أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 06-13-2009
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي ولسوف يرضى"

هذا رسولنا

".. ولسوف يرضى"



سئل صلى الله عليه وسلم ذات يوم: (أي الناس أحب إليك؟ فقال: عائشة، فقيل له: من الرجال؟ قال: أبوها)، وقد استحق الصديق حب النبي قبل الإسلام، وشرف بصداقته من قبل ومن بعد، وكان وزيره الأول، وكان خليفته الأول، وكان أول السابقين إلى الخير دائماً، يروي عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق فوافق ذلك مالاً عندي، قلت: اليوم أسبق أبا بكر، إن سبقته يوماً، فجئت بنصف مالي، فقال صلى الله عليه وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال: يا أبا بكر ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، فقلت: لا أسبقه في شيء أبداً).


اختلفت الروايات فيمن كان أول من أسلم، هل كان علي بن أبي طالب، أم زيد بن حارثة، أم أبو بكر الصديق؟ وقد وفق بينها جميعاً القول بأن خديجة أول من أسلم، ثم كان أبو بكر أول الأحرار من الرجال، وكان علي بن أبي طالب أول من أسلم من الصبيان، وكان زيد بن حارثة أول من أسلم من الموالي، أسلموا لحظة فوتحوا بالدعوة إلى الله، وفي أول أيام الإسلام.



والجدير بالملاحظة في هذا أن الأربعة الأوائل: فيهم المرأة، وفيهم الرجل، وفيهم الحر، وفيهم المولى، وفيهم الكبير، وفيهم الصغير، وهم جميعاً الأقرب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فمنهم زوجته، ومنهم صديقه المقرب، ومنهم مولاه، ومنهم ربيبه، إنها شهادة لرسول الله صلى الله عليه وسلم، قبل أن تكون شهادة لهم رضي الله عنهم جميعاً.



“إلا أبا بكر”




تزوج صالحة بكل المقاييس، فكانت أول من أسلم. وكان صديقه أقرب الناس أخلاقاً إليه، رجل محمود السيرة، يحب الصدق، فكان أنفع الناس للإسلام بعد النبي صلى الله عليه وسلم، أسلم على يديه أغلب العصبة الأولى التي تشكلت منها نواة الإسلام الصلبة، وكان مولاه أسرع الناس إلى الإيمان به، لما عرفه عن قرب من صدقه، ولما خبره فيه من صلاح وسلوك قويم، وكان ربيبه هو أول الصبيان إيماناً وتسليماً، فلم يخذله واحد من الأقربين إليه.



كان أبو بكر الصديق على رأس السابقين الأولين إلى الإسلام، وتبقى له شهادة من النبي صلى الله عليه وسلم، لم يحز شرفها أحد غيره، اللهم إلا أم المؤمنين خديجة التي كانت قد عاشت مع النبي لحظة بلحظة تبشيره بنبوته وإرساله إلى الناس، قال صلى الله عليه وسلم: (ما دعوت أحداً إلى الإسلام إلا كانت عنه كبوة، وتردد ونظر، إلا أبا بكر، ما عتم، حين ذكرته له، ما تردد فيه).



فرح النبي بإسلام أبي بكر وسر قلبه، تقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (خرج أبو بكر يريد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان له صديقاً في الجاهلية، فلقيه فقال: يا أبا القاسم فقدت من مجالس قومك، واتهموك بالعيب لآبائها وأمهاتها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إني رسول الله أدعوك إلى الله)، فلما فرغ من كلامه، أسلم أبو بكر، فانطلق عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما بين الأخشبين أحد أكثر سروراً منه بإسلام أبي بكر.



لم يكن إسلام أبي بكر إسلام رجل، بل كان إسلامه رضي الله عنه وأرضاه فتحاً كبيراً في الدعوة إلى دين الله، فقد كان في قريش كما ذكر ابن إسحاق في موقع العين منها، كان من وجهائهم وأشرافهم وأحد رؤسائهم، وذلك أن الشرف في قريش قد انتهى قبل ظهور الإسلام إلى عشرة رهط من عشرة أبطن، فالعباس بن عبد المطلب من بني هاشم، وكان يسقي الحجيج في الجاهلية، وبقي له ذلك في الإسلام وأبو سفيان بن حرب من بني أمية، وكان عنده العقاب راية قريش، فإذا لم تجتمع قريش على واحد رأسوه هو وقدموه، والحارث بن عامر بن بني نوفل، وكانت إليه الرفادة، وهي ما تخرجه قريش من أموالها، وترفد به منقطع السبيل، وعثمان بن طلحة بن زمعة بن الأسود من بني أسد، وكانت إليه المشورة فلا يجمع على أمر حتى يعرضوه عليه، فإن وافق ولاهم عليه، وإلا تخير وكانوا له أعواناً، وأبو بكر الصديق من بني تيم وكانت إليه الأشناق وهي الديات والمغارم، فكان إذا حمل شيئاً فسأل فيه قريشاً صدقوه، وامضوا حمالة من نهض معه، وإن احتملها غيره خذلوه، وخالد بن الوليد من بني مخزوم، وكانت إليه القبة والأعنة، أما القبة فإنهم كانوا يضربونها ثم يجمعون إليها ما يجهزون به الجيش، وأما الأعنة فإنه كان على خيل قريش في الحرب، وعمر بن الخطاب من بني عدي، وكانت إليه السفارة في الجاهلية، وصفوان بن أمية من بني جمح، وكانت إليه الأزلام، والحارث بن قيس من بني سهم، وكانت إليه الحكومة وأموال آلهتهم.



عالم الأنساب



كان الصديق عالماً بعلم زمانه، علم الأنساب، وعلم الأنساب عند العرب، وعلم التاريخ هما أهم العلوم عندهم، ولدى أبي بكر الصديق النصيب الأوفر منهما، وقريش تعترف له بأنه أعلمها بأنسابها، وأعلمها بتاريخها، وما فيه من خير وشر، وفي هذا تروي عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن أبا بكر أعلم قريش بأنسابها)، وكانت له مزية حببته إلى قلوب العرب وهي: أنه لم يكن يعيب الأنساب، ولا يذكر المثالب بخلاف غيره، وهذا من حسن خلقه رضي الله عنه.



كانت تلك هي مؤهلات أبي بكر التي جعلته أكثر قدرة على الإقناع من كثير ممن يتصدون للدعوة عن غير بصيرة، يقول أحد الذين استجابوا لله ولرسوله على يدي أبي بكر، وهو طلحة بن عبيد الله، يصف حال أبي بكر معهم: كنا نألفه ونحب مجالسه، لعلمه بأخبار قريش وحفظه لأنسابها.



وكان مجلسه يجمع الشباب النابه، والفتيان الأذكياء، والتجار الناجحين، وذوي الخلق الحسن، وهو وإن لم يكن التاجر الأول في مكة، ولكنه كان من أشهر تجارها، وكان رأسماله أربعين ألف درهم وكان ينفق من ماله بسخاء وكرم عرف به في الجاهلية.



كان رجلا مؤلفاً لقومه محبباً سهلاً، يحبونه، ويألفونه، ويعترفون له بالفضل العظيم والخلق الكريم، وكان رحيما بذوي الحاجات والمصالح الذين يقصدونه لكرمه، وقد قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم: (أرحم أمتي بأمتي أبو بكر).



حرم على نفسه الخمر فلم يشربها في جاهلية ولا في إسلام، وقد أجاب الصديق من سأله هل شربت الخمر في الجاهلية؟ بقوله: أعوذ بالله، فقيل: ولم؟ قال: كنت أصون عرضي، وأحفظ مروءتي، فإن من شرب الخمر كان مضيعاً لعرضه ومروءته.



أولى الثمار




ولا شك أن رصيده من القيم الرفيعة، والأخلاق الحميدة والسجايا الكريمة في المجتمع القرشي قبل الإسلام كل ذلك جعله أقرب المقربين إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وعندما فاتحه رسول الله صلى الله عليه وسلم بدعوة الله أسلم الصديق، ولم يتلعثم، وتقدم ولم يتأخر، وعاهد رسول الله على نصرته فقام بما تعهد.



كانت أولى ثمار الصديق الدعوية في أولى لحظات دخوله في الإسلام دخول صفوة من خيرة الخلق في الإسلام، وكان من فتح الله لهذا الدين، ولنبيه صلى الله عليه وسلم أن شرح الله قلوب خمسة كان لكل واحد منهم شأن كبير في الإسلام، فدخل الدين الجديد عبد الرحمن بن عوف (30 سنة)، وعثمان بن عفان (28 سنة)، وسعد بن أبي وقاص (17سنة)، وهو خال النبي صلى الله عليه وسلم، وطلحة بن عبيد الله (16سنة)، والزبير بن العوام (15سنة)، وهو ابن عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم السيدة صفية بنت عبد المطلب رضي الله عنها.



كلهم دخلوا الإسلام على يد أبي بكر الصديق، خمسة من العشرة المبشرين بالجنة، كلهم في ميزان حسنات الصديق رضي الله عنه وأرضاه، كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه: (من دعا إلى هدًى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً، ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص من آثامهم شيئاً).



دعاهم إلى الإسلام فاستجابوا، وجاء بهم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فرادى، فأسلموا بين يديه، وأعز الله بهم الإسلام من أول يوم، فكانوا قوة لا يستهان بها في بداية الدعوة، وكانوا فتحاً كبيراً في جدار الظلام المحيط بأهل الجاهلية، كانوا من قبائل شتى، كان عبد الرحمن وسعد من بني زهرة، وكان عثمان من بني أمية، وكان الزبير من بني أسد، اثنان منهم رجلان في أول الشباب، وثلاثة من أعز فتيان قريش.



ولم تمض أيام أخرى حتى من الله على أبي بكر بإسلام اثنين من بني مخزوم التي تنازع لواء الشرف مع قبيلة بني هاشم قبيلة النبي صلى الله عليه وسلم هما: الأرقم بن أبي الأرقم (16 سنة)، وأبو سلمة بن عبد الأسد، زوج أم سلمة، واثنين من كبار شيوخ الصحابة: أبو عبيدة بن الجراح من بني الحارث بن فهر، أمين هذه الأمة، وعثمان بن مظعون من بني جمح، الذي قال عنه رسول الله: سلفنا الخير.



شهادة قرآنية




وكما نشط الصديق خارج بيته فقد دعا أهله، فأسلمت زوجته أم رومان، وولداه أسماء وعبد الله، أما السيدة عائشة فولدت في الإسلام، ولم يهد الله قلب ابنه الأكبر عبد الرحمن، وشق ذلك على أبي بكر، وتأخر إسلامه إلى عام الحديبية، ثم ما لبث أن أدخل أمه أيضاً في الإسلام بعد أن تمنى على رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يدعو لها بالهداية، وتأخر إسلام أبيه أكثر من ذلك، لكن ما نسيه الصديق رضي الله عنه وأرضاه، حتى كان يوم فتح مكة، فجاء به الصديق رضي الله عنه إلى النبي فقال صلى الله عليه وسلم: (يا أبا بكر هلا تركته حتى نأتيه)، فقال أبو بكر: هو أولى أن يأتيك يا رسول الله، فأسلم أبو قحافة وبايع رسول الله صلى الله عليه وسلم.



وكما شهد له النبي صلى الله عليه وسلم فقد نزل القرآن يشهد له: (وسيجنبها الأتقى، الذي يؤتي ماله يتزكى، وما لأحد عنده من نعمة تجزى، إلا ابتغاء وجه ربه الأعلى، ولسوف يرضى)، قال ابن عباس: هو أبو بكر رضي الله عنه.
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-14-2009
  #2
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي رد: ولسوف يرضى"

جُزيتَ الفردوس الأعلى
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-14-2009
  #3
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: ولسوف يرضى"

ونت كمان جزيت لفردوس الاعلى اخي ابو عبدالله
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أول مؤتمر صوفى عالمى برئاسة شيخ الأزهر يناقش الإصلاح بمشاركة "البوطى" و "الجفرى" و "بن بيه" و"مفتى ا عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 0 09-17-2011 05:09 PM
إعلامي "الجزيرة" أحمد منصور اساء للشعب السوري في برنامجه "شاهد على العصر" نوح القسم العام 2 05-14-2011 08:59 AM
بعد ارتياح عام بخروجه من " باب " وزارة المالية.. "محمد الحسين" يعود الى السوريين من " شباك " رئاسة م الـــــفراتي القسم العام 0 04-26-2011 01:42 PM
عودة "نسر الثعابين السوري" النادر الوجود إلى محمية "اللجاة" عبدالقادر حمود القسم العام 0 10-02-2010 08:10 AM
جبل "عبد العزيز".. موطن "البطم" و"الكونجوك" عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 2 04-20-2010 11:38 AM


الساعة الآن 01:12 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir