عـجـيـبٌ أمْــرُهَـا حلبُ
عـجـيـبٌ أمْــرُهَـا حلبُ عروسٌ دونـَـهَـا الشـُّــهُـبُ
لـهـا في الأرض ِ منزلة ٌ لـهـا العُـشـاقُ قد َخطبوا
لـهـا الكـُـتــَّـابُ قد كتبوا لـهـا الشـُّعراءُ قد ركِــبوا
وللأضيافِ خـيـرُ ِقـرى وللعطشى لـهُـمْ ِشــْربُ
وليلٌ فـيـهـا لا يَـغـْــفـُـو َغـريـدٌ كـُـلــُّــهُ َطــربُ
* * * * * *
َولمَّـا َجاءَها الجـَــامي َنــفــيــرٌ كـُـلــُّــها حلبُ
َفــتــَـجْــميعٌ وتـفـْـــريـقٌ غدا في الأمر ِ مُضطربُ
وتـحـْــريكٌ وتـسْــكـيـنٌ بدا في أمـرهـا َعــجَـبُ
بهِ الأحـبابُ قـد لاذوا بهِ الحُـسـادُ قد ُحـجــبـوا
وفودُ الشرق ِ قد فاضتْ ُجموعُ الغربِ ما غـربـوا
وأشرقَ في ُدجى قـوم ٍ وما شمسٌ لـهُ تــَــغِــبُ
وكـُـلٌ َيـــْرتجي نـظـرهْ على ِحبٍّ لـهُ انـتـسـبـوا
* * * * * *
ودارَ الـكـأسُ دورتــَــهُ و ِمنْ مَــشـْـروبه شربوا
فـذو الأقوال ِ ُمـنـْـعَجمٌ وذو الأحوال ِ ُمنـعـربُ
وذو الأفهام ِ قد َخذلتْ ِبـهِ الأفهامُ والـكـُـتــُبُ
وَمحـْــبـُوبٌ بـهِ فــازَ ومَـحْــبـُوبٌ لهُ حَـجَـبوا
وآخرُ بـاتَ مَحـزونـا ً كـئـيـبـا ً لـيـْـلـُهُ َنـحَـبُ
وآخرُ باتَ ُمنـْـتـشـيـا ً غدا في عـقـلِهِ جَــذبُ
وآخرُ بـاتَ ُمنـْـتـحـبا ً غـدا دمـعا ً لهُ الشــربُ
َفـمُـنـْـتـحبٌ ومُـنـْـثــَكِلُ َومَـحْــزونٌ َوُمنـْـكـَـربُ
* * * * * *
وتحتَ الأرض قد مكرتْ ثعالبُ ِشركـَـها َنصـبوا
ِفـمِنـْهُمْ َمنْ بـه حَـسـدُ ومـنـهـمْ ِسـلـمُـهُ َحْربُ
ومـنـهـمْ من به ِثـقــَــلٌ َبــعــيــدٌ مــا بـــه أدبُ
ومـنـهـمْ من به بَـغـْــيٌ وبَغـْـيُ الـَمـْرءِ ُمنـْـقِلبُ
ومَـهْـزوزٌ على حَــْرفٍ حلا في عـيـنـِهِ الهَـرَبُ
وآخرُ قد بـدا َصـلِـبــا ً هَــشـيـمـا ً كـُـلهُ حَطبُ
فصاروا للورى ِعـبـَـرَا ً َوَمنْ للشمس ِ يـقتربُ
* * * * * *
أيا قومي لـهُ ِحـبـُّــوا حلا في ُحبـِّـهِ الحبُّ
صفا صفوا ً َسناهُ بــدا َفبـَدرُ الأرض ِ ُمنحَجـِـبُ
َفـكــانوا للورى شمسا ً وما لشـُــمُوسِـهـِمْ َغـربُ
يمينا ً ما رأت عـيـْـنـي كـما الجـامي بـه اربو
غـريبا ً كـنتُ يـا قـومـي فصرتُ إليهِ أنـْـتـسـبُ
يـسـيـرٌ كلُّ امـرهُـمُــو وما صعب ٌ بهم صعبُ
ملوكُ الأرض ِ لوعلمتْ ِلـسِــرٍّ فيهِ لارتـعـَـبُــوا
وعادوا كـُـلـُّـهُمْ أسـرى إلى الجـامـي لـهُ َتحْــبُو
* * * * * *
قليلٌ ما كتبتُ لـكـُـمْ وهل يا ذوقُ ُتـكـْـتـَـتـَبُ
ولكنْ فاضَ فـيْـضُـكـُمو عـلـيـنـا فانبرى القلبُ
يَــُردُّ ديـونَ مَـنْ كـان َ لهُ في ُ قـربـنـا سَــبـَبُ
فشِـعْـري ِمنـْهُمُـو كسْـبٌ وفيضي ِمنـْـهُمُـو وَهْـبُ
َونحْـوي منهُ مُكـْـتـَسَبٌ َوَفـهْـمي منهُ يا عربُ
َونـَـــــْظـمي كـُـلـُّـهُ فيهِ لأهْــداف ٍ لها أصْـــبُـو
وإمــلاءٌ لــهُ يُــتــْــلـى على روحي همو كتبوا
وآدابٌ ِبـنـا صَــحَّــتْ لها ِمنْ كأسِـهـِمْ َسكـْبُ
سقى قوما ً لهُ قصدوا فعادوا لا كما ذهبـوا
فذو َنفْس ٍ لهُ َخَربُوا َغدا في عَيْشِـهِ قْـربُ
وذو الألقابِ ُمنْتَكِسٌ وذو الأحوال ِ مضطربُ
وكم َمنْ عادَ ُمفْتقرا ً لَهُمْ فـي َفقْـرهِ سبَـبُ
وكم من عادَ مَدْهُوشا ً جوى الأحشاءِ منخربُ
وكم من عادَ مَغْسُولا ً طهُورا ً ما ِبهِ ذنـبُ
وكم من عادَ مَحْزونا ً على ما فاتَ منْتَحِـبُ
وكم أغنَوْا ِبفيضِهمُو فقيرا ً مـا بـهِ كَـذِبُ
وكم أعلوا مقامَ ردي شريدٍ مـا بـهِ نسَـبُ
وكم أرَوْوا ُمريدَهُمُو وكم داروا وكم سَكَبُـوا
وكم أعْلو َمقامَ هُدى وكم أعطوا وكم سلبُـوا
وكم داوَوْا وكم َسعَفوا َمريضا ً ما له طـبُّ
وكم وصلوا بحَبْلهمو َطريدا ً ما لـهُ َلقَـبُ
وكم يا قلبُ تألفُهُمْ بغير ِ الإلـفِ لا تطِـبُ
* * * * * *
فصَلُّوا يا أحَيْبَابي على الهـادي لـهُ حبُّـوا
وآل ٍ كُلِّهِـمْ ُطّـرا ً صـلاة ً كُلَّـهـا أدبُ
على أزواجهِ الُّطهْر ِ صلاة ً ما بَدَتْ سحْـبُ
وسلِّمْ ربَّنا أبدا ً َسلامـا ً مـا َحـدا َركْـبُ