نبذه عن كيفية نقد المصادر التاريخية
:extra11:
نبذه عن كيفية نقد المصادر التاريخية
ان الهدف الذى يرمى اليه المؤرخ والباحث فى التاريخ دائما هو الحقيقة التاريخية للحدث الذى يبحث او يكتب
عنه لذلك يجب عليه دائما التأكد من ان المصادر او الوثائق التى يبنى عليها استنتاجاته الصحيحة و التأكد من انها ليست
مزيفة تزييفاً كليا او جزئياً ، وقد ظهر ان كثيراً من المصادر التى استخدمت فى الماضى دون نقد او تمحيص
قد كانت مزيفة ، وبالطبع ما بنى عليها اصبح لا قيمه له ، ولذلك يجب على الكاتب والباحث فى التاريخ ان يتأكد
اولا من أصالة النص وذلك عن طريق البدايه بنقد الأصل اولا فإذا ثبت صحته بصورة قاطعة يمكن أن يستخدمه بإطمئنان .
والنص التاريخى يتعرض لنوعان من النقد ،نقد ظاهرى ونقد باطنى :
النقد الظاهرى
ويقصد به التأكد من شخصية " كاتب النص " ومن صحة نسبه اليه ، وذلك بطرق مختلفة ،كأختبار نوع الحبر المستخدم والقلم الذى كتب به النص فى المخطوط مثلا او دراسة اللغة والأسلوب والمصطلحات والصيغ الخاصة بالفترة التى كتب فيها النص، هذا بالإضافة إلى العادات الجارية فى ديوان من الدواوين فى زمان من الأزمنة أو
الخصائص المشتركة بين كل الوثائق التى من نوع معين والتى ثبت صحتها . ، وتتطلب عملية النقد على جمع اكبر قدر ممكن من المعلومات عن كاتب النص وهذا يعطى للباحث المعرفة بمدى تحريه الحقيقة ومدى علاقة الكاتب بالأحداث التى كتب عنها كاتب النص وهل شاهدها بنفسه أو اشترك فيها او سمع عنها فقط وهل مضى وقت طويل بين وقوع الحدث وبين تدوينه . ، ومعرفة كاتب المصدر وتاريخ كتابته وعلاقته بالأحداث كلها تخدم الباحث وتهم من أجل الإطمئنان على دقة ما جاء بالنص التاريخى .
النص الأصلى قد يكون بخط المؤلف او مُملى وراجعه المؤلف وبهذا يعتبر النص فى مرتبة النسخة التى كتبت بخط المؤلف ويطلق عليه " مخطوط " ومن الممكن التزوير فى المخطوط ففى بعض الأحيان قد كان البعض يضيفون فى المخطوط الذى تحت أيديهم على الهامش او فى أواخر الفصول أخبار أو أراء جديدة تتعلق بما جاء به وتمر الأيام وتضيع النسخة المنقولة بإضافتها وتدخل الزيادة فى الأصل ويختلط الشرح بالمتن ويختلط على المتأخرين الوضع فينسب كل ما فيه الى صاحب المخطوط . ومن هنا يجب على الباحث ان يتحرى الدقه والبحث بكافة الوسائل الممكنة الى الأصل الثابت لخط المؤلف المستخدم فى هذا المخطوط كى يعتمد عليه وهو مطمئن وفى حالة وجود فقد لأصل
المخطوط ووجود نسخة وحيدة منقولة من الأصل يجب ان يحاول دراسة هذه النسخة دراسة تحليلية وفى حالة ضياع الأصل ووجود عدة نسخ منقولة منه يجب على الباحث ان يقوم بدراسة مقارنة فى محاولة منه لتحديد النص الأقرب للحقيقة و الذى يمكن الأعتماد عليه. وكل ما يتعلق بالتأكد من المصادر المخطوطة والتى ذكرت فيما سبق فإن
نفس الشىء ينطبق على التأكد من صحة المصادر المطبوعة كذلك .
النقد الباطنى ( الداخلى )
وهو نقد تحليلى اما ايجابى او سلبى ، والنقد الباطنى الايجابى يقصد به تحليل النص التاريخى للوصول إلى المعنى السليم لألفاظ النص كما يقصدها الكاتب حتى نخضع النص ونفسره التفسير الصحيح له و يتم ذلك عن طريق تحديد المعنى الحرفى لألفاظ النص وجمله وكى ندرك المعنى الحقيقى لأجمالى النص فيجب مراعاة الألفاظ ومدلولها فى زمنها وفى منطقة البحث حتى نصل فى النهايه بالنص الى المعنى الحقيقى الذى يقصده الكاتب بذاته و بهذه الطريقة يمكن أن يطمئن الباحث الى أن ما تحت يده قد توصل له وقد استطاع التعبير عنه تعبيراً كاملاً عن وجهة نظر الكاتب . ، أما النقد الباطنى السلبى فهو يعبر عن عدم أخذ المعلومات الواردة فى المصدر التاريخى على انه تعبير
عن الحقيقة الخالصة فكثيراً ما يحاد الكاتب عند ذكر الحقيقة تحت ظروف معينة او حسب أهوائه وميوله الشخصية وعلى هذا فعلى الباحث فى التاريخ أن يجعل قدراً كبيراً من الشك كنقطة البدء فى بحثه . ومن ثم فإن عملية النقد الباطنى السلبى هى عملية ضرورية لتصفية الحقائق وغربلتها وإستبعاد الزائف منها .
ومن هنا ومن كل ما سبق ذكره يتضح لنا كيفية تحرى الحقيقة التاريخية من خلال الدقة والحذر اثناء البحث وبذل كل جهد ووسيلة ممكنة تساعدنا
حتى نصل من مرحلة الشك الى مرحلة اليقين فى التأكد من الأصل الصحيح للمصدر الذى سنعتمد عليه حتى نصل الى عمل قائما على أساس سليم وتكون النتائج التى نصل إليها نتائج مطمئنة .
__________________
التعديل الأخير تم بواسطة بنت الاسلام ; 11-06-2008 الساعة 11:34 AM
سبب آخر: تعديل العنوان