أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة           
العودة   منتدى الإحسان > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 02-26-2014
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,209
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: رسالة ما يجب معرفته على كل مسلم ومسلمة للشيخ محمد سعيد البرهاني

- فصل -

في بيان الإعتقاد الواجب في توحيده عز وجل

هو أنه تعالى موجود ، لا إبتداء لوجوده ولا غنتهاء له ، ولا يشبه شيئا ولا يشبهه شيء ، ولا يحتاج مكان ومحل ، ولا يغيره زمان ولا ثاني له في ذاته ،ولا في صفاته ، ولافي أفعاله ، قائم بنفسه ، مستغن عن جميع خلقه ، قادر ، مريد ، يفعل ما يشاء ، خالق لجميع الأشياء ويعلم كل شيء ويسمعه ، ولا يشغله شأن عن شان ، حي قيوم متكلم عدل في حكمه وقضائه ، منفرد بالخلق والتدبير ، يقول للشيء : كن فيكون .

- فصل -

في بيان أن الله تعالى هو المنفرد بالخلق والإيجاد

اعلم أنه لا موجود سوى الله تعالى إلا وهو حادث بفعله تعالى ، أي ليس لغيره تعالى من الموجودات فعل ولا تأثير بإيجاده تعالى لأي شيء كان ، وقد أجرى الله سبحانه وتعالى العادة اختيارا منه ، بإيجاده للأشياء عند وجود أسبابها - أي لا بها - وقس على هذا : الشبع عند الطعام ، والري عند الماء ، والشفاء عند الدواء ، فيجب الإعتقاد بأن كل حادث في العالم ، هو فعله تعالى ، وخلقه ، لا خالق سواه ولا محدث له إلا هو ، تصديقا لقوله تعالى " الله خالق كل شيء " وفي قوله تعالى " والله خلقكم وما تعملون " .

فكما علمت أن الله تعالى خالق لكل شيء ، ينبغي أن تعلم أيضا أن للعبد كسبا ، يجازيه الله تعالى على كسبه ، فالثواب والعقاب على استعمال العبد الجزء الإختياري . أي به يثيبه الله تعالى على الطاعات وبه يعاقبه على المنكرات ، قال تعالى في كتابه العزيز " لا يكلف الله نفسا إلا وسعها لها ما كسبت وعليها ما اكتسب " أي لها ما كسبت من الطاعات ، وعليها ما امتسبت من المعاصي . فبين الله تعالى لنا في هذه الآية أن للعبد كسبا يجازى عليه . وقد قال تعالى " من عمل صالحا فلنفسه ، ومن أساء فعليها وما ربك بظلام للعبيد " .
- فصل -

في بيان أن الله تعالى لا يشبه مخلوقاته

قال الله تعالى " ليس كمثله شيء ، وهو السميع البصير " فالله سبحانه وتعالى ، مخالف للحوادث ، فلا يشبهه شيء من مخلوقاته ، ولا يشبه شيئا من مخلوقاته ، ومن ذلك أن وجوده تعالى ليس كوجودنا ، إذ وجودنا حادث ، وبإيجاده تعالى ، ووجوده تعالى أزلي ذاتي .

وقدمه لا كقدمنا ، لأن قدمه لم يكن مسبوقا بعدم ، وبقاؤه لا كبقائنا ، لأن بقلءه تعالى لا اختتام له ، وغناه لا كغنانا ، لأن المخلوقات كلها من حيوان وجماد ونبات مفتقر إليه ابتداء ودواما ، وسبحانه جل جلاله الغني المطلق - أي الذي لا يفتقر إلى غيره - أزلا وأبدا ، ويفتقر إليه كل ما سواه .

ومخالفته للحوادث كما قال تعالى " ليس كمثله شيء وهو السميع البصير " فلا يماثله أحد ولا يماثله شيء من خلقه ، فهو سبحانه وتعالى مخالف لمخلوقاته في الذات والصفات والأفعال .

وقدرته ليست كقدرتنا ، لأن قدرتنا حادثة وتقدر على بعض الأشياء دون بعض وبالآلات والمعاونة ، والله تعالى قادر بقدرته الأزلية على جميع الأشياء ، لا بآلة ولا بمشاركة غيره ، ولا بمعالجة ولا أسباب ، سبحان من قال في كتابه العزيز " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " .

وإرادته ليست كإرادتنا ، لأن إرادتنا حادثة وتابعة لإرادته تعالى ، وليست وفق علمنا ، وكثيرا ما يكون الأمر غير ما نريده وإرادته سبحانه وتعالى صفة وجودية ، قديمة على وفق علمه تعالى ، فكل ما علم أنه يكون في ملكه أزلا ، فإنه يكون .

وعلمه لا كعلمنا ، لأن علمنا حادث وغير محيط إلا بأشياء قلقلة ومسبوق بالجهل ، وأما علمه تعالى فأزلي ومتعلق بجميع الأشياء ، على وجه الإحاطة من غير سبق خفاء ، يعلم خائنة الأعين ، وما تخفي الصدور .

وسمعه ليس كسمعنا ، فنحن نسمع بالآلات من أذن وصماخ ، وبشروط من قرب وبعد ، والله سبحانه وتعالى يسمع الأصوات كلها حتى دبيب النملة بسمعه القديم ، لا بآلة ولا بشرط .

وبصره ليس كبصرنا ، فنحن نرى الأشكال والألوان بالآلات والشروط من زمان ومكان وقرب وبعد وجهة ومقابلة وعدم وجود حائل ، والله سبحانه وتعالى يُبصر كل شيء حتى الهواء والأنفاس ، وحتى النملة السوداء على الصخرة السوداء في الليل المظلم ، ببصره الذي هو صفته بالأزل ، بلا آلة من حدقة وغيرها ولا شروط .

وحياته ليست كحياتنا ، لأن حياتنا حادثة وبالروح ، مآلنا إلى الموت وحياة الله سبحانه وتعالى أزلبة لا يطرأ عليها عدم سابق ولا لحق.

وكلامه ليس ككلامنا ، لأننا نتكلم بالآلات والحروف والصوت ، وكلامه تعالى صفة وجودية أزلية قائمة بذاته تعالى ، كسائر الصفات ، ليست بحروف ولا صوت منزه عن صفات الحوادث لأن الحروف والأصوات مخلوقة ، وكلام الله تعالى غير مخلوق ، والقرآن العظيم كلام الله تعالى مكتوب في المصاحف محفوظ في القلوب ، ومقروء على الألسن ، منزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فمعناه أزلي والأحرف الدالة على الكلام القديم مخلوقة ، والقرآن كلام الله ( أي المقروء والمكتوب والمحفوظ ) قديم غير مخلوق ، فمن قال : كلام الله مخلوق فهو كافر .

واعلم أنه يستخيل في حقه تعالى أضداد هذه الصفات المذكورة في هذا الفصل ، واعلم أيضا أن الله سبحانه وتعالى له صفات أخرى وردت في الكتاب والسنة ، فيجب الإيمان بجميع صفات الله تعالى ، التي وردت في الكتب والسنة وغيرها ، لأن الله تعالى له كمالات لا تتناهى ، ولا تنجصر ، فلأجل أن يكون العبد مؤمنا بجميعها فليقل : آمنت بجميع صفات الله تعالى وكمالاته ما علمت منها وما لم أعلم .

- فصل -

في مسألتين تتعلقان بالإيمان

1- الأولى : الإيمان لا يزيد ولا ينقص ، من جهة المؤمن به ، وهو كل ما جاء به النبي صلى الله عليه وسلم ، وإنما يزيد وينقص - أي يتفاوت - بالقوة والضعف ، فتزيده زيادة الأعمال قوة وتمكنا بحسب الثمرة وإشراق النور ، والضياء في القلب ، وتضعفه قلتها ، وربما تذهبه المعاصي بالكلية ، قال صلى الله عليه وسلم " المعاصي بريد الكفر " أي الممهد للكفر محلا .

2- الثانية : الإستثناء في أصل الإيمان غير صحيح ، لأنه شك ، والشك في أصل الإيمان كفر، فلو قال الكافر : أنا مؤمن إن شاء الله ، لا يصير مؤمنا ، وأما المؤمن لو قصد من قوله أنا مؤمن إن شاء الله ، الثبات والدوام - بأن كان قصده : أي مؤمنا إن شاء الله ، أو يكون إيماني مقبولا - فلا بأس.

- فصل -

في الأمور المعلومة من الدين بالضرورة

اعلم أن العبد ولو عرف الإسلام ، وأتى بالشهادتين وصام وصلى وحج ، ولكن انكر شيئا واحدا من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة ، فهو كافر مرتد ، لأن إنكار مسألة واحدة ، من أدلة ديننا ، كفر ، لأن ذلك يستلزم تكذيب النبي صلى الله عليه وسلم ، فيما جاء به .
ومعنى الأمور المعلومة من الدين بالضرورة : المسائل التي يعلمها خواص المسلمين ، وعوامهم الذين يخالطون المسلمين ، أي هي المسائل الجلية غير الخفية ، وهي كثيرة ، منها : ما مرّ في هذه الرسالة من أولها إلى هنا ، فكلها من الأمور المعلومة من الدين بالضرورة ، التي يجب الإعتناء بتعلمها وتعليمها بكل دقة وإتقان ، ومنها : اعتقاد فريضة الصلوات الحمس أي لا أقل ولا أكثر ، وصلاة الجمعة فرض بدل الظهر ، وليست بفرض سادس ، ومنها : الغسل من الجنابة ، والوضوء ، واعتقاد سنية السنن الرواتب للصلوات الخمس ، واعتقاد سنية كل سنة مُجمع عليها ، ومنها : اعتقاد وجود الجن وأن النبي صلى الله عليه وسلم مرسل إليهم ، وأن مؤمنهم وصالحهم يدخل الجنة ، وأن الكافر سواء من الجن أو الإنس يدخل النار خالدا مخلدا فيها ، والعاصي الذي لم تغفر ذنوبه يستحق العذاب على قدر ذنوبه ثم يخرج منها ، ومنها : الإيمان بزلزلة الساعة قرب القيامة ، قال الله تعالى " إن زلزلة الساعة شيء عظيم " وبنفخي الصور ، ففي النفخة الأولى يصعق من في السموات والأرض إلا ما شاء الله ، وفي الثانية ترجع الأرواح إلى الأجساد ، ومنها : الإيمان بأشراط الساعة المتفق عليها ، وهي خمسة ، ويقال لها العلامات الكبرى ، وهي :


خروج الدجال ونزول سيدنا المسيح ابن مريم عليه السلام من السماء الثانية . وخروج دابة الأرض ، وخروج يأجوج ومأجوج ، وطلوع الشمس من مغربها ، وأما ظهور المهدي قثد ثبت بأحاديث شريفة كادت تبلغ مبلغ التواتر ، بعضهم عده من العلامات الكبرى ، وبعضهم عده من العلامات الصغرى ، وأما العلامات الصغرى فهي كثيرة جدا كادت لا يبقى منها شيء ، إلا وقد ظهر إذ كل ما نراه من المنكرات هو من علامات الساعة الصغرى .

( ومن الأمور المعلومة من الدين بالضرورة ) أيضا : البعث والجنة والنار ( وأنهما لا تفنيان أبدا ) وأن نعيم في الجنة بالروح والجسد والعذاب في جهنم كذلك ، ولا يخفف من عذابهما ، وأن من مات كافرا فهو مخلد في عذابها أبدا . ومنها : جميع ما مر في هذه الرسالة في البحث السادس من أركان الإيمان .

( ومن الأمور المعلومة من الدين بالضرورة ) أيضا : الإيمان بضغطة القبر وعذابه ونعيمه وسؤال الملكين ، فعلى العبد أن يؤمن بكل ما ورد ، وليس عليه أن يبحث عن كيفيته ، إذ علينا أن نؤمن بجميع ما اخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا نخوض بالأمور التي لا تدركها عقولنا ، ولا نحيط بها أعيننا ، ما دامنا في عالم الدنيا ، لأن أعيننا لا تدرك شيئا من عالم الملكوت ، ما دامت في الدنيا . فأمور القبر ، وما بعده كلها من الأمور المغيبة البرزخية ، مع الإعتقاد أن الله على كل شيء قدير .

ومن ذلك : إعتقاد حياة الذين قتلوا في سبيل الله ، وذلك كما اخبرنا رب العزة ، جل جلاله ، والمطلوب منا : الإيمان بما جاء في كتابه العزيز ، وبما جاء به على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم ، فلو كان عذاب القبر ، ونعيمه وحياة الشهداء في رؤيتنا ، كما أخبر الله تعالى عنهم ورسوله ، لأرتفع الإيمان بالغيب ، ومن المعلوم أن أكثر المؤمن به غيب ، ثم عدم رؤية الشيء ، ليست علامة على عدم وجوده ، فإن الملائكة والجن لا نراهما بأبصارنا ما دمنا في الدنيا ، وإنكارهما كفر ، وهل من عاقل ينكر الروح والعقل ، مع انهما لا يريان ؟ فإياك أن تنكر شيئا من هذه الأمور ، واعلم أن الله على كل شيء قدير ، وأنه إذا أراد شيئا قال له : كن فيكون .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
رسالة وفاء من فضيلة العالم الجليل محمد سعيد رمضان البوطي أبو أنور القسم العام 17 03-25-2013 03:31 PM
من وصايا الشيخ محمد سعيد البرهاني رحمه الله عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 1 11-02-2011 01:02 PM
الشيخ محمد سعيد الكردي عبدالقادر حمود السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 04-20-2011 12:04 AM
الشيخ محمد سعيد المفتي عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 8 01-24-2009 03:01 PM
وصف دمشق للشيخ أحمد بن محمد المقري التلمساني نوح ركن بلاد الشام 4 09-13-2008 06:01 PM


الساعة الآن 06:17 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir