أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم رحمتك أرجو فلا تكلني إلى نفسي طرفة عين ِ وأصلح لي شأني كله لا إله إلا أنت           

كتب سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي رحمه الله هذا الركن يختص بعرض كتب سيدي فضيلة الامام العارف بالله الشيخ احمد فتح الله جامي رحمه الله ونفعنا به وبعلومه وبركاته

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-23-2008
  #31
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 19
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

الله يطول عمرك اخي الحسيني وجزاك الله خير على كتابك للكتاب الطيب
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-24-2008
  #32
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 81 } حظ المريد في الطريق الشاذلي الوصول إلى الله تعالى بالقلب والروح والبصيرة ، وهذا لايكون إلا بالتمسك بالشرع الشريف ظاهراً وباطناً ، وفي الحديث : ( أعط كل ذي حق حقه ) رواه البخاري والترمذي
فيجب علينا أن نعطي الطريق حقه من التمسك بالكتاب والسنة ، وإلا فيكون الإنسان ظالماً إن لم يعط كل ذي حق حقه .
{ 82 } من خدم الطريقة لله عزوجل مع الإخلاص نال عز الطريقة ، ومن خدم نفسه من خلال الطريقة لم يحظ بشئ ( نحن قوم أعزنا الله بالإسلام ) هذا عندما أخلصوا لدينهم ، ولم يأكلوا الدنيا بدينهم .
{ 83 } لا تصوف إلا بفقه ، إذ لاتعرف أحكام الله تعالى الظاهرة إلا به ، ولا فقه إلا بتصوف ، إذ لا عمل إلا بصدق توجه . ولا هما إلا بالإيمان إذ لايصح واحد منهما بدون إيمان . فلزم الجمع لتلازمهما في الحكم كتلازم الأرواح للأجساد إذ لاوجود لها إلا بها .
ـــــــــــــــــــــــــــــــ ص 77 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
والتصوف أربعة أحرف : تاء وصاد وواو وفاء .
فالتاء : ترك وتوبة وتقى .
والصاد : صبر وصدق وصفاء .
والواو : ود وورد ووفاء .
والفاء : فرد وفقر وفناء .
فمن فهم التصوف فإنه لا يتركه وخاصة إذا ذاق الأمور المعنوية ، أما من لم يفهم التصوف فليس بغريب عليه تركه ثم محاربته .
{ 84 } بمجرد الإيمان لا يكون المؤمن صادقاً ، فلابد له من أن يعمل بمقتضى الإيمان ، ومن مقتضيات الإيمان الصدق ، يقول الله تعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ } سورة الحديد / 19
فالآية تدل على أن الإيمان بالله ورسله تجعل الإنسان من الصديقين ، ولكن لابد من العمل بمقتضى الإيمان ، وإلا فكيف يكذب وهو من الصديقين ؟ كيف يأكل الربا وهو من الصديقين ؟ إذاً فلا بد من العمل بمقتضى الإيمان . والمقبول عند الله هو الصادق ، والصادق له أوصاف :
1ً ـــــ أن يكون صادقاً بلسانه ، ويكون باستواء السريرة مع العلانية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 78 ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2ً ــــــ أن يكون صادقاً في نيته ، لا يبتغي إلا مرضاة الله تعالى .
3ً ـــــ أن يكون صادقاً في الوفاء بالعزم ، ويكون توكله على الله تعالى .
4ً ـــــ أن يكون صادقاً في عزمه على خيرٍ نواه ، فلا يسول ولا يسوف .
5ً ــــ أن يكون صادقاً في مقاماته ، من خوف ورجاء وحب وشوق ....
6ً ـــــ أن يكون صادقاُ في مناجاته لربه تبارك وتعالى .
والإنسان يعرف نفسه ـــــ بعد الله تبارك وتعالى ــــ هل هو صادق أم لا ؟ فيجب عليه ان لا يغتر بمدح الناس وباجتماعهم عليه ، ويكتفي بعلم الله عزوجل وبوجوده ، وأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور . ومن لم يحب أن يكثر وراثُ رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فليس بصادق في محبة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم . اللهم اجعلنا من الصادقين آمين .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 11-23-2010 الساعة 08:15 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-24-2008
  #33
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة


{ 85 } يجب أن نأخذ ديننا من الصدَّيقين الذين استقاموا على العهد وما عرف عنهم التقلب . فإنا نرى أهل الدنيا يتعاملون في دنياهم مع الصادقين الذين ينصحون في الثمن والمبيع وإذا تيقنوا من غش أحدهم فإنهم لايعودون إليه بل يحذرون منه ، ويرغبون في الصادق ويوصون بذلك لذرياتهم .
ـــــــــــــــــ ص 79 ـــــــــــ
{ 86 } الصادق مع الحق بالضرورة صادق مع الخلق ، ما كان ليذر الكذب على الله ويكذب على الناس . والحق مرٌ ولا يقبل به إلا من كان عنده دُرٌ لأن الحق من الله تعالى ، قال تعالى : { وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ } سورة الكهف / 29
{ 87 } إذا تكلمت فلا تتكلم إلا بالحق ، والحق مُرٌ وصعب على النفوس ، إلا من كان عنده الدُرُّ ، وكل من يتكلم بالحق هو الأقوى والأعلى ، وكلام الحق من الحق وليس منك لذلك يجب التنبه أثناء التكلم بالحق من دخول النفس فإذا تدخلت أبطلت العمل ، وهذا لا يكون إلا بسبب الغفلة . ومن التزم قول
الحق قلَّ أولياؤه ، لأن الغالب على الناس اتباع الأهواء ( ماترك الحق لعمر من صديق ) .
والحق لا يقال في كل وقت فلا بد من الحكمة ، وتكلم بحيث لا تضر نفسك ولا تضر مخاطبك ـــ على سبيل المثال : المدح لأخيك فإنه قد يضره ـــ وإذا نصحت وتضرر المخاطب من قولك فانصحه : بأن ذاك الحق تضررت منه نفسه التي هي منبع الشرور ، لاالقلب لأنه مركز الإيمان وهو محط نظر الرب تبارك وتعالى والحق ينفع القلب ، وثمرة محبتك لأخيك إذا كانت في الله تظهر بإعانتك له على ترك الهوى ، ومن وعظ الناس بالعنف فهو محروم ،
ـــــــــــــــــ ص 80 ـــــــــــــــــــــ
والقاعدة الأساسية في الوعظ : اللين لقوله تعالى { وَلَوْ كُنتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ } سورة ال عمران / 159
{ 88 } كل حادثة في الكون إنما هي بقضاء الله وقدره ، والمؤمن الصادق هو الذي يفوض أمره إلى الله عزوجل ، ويرضى بقدر الله تعالى ، وإذا أصابته مصيبة ، فإنه يكتفي بعلم الله تعالى الذي يعلم السر وأخفى ، ولا يتكلم إلا بما يرضي الله عزوجل ، ويخرج من علمه الجزئي إن وجد إلى علم الله ، وإلا كان علمه الجزئي حجة عليه يوم القيامة يقول تعالى : { مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ } سورة التغابن /11
وهداية الله للمؤمن المصاب ، أنه يهديه إلى الرضا والصبر واليقين .
{ 89 } الصادق في العهد هو : من كان عازماً على الوفاء منذ إعطائه العهد ، ويظل حريصاً على ذلك حتى يلقى الله عزوجل ، والصادق في العهد أفعاله تدل على صدقه ، فمن أسر سريرة ألبسه الله رداءها ، والصادقون قلة لقوله تعالى : { مِنَ المُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ } سورة الاحزاب /23
وأما نقض
ــــــــــــــــــــــــــــــ ص 81 ـــــــــــــــــــ
العهد فهذا شأن المرأة الحمقاء التي أشير إليها في قوله تعالى : { وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنْقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلا إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ (91) وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا } سورة النحل /91ــ 92
فخذوا بوصية ربكم ولا تتركوا رضا الرحمن من أجل خلق الرحمن ، اصرفوا همتكم في القرآن الكريم تجدوا بغيتكم فيه ، فمن أراد الدر الثمين فعليه بالقرآن الكريم .


__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 04-26-2012 الساعة 11:26 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-26-2008
  #34
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة


{ 90 } صدق الصادقين وكذب الكاذبين لا يظهر إلا إذا طرح في نار ا لبلاء ، قال تعالى : { الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ } سورة العنكبوت / 2

فإذا طرح في نار البلاء ، خرجت روائح الصبر من جوهر الصادقين
. وروائح كفران النعم من الكاذبين . فيجب على المؤمن أن يعلم أن الابتلاء له كاللهب للذهب ، وأن الله طيب لايقبل إلا طيباً .
{ 91 } من كان عارفاً بالله عزوجل فإنه لا ينظر إلى الأشباح ، ولا يلتفت إلى حظوظ نفسه وإلا فهو مريد ، والمريد عليه الالتزام بقواعد الطريق وعدم الاعتراض على شيخ الطريق لأن الاعتراض سم قاتل ، ويُخشى عليه من سوء الخاتمة والعياذ بالله
ـــــــــــــــــــــ ص
82 ـــــــــــــــــــــــــ
من ذلك ، وخدمة الطريق بدون حظوظ نفسية صعبة جداً ، وهي لا تسهل إلا على من شم رائحة التوحيد ورائحة الإيمان بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم
. فلا تأمن مكر نفسك مهما بلغت من المراتب ، لأن استعدادها للانحراف قائم فيها قال تعالى : {إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ } سورة يوسف /53

ونحن لانتهم المؤمن حاشا لله ، وإنما نتهم النفوس لأن الله أخبرنا عنها ، فإذا غلبتَ نفسَك يوماً ما فلا تغفل عن حقيقتها ، ولا تغض طرفك عن خداعها ومكرها ، لأن الله عزوجل لا يأمرنا إلا بما فيه مصلحتنا ، ولا ينهانا إلا عما فيه ضررنا
. قال تعالى : { فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى}

وهذا أثقل من السموات والأرض على من يفهم
. خذوا بوصية الله لكم حيث قال تعالى : { فَلاَ تَتَّبِعُواْ الْهَوَى أَن تَعْدِلُواْ } سورة النساء /135

{ 92 } تقوية الهمة تكون بكثرة الذكر لله تعالى بعد التمسك بظاهر الشريعة هذا في الظاهر ، وبسجن النفس تحت مراقبة الله عزوجل والتخلق بالأخلاق القرآنية في الباطن . ورأس الأمر كله : الصدق ومداره على أمرين :
ـــ صدق مع الرب تبارك وتعالى .
ـــ خلق حسن مع الخلق لوجه الله تبارك وتعالى وبدون مداهنة وتملق .

ـــــــــــــــــــــ ص
83 ـــــــــــــــــــــــ


{ 93 } ما دام العبد صادقاً في طلبه من الله عزوجل أن يخلصه من أهوائه ومن رعونات نفسه ، فإن الله تعالى لايخيب ظنَّه ، لأن هذا التعبير بمقدور الله عزوجل قال تعالى : {وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقْتَدِرًا } سورة الكهف / 45

فالأهواء وحظوظ النفس ، والشهوات ، كلها بيد الله عزوجل ، وهو قادر تبارك وتعالى أن يخلص العبد منها إذا صدق في طلبه ، ومن ظن أنه لن يخرج منها ، فهو يستعجز قدرة الله عزوجل
.
{ 94 } المريد الصادق في هذا الطريق المبارك تموت نفسه ، ويحيا قلبه بربه ، ومن يحيا قلبه بربه فإنه لا يلتفت إلى الخلق ، مهما كانت انتقاداتهم ومواقفهم ، لأن هذا ليس همه بل همه رضا الرحمن ، أما الخلق فإنهم قواطع عن الله عزوجل إن مدحوا قصموا الظهر ، وإن ذموا قنطوا السالك ، فوجب علينا أن لا نلتفت إلى الخلق ، ويكفينا علم الله فينا حيث يقول : {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } سورة غافر / 19
{ 95 } أغلى شئ على المريد الصادق قلبه ، لأنه مرآة لصفات الله عزوجل فإذا دخَلَ القلبَ بعضُ الآلهة المزيفة ، وأعظمها الهوى ، فأنها تكسره ، ويبقى بدون قلب والعياذ بالله
ـــــــــــــــــــ ص
84 ـــــــــــــــــــــــــ
تعالى ، فلابد أن نعمل بما نعلم وإلا فالعلم بلا عمل جنون ، كما أن العمل بلا علم لا يكون
. وما ترك الناس العمل إلا لأن الدنيا تلعب بهم ، كما يلعب الأطفال بالكرة ، فالمؤمن الصادق لا تلعب به الدنيا ولا تغشه ، فلا يخدع بعلم ولا جاه ، ولا مشيخة ولا ظهور ، ولا كشف ، ولا خوارق عادات ، لأنها مخلوقة ، وهو لا يعتمد على مخلوق بل على الخالق امتثالاً لأمره تعالى حيث قال : {وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لَا يَمُوتُ } سورة الفرقان / 58
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 04-26-2012 الساعة 11:31 AM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-26-2008
  #35
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 96 } من الأخلاق المحمدية مناصرة الصادق ، ولو كان ضعيفاً وفقيراً ، والدافع لهذه المناصرة والدعم للصادق موجود في قلب كل مؤمن ، ما لم يفسد الإيمان .

{ 97 } الصدق إذا دخل عليه شائبة تشوب الإخلاص ، من عجب وغرور ، وحب ظهور ، وتعالٍ على الخلق ، فإنه يذهب به ، وبمقدار ذهاب الصدق يضعف الإيمان ، لأن صاحب الإيمان القوي لا يترك الصدق بحال من الأحوال ، فهو لا تأخذه في الله لومة لائم ، ولا يخشى أحداً إلا الله ، والله أحق أن يخشاه ، كيف يترك الصدق خشية من الناس ؟ ولا يترك الكذب خشية من الله ؟
صاحب الصدق لا يلتفت إلى أحد من المخلوقين ، ولا يلتفت إلى أي حظ من الحظوظ الدنيوية والأخروية ، ولا يهمه حديث

ـــــــــــــــــــ
85 ـــــــــــــــــــــــــــــ
الناس مهما قالوا عنه ، ولو قالوا جميعاً عنه كاذب فإن قولهم لا ينقص من صدقه ذرة واحدة ، كما لو أن الناس جميعاً قالوا عن فلان إنه صادق وهو كاذب ، فإنهم لا يجعلون فيه ذرة واحدة من الصدق ، الصادق من كان صادقاً عند الله والكاذب من كان كاذباً عند الله قال تعالى
: { لِيَسْأَلَ الصَّادِقِينَ عَن صِدْقِهِمْ} سورة الاحزاب / 8

هذا الصادق الذي خرج عن كل حظوظه الدنيوية والأخروية هو الذي ينفعه الله بصدقه يوم القيامة ، لقوله تعالى
: {قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } سورة المائدة / 119

عندما خرجوا من حظوظهم نالوا جنات عدن ، وتُوجوا بعد ذلك برضا الله عزوجل عنهم بموافقَتهم لمولاهم ، ورضوا عن الله عزوجل بما حباهم من نعم ، وأكرمهم بالنظر إلى وجهه الكريم حيث قال تعالى
: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ
} سورة القيامة / 23

وإن لم يكن الصادقون ـــ الذين خرجوا عن جميع حظوظهم ــــ أصحابَ هذا المقام ، فمن هم أهل هذا المقام ؟ جعلنا الله تعالى منهم
. آمين .
{ 98 } المؤمن الصادق الذي خرج من جميع حظوظه يكرمه

ـــــــــــــــــــــــ ص 86 ــــــــــــــــــــــــــــــ
الله عزوجل بملكة دينية ، وبها تصبح فراسته قوية ، فيفرق بفراسته بين الموافق والمخالف ، لأن ظاهر الناس يدل على باطنهم وفي الحديث الشريف : ( اتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله ) رواه الطبراني والترمذي
ولا يمكن أن ينظر بنور الله إلا إذا صفت سريرته ، ومن صفت سريرته جرى الصدق على لسانه بدون تكلف
. هذا الصادق لا يغتر بمدح المادحين ، ولا يتأثر بذم الذّامّين ، لأن كل شئ مع الله مفقود ، سواء كان مدحاً أم ذماً . والله عزوجل أعلم بأحوال عباده .
{ 99 } المؤمن الصادق لا يأمن على نفسه من أن تدخل عليه شائبة تشوب الإشخاص ، فهو على حذر وخوف ، وكلما كملت شخصيته كلما عظم خوفه من الله ، وخشي على نفسه أن يحبط عمله من حيث لايدري ، لذلك كان سيدنا عمر رضي الله عنه ، يسأل حذيفة بن اليمان رضي الله عنه صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم ، يا حذيفة : أسألك بالله هل تجد لي اسماً مع أسماء المنافقين ؟ إذا كان حال الفاروق رضي الله عنه هكذا ، فكيف يجب أن يكون حالنا ؟ كأن الواحد منا أخذ الضمان لنفسه من ربه بأنه من أهل الصدق والاستقامة والله تعالى يقول : { فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ } سورة الاعراف /99
ــــــــــــــــــــــ ص 87 ــــــــــــــــــــــــ
{ 100 } الصدق صفة كسبية وليست وهبية ، لأنه داخل في دائرة التكليف حيث قال صلى الله عليه وسلم : ( عليكم بالصدق فإن الصدق يهدي إلى البر ، والبر يهدي إلى الجنة ، وما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقاً ) رواه البخاري ومسلم
والله تعالى أمر المؤمنين أن يكونوا مع الصادقين حتى يكتسبوا هذه الصفة منهم فقال
: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ } سورة التوبة 119

ولما كان الصدق كسبياً ، وبإرادة المؤمن ، أمر الله به عباده ، وبالكينونة مع أهله ، ووعدهم بالجنة وبرضاه عليهم حيث قال تعالى
: { قَالَ اللَّهُ هَذَا يَوْمُ يَنفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }سورة المائدة / 119
{101 } رأس كل العبادات الإخلاص ، والبناء على الصحيح صحيح ، والبناء على الفاسد فاسد ، والإخلاص محله القلب ، فلابد من تفتيش القلب عن إرادته كلها ، فإن وجد فيه خلاف الإخلاص وجب رميه ، لأن العبد قد يقوم بالعبادات وتكون في شبحها موافقة للشرع . ونحن نقول : صلى وصام
ـــــــــــــــــــــ ص
88 ـــــــــــــــــــــــــ
وذكر وأمر ونهى
.... ولكن إذا فقد منها الإخلاص فلا قيمة لها ، وبالتالي لاتقوى جنود القلب على النفس ، وجنود النفس تفسد الأعمال الصالحة ، فلابد من الإخلاص في كل العبادات ، وبعد ذلك نستغفر ونتضرع إلى الله عزوجل في أن يقبل منا تلك الأعمال وألا يضرب بها وجوهنا إنه المستعان .
{ 102 } صاحب العلم ينظر إلى الأعلى وصاحب الإخلاص ينظر إلى الأسفل أي ينظر إلى أصله ، وأصله العدم ، والمخلص بإخلاصه يصل إلى العلم ، وصاحب العلم ينزل إلى الأسفل إذا لم يقترن عمله وعلمه بالإخلاص . فمن وقف على هذه الحقيقة خرج عن البين وعندها يرفع إلى أعلى عليين ، وإلا فقد ينزل إلى أسفل السافلين بسبب غروره بما آتاه الله من النعم وحجُب بها عن المنعم . فالإنسان لا يكبر وتعظم مكانته إلا بالقرآن الكريم وباتباعه لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فإذا تمسك بالكتاب ظاهراً وباطناً واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم في ظاهره وباطنه كان محبوباً عند الله عزوجل ، وعندها يُلقى له القبولُ بين المؤمنين ، فيجب علينا أن لا نعطي الإنسان فوق طاقته ولا فوق قامته لأن ذلك يوقعه في الغرور .
{ 103 } من كان من أهل الدنيا وكان مخلصاً لها فإنه لا يفرط فيها ، والدنيا كلها لا تعدل عند الله جناح بعوضة ، فوجب على أهل الدين الإخلاصُ لدينهم وأن لا يفرطوا فيه ، والغيرة
ـــــــــــــــــــ ص
89 ــــــــــــــــــــ
على أولياء الله من الدين ، ووالله غيرتي على أولياء الله تعالى كغيرتي على ديني وإيماني
.

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-30-2008
  #36
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 104 } العبودية الحقة لله عزوجل هي الغاية ، وليس فوقها شئ حتى يطلبه السالك في طريق القوم ، وهذا من جق الطريق الشاذلي على مريديه ، فالعبد الصادق المخلص لا يطلب شيئاً من الكشف والكرامات وخوارق العادات أو الحظوظ النفسية من هذا الطريق ، بل يطلب أن يصل إلى مقام العبودية لله تعالى ، ولكن قد يعطي الله عزوجل بعض الذين يدخلون في هذا الطريق شيئاً مما ذكر رحمةً منه بهم واختباراً لهم فإذا تعلق العبد بشئ من تلك الكرامات والخوارق سقط من عناية لله عزوجل ، وأما من اطمأن للمعبود وعرف المقصود فإنه لا يغتر بذلك ولا ينحرف عن مقصوده .
{ 105 } الشيطان ليس له طريق على المخلصين لقوله تعالى : { إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاَّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الْغَاوِينَ } سورة الحجر / 42
ومن أثبت إخلاصه بنفسه فهو ليس بمخلص لأن حقيقة الإخلاص لا تكون إلا بخروج النفس من الفعل لذا نخاف على إخلاص المخلصين .
{ 106 } العمل المقبول عند الله عزوجل ما كان خالصاً له

ـــــــــــــــــــــ ص 90 ــــــــــــــــــــــــــــــ
تبارك وتعالى ، ولكن إذا دخل على العمل حظ من حظوظ النفس ، فإنه لا يُقبل عند الله عزوجل ، ويقال لصاحبه يوم القيامة كما جاء في الحديث : ( عملت ليُقال وقد قيل ) رواه الترمذي
فعلى المؤمن أن لايكون حريصاً على كثرة العمل ، بل عليه أن يكون حريصاً على الإخلاص في العمل ، قليل من العمل مع الإخلاص ، مرجح على عمل كثير بدون إخلاص ، والإخلاص بمقدور العبد ، لأن الله عزوجل لا يكلف عبداً بشئ إلا إذا كان بوسعه ، فإذا ترك مراد الله عزوجل لمراد نفسه ، خسر الدنيا والآخرة ، وأما من عمل بمراد الله عزوجل وترك مراد نفسه ، سعد سعادة لا شقاوة فيها في الدارين ، اللهم اجعلنا منهم آمين .
{ 107 } إذا حدثتك نفسك بالرياء ، في عبادة من العبادات ، أو فيما أسبغ الله عليك من نعم ، فقل لها : إن الذي خلقك ، وخلق لك هذه النعم ، ووفقك للطاعة والفضائل إنما هو الله عزوجل ، لأن الله تعالى مصدر كل النعم ، الظاهرة والباطنة ، الحسية والمعنوية حيث قال تعالى : { وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنْ اللَّهِ } سورة النحل / 53
وطالما أن الله هو مصدر النعم ، وهو الموفق لكل طاعة ، فإذا نسب العبد النعم والطاعة والفضائل لنفسه وأنها بحوله وقوته فقد عرض
ـــــــــــــــــــــــ ص 91 ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
تلك النعم إلى الزوال ، لذلك قال ربنا عزوجل { وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس } سورة ال عمران / 140
إذا قلت هذا لنفسك عند ذلك يقوم القدر أمامك ، وكأنه يقول لك :
إن الله هو الذي أعطاك هذه النعم ، ووفقك للطاعة والفضائل ، فلا تعرضها للزوال بغرورك وريائك واحذر أن تكون من الفراعنة ، عند ذلك تذهب فرعونيتك بإذن الله ، ويحل محلها
العبودية المحضة لله عزوجل ، وترى عبادتك غير لائقة بربك عزوجل ، فتستغفر الله عزوجل ، وترجوه القبول .
{ 108 } العبادة لله عزوجل ، جتى تكون مقبولة عند الله لا بد من تحقيق شروطها :
1ً ـــ الإيمان بالله عزوجل والإيمان برسوله صلى الله عليه وسلم
2ً ـــ أن تكون موافقة للشرع الشريف ، ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم
3ً ـــ أن تكون خالصة لوجه الله ، وليس فيها شائبة تشوب الإخلاص . قال تعالى : فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا .
سورة الكهف / 110
ومن عرف فضل العبادة وقيمتها يجب عليه أن يتقنها ولا يسرع فيها ، حتى لا يلعب به الشيطان ويكون زمامه بيده ، لأن الشيطان إذا لم يستطع أن
ـــــــــــــــــــــــــــ ص 92 ــــــــــــــــــــــــــ
يفوت على السالك العبادات والاذكار وجهه إلى السرعة فيها ، حتى لا يتذوق حلاوة العبادة والذكر ، وبالتالي تفوته فائدة العبادة والذكر ، فعلى السالك أن يقوم بالعبادة والذكر بالشروط السالفة ، في أوقاتها وأن لا يسرع في العبادة والذكر ، حتى يتذوق حلاوة العبادة والذكر ، ويجني ثمراتها .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-30-2008
  #37
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 109 } أسباب سعادة المرء في الدارين اربعة :
أولاً : تنزيه القلب بتوجيه إبرته إلى حضرة ربه تبارك وتعالى .
ثانياً : اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً بالتمسك بالكتاب والسنة .
ثالثاً : معاملة الأحباب والأصدقاء بالمودة .
رابعاً : معاملة الأعداء بالعدل .
{ 110 } سعادة الدنيا بثلاثة :
1ً ـــ لقاء الأحباب للتعاون من أجل طاعة الله لقوله تعالى : {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى } سورة المائدة / 20

2ً ـــ تلاوة القرآن الكريم في التهجد امتثالاً لأمر الله تعالى : { وَمِنْ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَك } سورة الإسراء /79
3ً ـــ ذكرك لمولاك في مكان خال لقوله عليه الصلاة والسلام :
ــــــــــــــــــــــــــــ ص 93 ــــــــــــــــــــــــــــ
( ورجل ذكر الله ففاضت عيناه ) رواه الشيخان
{ 111 } إن العبد محجوب بنفسه عن ربه تبارك وتعالى ، فهو لا يراه ببصيرته ، مع أنه مؤمن بوجوده ، ويعلم أن وراء المخلوقات والمتحيزات موجوداً خالقاً لها ، لا يمكن أن ينكره ، لأن دلائل وجوده أكثر من أن تعد وتحصى ، ولكن هذا الإيمان إيمان اعتقادي عقلي وهو إيمان عوام المؤمنين . وهذا العبد بسبب حجابه يقع في الغفلة وبعض المخالفات الشرعية ، والله تعالى موجود قريب منه ، بل هو أقرب إليه من حبل الوريد ، ظاهر في خفائه ، خفي في ظهوره ، هو الظاهر والباطن .
ولكن العبد لم يصل بَعدُ إلى الإيمان الشهودي حتى يقول : كيف أخالفه ؟ كيف أعصيه ؟ كيف أخون وهووتبارك وتعالى معي ؟ . لذلك حذرنا الله تعالى نفسه بقوله : { وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِير} سورة آل عمران / 28
وبقوله تعالى : { وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ ۚ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } سورة الحديد /4
وبقوله تبارك وتعالى : { وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ } سورة ق /16
كل هذا ليخرج العبد من غفلته عن وجود ربه تعالى معه ، ولينتقل من الإيمان الاعتقادي العقلي ، إلى
ـــــــــــــــــــــــ ص 94 ــــــــــــــــــــــــــــــ
الإيمان الشهودي ، وحتى يخرج العبد من غفلته ، وينتقل إلى الإيمان الشهودي لا بد له من خمسة أمور :
1ً ـــ التمسك بظاهر الشريعة وباطنها .
\2ً ـــ التمسك بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .
3ً ـــ كثرة الذكر لله تبارك وتعالى مع الحضور التام الدائم .
4ً ـــ رمي الأخلاق الذميمة والتحلي بالأخلاق الكريمة .

5ً ـــ تفتيش القلب عن نيته ، في إراداته وأفعاله وأقواله ماذا يريد منها ؟ فإن وجد فيه ما يخالف الإخلاص الذي هو سر من أسرار الله يستودعه الله قلب من أحب من عباده وجب عليه أن يزيله ويرميه حتى يكون عبداً مجرداً لله تبارك وتعالى . فإذا ثبت له الإيمان الشهودي فلا يمكن أن يخالفه وهو حاضر معه ، يراه ببصيرته يقيناً بدون تشبيه ولا كيف ، لأنه تعالى قال : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شيء وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ }سورة الشورى /11
فإذا حصلت له تلك المعية وهو ينظر إلى ربه بأنه أقرب إليه من نفسه ، وهو صادق مع الطريقة المتصلة برسول الله صلى الله عليه وسلم ومتجرد من حظوظه النفسانية يتجلى الله عليه بالتجليات الذاتية والصفاتية ، أما تجليات الذات : عندها يذوب عن نفسه وما كان متعلقاً بها ، وتمام هذا في الآخرة لأن دار الدنيا
ـــــــــــــــــــــــ ص 95 ـــــــــــــــــــــــ
ضيقة قال تعالى : { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } سورة القيامة /22
وأما تجليات الصفات : ثمرتها في الدنيا من واردات وأنوار واستقامة .... كلامنا هذا مع السالكين الذين يريدون وجه الله تعالى ورضاه فقط ، لاحباً في زخارف الجنة ولا هرباً من نار جهنم .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-30-2008
  #38
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 112 } التخلص من الذنوب بثلاثة :
1ً ـــ التوبة ، للحديث الشريف : (التائب من الذنب كمن لاذنب له ) رواه ابن ماجه والطبراني
والتوبة يجب أن تكون صادقة ، وقد وصف الله تعالى حال الصادقين في توبتهم في القرآن حيث قال : { وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ

خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ

مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ
} سورة التوبة / 118
2ً ـــ عمل الحسنات ، قال تعالى { إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ } سورة هود / 114

وفي الحديث الشريف : ( وأتبع السيئةَ الحسنةَ تمحها ) رواه الترمذي
ــــــــــــــــــــــــ ص 96 ــــــــــــــــــــــ
3ً ـــ الصدقات لقوله صلى الله عليه وسلم : ( الصدقة تطفئ غضب الرب ) رواه الطبراني
{ 113 } الفرق بين التوبة والإنابة :
التوبة : هي رجوع العبد إلى الله تعالى خوفاً من العقوبة .
والإنابة : هي رجوع العبد إلى الله تعالى حياء منه وشوقاً إليه تبارك وتعالى . والفارق كبير بين الرجوعين .
{ 114 } العبد تحت مراقبة الله عزوجل ، وهو تبارك وتعالى يتولاه ويرعاه قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } سورة النساء / 1
ومقام المراقبة هو مقام تجليات للذات ، وهذا المقام يورث الخوف أكثر من الفرح ، أما مقام المشاهدة أكثر تجلياته تجليات الصفات ، وهذا المقام يورث الفرح ، وهو نزهة العارفين بالله تعالى . وعلى كل حال طرق الولاية لله عزوجل متعددة وكل واحد من أسيادنا رضي الله عنهم ، يتكلم حسب خصوصيته .
{ 115 } الذي يرى المعصية خيراً من الطاعة ـــ من حيث أثرُها على القلب ـــ هذا من الشيطان فإنه يزين له المعصية والعياذ بالله تعالى حتى يقع فيها ، ولكن إذا انكسر القلب بعد المخالفة وضاقت عليه نفسه وضاقت عليه الأرض بما رحبت كما قال تعالى : { وَعَلَى الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ
ــــــــــــــــــــــ ص 97 ــــــــــــــــــــــــــ
بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ } سورة التوبة / 118
فإن تلك الذلة بعد المعصية خير من الغرور بالعبادة وبشرط ألا يرجع إلى المعصية .
{ 116 } القبض والبسط كلاهما من طبيعة البشر ، والعبد بينهما ، وأحياناً يكون القبض افضل من البسط ، والعبد في كلا الحالين عليه أن يراقب الله تعالى في عبودتيه ، وأنه
تحت مراقبة الله جل وعلا ، وبهذه المراقبة يستنكف عن المعاصي .
{ 117 } الأنس بالله تعالى لا يكون إلا لمن :
1ً ـــ كملت طهارته الظاهرة والباطنة قال تعالى : { وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (4) وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ (5) } سورة المدثر / 5
2ً ـــ صفا ذكره ، والذكر ليس مقصوداً لذاته بل هو وسيلة إلى المذكور جل وعلا .
3ً ـــ استوحش من كل شئ .
{ 118 } كمال سعادة الإنسان في امرين :
1ً ـــ تعظيم أمر الله عزوجل لقوله تعالى : { وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ } سورة الحج / 32
ــــــــــــــــــــــ ص 98 ــــــــــــــــــــ
2ً ـــ الشفقة على خلق الله عزوجل والنظر إلى أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالشفقة والرحمة بدون مداهنة وخاصة مع من تمسك بنفسه . وكمال الطريق صدق مع الحق وخلُق مع الخلق .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-03-2008
  #39
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة


{ 119 } الاستقرار والاطمئنان لا يكون إلا بالتمسك بالكتاب والسنة ، لأن الاستقرار والاطمئنان من الله عزوجل ، وليس من الإنسان ، لذا إذا حاول أن يوجد العبد هذا الاسقرار من نفسه بنفسه ، فإنه يكون عاجزاً عن ذلك ، أما من الله فهو ممكن ، والله رتب هذا الاستقرار والاطمئنان على الاستقامة الشرعية .
{ 120 } كلما أدرك الإنسان ضعفه وعجزه وجهله أدرك عظمة ربه تبارك وتعالى فإذا أدرك عظمة ربه عزوجل فإن قلبه لا يرضى إلا بمولاه ولا يتعلق إلا به ، ولا يتعلق بالفاني لأن من تعلق بالفاني فهو إلى فناء قال تعالى : { لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاَّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ } سورة القصص / 88

{ 121 } إذا كان القلب صافياً فإن الجوارح لاتخون ، لأن القلب هو السلطان على الجوارح كلها ، فإذا فسد فسدت الجوارح كلها ووقعت في المعصية ، وإذا صلح صلحت الجوارح ، وصلاحه بذكر الله عزوجل وإذا استشعر القلب معية الله تعالى فإنه لا يأنس إلا به ، فإذا حصلت منه الغفلة فإنه يتألم ، فلابد من كثرة الذكر
ــــــــــــــــــــــــ ص 99 ــــــــــــــــــــــــــــــــ
مع الحضور . اللهم ارزقنا الحضور التام الدائم .
{ 122 } عظمة الله عزوجل وقربه من العبد لا يمكن إنكارها إلا من غافل ، فإذا استشعر العبد عظمة الله وقربه منه ، فإن قلبه لا يسكن إلا له ، ويتذوق طعم الإيمان ، وهذا لايكون إلا لأهل السير والسلوك ، وحديث هؤلاء عن هذا المقام تجد فيه الحيوية ، لأنهم يتكلمون عن ذلك ذوقاً وشهوداً . جعلنا الله منهم آمين .
{ 123 } إذا باشر الإيمان بشاشة القلوب ، وتيقن العبد قربه من ربه ، وقرب ربه منه ، حين ذاك تفرح روح الإنسان بخلاصها من شر النفس الأمارة بالسوء ، وبوصولها وقربها من ربها عزوجل . أما إذا ضعف الإيمان ولم يصل إلى بشاشة القلوب ، عندها تتغلب النفس الأمارة بالسوء على صاحبها ، وتغلبه الطبيعة البشرية ، ويكون في حال قبض وحزن . وفي كلا الحالين على العبد أن لا يغتر بالفرح ولا يقنط بالحزن ، فإن الله تبارك وتعالى يقول : { غَافِرِ الذَّنْبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ ذِي الطَّوْلِ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ إِلَيْهِ الْمَصِيرُ } سورة غافر / 3
{ 124 } النفس من طبيعتها أنها أمارة بالسوء لقوله تعالى :
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ص 100 ــــــــــــــــــــــ
{ إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلاَّ مَا رَحِمَ رَبِّيَ } سورة يوسف / 53
هذه النفس لا تخرج عن طبيعتها وخبثها بالكلية ، ما دامت الروح في الجسد { إِلَّا مَا رَحِمَ ربَّي } فالرحمة من الله عزوجل ، والإرادة بيد العبد ، فإذا استعمل العبد إرادته ،

بسجن نفسه تحت مراقبة الله عزوجل ، ووقف عليها تناله رحمة الله عزوجل ويترقى حتى يصل إلى النفس المطمئنة ولا يغفل عن نفسه الأمارة . أما الإنسان إذا كان غافلاً عنها ، وجاهلاً بمكرها وخداعها فإنها تتكبر وتتعالى وهو لايشعر ، كمثل الإنسان إذا غفل عن قص أضافره فإنها تنمو من حيث لا يشعر ، لذلك يجب على المؤمن أن يراقب نفسه ويبقيها مسجونة تحت مراقبة الله الذي لا يغفل قال تعالى : {إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً } سورة النساء / 1



التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 11-03-2008 الساعة 09:08 PM
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-04-2008
  #40
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,217
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: الدًّرَرُِِ البَهِِيّة في الوَصَايَا الجَاميَّة

{ 125 }إن الله تبارك وتعالى أمرنا أن نجاهد أنفسنا ، ونقطع شهواتها ، ونقتلها بالاستقامة الشرعية ، حتى تكون الجنة هي المأوى ، فقال تبارك وتعالى : { وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى{40} فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى{41} } سورة النازعات / 1
ومن أهملها ولم يقتلها بالاستقامة زادت في غيّها حتى تصبح نفسه نفساً
ـــــــــــــــــــــــ ص 101 ــــــــــــــــــــــــ

فرعونية نمروذية وكان من اتباع الشيطان . والصدّيق رضي الله عنه ما أصبح صديقاً إلا برمي نفسه ومخالفتها وقتلها بالاستقامة الشرعية . كما أمر الله عزوجل النبي صلى الله عليه وسلم ومن تاب معه قال تعالى : { فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا إنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } سورة هود / 112
{ 126 } كن حريصاً على الوقت وأحدث الطاعة في وقتها ولا تؤخرها ، لأنها إذا أخرت عن وقتها كانت على حساب عبادة أخرى ، فمن لم يحافظ على الوقت ، أدركه المقت ، والصوفي ابن وقته .
{ 127 } النفس الأمارة بالسوء أقوى حواس الإنسان الداخلية ، وهي تحاربُ الله ورسوله بارتكاب المخالفات الشرعية ، ولا تخاف هذه النفسُ إلا من الموت . لذا إذا غلبتْ عليك نفسك ، هددها بقوله تبارك وتعالى : { وَإِن تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْماً غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ }سورة محمد / 38
وبقوله تعالى : { وَإِنْ تَتَوَلَّوْا كَمَا تَوَلَّيْتُمْ مِنْ قَبْلُ يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا } سورة الفتح /16
وبقوله تعالى : {فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ
ــــــــــــــــــــــ ص 102 ــــــــــــــــــــــــ
يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } سورة المائدة / 54
.... هذا أولاً . وثانياً : قلل لها الطعام والشراب والنوم ، لأن النفس الأمارة تكفر بنعمة الله عزوجل بسبب عنادها . لذلك هي تقوى وتضعف من خلال جنودها ، والطعام والشراب والنوم من جنودها ، والله عارٌ علينا أن ننشغل بالنعمة عن المنعم .
{ 128 } التقصير في المجاهدة سبب لعدم المعرفة ، لأن الله تبارك وتعالى رتب الوصول إلى سبل معرفته على مجاهدة النفس ، فقال تبارك وتعالى : { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} سورة العنكبوت / 69
والله لا يخلف الميعاد ، وإذا لم يكن الإنسان في مجاهدته لنفسه قائماً ، كان في معصية الله واقعاً ، والوقوع في المعصية بسبب الغفلة ، وهي مفتاح باب جهنم ، كما أن الحضور مع الله تعالى هو مفتاح باب الجنة .
{ 129 } الإنسان الفاسق يمكن أن يُذهب فسقَه بإيمانه ، وإذا ذهب عنه الفسق ثبت عنده مقتضى الإيمان ، والفسق فسقان :
1ً ـــ فسق يخرج صاحبه عن الإيمان .
2ً ـــ فسق يوقع صاحبه في معصية الله ويتعدى حدود الله ولكن إيمانه موجود معه . وهذا المؤمن أتى بأفضل الخيرات على
ـــــــــــــــــــــــــــــ ص 103 ــــــــــــــــــــــــــــ
الإطلاق وهو الإيمان ، وخلص من أقبح القبائح وهو الكفر . وحق المؤمن أن يعمل عملاً صالحاً حتى يكون عمله موافقاً لمقتضى الإيمان وأن يترك المعاصي التي يكون بها فاسقاً ، لأنه قد يحبط عقابُ معصيته ثوابَ طاعته ، فلابد للمؤمن أن يعتدل عنده خوفه ورجاؤه كما قال عليه الصلاة والسلام : ( لو وزن خوف المؤمن ورجاؤه لاعتدلا ) أخرجه البيهقي وقال أنه قول مأثور عن بعض السلف ومعناه صحيح

{ 130 } من أراد أن يُرجّح آخرته على دنياه فعليه بالتهجد والذكر بعد صلاة الفجر إلى طلوع الشمس ، وقبيل الغروب بربع ساعة . وهذا واجب على أهل السير والسلوك ، ومن وصل إلى ما وصل إليه من أهل السير والسلوك هو مثلنا يعيش في الدنيا فلا يجوز أن نبرر لأنفسنا تقصيرها .
وكل مؤمن يقر بصفات الله عزوجل ولكن هذا في مضمار العلم فقط ، أما في مجال التطبيق العملي لمستلزمات الإيمان فإنه غير موجود إلا من رحم الله . فلابد من الانتقال من علم اليقين إلى عين اليقين ثم إلى حق اليقين .
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
شرح الخريدة البهية في علم التوحيد عبدالقادر حمود المكتبة الرقمية 2 06-11-2013 01:41 PM
المنازل البهية في الوصايا الشاذلية عبدالقادر حمود المكتبة الرقمية 2 09-05-2012 07:15 AM
من الوصايا الموجهة للنساء عبدالقادر حمود رسائل ووصايا في التزكية 0 04-02-2011 01:55 PM
الدرر في احصار المغازي والسير ل يوسف بن عبد البر النمري أشعري مالكي المكتبة الرقمية 0 05-05-2010 10:48 PM
جامع الدرر البهية لانساب القرشيين في البلاد الشامية عبدالقادر حمود المكتبة الرقمية 17 01-27-2010 10:27 PM


الساعة الآن 09:50 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir