاحاً بالتصوف أو السلوك فلهم طرق متعددة ومنها الطريقة القادرية والشاذلية والنقشبندية وغيرها من طرق أهل السنة والجماعة التي يربون فيها من يريد التحقق بمقام الاحسان .
فالفرقة الناجية من أمة الإجابة هي واحدة فقط وهم أهل السنة والجماعة .
وأما معنى أن غيرها في النار فإن المقصود أنهم متوعدون بالنار كتوعد أهل الكبائر بالنار فهم تحت المشيئة لأنهم غير مشركين كما قال تعالى ((إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر مادون ذلك لمن يشاء)).
واما من هم أهل السنة والجماعة الذين نقلوا القرآن الكريم والسنة النبوية وحافظوا على العقيدة الصحيحة على مر السنين فإليكم بيان ذلك :
قال الإمام المرتضى الزبيدي - رحمه الله تعالى - (إتحاف السادة المتقين 2 / 6): (إذا أطلق أهل السنة والجماعة فالمراد بهم الأشاعرة والماتريدية) اهـ.
وقال أيضاً في موضع آخر (2 / 86):
(والمراد بأهل السنة هم الفرق الأربعة، المحدثون والصوفية،والأشاعرة والماتريدية) اهـ.
ومن كتبهم العقدية رسالة أبي جعفر الطحاوي - رحمه الله - في العقيدة، المسماة بالعقيدة الطحاوية، التي أجمل فيها اعتقاد السلف رضوان الله عليهم، وهي مما أطبقت الأمة عليه وتلقته بالقبول، وما تضمنته هذه العقيدة هو ما يعتقده الأشاعرة، سوى مسائل يسيرة لا تستلزم تضليلاً ولا تفسيقاً.
قال الإمام العلامة عبد الله بن علوي الحداد رحمه الله تعالى (نيل المرام شرح عقيدة الإسلامللإمام الحداد الصفحة 8)(اعلم أن مذهب الأشاعرة في الاعتقاد هو ما كان عليه جماهير أمة الإسلام علماؤها ودهماؤها، إذ المنتسبون إليهم والسالكون طريقهم كانوا أئمة أهل العلوم قاطبة على مرّ الأيام والسنين، وهم أئمة علم التوحيد والكلام والتفسير والقراءة والفقه وأصوله والحديث وفنونه والتصوف واللغة والتاريخ) اهـ.
وقال أيضاً رضي الله عنه (رسالة المعاونة والمظاهرة والمؤازرة ص/67 ـ 68)(وعليك بتحسين معتقدك وإصلاحه وتقويمه على منهاج الفرقة الناجية، وهي المعروفة من بين سائر الفرق الإسلامية بأهل السنة والجماعة، وهم المتمسكون بما كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأنت إذا نظرت بفهم مستقيم عن قلب سليـم فـي نصوص الكتاب والسنة المتضمنة لعلوم الإيمان، وطالعت سير السلف الصالح من الصحابة والتابعين علمتَ وتحققتَ أن الحق مع الفرقة الموسومة بالأشعرية، نسبة إلى الشيخ أبي الحسن الأشعري رحمه الله، فقد رتب قواعد عقيدة أهل الحق وحرَّرَ أدلتها، وهي العقيدة التي أجمع عليها الصحابة ومن بعدهم من خيار التابعين، وهي عقيدة أهل الحق من أهل كل زمان ومكان، وهي عقيدة جملة أهل التصوف كما حكى ذلك أبو القاسم القشيري في أول رسالته، وهي بحمد الله عقيدتنا.. وعقيدة أسلافنا من لدن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا.. والماتريدية كالأشعرية في جميع ما تقدم) اهـ.
يراجع كتاب أهل السنة الأشاعرة لفوزي العنجري وحمد السنان.
التعديل الأخير تم بواسطة فاروق العطاف ; 05-21-2012 الساعة 03:34 AM