أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ           
العودة   منتدى الإحسان > الشريعة الغراء > السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-31-2008
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 19
نوح is on a distinguished road
افتراضي صفية بنت عبدالمطلب أحبت النبي ودافعت عنه

نساء خلدهن التاريخ ... صفية بنت عبدالمطلب أحبت النبي ودافعت عنه ورثته
السيد عبدالرؤوف

تحفل سجلات التاريخ بألوف مؤلفة من أسماء النساء العظيمات، وأعظمهن من كرمهن القرآن الكريم أو النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة أو أنجزن أعمالا تضيف إلى الحضارة الإسلامية، ومن هذه الأسماء نختار هذه الباقة.

كان عبدالمطلب بن هاشم جد رسول الله صلى الله عليه وسلم سيد مكة في زمانه، وصاحب سقاية الحجيج، وسيد السادات، وهو الذي أعاد حفر بئر زمزم، وقصته مع أبرهة الأشرم مشهورة ومحفوظة في التاريخ علامة على الإيمان والثقة بالله، وبأن للبيت رباً يحميه، وقصة نذره ذبح احد أبنائه إذا رزقه الله عشرة أبناء مشهورة، حيث وقع القدح على عبدالله أصغر وأعز الأبناء وتم افتداؤه بمائة من الإبل، وتزوج آمنة بنت وهب ليخرجا إلى الإنسانية محمدا صلى الله عليه وسلم، الذي هدى البشرية وأخرجها من الظلمات إلى النور.

كان لعبدالمطلب عشرة من البنين وست من البنات، وحين بعث النبي صلى الله عليه وسلم، كان من بين أعمامه من بادر إلى الإسلام وذاد عنه منذ البداية ومنهم من تأخر إسلامه، ومنهم من لم يكن له في الإسلام وفي الجنة نصيب، وأما عماته الست فكن: أروى وعاتكة والبيضاء وبرة وأميمة وصفية، وقد أسلمت كل من أروى وعاتكة وصفية وهاجرن أما أميمة أم زينب بنت جحش، والبيضاء فلم يرد في إسلامهما شيء، وإن كان يرجح إسلام الأولى (صحابيات حول الرسول، للدكتور عبدالصبور شاهين وإصلاح الرفاعي، الجزء الأول، ص 94).

صفية بنت عبدالمطلب بن هاشم هي الأخت الشقيقة لحمزة أسد الله وأخي الرسول صلى الله عليه وسلم في الرضاعة، وأمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف وبحكم نسبها وتربيتها كانت كريمة النفس شديدة البأس، وكانت شاعرة مطبوعة ولها في رثاء أبيها أبيات أوردها ابن هشام في سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وقد تزوجت في الجاهلية من الحارث بن حرب بن أمية بن عبد شمس فولدت له ابنا يدعى صفيا، ومات عنها الحارث فتزوجت العوام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى أخا أم المؤمنين خديجة بنت خويلد أولى أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، فولدت له ثلاثة بينهم: الزبير الذي اشتهر بأنه حواري الرسول لقوله صلى الله عليه وسلم: “لكل نبي حواري وحواريي الزبير”.

أولى المبايعات


وحين مات العوام تكفل أخوه نوفل بن خويلد بابنه الزبير، وكانت صفية تقسو على الزبير وهو صغير وتضربه، فعاتبها نوفل وقال لها: أنت تبغضينه. فقالت ترد عليه شعرا:

من قال إني ابغضه فقد كذب

وإنما اضربه لكي يلبي

ويهزم الجيش ويأتي بالسلب

ولا يكن لماله خبء مخب

يأكل ما في الطل من تمر وحب

فقال نوفل: يا بني هاشم، كفوا عني شاعرتكم هذه.

وحين أشرق نور الإسلام وأفصح النبي صلى الله عليه وسلم عن الرسالة التي تنزلت على قلبه، كانت صفية بسلامة فطرتها وزكاء قلبها وشفافية روحها أول من استجاب لرسول الله من أهله وأولى المبايعات له، ولذلك كانت أقرب عماته إليه وحين أمره الله بالجهر برسالته في قوله عز وجل: “فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأعْرِضْ عَنِ المشْرِكِينَ” (الحجر: 94) وقوله سبحانه: “وَأنذِرْ عَشِيرَتَكَ الأقرَبِينَ” (الشعراء: 214). قام النبي فنادى أهله فكان مما قال: “يا صفية عمة محمد، يا فاطمة بنت محمد، استوهبا أنفسكما من الله فإنما لا اغني عنكما من الله شيئا”.

وعندما أمر النبي صلى الله عليه وسلم المسلمين بالهجرة إلى المدينة هاجرت مع أخيها حمزة وابنها الزبير بن العوام، وشهدت مع النبي المشاهد كلها، وكان لها في كل مشهد موقف يتجاوز ما كانت تقوم به الصحابيات من سقاء المقاتلين المجاهدين ومداواة الجرحى، ويروى أنها قد تنبأت بهزيمة المشركين في أولى الغزوات وهي غزوة بدر، حيث رأت فيما يرى النائم أن مكة صامتة واجمة يخيم عليها الحزن وقد أقفرت نواديها، وإذا بفارس يعلو الكعبة بجواده وهو يصيح: “اخرجوا إلى مصارعكم يا أهل غدر” وشاعت رؤيتها تلك في نوادي مكة حتى وصلت إلى مسامع أبي الحكم عمرو بن هشام أبي جهل أعدى أعداء النبي، صلى الله عليه وسلم، فثار وغضب وتوجه إلى العباس بن عبدالمطلب عم النبي وهو يقول ساخرا: ويحكم يا بني عبدالمطلب. ألم يكفكم أن خرج منكم نبي حتى تلحق به نبية من نسائكم أيضاً.

وصدقت الأيام والأحداث رؤيا صفية، فقد جاءت غزوة بدر ودان فيها النصر للمسلمين وقتل أكابر رؤوس الكفر من أهل مكة وفي مقدمتهم أبو جهل.

في غزوة أحد


ثم شهدت صفية غزوة أحد مع غيرها من الصحابيات ومنهن نسيبة بنت كعب وغيرها، وكانت تقوم بالدور التقليدي للنساء المسلمات وهو سقاية الجند ومداواة الجرحى، ولكن المسلمين خالفوا أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصيبوا ونالتهم الشوكة، وسعى المشركون للنيل من رسول الله ولم يبق معه وحوله إلا نفر قليل من اقرب صحابته، فانتفضت صفية تحمل رمحا وراحت تضرب به وجوه الجند المنسحبين وهي تصرخ فيهم: انهزمتم عن رسول الله.

فلما رآها رسول الله خشي أن تقع عينها على جثمان أخيها حمزة وكان قد استشهد في المعركة ومثلت بجثة هند بنت عتبة زوج أبي سفيان بن حرب أكبر رؤوس الشرك في مكة فبقرت بطنه وأكلت من كبده وجدعت أنفه وأذنيه انتقاما لمقتل أبيها وأخيها على يديه في غزوة بدر.

قال النبي صلى الله عليه وسلم للزبير: يا زبير، المرأة أي ابعد أمك عن أن ترى أخاها وقد فُعل به ما فعل فقال لها الزبير: يا أمه، إليك إليك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرك أن ترجعي فردت عليه بقوة ورباطة جأش: ولم وقد بلغني انه مثل بأخي وذلك في الله، لأصبرن وأحتسبن إن شاء الله، فجاء الزبير إلى النبي وأخبره فقال: “خل سبيلها” فأتت صفية إلى حيث جثمان أخيها أسد الله فاستغفرت له واسترجعت واحتسبته عند الله وصلى عليه النبي بعد أن بكاه، وأمر به أن يدفن مع بقية شهداء أحد، وعند دفنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: “لولا أن يشق على صفية ويكون سنة من بعدي ما دفنته حتى يحشر من حواصل الطير وبطون السباع”.

أول امرأة تقتل رجلاً



أما موقفها في غزوة الخندق فقد كان دليلاً جديداً على شدة البأس مقرونة بقوة الحرص والانتباه ووزن الأمور، فقد تحالفت قريش وغطفان ويهود بني قريظة لحرب المسلمين وحاصروا المدينة، وقام النبي والمسلمون بحفر خندق حول المدينة، وكان النبي صلى الله عليه وسلم حريصا على حماية النساء والولدان وتوفير الأمن لهم حتى يصون أعراض المسلمين وحتى لا ينشغل المقاتلون ببيوتهم، فأمر بنسائه ونساء المسلمين وأطفالهم فجعلوا في الحصون والقلاع، ونزلت صفية وعدد من نساء المسلمين في حصن لحسان بن ثابت وكان من أمنع حصون المدينة، فبينما صفية تراقب ما يجري خارج الحصن إذا بها ترى يهوديا من بني قريطة الذين نقضوا عهدهم مع رسول الله وحالفوا عليه أعداءه فوزنت الأمور فإذا هي ترى أنه ليس بينهم من يدافع عنهم إن ذهب الرجل وأبلغ اليهود بأحوالهم، وأنه لا ينبغي شغل النبي وأصحابه بهم، فطلبت من حسان بن ثابت أن ينزل إليه فيقتله حتى لا يذهب إلى اليهود ويفشي سرهم ويعرضهم للقتل أو السبي، ويبدو أن حسان كان مسنا ومريضا أو ليس صاحب شأن في القتال، فقال لها: يغفر الله لك يا ابنة عبدالمطلب، والله قد عرفت ما أنا بصاحب هذا، فتركته صفية واحتجزت أي شدت وسطها وأخذت عمودا من حديد ومضت إلى باب الحصن ففتحته ومضت إلى اليهودي فضربته بالعمود على رأسه فقتلته ورجعت إلى الحصن فقالت: يا حسان: انزل إليه فاسلبه فإنه لا يمنعني من سلبه إلا أنه رجل: فقال لها: ما لي بسلبه حاجة يا ابنة عبدالمطلب.

