الشآم تبُكي ولاتبكي يالئام



كلما سمعت أو ذكرت اسم الشآم تنتابني مجموعة أحاسيس تعصف بكياني بل بكل خلايا جسدي .. أحاسيس متداخلة .. عزة . كرامة . إباء . شموخ . يغلفها حب وشوق عشق وهيام ، كلما أمسكت القلم لأكتب فيك تتكسر الحروف وتتساقط

الكلمات أمام عظمتك . نعم ياشام منذ أن ولد التاريخ سجل ميلاده في سفرك العظيم فالقاصي والداني يشهد أنك أقدم عاصمة في التاريخ لذلك اسألوا التاريخ عنها واسألوها عن التاريخ . إذا كنتم تحسنون قراءته .‏

سلوا قاسيون عن الانبياء والرسالات ... سترون في كل حبة تراب منه ألف جبل لا تهزه الريح ولكل شريف أبي مهد مريح .‏

سلوا الغوطة وبردى . عن البطولة والإباء والكرم والعطاء .‏

سلوا الجامع الاموي عن الحضارة التي أضاءت أرجاء الدنيا .‏

سلوا السيدة زينب عن الشموخ والتحدي الذي يلون الشام إلى يوم الدين .‏

سلوا صلاح الدين لماذا أقام في الشام .‏

سلوا يوسف العظمة وكل الشهداء كيف زينوا الشام بشقائق النعمان .‏

سلوا الشام بحاراتها وحواريها بأبوابها وروابيها كيف كانت وتبكي من يريد أن يسرق ضحكة أطفالها وعبق أزهارها ومنعة أسوارها .‏

سلوا سيدنا بلال الذي أول من أسمع الدنيا .. الله أكبر . لماذا يرتاح في الشام وله فيها منزل ومقام . أليس ليعانق صدى صوته المنطلق من رحم الشام عنان السماء كل يوم بنداء الشرفاء .. الله أكبر . الله أكبر . الله أكبر . على كل من طغى وتجبر . إذا أحسنتم قراءة الاجداد . سلوا الشآم عن الاحفاد . عن الأسود الذين حموا العرين والحدود . وخلدوا اسمهم في سفر الخلود .‏

سلوا حافظها الخالد وبشارها الصامد . كيف صانوا مواقفها وكرامتها .‏

أنا سأسألكم هل تخلت أو تراجعت عن نصرة قضايا العرب والمسلمين بل كل المستضعفين . وأهمها قضية فلسطين ؟ التي أنهكت حتى السنين .‏

نعم رأيناها تبكي لكن على تشتت العرب وعدم تضامنهم . نعم بكت على الحيف والضيم الذي حاق بأشقائها ، وقدمت الغالي والنفيس حتى أعادت لبنان إلى أمتها وموقعها رغم ارتهان الكثير من سماسرتها الجدد الذين يتاجرون بالماء والأرض والدماء لمن ؟ صدقوني لمن يدفع أكثر حتى وإن كان من الأعداء !!‏

تعلموا من الشام التي لم تنحني لأعتى العواصف والمؤامرات . صمدت أمام فرعون هذا الزمان ، وأسقطت مشروعه البائس معه . رغم خصومات ذوي القربى التي أدمت قلب الشآم وقلب السيدة زينب حفيدة رسول الرحمة للناس أجمعين . على شهداء جيرانها الابرياء الذين غدر بهم حقد الجبناء ، فتعانقت دماؤهم مسلمين ومسيحيين في وحدة وطنية جامعة . نحن نعلم أن لكل موقف ثمن ، ونحن راضون كل الرضا ومستعدون لدفعه أضعافاً مضاعفة . طالما أنه ثمن للكرامة ومرضاة الله لمسناه نصراً على إسرائيل ومن يدعمها مرتين وعلى أيدي المقاومين الشجعان في لبنان وهاهو سيد النصر والمقاومة يعلنها صريحة للتاريخ مرتين عندما أهدى النصر الأول للقائد الخالد حافظ الأسد . وأهدى نصر تموز لأمل الامة السيد الرئيس بشار الأسد .‏

أخيراً نقول للدنيا بأسرها حراب الشام ستخترق صدور أعدائها والحاقدين والاقزام ووردها وياسمينها لكل صديق ومحب للسلام .‏

من حق طفلنا أن يسأل لماذا بحقدهم يستهدفوه ، هم يدركون أن سيدهم بوش وأزلامه يخافونه . وعلى دم ملايين الأطفال يصادقونه ؟ بدل أن يحاسبوه بالله عليكم كم تألمتم عندما رأيتموهم بالسيف العربي الذي باعوه .. يراقصونه .‏

أكرم نيوف‏