أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله           
العودة   منتديات البوحسن > الشريعة الغراء > المواضيع الاسلامية

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 08-26-2009
  #1
أبوانس
مشرف القسم الادبي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 549
معدل تقييم المستوى: 16
أبوانس is on a distinguished road
افتراضي سلسلة للتعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم

الحمد لله حمدا يوافي نعمه ويكافئ مزيده
اللهم صل على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى اله وصحبه وسلم

وبعد :
ان معرفة حقوق نبينا محمد صلى الله عيه وسلم واجب على كل مسلم معرفتها .
وقد قال أساتذتنا الأفاضل في الكلية ان من لم يعرف حقوق نبيه صلى الله عليه وسلم ليس بطالب علم
وكانوا دائما يلوموننا على تقصيرنا في معرفة حقوق نبينا وشفيعنا وحبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم لذلك كان لابد من التعريف بقدره الجسيم وخُلُقه العظيم وبيان خصائصه التي لم تجتمع لمخلوق


لذا عمدت لهذه السلسلة الشاملة للتعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم وستكون بإذن الله مشتملة على قسمين :
القسم الأول : فيما يجب على الانام من حقوقه صلى الله عليه وسلم

القسم الثاني : فيما يستحيل في حقه صلى الله عليه وسلم ومايجوز عليه ومايمتنع ومايصح من الأمور البشرية أن يضاف اليه

وهذه السلسة مقتبسة من كتاب الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم للامام المحقق القاضي عياض بن موسى اليحصبي رحمه الله ورضي عنه

القسم الاول : فيما يجب على الانام من حقوقه صلى الله عليه وسلم


الباب الاول : في فرض الايمان به ووجوب طاعته واتباع سنته

قال تعالي ( فآمنوا بالله ورسوله والنور الذي أنزلنا ) التغابن /8
وقال ( إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا , لتؤمنوا بالله ورسوله ) الفتح /8/9
وقال ( فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي ) الاعراف /158

فلايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم واجب متعين لايتم أيمان الا به , ولا يصح إسلام الا معه قال تعالى ( ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا ) الفتح /13

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به , فاذا فعلو ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله ) أخرجه البخاري ومسلم

قال القاضي أبو الفضل : والإيمان به صلى الله عليه وسلم هو تصديق نبوته , ورسالة الله له , وتصديقه في جميع ماجاء به وماقاله , ومطابقة تصديق القلب بذلك شهادة اللسان بأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا اجتمع التصديق به بالقلب والنطق بالشهادة بذلك السان تمّ الايمان به والتصديق له كما ورد في هذا الحديث نفسه من رواية عبد الله بن عمر رضي الله عنهما ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله وأن محمد أ رسول الله ) أخرجه البخاري ومسلم

وقد زاد وضوحا في حديث جبريل اذ قال : أخبرني عن الاسلام , فقال النبي صلى الله عليه وسلم ( أن تشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله .. ) وذكر أركان الاسلام . ثم سأله عن الايمان فقال ( أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله .
فقد قرر أن الايمان به محتاج الى العقد بالجنان والاسلام به مضطر الى النطق باللسان وهذه الحالة المحمودة التامة , وأما الحال المذمومة فالشهادة باللسان دون تصديق القلب وهذا هو النفاق . قال تعالى ( إذا جاءك المنافقون قالوا نشهد إنك لرسول الله والله يعلم إنك لرسوله والله يشهد إن المنافقين لكاذبون ) المنافقون /1
أي كاذبون في قولهم ذلك عن اعتقادهم وتصديقهم وهم لا يعتقدونه فلَما لم تصدق ذلك ضمائرهم لم ينفعهم أن يقولو ا بألسنتهم ماليس في قلوبهم فخرجوا عن اسم الايمان ولم يكن لهم في الأخرة حكمه اذا لم يكن معهم ايمان ولحقوا بالكافرين في الدرك الأسفل من النار وبقى عليهم حكم الاسلام بإظهار شهادة اللسان في أحكام الدنيا المتعلقة بالأئمة وحكام المسلمين الذين أحكامهم على الظواهر بما أظهروه من علامة الاسلام اذا لم يجعل للبشر سبيل الى السرائر ولا أمروا باليحث عنها بل نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التحكم عليها وذمّ ذلك وقال ( هلأّ شققت على قلبه ) أخرجه مسلم والبيهقي

والفرق بين القول والعقد ماجُعل في حديث جبريل : الشهادة من الاسلام , والتصديق من الايمان
وبقيت حالتان أخريان بين هذين :

أحداهما : أن يصدق بقلبه ثم يُخترم قبل اتساع وقت للشهادة بلسانه , فاختلف فيه .
فشرط بعضهم من تمام الايمان القول والشهادة به . ورآه بعضهم مؤمنا مستوجبا للجنة لقوله صلى الله عليه وسلم ( يُخرج من النار من كان في قلبه مثقال ذرة من ايمان ) أخرجه مسلم
فلم يذكر سوى مافي القلب , وهذا مؤمن بقلبه غير عاص ولا مفرط بترك غيره , وهذا هو الصيح في هذا الوجه

الثانية : أن يصدق بقلبه ويُطوّل مَهلَه ( التؤدة ) وعلم ما يلزمه من الشهادة فلم ينطق بها جملة , ولا استشهد في عمره ولا مرة , فهذا اختلف فيه ايضا , فقيل : هو مؤمن لأنه مصدق , والشهادة من جملة الأعمال فهو عاص بتركها بتركها غير مخلّد .
وقيل ليس بؤمن حتى يقارن عقده شهادة اللسان , اذا الشهادة إنشاء عقد والتزام إيمان وهي مرتبطة مع العقد , ولا يتم التصديق مع المُهلة الا بها , وهذا هو الصحيح .
أبوانس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 08-28-2009
  #2
أبوانس
مشرف القسم الادبي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 549
معدل تقييم المستوى: 16
أبوانس is on a distinguished road
افتراضي سلسلة للتعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم

وجوب طاعته صلى الله عليه وسلم

واما وجوب طاعته : فإذا وجب الايمان به وتصديقه فيما جاء به وجبت طاعته . لأن ذلك مما أتى به , قال تعالى ( يأيّها الذين آمنوا أطيعوا الله ورسوله ) الانفال/2
وقال ( قل أطيعوا الله وأطيعو الرسول ) النور /54
وقال ( وأطيعوا الله والرسول لعلكم ترحمون ) أل عمران /132
وقال ( وإن تطيعوه تهتدوا ) النور /54
وقال ( ومن يطع الرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم ) النساء /69
وقال ( وما أرسلنا من رسول إلاّ ليطاع بإذن الله ) النساء /64

فجعل تعالى طاعة رسوله طاعته وقرن طاعته بطاعته ووعد على ذلك بجزيل الثواب وأوعد على مخالفته بسوء العقاب وأوجب امتثال أمره واجتناب نهيه .

قال المفسرون والأئمة : طاعة الرسول في التزام سنته , والتسليم لما جاء به
وقالوا : ما أرسل الله من رسول الاّ فرض طاعته على من أرسله إليه
وقالوا : من يطع الرسول في سنته يطع الله في فرائضه , وسُئل سهل بن عبد الله عن شرائع الإسلام فقال : ( وما آتاكم الرسول فخذوه ) الحشر /7

وقال السمرقندي : يقال : أطيعوا الله في فرائضه والرسول في سنته ,
وقيل : أطيعوا الله فيما حرّم عليكم والرسول فيما بلّغكم , ويقال : أطيعوا الله بالشهادة له بالربوبية والنبي بالشهادة له بالنبوة .
وعن أ[ي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله , ومن أطاع أميري فقد أطاعني ومن عصى أميري فقد عصاني ) أخرجه البخاري ومسلم
فطاعة الرسول من طاعة الله إذ الله أمر بطاعته , فطاعته امتثال لما أمر الله به وطاعة له .

وقد حكى الله عن الكفار في دركات جهنم ( يوم تقلّب وحوههم في النّار يقولون ياليتنا أطعنا الله وأطعنا الرسولا ) الاحزاب /66
فتمنوا طاعته حيث لا ينفعهم التمني .

وقال صلى الله عليه وسلم ( إذا نهيتكم عن شيء فاجتنبوه , واذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم ) أخرجه البخاري ومسلم

وفي حديث أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم ( كل أمتي يدخلون الجنّة الاّ من أبى , قالوا : ومن يأبى ؟ قال : من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى ) أخرجه البخاري والحاكم

وفي حديث آخر عن النبي صلى الله عليه وسلم ( مثلي ومثل مابعثني الله به كمثل رجل أتى قوماً فقال: ياقوم إني رأيت الجيش بعينيَّ , وإني أنا النذير العريان , فالنجاء , فأطاعه طائفة من قومه فأدلجوا فانطلقوا على مهلهم فنجوا , وكذّبت طائفة منهم فأصبحوا مكانهم فصبّحهم الجيش فأهلكهم واجتاحهم , فذلك مثل من أطاعني واتبع ماجئت به , ومن عصاني وكذّب ماجئت به من الحق ) أخرجه البخاري ومسلم والبيهقي

