أهل التصوف لابد أن يتعلقوا بالشريعة .
لا تكذب , عموماً من كذب يلعنه القرآن , مع هذا الله تعالى جل وعلا يقول :
(وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ ۚ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا) الإسراء - الآية 36
يعني, اذا لم يترك العبد الكذب يكتب عند الله كذابا ,
يوجد حديث ( عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ، قال : أربع من كن فيه كان منافقا ، ومن كانت خصلة منهن فيه كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها : من إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر ) خرجه البخاري ومسلم ...
ويوجد حديث آخر رواه ابن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ، فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ، وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ، فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ، وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ، وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ، وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا ))
[متفق عليه]
وهذا الحديث نفسه عند الآية (مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ) ق - الآية 18
هناك يعني الطبيعة البشرية في المسلمين تمنع مقتضى إيمانهم ,
مقتضى إيمان المؤمن الصدق ليس الكذب , ولكن تنظر إلى المؤمنين إيمانهم موجود لا ننكر إيمانهم ولو مثقال ذرة , ولكن بالطبيعة البشرية يكذبون إما للدنيا أو للفلوس أو للشهرة .... هذا بالطبيعة البشرية , من لم يترك الطبيعة البشرية لا يؤمّن على حاله ولا على إسلاميته ......الطبيعة البشرية ..الطبيعة البشرية.
• يعني الظلم مثلاً بالطبيعة البشرية.
الظلم من شيم النفس فإن تجد ذا عفةٍ لعلّةٍ لم يظلمِ .
إما من خوف الله , وإما من وجدانه لا يظلم , وإلا طبيعة البشر كلها ظلم .
نحن بريئون من الظلم ؟!..., نظلم أهلنا , نظلم جيراننا , نظلم من يعاملنا في البيع والشراء هكذا , مع الكذب هكذا, إ يش نقول ,
لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم , كله بالطبيعة البشرية .
وهوجل وعلا أمرنا بالدعاء وهذا عندنا , والقبول عنده وهو يقبل ما يريد.
ما هو العروج ؟
العروج عند أهل التصوف وأهل الحقيقة الخروج من الكون إلى المكّون , وعموما العروج .
من اتبع الشريعة واتبع الرسول صلى الله عليه وسلم , يحصل له العروج الصحيح ,وبدون اتباع النبي صلى الله عليه وسلم لا يحصل , ولو حصل يكون ناقصاً .
الأستاذ بديع الزمان سعيد النورسي رضي الله تعالى عنه سُئِل عن أي طريق موصول إلى الله تعالى (يعني بهذا المعنى) قال : أحسنهم اتباع السنة.
أولياؤنا رضي الله تعالى عنهم كلهم يقولون , ولكن بعض أحبابنا لا يعملون , كأنهم أخذوا الوثيقة بنجاتهم يوم القيامة , ولو أخذوا الوثيقة , يوم القيامة الذي فعل العبادة كثيراً, يندم ويقول يا ليتني فعلت عبادةً أكثر , والذي لم يفعل العبادة يندم أكثر .
لا بد أن نعمل بمقتضى إيماننا , نحن لا نشك في إيمانهم نشك في أعمالهم, حرصهم على المشيخة وأكثرهم حريص على الدنيا ,كلاهما ضرر للمسلمين , ليس فيهما فائدة , ولكن علينا أن نقول بالنصيحة والتبليغ ,وإذا قبلوا قبلوا, وإذا لم يقبلوا , عدم قبولهم هذا , ليس موافقاً لإيمانهم ,
ولكن بالطبيعة البشرية بعدوا عن الحق والحقيقة وسنة الرسول صلى الله عليه وسلم .



منقول عن صفحة التصوف الحق " الطريقة الشاذلية القادرية " فضيلة الشيخ أحمد فتح الله جامي