في هذه القصة تقول صفية نفسها: أنا أول امرأة تقتل رجلا، تعني من اليهود أو المشركين فلم تكن النساء مطالبات بالقتال ولكنها رأت في القتال ضرورة فقامت بواجبها. ولم تشأ أن تسلب هذا اليهودي، فقد منعها من ذلك حياؤها وعفافها، وإنما رأت ترك الأمر لحسان بن ثابت الذي لم يكن راغبا في ذلك لسبب لم يفصح عنه.

شأن عظيم


“وفي غزوة خيبر كان لها شأن عظيم، فقد اتخذت لها مع رفيدة الأسلمية خيمة تداوي فيها كل منهما من أصيب في الحرب من المسلمين ولهذا جعل رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ولأمثالها من المؤمنات المجاهدات نصيبا من الغنائم التي غنمها من اليهود تكريما لهن وتعظيما لشأنهن وتنويها بحسن صنيعهن في خدمة المجاهدين”.

ولكل هذه الصفات السامية والمواقف النبيلة إضافة إلى قرابة الدم كان النبي صلى الله عليه وسلم يكن لها إعزازاً خاصاً ويحب مداعبتها، ويروى أنها قد هرمت قليلا فسألت النبي أن يدعو لها بالجنة، فقال لها النبي: “إن الجنة لا يدخلها عجوز” فحزنت لذلك حزنا شديدا فلاطفها النبي وطيب خاطرها وأزال الحزن عن قلبها وتلا عليها قوله تعالى: “إنا أنشَأنَاهُن إِنشَاء، فَجَعَلْنَاهُن أبْكَاراً، عُرُباً أتْرَاباً” (الواقعة: 35 37).

وكانت صفية رضي الله عنها وأرضاها شديدة التعلق بابنها الزبير بن العوام ترافقه في كل معركة ويخفق قلبها خوفا عليه من هول الصدام، وقد حدث مرة في غزوة خيبر أن يهوديا اسمه ياسر خرج يطلب من يبارزه فخرج إليه الزبير بن العوام، فقالت صفية للنبي صلى الله عليه وسلم: يقتل ابني يا رسول الله؟ قال صلى الله عليه وسلم: “بل ابنك يقتله إن شاء الله” فخرج الزبير إلى اليهودي فالتقيا وتبارزا فقتله الزبير وصدق وعد النبي.

وعاشت صفية بنت عبدالمطلب إلى خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. وتوفيت عام 20 للهجرة وهي بنت ثلاث وسبعين سنة، وصلى عليها الخليفة عمر ودفنها في البقيع. (سيرة النبي لابن هشام ج ،23 ص 385).

ومن أشعارها في رثاء النبي صلى الله عليه وسلم:



ألا يا رسول الله كنت رجاءنا

وكنت بنا براً ولم تكُ جافيا

لعمري ما أبكي النبي لموته

ولكن لهرجٍ كان بعدك آتيا

كأن على قلبي لفقد محمد

ومن حبه من بعد ذاك المكاويا

أفاطم صلى الله رب محمد

على جدث أمسى بيثرب ثاويا


_________________
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-27-2008
  #2
الـــــفراتي
عضو شرف
 الصورة الرمزية الـــــفراتي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,649
معدل تقييم المستوى: 19
الـــــفراتي is on a distinguished road
افتراضي رد: صفية بنت عبدالمطلب أحبت النبي ودافعت عنه

جزاكم الله كل خير
الـــــفراتي غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-28-2008
  #3
ابوعبدالله
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور - الكرامة
المشاركات: 2,061
معدل تقييم المستوى: 19
ابوعبدالله is on a distinguished road
افتراضي رد: صفية بنت عبدالمطلب أحبت النبي ودافعت عنه

والله لو كان نساؤنا مثل هؤلاء النساء
لـَـفـُـضـِّلـتْ النساء على الرجال
بارك الله فيكم
ابوعبدالله غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-29-2008
  #4
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 19
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: صفية بنت عبدالمطلب أحبت النبي ودافعت عنه

وبارك الله في عمركم على التصفح الطيب اخواني
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أخبث أنواع الغيبة عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 3 12-19-2011 02:57 AM
حمزة بن عبدالمطلب حامل أول لواء في الإسلام ساره السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 3 07-29-2011 02:51 AM
محبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 4 01-31-2010 09:26 PM
شهود عيان يشاهدون جسد حمزة بن عبدالمطلب.. بعد 1400 سنة الـــــفراتي السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 13 06-29-2009 01:59 AM
تقييم محبة أبو أنور ملتقى الأعضاء 8 05-02-2009 03:36 PM


الساعة الآن 09:54 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir