أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة           

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 06-07-2009
  #1
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي سياسة النبي الخارجية

سياسة النبي الخارجية


أ.د. قصي الحسين





عندما فتح العرب العراق، كان يسكنه بعض القبائل العربية من ربيعة ومضر، وبعض الفرس والنصارى، ولما فتحت فارس، كان فيها عدا سكانها من الفرس، يهود وروم من الذين أسروا في الحروب الفارسية والرومانية، أو من الذين جرى نقلهم من بلادهم إلى فارس.



أما سوريا فقد تداولت عليها قبل الفتح الإسلامي أمم مختلفة، من فينيقيين، وأموريين، وكنعانيين، ومصريين من عهد الغزو الفرعوني، ويونان وروم وعرب من الغساسنة، ثم أصبحت سوريا قبل الفتح الإسلامي إقليماً رومانياً تأثر بالثقافة الرومانية البيزنطية، وغلبت على أبنائه الديانة المسيحية، كما ورث في الوقت نفسه كثيراً من عادات الأمم السالفة وحضارتها وتقاليدها.



وكان يسكن هذه البلاد عند الفتح، السوريون أهل البلاد، والأرمن واليهود، وبعض الروم، وبعض القبائل العربية، كغسان، ولخم وجذام وكلب، وقضاعة وطائفة من تغلب، وكانوا في القسم الجنوبي من سوريا أكثر منهم في القسم الشمالي بحكم الجوار لبلادهم، وكانوا يتكلمون لغة هي مزيج من الآرامية والعربية، وكانوا يعدون أنفسهم سوريين لا تربطهم بعرب الحجاز إلا العلاقات التجارية، وقد أيدوا الرومان ضد العرب عند الفتح بعض التأييد.



وأما مصر الوارثة لحضارة قدماء المصريين واليونان والرومان، والتي فيها الإسكندرية مركز المذاهب الفلسفية والطوائف الدينية، وملتقى الآراء الشرقية والغربية، فقد كان يسكنها المصريون ومزيج من أمم أخرى كاليهود والرومان، ولما فتحت إفريقيا كان يسكنها البربر والرومان، فكان من أثر كل هذه الفتوح العربية أن اتصلت كل هذه الأمم المختلفة الأغراض والمشارب والمذاهب واللغات، والأديان والتقاليد بعضها ببعض.



ومنذ ابتداء الدعوة الإسلامية، كانت تظهر مبادرات النبي صلى الله عليه وسلم في سياسته الخارجية مع قريش، ومع غيرها من الأمم المجاورة وأول ما نراه من تدبير رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلاقاته الدولية، هذه العلاقات التي كان يحاول توثيقها مع قريش، لأن قريشاً بعد هجرته إلى المدينة أصبحت خارجة عن تأثيره، بعيدة عن سياسته، وأصبحت في الواقع أمة خارجية يصح أن يجري معها في علاقاته على النحو الذي يجري فيه مع كسرى فارس أو قيصر الروم أو غيرهما من الملوك والأمراء، كما وقع فعلاً في المراسلات الدبلوماسية التي أرسلها إليهم يدعوهم إلى الإسلام والإيمان بالله لا إله إلا هو.



عهد الحديبية



وفي عهد الحديبية تجلى تدبير محمد صلى الله عليه وسلم تجاه خصومه وأتباعه في الاعتماد على السلم والعهد، فقد بدأ بالدعوة إلى الحج ولم يقصره في تلك السنة على المسلمين المصدقين لرسالته، بل شمل به كل من أراد الحج من أبناء القبائل العربية التي تشارك المسلمين في تعظيم البيت والسعي إليه، فجعل له وللعرب أجمعين قضية واحدة في وجه قريش، وفصل بذلك بين دعواها ودعوى القبائل العربية الأخرى، ثم أفسد على قريش ما تعمدته من إثارة نخوة العرب وتوجيهها إلى مناوأة الرسالة الإسلامية.



ثم أفسد على قريش من جهة أخرى ما تعمدته من إغضاب العرب على الإسلام بما ادعت من قطعه للأرزاق، وتهديده للأسواق، التي يعمرها الحجاج ويستفيد منها الغادون إلى مكة والرائحون منها، حيث أخذ النبي صلى الله عليه وسلم معه المسلمين إلى مكة كما لم يمانع أن يصاحبه غير المسلمين قصاد البيت الحرام، فإذا حال بينهم حائل وبين ما يقصدون إليه فالإثم إثم قريش وحدها فهي التي تمنع الناس من الوصول إلى الكعبة ومكة، وبهذه الخطة لم يفصل بين العرب وقريش فحسب، بل فصل بين قريش ومن معها من الأحابيش من أنصارها، وجعل الزعماء وذوي الرأي يختلفون فيما بينهم حول ما يجب أن يفعلوه وقل من أتباعه من أدرك قصده ومرماه.



ولما اتفق المسلمون وقريش على التعاهد والتهادن كانت سياسة النبي صلى الله عليه وسلم في قبول الشروط التي طلبتها قريش غاية في الحكمة والقدرة الدبلوماسية، فحين طلبوا منه أن يحذف كلمة “رسول الله” من الاتفاق فعل، لأن غايته كانت السلم لا الحرب، وغرضه كان أبعد مدى من بقاء لقبه أو حذفه.



وكان في المعاهدة أن من أتى محمداً من قريش بغير إذن وليه رده عليها ومن جاء قريشاً من رجال محمد صلى الله عليه وسلم لم ترده عليه، وأنه من أحب من العرب محالفة محمد صلى الله عليه وسلم فلا جناح عليه ومن أحب محالفة قريش فلا جناح عليه، وأن يرجع النبي وأصحابه عن مكة عامهم هذا على أن يعودوا إليها في العام الذي يليه، ويقيموا بها ثلاثة أيام ومعهم من السلاح السيوف في قربها، ولا سلاح غيرها.



عبقرية سياسية



وما انقضت فترة وجيزة حتى علمت قريش أنها هي الخاسرة بذلك العهد الذي حسبته غنماً لها وخذلاناً لمحمد صلوات الله عليه، فإن المسلمين الذين نفروا من قريش ولم يقبلهم النبي في حوزته رعاية لعهده، خرجوا إلى طريق القوافل وأغاروا على تجارة قريش، فما استطاع المشركون أن يشكوهم إلى النبي لأنهم خارجون من ولايته بحكم الهدنة، وما استطاعوا أن يحجزوهم في مكة كما أرادوا يوم أملوا شروطهم في عهد الحديبية.



وعندئذ جهر بمحالفة النبي صلى الله عليه وسلم من لم يكن يجهر بولائه، واستراح النبي من قريش ففرغ ليهود خيبر وللممالك الأجنبية يرسل الرسل إلى عظمائها بالدعوة إلى دينه، وفتح الأبواب لمن يفدون إليه واطمأن إلى سنة هادئة يرتب فيها شؤونه وينظم أموره وسياسته.



وهكذا تجلت عبقرية محمد صلى الله عليه وسلم في سياسة الأمور كما تجلت في قيادة الجيوش، ونال بالسياسة والمهادنة ورحابة الصدر فوق ما كان يناله بالحرب والقتال
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 06-16-2009
  #2
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي رد: سياسة النبي الخارجية

اللهمَّ صلِّ وسلّم وبارك وتفضّل وتكرّم على خيرة خلقك سيّدنا ومولانا محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عمو يا عمو صلِ على النبي عبدالقادر حمود ملتقى الأعضاء 5 07-17-2013 05:59 AM
سيدنا عثمان - دفع الأخطار الخارجية براً وبحراً عبدالقادر حمود ركن التاريخ 0 09-02-2011 10:21 AM
التهاب الأذن الخارجية نوح القسم العام 1 06-02-2009 07:34 PM
سياسة الإقصاء عبدالقادر حمود مقالات مختارة 2 04-18-2009 09:20 PM
يا أل بيت النبي الحسين الانشاد والشعر الاسلامي 3 08-18-2008 03:38 PM


الساعة الآن 02:33 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir