أنت غير مسجل في منتدى الإحسان . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم أهدني فيمن هديت ، وعافني فيمن عافيت ، وتولني فيمن توليت ، وبارك لي فيما أعطيت ، وقني شر ما قضيت ، فإنك تقضي ولا يقضى عليك ، إنه لا يذل من واليت ، تباركت ربنا وتعاليت           
العودة   منتدى الإحسان > الشريعة الغراء > السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 04-10-2011
  #1
حجة الإسلام
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Mar 2011
المشاركات: 32
معدل تقييم المستوى: 0
حجة الإسلام is on a distinguished road
افتراضي الغزالي الإمام الحجة الفريد في ميدان التوحيد [ ج 2]


الغزالي الإمام الحجة الفريد في ميدان التوحيد [ ج 2]
عندما ذهب الإمام الغزالي إلى بغداد تارك المخيم السلطاني و بعد تسلمه التدريس في المدرسة الناظمية بدأت شهرته ...
وهنا نلاحظ أن الفرق بين الغزالي و الحلاج أن الأول دعم من السلطان أما الثاني و أعني الحلاج حورب من السلطان فالتبس أمره على الناس فتاهوا عن حقيقة قدره ؟ !! ...
وبلغ الغزالي في هذه المدرسة أوج مجده حيث كان يحضر درسه أربعمائة ، عمامة من أكابر العلماء ، فعليا جاهه حتى صار في مصاف درجات الأكابر و الأمراء ...
وقد أتقن علم الخلاف بالفقه ليصحح مفاهيم المذاهب ويعيدها إلى جادتها الصحيحة ...
أما الفلسفة فقد أتقنها لتكون وسيلة للتعبير عن أصول العقيدة الإسلامية وليحي بها العقيدة الأشعرية عقيدة أهل السنة و الجماعة ، ويكشف حقيقة مقاصد الفلسفة ، والعقائد الفاسدة ، وحقيقة خبث الباطنية ...
وهو يعتبر المؤسس الأول للفلسفة الإسلامية ، والفلسفة تصريفاً هي "فل السفه" إي كشف الحكمة أو حب وإدراك الحكمة ...
يقول صلى الله عليه وسلم : ( الحكمة ضالة المؤمن فحيث ما وجدها فهو أحق بها ) ، رواه الترمذي في "سننه" ، والسيوطي في "الجامع الصغير" ، وقال : حسن
هنا حن الغزالي إلى نشأته الصوفية الإيمانية "السلوكية" التي كانت لها دورها الخاص في تألقه في مجالات النجاح لما فجرت عنده من قوة الفهم والحافظة ، لأنه داوم على طريقه شيخه الأكبر "الفارمدي" في الترقي في الكسب الإيماني لكنه لم يتعدى طور عقل التقوى الأول أو الشبر الثاني من علم القلب وهو علم الموحدين ...
يقول صلى الله عليه وسلم : ( العلم علمان علم في اللسان وتلك حجة الله عليك ، وعلم في القلب[ في رواية علم في الجنان]وذلك هو العلم النافع[ في رواية ذلك علم القيمة { لأنه يقوم القلب على حقيقة الإيمان } ]) ، رواه البيهقي في "شعب الإيمان" ، و البيهقي ل يروي الضعيف ، و ابن تيميه في "حقيقة الإسلام والإيمان" ، و الرواية الثانية رواهاالمنذري في "الترغيب و الترهيب" ، وقال : إسناده حسن ، وهو ما أشار الله في كتابة بدين القيمة بقوله : ( وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ ) [البينة : 5] ...
فهو يقول أوتيت العقل الأول بعد أن تخريج ستين ألفاً طالب من طلاب العلم ...
وهو الذي يقول : ( العلم ثلاثة أشبار : شبر يورث الكبر و شبر يورث التواضع وشبر يعلمك علم ما لم تعلم ) ...
ولكن لما كبرت مشاغل الغزالي ومسئولياته أهمل ورده الإيماني أو لنقل قصر فيه ، فقلت وراداته ، وبدأ يلحظ ذلك في شخصيته ، فكثرت أكادره ، و سيطرة عليه الكآبة و الحزن ، وساءت حافظته ...
يقول الغزالي : ( طلبنا العلم لغير الله ، فأبى أن يكون إلا لله ) ...
يقول صلى الله عليه وسلم : ( من تعلم علما لغير الله ، أو أراد به غير الله ، فليتبوأ مقعده من النار) ، رواه الترمذي في "سننه" ، وابن القطان في "الوهم والإيهام" ، وقال:صحيح ، و الصعدي في "النوافح العطرة" ، قال : رجال ثقات ، و السيوطي في "الجامع الصغير" ، وقال : حسن ...
مما أوصى به سيدنا الخضر نبي الله موسى عليه الصلاة و السلام قال يا موسى : ( تعلم العلم لتعمل به ولا تتعلمه لتحدث به فيكون لغيرك نوراً و لك بورا ) ...
وشعر الغزالي أن النفاق قد غلب في قلبه ...
يقول الله تعالى :( مَثَلُهُمْ كَمَثَلِ الَّذِي اسْتَوْقَدَ نَاراً فَلَمَّا أَضَاءتْ مَا حَوْلَهُ ذَهَبَ اللّهُ بِنُورِهِمْ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ ) [البقرة : 17] ...
وهنا عاد يطلب العلم اللدني "علم ما لم يعلم" أو علم الأولياء ...
يقول الله تعالى : ( فَوَجَدَا عَبْداً مِّنْ عِبَادِنَا آتَيْنَاهُ رَحْمَةً مِنْ عِندِنَا وَعَلَّمْنَاهُ مِن لَّدُنَّا عِلْماً ) [الكهف : 65] ...
و الرحمة هنا هي جمع القلب مع الله ، تحت عنايته ورعايته وهدايته ، ومنه سمي الرحم لأنه يحوي الجنين ويوليه الحماية و العناية و الرعاية والإمداد ، والرحمة عند الأولياء هي دوام الحضور مع الله ...
يقول إمام التقوى كرم الله وجهه : ( ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله قبله وبعده ومعه ) ...
ويقول شهيد الأولياء " الحلاج" طيب الله ثراه : ( ما رأيت شيء إلا و رأيت الله فيه ) ...
يقول ترجمان السنة كرم الله وجهه : ( إنمنمعادنالتقوىتعلمك إلى ما قد علمت علم ما لم تعلم ، و النقص فيما قد علمت قلة الزيادة فيه، و إنما يزهد الرجل في علم ما لم يعلم قلة الانتفاع بما قد علم ) ...
يقول المسيح صلوات الله وسلامه عليه : ( من عمل بما عمل أورثة الله علم ما لم يعمل ، و وفقه فيما يعمل حتى يستوفي الجنة ، ومن لم يعمل بما علم ، تاه عمى علم ولم يفقه الله فيما يعمل حتى يستوفي النار ) ...
ومنه نفهم ما حصل عند الإمام الشافعي حيث تراجعت قوته الذهنية و قوة حافظته لما كثرت مشاغله في البحث الفقهي فأهمل إقباله وصفائه الإيماني فقلت وارداته وتعكر حاله ، فشكا ذلك إلى مرشده "وكيع بن الجراح" رحمه الله تلميذ الإمام المعروف "معروف الكرخي" رضي الله عنه حيث يقول الإمام الشافعي :
شكوت إلى وكيع سوء حفظي *** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخـبـرنـي بـأن العــلـم نــور *** ونـور الله لا يهــدى لعـاصي
والمعصية هي انشغال العارف بالله عن ربه ولو كان ذلك بالفقه الشرعي ، فنور الله هنا هو نور الإيمان القلبي ومن ثم نور التقوى التي تؤدي إلى الإيقان وهو الإيمان كله ...
فمن أثار السلف الصالح رضوان الله عليهم أجمعين قولهم : ( كنا أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، نترك ثلثي الحلال خشية الوقوع بالحرام ) ...
يقول صلى الله علية وآله وسلم : ( الصبر نصف الإيمان ، واليقين الإيمان كله ) ، رواه المنذري في "الترغيب و الترهيب" ، وقال : رواته رواة الصحيح ، و ابن الملقن في "شرح البخاري" ، وقال : إسناده صحيح ...
وقد كان الإمام الشافعي ذا سلوك إيماني صوفي ؟؟ !!! ...
قال الإِمام الشافعي رحمه الله تعالى فيما نقله عنه أكابر العلماء الشافعية : ( حبب إِليَّ من دنياكم ثلاث: ترك التكلف ، وعِشرُة الخلق بالتلطُّف ، والاقتداء بطريق أهل التصوف ) ، ورد في "كشف الخفاء" للعجلوني { ج 1 / ص : 341 } ...
ويقول الشافعي ( صحبت الصوفية فلم أستفد منهم سوى حرفين، وفي رواية سوى ثلاث كلمات:
قولهم : الوقت كالسيف إِن لم تقطعه قطعك.
وقولهم : نفسك إِن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل.
وقولهم : العدم عصمة) ، ورد في "مدارج السالكين" للجوزي { ج 3 / ص : 129} ...

لكن الإمام الغزالي وجد صعوبة شديدة في أن يعود مريداً بعد ن أصبح فقيه بغداد ...
فما كان منه إلا أن طالع كتبهم وأعني الصوفية الأصحاء وآثرهم ، عله يهتدي إلى ضالته ...
فقال : ( فعلمت يقيناً أنهم أرباب الأحوال لا أصحاب الأقوال ، وأن ما يمكن تحصيله بطريق العلم قد حصلته ، ولم يبق إلا ما لا سبيل إليه بالسماع و التعليم ، بل بالذوق والسلوك ) ...
ولكن الغزالي وجد التصوف الرشيد ، ولم يهتدي إلى أصحاء الصوفية ...
وهو الذي يقول : ( وجدت التصوف ولم أجد الصوفية ) ...
إلى أن كانت تلك الحادثة التي قلبت حياة الغزالي السلوكية فأصبح بعدها عالم رباني ؟؟؟ !!! ...
فكلمة عالم تعني المكتشف الذي تكشف له الأسرار ...
وعلم اللدن هو العلم الرباني الإلهامي المبني على فهم سر التصريف الإلهي ، وهو أن ينال الولي الصالح الحكمة الإلهية ، بأن يضع الأمور في موضعها الصحيح وفق مشيئة الله ، وهو ما يسمى توافق الإرادة ...
ومنه نفهم قول الفاروق الأكبر رضوان الله عليه : ( إن لله رجال إذا أرادوا أراد ) ...
يقول العارف بالله سهل بن عبد الله التستري عن الولي : ( هو من توالت أفعاله بالموافقة ) أي الموافقة الإلهية ...
يقول الله تعالى : ( وَمَا فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي ذَلِكَ تَأْوِيلُ مَا لَمْ تَسْطِع عَّلَيْهِ صَبْراً ) [الكهف : 82] ...
وهو الارتقاء من الإقرار بالتوحيد إلى الفناء بمقام النفريد بوحدة الشهود ...
بعد أن أستقر الأمر في بغداد للإمام الغزالي ...
أرسل في طلب أمه وكان قد تزوج من ابنة شيخه إمام الحرمين ورزق منها بولدين مات أحدهم وهو "حامد" وهو صغير ...
وصحب أمه أخوه أبو الفتوح "أحمد الغزالي " قدس سره ...
وقد كان الإمام أبو الفتوح كثير العزلة قليل الاختلاط بالناس في بغداد ، ولاحظ الناس أنه كان لا يصلي مؤتماً بأخيه أبو حامد ...
فشكا ذلك وأعني أبو حامد هذا الجفاء من أخيه لأمه ...
فطلبت الأم من أبو الفتوح أن يأتم بأخيه في الصلاة فأمتثل لرغبة أمه ...
فكانت صلاة العصر فتوجه الغزالي إلى المسجد فاستوقفه رجل في مسالة فقهية حول دم الحيض فأفتى له أبو حامد فيها ...
ثم أقام الصلاة وصلى بالناس ...
ولكن المفاجأة أن أخوه أبو الفتوح أثناء الصلاة اخترق الصفوف خارجاً من الصلاة ؟؟ !!! ...
فضاج الناس وشكوا الأمر لأبو حامد بعد الصلاة ...
الذي ذهب مغاضب إلى أخيه ، وسأله عن سبب فعلته ؟ !! ...
فقال أبو الفتوح يا فقيه بغداد ما مقدار الدم الذي يذهب الطهارة ويستوجب إعادة الوضوء ؟ ...
فقال أبو حامد : ما يملئ قعر الكف ...
فقال أبو الفتوح : ماذا إن كنت غارق بدم الحيض من أعلى رأسك حتى أسفل قدميك أيؤتم يك ...
فتذكر الغزالي أنه سئل في مسألة الحيض قبل الصلاة فبقى مشغول بها ...
هنا انفجر الغزالي بالبكاء ، وهو يقول سبقتني بالفضل يا أخي سبقتني بالفضل ...
يا أخي أسألك بمن أفاض عليك من رحمته ونور قلبك وبصيرتك ، أن تأخذ بيدي إلى ما ينجيني من نفسي ومن العذاب الأليم ...
فقال أبو الفتوح قدس الله سره ، يا أخي إني أستحي من الله أن أكون مرشدك ولكن سوف أجمعك بمن سبقني بالفضل ...
فجمعه بالشيخ " يوسف النساج" قدس سره ...
فقال الشيخ يوسف قدس سره لأبي حامد ، إن صحبتني ، كحلت عينيك بإثمد التأييد حتى ترى الحق حقاً و الباطل باطل فتصفو من الأكدار وتزدهر في قلبك الأسرار ثم تشهد الواحد القهار (وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ) [الأنعام : 18] ...
لكن الله أنعم على الغزالي باللقاء بالغوث الإمام الرباني " أبو يعقوب الهمداني" قدس الله سره العزيز ، عندما زار بغداد ...
فوجه أبو حامد إلى العزلة اللدنية التي استمرت عشرة سنوات سبعة سنوات منها كانت في دمشق في قبة المسجد الأموي ، ثم ثلاثة سنوات في بيت المقدس ...
وكان ذلك بعد أن أوكل لأخيه أبو الفتوح التدريس في بغداد ليحل محله ...
وعندما تفجرت في فؤاد الغزالي مكامن الأسرار اللدنية وغرق في بحر عين الوحدة ، سئل ماذا شهدت ؟ ...
فقال رضي الله عنه : ( كان ما كان مما لست اذكره ، فأحسن الظن ولتعرض عن الخبر ) ؟ !!! ...
بعد أن أضحى الغزالي عالم رباني ، أضحى بحراً مغرقاً يتجنبه الجميع لقوة حجته و صدق ولايته لكنه تحول من مهاجم إلى مدافع امتثالا لأمر الله ...
بسم الله الرحمن الرحيم : ( وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ ) [البقرة : 190] ...
و قد تحول مسلكه من الإصلاح إلى الوعظ والإرشاد لكنه قرر بما ألهمه الله من الحكمة الربانية اللدنية ، أن يستقطب بعض كبار الأئمة وكان صيده الثمين الإمام الذي طالما كان يتقيه عند المعتزلة وهو الإمام "أبو القاسم الزمخشري" رحمه الله...
و الذي كان إمام عصره بالعلم ...
حيث دار الحوار بينهما في "نيسابور" التي بقي بها الغزالي حين من الزمن للإرشاد بعد خلوته الكبرى ، حول كيفية و أينية الاستواء على عرش الرحمن فضرب له الغزالي مثال عن عظمة تجلي الله واستوائه في البعوضة على ضآلتها أخشع فيه بإرادة الله قلب الزمخشري للإيمان القلبي وخلصه من قيود فساد عقيدة المعتزلة ، ثم قال هذه الأبيات حول الاستواء :
كيف تدري من على العرش استوى *** لا تقل كيف استوى كيف النزول
فــهــــو لا أيــــن ولا كــيــــف لــــه *** وهـو ربُّ الكيـــفِ والكيـفُ يـحول
وهـــــو فــــوقَ الفـوقِ لا فـــوقَ لـــــهُ *** وهــــــو في كـــلِّ النواحي لا يـزول
جــــل ذاتا و صفــــاتاً وسمــا *** وتعـالـى قــدره عـمـا تـقـول

فقال له الزمخشري : " والله يا غزالي ما غلبتني بعلمك ولكن غلبتني بالولايتك لربك ؟!" ...
وتاب عن اعتزاله وجاور البيت الحرام حين من الدهر ليقوم بعزلته الصوفية بتوجيه من الإمام الرباني " أبو حامد الغزالي " قدس سره ...
وألهم الله الحكمة للغزالي بتعلم أصول تخريج الحديث الشريف ، بعد أن رأى أن طريقته في توثيق آثار النبوة كانت خاصة غير مألوفة لدى العوام ...
حيث كان يعتمد على السمع للأثر الشريف من أئمته بالإرشاد أو من معلميه ، بعد أن يوثقها بالمطابقة مع مكنون ومقاصد الكتاب الكريم " القرآن " ، وميزان عقل التقوى و الإيقان ...
ويعتمد في ذلك على آثار لم يعتني بتوثيقها أئمة الحديث ...
منها : ( خذوا عني ما أتلفته قلوبكم ، أو ما تيقنت به قلوبكم ) ...
و منها : (إذا جاءكم الحديث فاعرضوه على كتاب الله فإن وافقه فخذوه وإن خالفه فدعوه ) ...
وقول ذو السبطين كرم الله وجهه : ( من روى حديثاً لا يطابق آية من الكتاب فاضربوا بحديثه عرض الحائط ) ...
وفي حقيقة الأمر أن هذا الأسلوب في تناقل الحديث المحمدي كان سائد حتى عهد الخليفة الراشدي الخامس "عبد بن عبد العزيز" رحمه الله ، حيث وجد هذا الخليفة الحكيم ، أن الناس بدأت تجهل قدر خلفاء الرسول صلى الله عليه وسلم في العلم و الولاية وأن هذا التقدير و الأخذ بدأ يتحول من العمومية بالفائدة إلى الخصوصية ، فخشي أن تضيع السنن و الآثار الشريفة المحمدية ، كما خشي من قبله كل من الصديق الأكبر وجده الفاروق الأكبر رضوان الله عليهم ضياع القرآن ...
فقرر حفيد الفاروق رضوان الله عليهما بمشورة مستشاره الديني " الحسن البصري" قدس سره ، جمع الحديث ، وأوكل ذلك إلى الإمام الفقيه المحدث " مالك بن أنس" رحمه الله ، فكان الموطأ و الذي يقال أنه جمع به بنسخته الأصلية ثمانون ألف حديث ...
وكانت أول انطلاقة لما عرف بعلم تخريج الحديث ...
يروي البيهقي في "شعب الإيمان" أن الإمام الشافعي رحمه الله قال : ( العلم علمان : علم عامة لا يسع العاجز مغلوب على عقله جهله مثل أن الصلوات خمس و أن الله فرض على الناس صوم شهر رمضان و حج البيت إن استطاعوا و زكاة في أموالهم و أنه حرم عليهم الزنا و القتل و السرقة و الخمر و ما كان في معنى هذا مما كلف العباد أن يفعلوه و يعلموه و يعظموه من أنفسهم و أموالهم و أن يكفوا عنه مما حرم عليهم منه و هذا صنف من علم موجود نصاً في كتاب الله عز و جل أو موجوداً عاماً عند أهل الإسلام ينقله عوامهم عمن مضى من عوامهم يحكونه عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و لا ينازعون في حكايته و لا وجوبه عليهم هذا العلم العام الذي لا يمكن فيه الغلط من الخبر و لا التأويل و لا يجوز فيه التنازع .
و الوجه الثاني : ما ينوب العباد من فروع الفرائض و ما يخص من الأحكام و غيرهما مما ليس فيه كتاب و لا في أكثره نص سنة و إن كانت في شيء منه سنة فإنما هي من أخبار الخاصة لا أخبار العامة و ما كان منه محتمل التأويل و يستدرك قياساًو هذه درجة من العلم ليس يبلغها العامة و لم يكلفها كل الخاصة و لا يحتمل بلوغها من الخاصة و لا يسعهم كلهم كافة أن يعطلوها و إذا قام بها من خاصيتهم من فيه الكفاءة لم يخرج غيره ممن تركها إن شاء الله تعالى و الفضل فيها لمن قام بها على من عطلها و احتج بقول الله عز و جل : ( وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنفِرُواْ كَآفَّةً ) [التوبة : 122] ...
و جعل الشافعي رضي الله عنه مثال ذلك الجهاد في سبيل الله عز و جل و الصلاة على الجنازة و دفن الموتى و رد السلام ) ...
نهاية الجزء الثاني ...




__________________
لا نريد صوفية تشطح * ولا سلفية تنطح * بل وسطية "تنصح وتصلح وتصفح"



لا يكمل عالم في مقام العلم حتى يبلى بأربع : شماتة الأعداء ، وملامة الأصدقاء ، وطعن الجهال ، وحسد العلماء ، فإن صبر جعله الله إماماً يقتدى به




** اللهم أنت مقصودي ... ورضــاك مـطلـــوبـي **




حجة الإسلام غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مختارات من كتاب إحياء علوم الدين لحجة الإسلام الإمام الغزالي رحمه الله تعالى عبدالقادر حمود كتب سيدي الشيخ احمد فتح الله جامي رحمه الله 2 09-09-2014 10:53 AM
دعاء الإمام الغزالي عبدالقادر حمود الآذكار والآدعية 2 01-28-2013 03:10 AM
الغزالي الإمام الحجة الفريد في ميدان التوحيد [ ج 3] حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 04-15-2011 05:31 AM
حجة الإسلام أبو حامد الغزالي الإمام المجدد ( ج 1) حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 1 04-05-2011 11:40 AM
الغزالي الإمام الحجة الفريد في ميدان التوحيد [ ج 1] حجة الإسلام السِــيرْ وتـراجم أعــلام الإســـلام 0 04-05-2011 11:37 AM


الساعة الآن 09:53 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir