من تواضع أسيادنا : ( 31 )
1️⃣ من توجيهات سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى لمن يطلب العلم (الشرعي أو الكوني ) "ألّا يكون العلم آلة للغرور ،و إن كان دخول الامتحانات فيه خير لهم ( للطلاب ) و لدينهم فوفقهم إليه ، وإن كان فيه ضرر لدينهم و دنياهم فاصرفهم عنه و اصرفه عنهم " .
2️⃣ _ وقال : "أنه إذا وقف ليصلي ،كان كهذه و أشار إلى أهداب السجادة بين يدي ربه ، أما إذا جلس هناك و أشار إلى المقعد حيث يجلس ليقررقواعد هذا الطريق المبارك ،فإنه لا يسامح أحداً و لا يتنازل لأن هذا دين الله تعالى ،و دين الله تعالى لا يملكه ."
3️⃣ _ وثمةحادثةتدل على تواضعه، و فهمه الراقي، و امتثاله لآداب الطريق و محبته لشيخه الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى :
4️⃣ في إحدى زيارات شيخه الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى لفضيلته في مرعش الحبيبة ، أحب الشيخ عبد القادر الخروج في نزهة إلى البر ( خارج المدينة )و كان كل منهما رحمهما الله تعالى في سيارة، وبرفقة كل منهما الأحباب ، فاجتهد سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى أن تكون سيارته في المقدمة ليدلهم على الطريق، و اجتهد أيضاً أن يدخل إلى ساحة جانب الطريق الأساسي ،فيها بقاليات ليشتري بعض الأطعمة و الفاكهة ،و ما يؤكل في مثل هذه النزهات ، وحرص ألّا يتأخر ،فلما صعد السيارة ، وأخذ الطريق العام و إذا به يتفاجأ بعد فترة من المسير ، بسيارة سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى تقف أمام مفترق الطريق، و لا يعرف من أيهما يتابع الطريق ... فقال رحمه الله تعالى : " علمت أني أخطأت إذ لم أعلمه بذلك، فنزلت من السيارة و جئت إلى سيارة سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى ،و وقفت بجانب الباب حيث يجلس و كان قد فتح الباب، لأعتذر عما حصل ...لكن سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى ،اتخذ مظهراً جلالياً تربوياً تجاه ما حصل، و أنا ساكت مطرق الرأس، ثم ما كان مني إلا أن جلست على ركبتي _و السيارات تمر على الطريق و يمكن أن يروني و أنا على هذا الحال ، حتى تدخل أحد الأحباب الذي كان في سيارة سيدنا الشيخ عبد القادر و طلب منه أن يسامحني و يعفو عني ، و عندها أشار لي سيدنا أن أنهض و ألتحق بسيارتي ..
5️⃣ و قد عقب سيدنا الشيخ أحمد رحمه الله تعالى على هذه الحادثة ، جثوت على ركبتي ،على قارعة الطريق ، و أنا بهذه السن، و مأذون بالخاص، لكنه شيخي ...
و كأن سيدنا الشيخ عبد القادر رحمه الله تعالى ، أراد أيضاً أن يظهر لأحبابنا عملياً كيف يكون أدب المريد في هذا الطريق المبارك مع شيخه و مع إخوانه .
6️⃣ رحمهما الله تعالى و نفعنا بفيوضاتهما و أنوارهما و حشرنا معهم تحت لواء سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
…............................................