خطاب كتائب القسام بعد ثلاثة أيام من العدوان على غزة
بسم الله الرحمن الرحيم
(أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله على نصرهم لقدير)
خطاب كتائب القسام بعد ثلاثة أيام من العدوان على غزة
يا أبناء شعبنا الفلسطيني المجاهد المرابط .. يا أمتنا العربيةَ والإسلامية ..
من قلب غزة الصامدة الأبية، ومن بين مجاهديها ومرابطيها الأبطال الميامين، ومن وسط أهلها الصابرين الأوفياء، ترسل لكم كتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس هذه الرسالة الجهادية التي تنبض بموقف المجاهدين وتصدح بصوت الصامدين المرابطين القابضين على جمرة الدين والوطن.
يرتكب العدو الصهيوني ومنذ أيام ثلاثة مجزرة مروعة وحرباً عدوانية غاشمة على شعب عربي مسلم مرابط يقف في وجه آلة البغي والجبروت والطغيان، مستهتراً بالدم الفلسطيني والعربي والمسلم، وضارباً في عرض الحائط كل القيم الإنسانية التي تواضع عليها البشر على مر الأزمان، ولم يعد هذا العدو يكترث بأحد في العالم لأنه حصل على الغطاء الكافي من الولايات المتحدة وأعوانها من الغرب والعرب على حد سواء.
لسنا هنا اليوم في مقام الشكوى والاستجداء، فصورة غزة تحكي عن نفسها ومعاناة شعبنا باتت واضحة يراها كل إنسان في العالم.
بل جئنا اليوم لنعلن موقف كتائب القسام من كل ما يجري على أرض غزة المباركة، لنقول للصهاينة وللعالم بأننا وبرغم هذه الأهوال والمجازر لا زلنا متمسكين بأرضنا وحقوقنا ومقاومتنا رغم انف قادة الاحتلال الجبناء.
ففي هذه الأيام الثلاثة، وبالرغم من حالة الحرب التي فرضها العدو، والتحليق المستمر للطائرات الحربية على مدار الساعة، وبالرغم من الترسانة الضخمة التي ألقى بها العدو إلى جو وبحر غزة ومحيطها فقد استطاعت كتائب القسام حتى الآن أن تطلق مائة وخمسين صاروخاً من طراز "جراد" و "القسام" تجاه المدن المحتلة جنوب فلسطين، والمغتصبات والمواقع المحيطة بالقطاع، واستطعنا بفضل الله أن نوسع "بقعة الزيت" وأن نضرب مدينة ""اسدود" المحتلة التي تبعد أكثر من ثلاثين كيلو مترا عن قطاع غزة، ومناطق ما يعرف ب "أوفكيم" و"كريات جات"، وغيرها من المناطق التي يعرفها العدو جيداً، وقد اعترف العدو حتى الآن بمقتل ستة من الصهاينة وإصابة أكثر من مائة وثلاثين منهم إصابات عديدة بحال الخطر الشديد، إضافة إلى حالة الرعب التي سادت كل المواقع والمدن المحتلة والمغتصبات، وأجبرنا الصهاينة أن ينزلوا إلى الملاجئ ويخبئوا في الجحور ويعلنوا حالة الطوارئ القصوى.
رسالتنا الأولى إلى أبناء شعبنا المرابط الذي يتعرض لهذا العدوان – نقول لهم:
يا أهلنا وربعنا وتاج رؤوسنا، هذا قدرنا أن نعيش على أرض الرباط والجهاد، وأن يحتل أرضنا أنكد ملة وألعن قوم وأنذل سلالة، وقدر الله غالب لكننا نعدكم يا أهلنا أن نبقى معكم ندافع عنكم وأن نشفي صدوركم بما أعددناه ونعده لهذا العدو الغاصب، ووالله لن نترك العدو يتغوّل عليكم، وإن مجاهدي شعبنا وفي طليعتهم كتائب القسام لن تضيّع دماء شهداء شعبنا ولن تضيع عذابات الجرحى والأيتام والثكالى بل ستنتقم لهذه الدماء الزكية، والله على ما نقول شهيد.
رسالتنا الثانية إلى مجاهدي شعبنا ومقاوميه الأبطال – نقول لهم:
أنتم أيها الرجال أمل هذه الأمة ومحط أنظارها، فالصبر الصبر والثبات الثبات، فهذا عهدنا بكم يا أبطال فلسطين، أنتم الذين مرّغتم أنوف الصهاينة في وحل غزة وترابها، وستبقون كذلك بإذن الله، فلنتوحّد في وجه هذا العدوان، وتعاهدكم كتائب القسام بقيادتها الصامدة وجنودها الأبرار أن تكون في مقدمة الصفوف لتحقق وعد الله في حثالة البشر وشذاذ الآفاق " وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب"، ها أنتم تشاهدون كيف تقف دولة البغي والعدوان على قدم واحدة وتستنفر كل طاقاتها وطائراتها وجيشها، وتطلق صافرات الإنذار وتنفق المليارات، وتستدعي جنود الاحتياط، كل هذا وغيره لأنها تخافكم وتخشاكم أكثر من خشيتها من الله، إنهم أجبن خلق الله، لأنهم يدافعون عن باطل، أما نحن فنقول شهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار، الله مولانا ولا مولى لهم.
رسالتنا الثالثة إلى قادة العدو الصهيوني – نقول لهم:
1) إذا كنتم تعتقدون أيها الجبناء بأن حماس وكتائب القسام هي أكوام من الحجارة ستقضون علينا بقصفها فإنكم واهمون وأغبياء، فنحن برصيدنا الجهادي نعيش في قلوب وضمائر أبناء شعبنا الفلسطيني، حماس وكتائب القسام في كل بيت فلسطيني، ستخرج لكم من تحت الأنقاض ومن بين أزقة وشوارع مدن ومخيمات قطاع غزة.
2) إذا كنتم تظنّون أن قصف البيوت واغتيال المجاهدين وقتل الناس في الشوارع والمباني والسيارات سيدفعنا للخوف والتراجع فستعلمون بعد حين سوء تدبيركم وستنقلب عليكم مكائدُكم وخططكم، وسنفاجؤكم بما يسوؤكم بإذن الله القوي الجبار.
3) ليستعدّ قادة الحرب الصهاينة للمثول أمام "لجنة فينوغراد الثانية"، فيبدو أنهم يقعون من جديد في شراك أوهامهم وأحلامهم البعيدة، فو الله لو جففتم بحر غزة أهون عليكم من القضاء علينا أو استئصالنا أو ضرب مشروعنا المقاوم الذي يحتضنه أبناء شعبنا البطل.
4) نقول لقادة العدو، وفّروا جهدكم واحفظوا ماء وجوهكم، فمهما فعلتم من جرائم وارتكبتم من فظائع، لن تنتزعوا منا موقفاً يسركم ولن تجدوا منا سوى الصواريخ والنار والرصاص والقنابل، وإذا استمر هذا العدوان فسنضرب بصواريخنا أماكن أبعد ومدناً أخرى حتى يدرك العدو أن كتائب القسام عندما قالت سنوسّع (بقعة الزيت اللاهب)، فإنها تدرك ما تقول وأفعالها تسبق أقوالها وتهديداتها.
5) إذا كنتم قد قررتم أن يستمر هذا العدوان لمدة طويلة، فأنتم بذلك قد حكمتم بالإعدام على كل سكان المغتصبات والمدن في جنوب ووسط فلسطين المحتلة.
6) إذا قررتم الدخول البري إلى القطاع فستكون أرض غزة لهيبا وبراكين تنفجر في جنودكم المهزومين، ونعدكم إذا دخلتم إلى غزة أن يجمع أطفال غزة أشلاء جنودكم وحطام دباباتكم من أزقة الشوارع.
رسالتنا الرابعة إلى المجتمع الصهيوني – نقول لهم:
إن قادتكم يتاجرون بدمائكم حتى يفوزوا في صناديق الاقتراع، ويحالون إيهامكم بأنهم سيوقفوا الصواريخ، وإذا كنتم تؤيّدون ما يقوم به جيشكم في قطاع غزة، فندعوكم للرحيل من الآن عن سديروت والمجدل وسدود والمدن والقرى القريبة من هذا المحيط، بل وما بعده كذلك، فقيادتكم تهزأ بكم وتستعرض سيلاً من الدماء والأشلاء والحطام في غزة لتقول لكم سنوقف الصواريخ عنكم، ولكننا نطمئنكم أن الصواريخ ستصبح برنامجاً يومياً في حياكم طالما هناك طائرة تقصف في قطاع غزة أو جندي يتوغل فيها، وهاهي الشركات والبنوك أصبحت ترى من مناطق سكناكم ومنازلكم مادة جيدة للتجارة والعقارات بأبخس الأثمان.
نؤكد لكم أن حكومتكم تضحك عليكم وما يريده قادة الحرب فقط هو كسب أصواتكم وبعد فوز أي منهم أنتم من سيتحمل نتيجة دعمكم لهذه الحرب الغاشمة الغادرة.
وأخيراً: نحيي هذه الهبة الجماهيرية للشعوب العربية والإسلامية ولأحرار العالم، هذه الهبة التي تعبر عن ضمير الأمة وأصالتها، وتؤكد أنها أمة حيّة مجاهدة، وندعو إلى المزيد فشعب غزة العربي المسلم يدافع عنكم في خط الدفاع الأول.
وفي نفس الوقت نأسف للموقف المخزي المعهود من غالبية الزعامات والحكومات العربية، ونقول لهم واأسفاه على عروبتكم الضائعة وعقيدتكم الفاسدة، وغزة ستحاكمكم وتحاججكم أمام الله عن خذلانكم وتواطئكم وخيانتكم لأمتكم.
ختاماً نقول:
نحن على عهدنا وبيعتنا مع الله ثم مع أمتنا، أن نبقى كما عهدتنا أمتنا، فهيهات ان نتنازل، هيهات أن نذل هيهات أن نتخاذل، فنصرنا وعد من الله، وهزيمتهم آية من آيات الله في كتابه، فنحن ثابتون صابرون منتصرون بإذن الله.
والله أكبر وله العزة والحمد، والنصر للمجاهدين والذلة للمعتدين
وإنه لجهاد نصر أو استشهاد
كتائب الشهيد عز الدين القسام - فلسطين
الثلاثائ 03 محرم 1430هـ
الموافق 30/12/2008م
http://www.paldf.net/forum/showthread.php?t=340040
التعديل الأخير تم بواسطة محب الاولياء ; 12-31-2008 الساعة 03:33 AM