وفي حديث آخر ( مثله كمثل من بنى داراً وجعل فيهال مأدبة , وبعث داعياً , فمن أجاب الداعي دخل الدار وأكل من المأدبة , ومن لم يجب الداعي لم يدخل الدار ولم يأكل من المأدبة , فالدار الجنة , والداعي محمد صلى الله عليه وسلم , فمن أطاع محمداً فقد أطاع الله , ومن عصى محمداً فقد عصى الله , ومحمد فرْق بين الناس ) أخرجه البخاري والبيهقي

معنى فرق بين الناس:يفرق بين المؤمنين والكافرين بالإيمان من المؤمنين وعدمه من الكافرين .


وجوب اتباعه وامتثال سنته والاقتداء بهديه

وأما وجوب اتباعه صلى الله عليه وسلم وامتثال سنته والاقتداء بهديه فقد قال تعالى ( قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) أل عمران /3
وقال ( فآمنوا بالله ورسوله النبيّ الأميّ الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون) الاعراف /158
وقال ( فلا وريك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) الى قوله ( تسليماً) النساء/65
أي ينقادوا لحكمك يقال : "سلّم " و"استسلم" و"أسلم" إذا انقاد .
وقال تعالى ( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر ) الاحزاب/21

قال محمد بن علي الترمذي : الأسوة في الرسول الاقتداء به والاتباع لسنته وترك مخالفته في قول أو فعل .
وقيل : هو عتاب للمتخلفين عنه .
وقال سهل في قوله تعالى ( صراط الذين أنعمت عليهم ) بمتابعة السنة .
فأمرهم الله بذلك ووعدهم الاهتداء باتباعه لأن الله تعالى أرسله بالهدى ودين الحق ليزكيهم , ويعلمهم الكتاب والحكمة ويهديهم الى صراط مستقيم , ووعدهم محبته تعالى الأخرى ومغفرته اذا اتبعوه وآثروه على أهوائهم وما تجنح اليه نفوسهم , وأن صحة ايمانهم بانقيادهم له , ورضاهم بحكمه وترك الاعتراض عليه .

وروي عن الحسن : " أن أقواما قالو ا : يارسول الله إنا نحب الله , فأنزل الله تعالى : ( قل إن كنتم تحبون الله ...)
وروي أن الأية نزلت في كعب بن الأشرف وغيره , وأنهم قالوا: نحن أبناء الله وأحباؤه , ونحن أشد حباً لله فأنزل الله الأية .
وقال الزجاج معناه : ان كنتم تحبون الله – أن تقصدوا طاعته – فافعلوا ماأمركم به , إذ محبة العبد لله والرسول طاعته لهما ورضاه بما أمر ومحبة الله لهم عفوه عنهم وإنعامه عليهم برحمته .
ويقال : الحب من الله عصمة وتوفيق , ومن العباد طاعة , كما قال القائل :
تعصي الإله وأنت تُظهر حبه هذا لعمري في القياس بديع
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المحب لمن يحب مطيع

ويقال : محبة العبد لله تعظيمه له وهيبته منه , ومحبة الله له رحمته له وإرادته الجميل له , ويكون بمعنى مدحه وثنائه عليه .

قال القشيري : فإذا كان بمعنى الرحمة والإرادة والمدح كان من صفات الذات .

عن العرباض بن سارية عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراين المهديين عضُوا عليها بالنواجذ , وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة ) أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم

وفي حديث أبي رافع عنه صلى الله عليه وسلم : ( لا أُ لفيَنّ أحدكم متّكئا على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول : لا أدري , ماوجدنا في كتاب الله اتبعناه ) أخرجه أبو داود والترمذي والحاكم وابن ماجه

وفي حديث عائشة رضي الله عنها : صنع رسول الله صلى الله عليه وسلم شيئاً ترخَّص فيه فتنزه عنه قوم , فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فحمد الله ثم قال : ( مابال قوم يتنزهون عن الشيء أصنعه ؟! فوالله إني لأعلمهم بالله وأشدهم له خشية ) أخرجه مسلم
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن أحسن الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد وشرِّ الأمور محدثاتها ) أخرجه مسلم وابن ماجه والدارمي
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( العلم ثلاثة فما سوى ذلك فهو فضل قائم : آية محكمة , أو سنة قائمة , أو فريضة عادلة ) أخرجه ابن ماجه وابو داود

وعن الحسن بن أبي الحسن رحمهما الله تعالى عن النبي صلى الله عليه وسلم ( عمل قليل خير من عمل كثير في بدعة ) أخرجه عبد الرزاق في مصنفه

وقال صلى الله عليه وسلم ( المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر مائة شهيد ) أخرجه الطبراني

وعن عمرو بن عوف المزني أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لبلال بن الحارث : ( من أحيا سنّةً من سنتي قد أُميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص ذلك من أجورهم شيئا , ومن ابتدع بدعةً ضلالةً لاترضي الله ورسوله كان عليه مثل آثام من عمل بها لا يُنقص ذلك من أوزار الناس شيئا ) أخرجه الترمذي وابن ماجه
أبوانس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-03-2009
  #3
ابن النهرين
محب متألق
 
تاريخ التسجيل: Apr 2009
المشاركات: 142
معدل تقييم المستوى: 16
ابن النهرين is on a distinguished road
افتراضي رد: سلسلة للتعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم

:extra73:مشكو ابو انس على النص:extra150:بوركت الايادي
__________________
:extra141:
ابن النهرين غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-05-2009
  #4
أبوانس
مشرف القسم الادبي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 549
معدل تقييم المستوى: 16
أبوانس is on a distinguished road
افتراضي رد: سلسلة للتعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم

مشكور على مرورك الكريم
أبوانس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-11-2009
  #5
أبوانس
مشرف القسم الادبي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 549
معدل تقييم المستوى: 16
أبوانس is on a distinguished road
افتراضي سلسلة للتعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم

ماورد عن السلف والأئمة من اتباع سنته والاقتداء بهديه وسيرته

أما ما ورد عن السلف والأئمة من اتباع سنته والاقتداء بهديه : أن رجلا سأل عبد الله بن عمر فقال : يا أبا عبد الرحمن : إنا نجد صلاة الخوف وصلاة الحضر في القرآن ولا نجد صلاة السفر ؟! فقال ابن عمر رضي الله عنهما : يا ابن أخي , إن الله بعث إلينا محمداً صلى الله عليه وسلم ولا نعلم شيئاً وإنما نفعل كما رأيناه يفعل . أخرجه مالك وابن ماجه والنسائي

وقال عمر بن عبد العزيز : سنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وولا’ الأمر بعده سنناً الأخذ بها تصديق بكتاب الله واستعمال لطاعة الله وقوة على دين الله , ليس لأحد تغييرها ولا تبديلها ولا النظر في رأي من خالفها , من اقتدى بها فهو مهتد , ومن انتصر بها فهو منصور , ومن خالفها واتبع غير سبيل المؤمنين ولأّه الله ماتولى وأصلاه جهنم وساءت مصيرا .

وقال ابن شهاب : بلغنا عن رجال من أهل العلم قالوا : الاعتصام بالسنة نجاة .

وكتب عمر بن الخطاب رضي الله عنه الى عماله بتعلُّم السنّة والفرائض واللّحن _أي اللغة_ وقال : إن ناسا يجادلوكم _ يعني بالقرآن _ فخذوهم بالسنن فإن أصحاي السنن أعلم بكتاب الله . أخرجه الدارمي
وفي خبره حين صلى بذي الحليفة ركعتين فقال : أصنع كما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع .
وعن علي حين قََرن فقال له عثمان : مرى أني أنهى الناس عنه وتفعله ؟ قال : لم أكن أدع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم لقول أحد من الناس . أخرجه البخاري والنسائي
وعنه : ألآ إني لست بنبي ولا يوحى إليّ ولكني لأعمل بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وسلم مااستطعت .
وكان ابن مسعود يقول : القصد في السنة خير من الاجتهاد في البدعة . أخرجه الدارمي
وقال عمر : صلاة السفر ركعتان من خالف السنة كفر .

وقال أبيّ بن كعب : عليكم بالسبيل والسنة , فإنه ما على الأرض من عبد على السبيل والسنة ذكر الله في نفسه ففاضت عيناه من خشية ربه فيعذبه الله أبدا , وما على الأرض من عبد على السبيل والسنة ذكر الله في نفسه فاقشعر جلده من خشية الله إلا كان كمثل شجرة قد يبس ورقها فهي كذلك إذا أصابتها ريح شديدة فتحاتَّ عنها ورقها إلا حُطّ عنه خطاياه كما تحاتُّ عن الشجرة ورقها فإن اقتصاداً في سبيل وسنة خير من اجتهاد في خلاف سبيل الله وسنة نبيه وموافقة بدعة , وانظروا أن يكون عملكم _ إن كان احتهادا أو اقتصادا _ أن يكون على منهاج الأنبياء وسنتهم .

وكتب بعض عمال عمر بن عبد العزيز الى عمر بحال بلده وكثرة لصوصه , هل يأخذهم بالظنّة أو يحملهم على البينة وماجرت عليه السنّة ؟ فكتب اليه عمر : خذهم بالبينة وماجريت عليه السنة فإن لم يصلحهم الحق فلا أصلحهم الله .

وعن عطاء في قوله تعالى ( فإن تنازعتم في شيء فردوه الى الله والرسول ) النساء/59
أي الى كتاب الله وسنة رسول الله

وقال الشافعي : ليس في سنة رسول الله إلاّ اتباعها .

وقال عمر ونظر الى الحجر الأسود : إنك حجر لا تنفع ولا تضر , ولولا أني رأيت رسول الله يقبّلك ماقبلتك ثم قبّله .

ورؤي عبد الله بن عمر يدير ناقته فسئل عنه فقال : لا أدري الا أني رأيت رسول الله فعله ففعلته .

قال أبو عثمان الحيريّ : من أمّر السنة على نفسه قولا وفعلا نطق بالحكمة , ومن أمّر الهوى على نفسه نطق بالبدعة .
وقال سهل التستري : أصول مذهبا ثلاثة : الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الأخلاق والأفعال والأكل من الحلال وإخلاص النية في جميع الأعمال .

وجاء في تفسير قوله تعالى ( والعمل الصالح يرفعه ) أنه الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم .

وحكي عن أحمد بن حنبل قال : كنت يوما مع جماعة تجردوا ودخلوا الماء فاستعملت الحديث ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدخل الحمّام إلا بمئزر ) ولم أتجرد , فرأيت تلك الليلة قائلا لي : يا أحمد أبشر فإن الله قد غفر لك باستعمالك السنة , وجعلك إماما يقتدى بك , قلت : من أنت ؟ قال : جبريل .

خطر مخالفة أمره
مخالفته أمره وتبديل سنته ضلال وبدعة متَوعّد من الله عليه بالخذلان والعذاب .
قال تعالى ( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم ) النور/63
وقال :( ومن يشاقق الرسول من بعد ماتبين له الهدى ويتبع غير سيبل المؤمنين نوله ماتولى ) النساء/115

وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج الى المقبرة وذكر الحديث في صفة أمته وفيه : ( فليذادنّ رجال عن حوضي كما يذاد البعير الضالّ , فأناديهم : ألا هلمّ , ألا هلمّ , فيقال : إ،هم قد بدلوا بعدك , فأقول : فسحقا فسحقا فسحقا ) أخرجه مسلم
وروى أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( فمن رغب عن سنتي فليس مني ) أخرجه البخاري ومسلم
وقال ( من أدخل في أمرنا ماليس منه فهو ردّ ) أخرجه البخاري ومسلم

وروى ابن أبي نافع عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا أُلفينّ أحدكم متكئاً على أريكته يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه فيقول : لا أدري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه )
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :_ وجيء بكتاب في كتف _( كفى بقوم حمقاً _ أو قال ضلالا_ أن يرغبوا عما جاء به نبيهم الى غير نبيهم أو كتاب غير كتابهم , فنزلت ( أولم يكفهم أنّا أنزلنا عليك الكتاب يتلى عليهم ) العنكبوت/51

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( هلك المتنطعون ) أخرجه مسلم
والمتنطعون : المتعمقون المبالغون في الأمور

وقال أبو بكر الصديق رضي الله عنه : " لست تاركا شيئا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعمل به إلاّ عملت به , إني أخشى إن تركت شيئاً من أمره أن أزيغ "
اخرجه البخاري


الباب الثاني : في لزوم محبته ومناصحته
قال الله تعالى ( قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها ) التوبة /24
فكفى بها حضّا وتنبيها ودلالة وحجة على إلزام محبته , ووجوب فرضها وعظم خطرها واستحقاقه لها صلى الله عليه وسلم
إذ قرّع الله تعالى من كان ماله وأهله وولده أحب اليه من الله ورسوله وأوعدهم بقوله تعالى ( فتربصوا حتى يأتي الله بأمره ) ثم فسّقهم بتمام الأية وأعلمهم أنهم ضل ولم يهده الله .

عن أنس رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب ّ اليه من ولده ووالده والناس أجمعين ) أخرجه البخاري ومسلم

وعن أنس عنه صلى الله عليه وسلم قال : ( ثلاث من كن ّ فيه وجد حلاوة الإيمان : أن يكون الله ورسوله أحبّ إليه مما سواهما , وأن يحبّ المرءَ لايحبه إلا لله , وأن يكره أ، يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار ) أخرجه البخاري

وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم : لأنت أحبُّ إليّ من كل شيء إلا نفسي التي بين جنبي ّ , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( لن يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من نفسه ) فقال عمر : والذي أنزل عليك الكتاب لأنت أحبُّ إليّ من نفسي التي بين جنبي , فقال له النبي صلى الله عليه وسلم ( الآن ياعمر ) أخرجه البخاري

قال سهل : من لم ولاية الرسول عليه في جميع الأحوال ويرى نفسه في مِلكه صلى الله عليه وسلم لا يذوق حلاوة سنته , لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من نفسه )

ثواب محبته صلى الله عليه وسلم

عن أنس رضي الله عنه أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : متى الساعة يا رسول الله ؟ قال : ( ما أعددتَ لها ؟ ) قال : ما أعددتُ لها من كثير صلاة ولا صوم ولا صدقة ولكني أحب الله ورسوله . قال : ( أنت مع من أحببت ) أخرجه البخاري

وعن صفوان بن قدامة : هاجرت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأتيته , فقلت : يا رسول الله , ناولني يدك أبايعك , فناولني يده فقلت : يا رسول الله إني أحبك , قال : ( المرء مع من أحب )

عن علي رضي الله عنه : أن النبي صلى الله عليه وسلم أخذ بيد حسن وحسين فقال : ( من أحبني وأحب هذين وأباهما وأمهما كان معي في درجتي يوم القيامة ) أخرجه الترمذي

وروي أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله لأنت أحب إليّ من أهلي ومالي وإني لأذكرك فما أصبر حتى أجيء فأنظر إليك , وإني ذكرت موتي وموتك فعرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وإن دخلتها لا أراك . فأنزل الله تعالى ( ومن يطع الله والرسولَ فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النّبيين والصّدّيقين والشّهداءِ والصالحينَ وحسُن أولئك رفيقا ) فدعا به فقرأها عليه
أخرجه الطبراني .

وفي حديث آخر: كان رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم ينظر اليه لا يَطْرِفُ فقال ( ما بالك ) قال : بأبي أنت وأمي أتمتع من النظر إليك , فإذا كان يوم القيامة رفعك الله بتفضيله , فأنزل الله الآية
أبوانس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-24-2009
  #6
الحسين
محب نشيط
 الصورة الرمزية الحسين
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: دير الزور -ابو حمام
المشاركات: 279
معدل تقييم المستوى: 16
الحسين is on a distinguished road
افتراضي رد: سلسلة للتعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم

اللهم صل على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم
الحسين غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 09-29-2009
  #7
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: سلسلة للتعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم

عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا اله الا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به , فاذا فعلو ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم الا بحقها وحسابهم على الله ) أخرجه البخاري ومسلم
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-13-2010
  #8
أبوانس
مشرف القسم الادبي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 549
معدل تقييم المستوى: 16
أبوانس is on a distinguished road
افتراضي رد: سلسلة للتعريف بحقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم

مشكورين على مروركم العطر وجعلنا واياكم من اتباع سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
أبوانس غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
مقام المصطفى صل الله عليه وسلم عند رب العالمين محمود رضوان المواضيع الاسلامية 0 02-23-2014 01:05 AM
خاطرة .. في أذكار المصطفى صلى الله عليه وسلم المطري رسائل ووصايا في التزكية 1 12-08-2010 12:14 AM
سلسلة هيئة الحبيب وكأنك تراه الوصف الكامل للرسول صلى الله عليه وسلم عبد الله الدالي المواضيع الاسلامية 0 02-03-2010 04:43 AM
عبرات في مدينة المصطفى صلى الله عليه وسلم ] ابوعبدالرحمن المواضيع الاسلامية 3 12-05-2009 11:34 AM
حب المصطفى صلى الله عليه وسلم أبو أنور الانشاد والشعر الاسلامي 9 11-17-2008 02:56 PM


الساعة الآن 06:54 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir