تشييع قتلى الاشتباكات بين «حزب الله» و «الأحباش»
الجيش اللبناني يُحذّر من إثارة الفتنة الطائفية

جودت صبرا

شيّع “حزب الله” و”جمعية المشاريع الخيرية الإسلامية – الأحباش” قتلاهم الذين سقطوا في مواجهات عسكرية عنيفة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، وشملت مناطق برج ابي حيدر والبسطة الفوقا والنويري ورأس النبع وصولاً إلى البربير في قلب العاصمة بيروت وتوقفت فجر أمس، فيما حذر الجيش اللبناني من مساع لإثارة مواجهات طائفية. ودعا الجيش اللبناني إلى عدم الانجرار وراء محاولات التحريض وإثارة الفتنة، مؤكداً أنه لن يتهاون مع كل من تسول له نفسه ترويع اللبنانيين وتهديد أمنهم.

وفي بيان صدر عن قيادته أمس تعليقاً على الاشتباكات بين “حزب الله” و”الأحباش” قال الجيش اللبناني:”مساء أمس (الأول) وعلى إثر خلاف فردي في محلة برج أبي حيدر حصل إشكال أمني استخدمت فيه الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وأسفر عن وقوع ثلاث ضحايا وعدد من الجرحى من سكان المحلة”. وأضاف أن قوة من الجيش “تدخلت على الفور لوقف العنف واستقدمت وحدات إضافية لضبط الوضع وأجريت الاتصالات اللازمة بالفرقاء المعنيين الذين أجمعوا على الطابع الفردي للإشكال وعلى ضرورة التحقيق في أسبابه”.

وأشار إلى أن “وحدات الجيش أعادت في ساعة متأخرة من (ليل أمس الأول)” الهدوء إلى المنطقة وأبقت على تمركزها فيها، فيما تولت الشرطة العسكرية التحقيق لجلاء الملابسات وملاحقة المتسببين والمشاركين في الحادث وتوقيفهم”. وتابع البيان “تدعو قيادة الجيش إلى عدم الانجرار وراء محاولات التحريض وإثارة الفتنة بين أبناء المجتمع الواحد والتحلي بالمسؤولية الوطنية والوقوف خلف القوى العسكرية في عملها للحفاظ على الأمن والاستقرار”.




وأوضح أن “قيادة الجيش انطلاقاً من إيمانها بحرص جميع القوى على الحفاظ على السلم الأهلي وعلى تفويت الفرصة على المخلين بالأمن والعابثين باستقرار السكان الآمنين تؤكد أنها لن تتهاون في ملاحقة المتورطين وردع كل من تسول له نفسه ترويع الأحياء السكنية والاعتداء على الناس وتهديد أمنهم واستقرارهم”.
ودان الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أمام زواره في مقره الصيفي في قصر بيت الدين بشدة الاشتباك المسلح، وشدد على التزام الجميع عدم الاحتكام إلى السلاح مهما كان السبب، ولفت إلى أن أمن المواطنين هو فوق كل اعتبار، داعياً الأجهزة والقوى الأمنية إلى توقيف مسببي الإشكال، محذراً من مغبة التوتير الأمني تحت أي ظرف أو حجة.

وتلقى الرئيس سليمان اتصالاً هاتفياً من أمير دولة قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي أطلع على الوضع الأمني في العاصمة بيروت، واضعاً كل إمكانات قطر بتصرف لبنان لمواجهة هذه الأزمة ووأدها في مهدها، خوفاً من امتداد لهيبها إلى مناطق لبنانية أخرى.

ومع التزام كل الأطراف قرار وقف إطلاق النار باشر النائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا التحقيقات في ملابسات الاشتباكات التي أسفرت عن ثلاثة قتلى وعدد من الجرحى، وقامت الأجهزة الأمنية بإشراف القاضي ميرزا منذ صباح أمس بعملية مسح للأضرار واستمعت إلى عدد من الشهود، فيما غابت كل المظاهر المسلحة ولم يبق في الشوارع وعلى المفترقات سوى وحدات الجيش التي عززت وجودها بعدد من الآليات وأقامت حواجز تفتيش مكثفة عن أسلحة أو مطلوبين.

ورغم أن “حزب الله” و”الأحباش” أكدا في بيان مشترك بعد اجتماع في مقر مخابرات الجيش أن الحادث فردي ولا خلفيات سياسية له، وأن التحقيقات مستمرة لاعتقال ومحاسبة المتسببين به، أعلن المسؤول الإعلامي في “الأحباش” الشيخ عبدالقادر فاكهاني في حديث تلفزيوني أمس أن “جمعية المشاريع” في حالة ذهول على أثر الاشتباكات التي وقعت في برج أبي حيدر وسقوط عدد من الضحايا، مشيراً إلى أن” الأمر بدأ بإشكال وحصل تلاسن أعقبه اعتداء على مركز جمعية “المشاريع” ونحن لا نقبل بهذا الأمر والاعتداء على جامع برج أبى حيدر لذلك دعينا إلى اجتماع لمتابعة ذيول ما حصل وما حصل أمر غريب وأكدنا إننا خط احمر واتفقنا أن يقوم الجيش بفتح تحقيق”.

ولفت إلى أنه “رغم هذا الجرح الأليم نريد أن نطوي الصفحة، مضيفا: “رفضنا الولوج في الفتنة ونحن موجودون في الشارع السني لحمايته ولأن هذا منهجنا نصر على واد الفتنة لانه هذا من مصلحة البلد”. وأضاف: “نريد بدل الدم ورود وأزهار توزع على الناس”.

وتوالت ردود الفعل المستنكرة للاشتباكات، حيث أبدى رئيس الحكومة الأسبق النائب الحالي نجيب ميقاتي، بعد جولة قام بها على مناطق بيروت التي شهدت اشتباكات، أسفه للاحداث التي وقعت واستنكاره للعودة مجددا الى لغة العنف التي نبذها اللبنانيون.

واعلن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ الدكتور محمد رشيد قباني رفض ظاهرة الشغب المسلح التي طالت الأحياء السكنية الآمنة في العاصمة بيروت داعيا إلى وضع حد لاستخدام السلاح.

ووسط دعوات متواترة اطلقها كل الاطراف للتهدئة وتفويت الفرصة على أعداء الوطن، اعتبر عضو تكتل “التغيير والاصلاح” النائب فريد الخازن أن الحادث فردي وعرضي يمكن ان يحصل في اي منطقة من لبنان.

واشار عضو “كتلة المستقبل” النائب أحمد فتفت، إلى أن أحداث برج أبي حيدر أثبتت أن هناك في شوارع بيروت مجموعات غير منضبطة، لافتاً إلى ان سلاح “الأحباش” معروف مصدره، وهو موجود لأنه داعم للمقاومة، مؤكداً أن السلاح الموجود في بيروت هو سلاح ميلشيات لأنه غير رسمي وغير منضبط. وأكد أن المطلوب هو سحب السلاح من بيروت ومن كل المناطق، وإذا كان السلاح لمحاربة اسرائيل فلا يجب ان يتوجه إلى الداخل.