أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة           

ركن بلاد الشام عن أبي أمامة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (صفوة الله من أرضه الشام ، وفيها صفوته من خلقه وعباده ، ولتدخلن الجنة من امتي ثلة لا حساب عليهم ولا عذاب .) رواه الطبراني

 
قديم 11-19-2008
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي صباح الخير يا دمشق

دمشق والتحدي الأكبر
عفاف يحيى الشب
صباح الخير يا دمشق يجلو وجهك الأجمل.. صباح الخير يمسح عن شموخ قاسيون.. عن أشجار الحور والصفصاف والزيزفون.. عن الهامات والصدور كل تلوث أسود...، صباح الخير تناغي نسائمه الخجولة بهاءك العذري الذي لم يدنسه أي مجرم أخرق أحمق...

...صباح الخير أرسله رقيقاً ونقياً.. حالماً وندياً إلى كل من سكنت دمشق العريقة في كل جوارحه.. في ارتعاشات أنفاسه وأجفانه.. في عبقات فنجانه.. في رغيفه الأسمر.. وسكنها «هو» آمناً وأميناً.. عاشقاً وحبيباً في أي ركن وحارة.. في أي منزل وعمارة وحتى على أي شاطئ ومنارة في هذا البلد العظيم الذي جعل دمشق رسالة عطاء.. وسفارة.. ‏

...صباح الخير يهتف بي أن أناشد الحاضر والمستقبل كي لا يخدش العابثون نقاءه الأزهى وهو يخيم فوق جنان دمشق الحنون ليعطيها قوامها «الماسي» المرصع بالتفاح والدراق وبمواسم من الحب والعنبر وكل ما رسم هذه المدينة «صبية المدائن» الكبرى التي لم تهرم ولم تسحق.. ‏

..صباح الخير يادمشق الفل والياسمين يحضرني كلما زارت الشمس بأثواب الدفء والنور فضاءاتك البهية.. وكلما خفق القمر الوليد في لياليك الهنية.. وكلما سرحت أراضيك الغنية لا هية بقصائد الحرية التي ما زرعت قوافيها إلا برايات عزتك الأبية... ‏

... وصباح الخير يادمشقي هو كل صباح تشهد وفادته أني مازلت في عشقي لك متيمة وفية.. وفي وجدي بك عنيدة «عصية».. وفي الدفاع عن كل ما يمس مكارمك ياحبيبة الروح والوجدان.. قوية وقوية.. لا تنكسر أقلامي أبداً وأنا أطهرها بحروفك الوضاءة التقية ولا تجف يوماً أوراقي وأنا أكتب عليها «ملحمتي الدمشقية» بمداد من الأمانة الوطنية والحس بالمسؤولية تجاهك يادمشقنا الفتية كي تبقي ما بقي التاريخ أم المدائن وعروس العواصم الأبدية.. ‏

... من هنا يا دمشق الحلم.. من كل ما أعطيتنا إياه من إرث وتاريخ ومجد.. من أصالة عربية.. من حضارة ومدنية ومن رقي وإنسانية أقول.. إننا اليوم بحاجة إليك أكثر من أي مرحلةمضت.. من أي حقبة زمنية حين حلقت فيها إلى سموات جليلة.. بحاجة الى أن تكوني «بنا ومعنا» عظيمة وجميلة.. قوية ومنيعة.. متفردة في مواقفك الشريفة.. في صمودك العفيف والنظيف.. في استضافتك الأمان والسلام مدى الأزمان لاسيما بعد أن سقطت بعض مدائننا العربية في جداول الأحزان وتشردت منها الأوصال حتى بكت الدروب وتوجست هائبة البحار والأنهار.. وخشعت المساجد والكنائس.. والأقمار. ‏

فيا دمشقي.. يادمشق كل صادق ومسالم.. يادمشق النور والتاريخ.. يادمشق كل مقاوم ومناضل.. وكل طاهر ومجاهد.. اقطفي من العزائم ما تشائين ومن فرح السنابل ما ترغبين ثم ازرعي الحب في حقول الآدميين.. وانثري أزاهير الوفاء المضمخة بالإصرار على كل معالمك الأثرية.. على الأبواب والأسوار.. على الحدائق والأسواق وعلى مراكزك الثقافية.. على مبانيك البهية وكل ملامحك الحضارية لنتعلم «أجمعين» معنى أن تكون دمشق مدينتنا وعاصمتنا فنحملها طواعية وحباً على أجنحة الايمان العميق.. وإيماننا بك يا دمشق يجب أن يكون ثرياً بالفعل لا الافتعال.. بالعطاءات الجادة لا بالتظاهرات الباهتة.. إيمان قوامه الجدية مع اجتهاد غير مجدول في بنود وأشعار.. إيمان مصداقيته تدفعنا الى العمل على حماية صباحك من التقوقع والانكماش.. من الانكسار جراء عبثية منبوذة تحاصر ساعاته الأولى بالتلوث... بالدخان.. بالغبار.. وبكل ماتنفثه وسائل المواصلات العديدة وورشات الصناعات الثقيلة من سموم في أجواء دمشق الحبيبة لتحيل لياليها «الشامية» التي كانت حلماً من الأحلام الى وحش من ظلام وقد اختفت النجوم والأقمار وراء ستائر رمادية ضبابية تطوي في ثناياها الكثيفة معالم هذه المدينة العريقة فلا نعرف معها مشرقاً «لها» من مغرب ولاجنوباً من شمال وما ذلك طبعاً إلا نتيجة حكايات غريبة مرعبة نزحت بنا بعيداً عن التحضر والوجدان وضاع منها العشق الحقيقي لشذا الياسمين والريحان ولكل ما تغنى به يوماً «أحمد شوقي» ورفده «نزار» بأبدع الأشعار... ‏

... وأقول هنا بتجرد واخلاص: وأي إساءة لك يا دمشق الفيحاء والأنوار من افتقار مطلوب لمضمون السلامة البيئية والجمالية والعمران.. من غياب حقيقي عن أدائية النظافة الفعلية التي لا تقتصر إساءاتها الشنيعة على أكوام القمامة الفظيعة والتي تنساح على حنايا هذه المدينة الوديعة وكأنما استباحتها منذ غابر الأزمان أو كأنما جبال القذارات استوطنت مرابعها فلاحيلة الى الخلاص منها والتحرر من مآسيها طالما أضحى الاهمال مفروضاً علينا.. مقيما في الحارات والدروب القريبة من المساكن البشرية.. ناثراً أوبئته على أرواحنا.. على أطفالنا. .على بهاء دمشقنا.. وأؤكد هنا على أن النظافة العامة تفرض على واحدنا الحس الوجداني الذي يحضنا على حجب مخلفاتنا عن وجه شوارعنا الحزينة كما ينص بالمقابل على أن مظهر المدينة الحضاري لا يتوقف عند حدود الاعتناء بأحياء قليلة بل يجب أن يمتد ليشمل كل مفاصلها العديدة. ‏

.. والنظافة لها امتدادات عريضة لا تقف عند بعض ماذكرت وما يفهمه الجميع من هذه المفردة الحضارية.. إنها تمتد وتستطيل حتى يتعاون الكبار مع الصغار كي يرفعوا عن أكتاف المدينة الجليلة كل «الهمجيات» العنيفة وحتى نستبدل أولاً البيوت الطينية المهشمة الضئيلة المتوزعة على جسد مدينة الفيحاء «كالدمامل» والسرطانات.. نستبدلها مجمعات وأبراجاً سكنية حديثة، لها حدائق ومرافق تؤكد أن دمشقنا ماضية الى الأمام وأنها قادرة على استيعاب الشباب العازمين على الزواج في بيوت نظيفة وهنية.. راقية وجديدة غير خطيرة ولا مريضة بوباء الحشرات والعفن الأخضر والجدران المتهدلة والنوافذ البائسة الحزينة.. وأعتقد أن هذا ليس مستحيلاً إذا ما رافقتم سطوري العطشة الى إنعاش دمشق النور وشاهدتم بأعينكم المحبة متفرقات سكنية ذات حكاية جريحة ومأساوية وهي متبعثرة كالهموم الأليمة ابتداءً من باب شرقي وصولاً الى الدويلعة والطبالة ولو أخذنا المسار الآخر الذي يبتعد قليلاً عن ساحة العباسيين لوجدنا المزيد من وثائق مرئية شاهدة على الاهمال الذي تتعرض إليه هذه المناطق المنسية من كل اللمسات الجمالية والاجتهادات العمرانية الفنية والتي تفتقد الى مقومات التنسيق والاهتمام ما يجعلها عبئاً على لوحة إلهية زنرها قاسيون بشموخ كبير وكحلها «ذات يوم» بردى بالماء النمير.. واحتضنها «وياحسرتاه» حزام أخضر بديع تعرض للاغتيال الشنيع.. فغرقت بعض أطراف دمشق في سطحية لا تنظيمية التهمت جنات من غوطتها وخلعت عن ملامحها كل قصة حضارية بديعة. ‏

.. وهنا أسأل ودمشق الأم على أبواب عام الثقافة العربية والتي لم تكن دمشق تاريخياً إلا مدرسة لها ومصنعة لمفرداتها الغنية التي تجلت في أوابد وآثار وأسواق شهيرة مع بيوت حالمة.. دافئة ورائعة.. أسأل والعشق داخلي لخلود مدينة المدائن وحاضرة العواصم ومنبر الإخاء العربي والمواقف المشرفة الأبية: أين الحلول العملية لإسعاف وانقاذ المدينة العريقة؟؟!! أين القرائن التي تؤكد السعي الدؤوب لغسل وجه دمشق من كل الانتهاكات التشويهية ومن كل استهلاك لمعالمها الجميلة والزاهية.. وأين وأين؟!! ‏

... لتبقى دمشق عنيدة في اصرار أصدقائها وعشاقها والمسؤولين عن بهائها على مواجهة كل التحديات.. وأرى أن تجديدها وخلق حالة ابداع سليمة من أجل تطويرها ودفعها إلى سويات المدن العالمية الحديثة هو من أكبر التحديات... ولا أدري.!!....
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
 

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ربيع الخير ربيعُ الخير قلبي بمولدكَ العظيمِ مُقطَّعُ يا ذا الحبيبِ ومِنْ مَديحِكَ أُمْنَعُ فاشْفَعْ لنا عندَ الم عبد القادر الأسود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 0 01-02-2015 03:37 PM
صباح الخير أيها الضمير تواقة للجنة القسم العام 4 01-25-2012 12:49 PM
صفر شهر الخير عبدالقادر حمود المناسبات الدينية واخبار العالم الاسلامي 2 01-08-2012 04:55 PM
يا مكة الخير عبدالقادر حمود الصوتيات والمرئيات 3 06-21-2009 05:33 PM
صباح الفل والياسمين يا حلب" نوح ركن بلاد الشام 2 04-17-2009 07:10 PM


الساعة الآن 07:35 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir