أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           لا إله إلا الله وحده لا شريك له،له الملك وله الحمد،يُحيي ويُميت،وهو حي لا يموت،بيده الخير وهو على كل شئ قدير           
العودة   منتدى الإحسان > التزكية > رسائل ووصايا في التزكية

رسائل ووصايا في التزكية كلّ ما يختص بعلوم السلوك وآداب القوم وتزكية النفس والتصوف الإسلامي

 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 07-04-2012
  #9
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,209
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي خواتم سورة التوبة

{ أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ يُفْتَنُونَ فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ } * { وَإِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ ٱنصَرَفُواْ صَرَفَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } * { لَقَدْ جَآءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } * { فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُلْ حَسْبِيَ ٱللَّهُ لاۤ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ }

{ أَوَلاَ يَرَوْنَ أَنَّهُمْ } من خباثة بواطنهم ورجاسة نفوسهم { يُفْتَنُونَ } يقتلون ويصابون { فِي كُلِّ عَامٍ مَّرَّةً } بلية { أَوْ مَرَّتَيْنِ } بليتين؛ لتلين قلوبهم بها، ويتنبهوا فيتوبوا { ثُمَّ لاَ يَتُوبُونَ } إلى الله من كفرهم، ولا يرجعون نحوه بالإيمان؛ ليقبل عنهم { وَلاَ هُمْ يَذَّكَّرُونَ } [التوبة: 126] بها؛ أي: يتذكرون ويتفطنون بها، بل يصرون ويعاندون.

{ وَ } من جملة إصرارهم وعنادهم: إنهم { إِذَا مَآ أُنزِلَتْ سُورَةٌ } مفضحة لهم، مفصحة بما عليهم من النفاق والشقاق، ونقض العهود والميثاق { نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَىٰ بَعْضٍ } يتغامزون بعيونهم، ويقولون استهزاءً وتهكماً: { هَلْ يَرَاكُمْ مِّنْ أَحَدٍ } من هؤلاء المؤمنين { ثُمَّ ٱنصَرَفُواْ } من عنده مريدين النفاق الشقاق بأضعاف ما كنوا عليه؛ بسبب تفضيحهم بهذه السورة، لذلك { صَرَفَ ٱللَّهُ } الهادي لعباده { قُلُوبَهُم } عن الإيمان وجادة التوحيد { بِأَنَّهُمْ } أي: بسبب أنهم { قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ } [التوبة: 127] أي: لا يفهمون لذة الإيمان، ولا يتخلقون على نشأة التوحيد والعرفان، مثل الموحدين.

لذلك { لَقَدْ جَآءَكُمْ } أيها الأعراب { رَسُولٌ } بالمعجزات الظاهرة والآيات الباهرة، منتشئ { مِّنْ أَنفُسِكُمْ } وجنسكم، ومن غاية شفقته ومرحمته لكم { عَزِيزٌ } شاق شديد { عَلَيْهِ } صلى الله عليه وسلم { مَا عَنِتُّمْ } أي: عنتكم ولقاءكم المكروه؛ إذ هي من أمارات الكفر والشرك، وعدم الإطاعة والانقياد بأوامر الله ونواهيه، مع أنه { حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ } أي: على إيمانكم وإسلامكم وإصلاح حالكم؛ إذ هو { بِٱلْمُؤْمِنِينَ } الموقنين، الموحدين، المخلصين { رَءُوفٌ } عطوف، مشفق { رَّحِيمٌ } [التوبة: 128] يرحمهم ويرضى عنهم؛ لخروجهم عن ظلمة الكفر بنور الإيمان.

وكن في نفسك يا أكمل الرسل على الوجه المذكور { فَإِن تَوَلَّوْاْ } وأعرضوا، وانصرفوا عنك وعن الإيمان بك وبدينك وكتابك { فَقُلْ } في نفسك ملتجئاً إلى ربك: { حَسْبِيَ ٱللَّهُ } الرقيب علي، يكفيني مؤنة خصومتهم عني؛ إذ { لاۤ إِلَـٰهَ } يُرجع إليه في الوقائع، ويُلجأ نحوه في الخطوب { إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ } لا على غيره؛ إذ لا غيره حق في الوجود { تَوَكَّلْتُ } فلا أرجو ولا أخاف إلا منه { وَ } كيف لا أتوكل عليه وأرجع إليه؛ إذ { هُوَ } بذاته { رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ } [التوبة: 129] أي: مريبة، والمستوي عليه بالاستقلال والإحاطة، والاستيلاء التام؛ إذ لا شيء في الوجود سواه، وكل شيء هالك إلا وجهه.

خاتمة السورة.

عليك أيها الطالب المشمر لسلوك طريق الفناء، كي تصل إلى فضاء البقاء - شكر الله سعيك وهداك إلى غاية مبتغاك - أن تقتفي في تشمرك هذا أثر من نبهك عليها وهداك إليها، وهو الذي اختاره الله واصطفاه من بين خليقته؛ لتكميل بريته، وأظهره على صورته، وخلقه بجميع أخلاقه، لذلك اتخذه حبيباً وجعله على سائر الأنبياء إماماً ونقيباً.

وتشبث بأذيال لطفه فعلاً وقولاً وشيمةً، صارفاً عنان عزمك إلى سرائر جميع ما جاء به من عند ربه؛ لإرشاد عباد الله، وما سمح به من تلقاء نفسه - صلوات الله عليه وسلامه - من الرموز والإشارات التي استنبطها من كلامه، وفاضت عليه بوحي الله وإلهامه، لصفاية استعداده الذي صار به مرآة لتجليات الحق وشئونه وتطوراته، وخليفة الله في أرضه وسمائه، وما التقط من كلماته وإشاراته الأولياء الوارثون منه، المقتفون أثره - قدس الله أرواحهم - وما ورد عليهم من تفاوت طبقاتهم في طريق التوحيد من المواجيد والملهمات الغيبية، المنتشئة من النفحات الإلهية والنفسات الرحمانية الناشئة من التجليات الجمالية والجلالية، المتفرعة على الشئون والتطورات الكمالية.
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وصايا سيدنا الشيخ أحمد فتح الله جامي بزيارة قبل رمضان الماضي بحضور الشيخ محمد رجو محب الاحباب رسائل ووصايا في التزكية 5 03-14-2013 11:26 PM
قطب الأقطاب و الامام الهمام سيدنا الشيخ اسماعيل الهادفي قدس الله سره الهادفي السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 4 04-16-2012 02:10 AM
من كان ينشد بحضرة سيدي الشيخ محمد الهاشمي رحمه الله تعالى ‎ عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 7 01-16-2012 07:37 PM
الحاج عبدالرحيم ابن شيخنا الإمام محمد متولي الشعراوي إنتقل إلى رحمة الله عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 1 01-11-2012 12:05 AM
ترجمة مولانا الإمام الشيخ عبد القادر الجيلاني (قدس الله سره) هيثم السليمان تراجم أصحاب السلسلة الذهبية للسادة الشاذلية 5 03-15-2009 01:20 AM


الساعة الآن 10:08 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir