رد: تذكرة المحبيّن في أسماء سيّد المرسلين
فصل
"هذا الفصل أذكرُ فيه مسائل يُحتاج إليها، وفوائد يتأكّد التنبيهُ لطالب الأَسماء عليها، تصلحُ أن تكون مقدّمة بين يدي الأَسماء الكريمة، وعَوناً عليها.
وأختصرُ من الكلام ما لا يَسعُه منهم كثيرٌ من السامعين، وأقصر البسط في العبارة (3أ) فإنّ كثيراً من المُخاصَبات لا تغني فيها الإشارة، وخطاب الذكيّ ليس كخطاب الغبيّ، وغالب قصدي في هذا التأليف: تعليم المبتدئين، وشرح ما أَشكل من الأَلفاظِ لأَهل البداية من السّالكين؛ فإن وقع في يَدِ أهلِ الرّمز والإشارة، والفهم الثاقب، وإدراك وجيز العبارة، فلا جَرَم أطلبُ منه طلاقه الوجه وحسن الصّفا، والإغضاءِ عن سَقطات القلم وكمال العفو والوفا.
فنقول، وباللَّه المُستعان، وعليه التّكلان: أَسماءُ رسول الله صلى الله عليه وسلم:
منها ما ورَد في الآيات القُرآنيّة؛ ومنها ما ورد في السنّة النبوية؛ ومنها ما أطلق عليه بإجماع الأُمّة المحمدية.
وقد بَيّن ذلك القاضي أبو الفَضل عياض، رحمه الله، أحْسَن بيان وشَفى الصُّدور بشفائه، وعَمَرها بِمَحبّة حَبيب الرَّحْمن.
وإذا شَرعنا ــــ إن شاء الله ــــ في شرح أسمائه عليه السلام فلا بد من ذكر ما دلّ على صحّة التسمية له بذلك الاسم، وما دلّ عليه بالمعنى.
ونشرحُ الأَسماء التي سمّاه بها رَبّه جلّ جلاله، واشتقّها له من أسمائه الحُسنى، وأُذيّل على ما أذكر من الأَسماء بما يناسبه، ويجب على المُحِبّ التخلُّقُ به مِن مَعناه؛ أَو يقاربه. وأُطرّزُ الكلام بما يشوق من آثاره، ويحمل الصّادق في المحبّة عند ذكره إِلى اتّعاظه وادّكاره.
وأحذفُ ما فيه غُلوقٌ على أَفهام السّالكين، وأذكر بعض حكايات وآثارٍ وفوائدَ وأشعارٍ من كلام أهل الطّريق، وأَفعال الصالحين، ونطلبُ من اللَّه تعالى العَوْنَ والحِفظ من الخَطأ والزّلل في الاعتقاد، والقول، والعَمل؛ وسميته:
تذكرةَ المُحِبْين في أَسماءِ سيّد المُرسلين:
صلى الله عليه وعلى آله وأَصحابه الخِيرة المُنتخبين، وأزواجه الطّاهرات أُمّهات المؤمنين، صلاةً طيبةً دائمةً إلى يوم الدّين، وسلّم تسليماً كثيراً إلى يوم الدّين، والحمدُ لله ربّ العالمين.
(3ب) وممّا يُقَوّي رجائي، ويجيبُ ــــ إن شاءَ اللَّهُ ــــ دُعائِي ويلبّي ــــ ببركة هذا النَّبِيّ ــــ طَلِبتي، ويَصْلُح به ما فسدَ مِن نِيَّتي ويُثبني على ما صَدْتُه من نُصرتي، ويحمل السّامعين على ما يزيدهم محبةً في سيّد المرسلين، ويشوّقُهم في صفات حبيبِ ربّ العالمين، ويُزعجهم إلى خِدمته ونُصرته في كلّ وقت وحين، ما ذكره الفقيهُ المُبارك قارىء هٰذا الكتاب، الذي يُرجى له من اللَّهِ التّوفيقُ والسَّدادُ والصواب:
أنّ اللَّهَ سُبحانه، أَوْقَف الأَمر في قراءته على ما أَراده بين مكانه ووقته، فعرض للقارىء في ابتداءِ قراءته في يوم الجُمعة ما مَنعه من القِراءة بعد الصَّلاة مانع من اللّه حتى كان ذلك سَبباً لِرؤيةِ رسول الله صلى الله عليه وسلم، فَتَدُلَّهُ على ما أَراد الله سُبحانه، لأنه يُريد ولا نريد، ولا يكونُ إلاّ ما يُريد.
قال القارىء سَدَّدَهُ اللَّهُ تعالى: يقول العبد الفقير إلى مولاه، الراجي عفوه ورحماه، منصور، الشَّريفٌ لأُمِّه، بن محمد؛ عُرِفَ بسوس الأَربسي، قارىءُ البخاري بجامع الزّيتونة من تُونس المحروسة.
أنا قائمٌ ليلة السبت الخامسَ لشعبان عام أحد وثمانين وثمان مئة ثُلث اللّيل الآخِر، فكأنّي داخلٌ للجامع، وبيدي تأليفُ الشّيخ الفقيه المعتقد الصّالح أبي عبد الله محمد الرصّاع أبقى الله بركته المسمّى بــــ «تذكرة المحبيّن في أَسماءِ سيّد المُرسلين» أريد قراءته عند التّوابين، فبينما أنا بالقُرب من باب البَهْو أَحدِ أبواب البيت أُريد الدّخول فإذا برجلٍ جَذبني من خَلقي وقال لي: أَين تريد؟
فقلت: له: أُريد أَن أَقرأ هذا الكتاب
فقال لي: أَتقرؤه والنّبي ــــ صلى الله عليه وسلم جالسٌ هناك؟
وأشار إليه فالتفتُّ،. فإِذا النّبيُّ صلى الله عليه وسلم جالسٌ في صَدر المجنبة الشّرقية، حيثُ يُقْرأ كتاب التَّرغيب والترهيب، والصّحابةُ رضي الله عنهم مُحْدْقونَ به صلى الله عليه وسلم، وعَليهم ثيابٌ بيضٌ وعلى رأسه عمامة بالنّقاب، مرتدٍ بإِحرام، طرفُه على رأسِه، وطرفه الآخر على كتفِه الأَيمن." اهـ
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات