أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك ، وأعوذ بك منك لا أحصي ثناء عليك ، أنت كما أثنيت على نفسك           

ركن وادي الفرات نادي مختص بتراث وتاريخ المنطقة الشرقية من سوريا

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-23-2009
  #1
admin
مدير عام
 الصورة الرمزية admin
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: uae
المشاركات: 717
معدل تقييم المستوى: 10
admin تم تعطيل التقييم
افتراضي التنور الديري

من ستوقد نار تنورها أولا؟!

لمياء الرداوي



«يعود حضور التنور الديري إلى مئات السنين، ولم يكن مجرد فرن بدائي يقضي حاجتنا الحياتية على مدار اليوم، وإنما كان طقساً اجتماعياً وحلقة وصل بين جارات الحي الواحد، وأحد مستلزمات الإقامة وملحقات السكن البديهية، وكان أيضاً فناً وخبرة في شكله وهندسة في معماره و بنائه».







هذا ماقالته السيدة "سها القاسم" عندما التقاها eDeir-alzor في بيتها و بجانب تنورها الذي يروي حكايات جداتنا الفراتيات، وأضافت:

«كانت نساء "الدير" في الماضي تتنافس في "من ستوقد نار تنورها أولا؟؟" فهذا يدل على نشاطها، حيث تتسابق وتتسارع الجارات فيما بينهم في صنع العجين، يتساعدن بكل صغيرة وكبيرة، وخاصة إذا أصابت إحداهن مناسبة، ولا يكاد يخلو منزل "ديري" من وجود التنور وأحيانا أكثر من تنور واحد، أما اليوم وبعد قرون من التمدن أمسى التنور أحد مفردات التراث التقليدي العريق ووجهاً من وجوه الإبداع الفطري و الخبرة الحياتية العميقة في زمن أهالي "دير الزور"».

«إن التنور ساعد على ترسيخ منظومة التعاون و العمل الجماعي، فبعد أن يعجن الطحين في المعجن سواء كان معجن فخاري أو معدني كانت المرأة تقطع العجين بيديها إلى قطع صغيرة مكورة تضعها في مئزر خاص يحمل على طبق منسوجة من سنابل القمح، ثم ترفعها على رأسها متوجهة إلى التنور حيث تجتمع النسوة و صباياها حول التنور وعقب هدوء النار وارتفاع درجة حرارة جدرانه يبدأ العمل الجماعي المنسق، فتتعاون النسوة على الخبز ترقيداً و تفتيحاً و تكبيراً و لصقاً بالتنور فتجثو إحداهن على المصطبة لترقيد أقراص العجين و ترقيقها على خشبة مدورة تحضر مع الطبق إلى التنور ويكون حجمها بحجم رغيف الخبز و تصنع خصيصاً لهذا الغرض، ثم تختص أخرى بتلويح الرغيف أمام التنور ليصير دائرياً متسعاً باستخدام الكارة، وهي قطعة قماشية كبيرة و مدورة تشبه الرغيف و عادة ما تحشى من الداخل بلباد صوفي لتبلغ سماكة معينة ومن ثم يوضع الخبز في المخمر ليبقى ساخنا».

كما التقينا الباحث التراثي"عيسى الحمد" والذي يقول: «التنور في "دير الزور" يدل على التواصل الاجتماعي، والود والمحبة بين نساء الحي الواحد، حيث اتخذ ولا زال إلى الآن يشكل صفة اجتماعية فكان يؤلف كل فجر وكل أصيل بين نسوة القرية، مشكلاً حلقة من التواصل اليومي ومجلساً وملتقى
للنساء






شوي الخبز داخل التنور





خاصة عندما يكون الاجتماع على الخبز غروباً حيث يعتبر محطة راحة وتسلية بعد ساعات من العمل الشاق في الزراعة، وكذلك الأمر ذاته بالنسبة للأولاد الذين يتصارخون فرحاً عند موعد الخبز فتراهم يتراكضون أمام أمهاتهم نحو التنور».

«فقد كان يبنى التنور سابقاً في مكان قريب من منازل السكن كأن يتوسط الحارة بحيث لا يكون ملاصقاً للبيوت فيؤذي الدخان المتصاعد من الأغصان المحرقة العيون ثم أصبح تقريبا في جميع البيوت، وان هندسة التنور و طريقة بنائه هي عملية دقيقة جداً تعتمد على حجمه وعلى المادة الأساسية التي يبنى منها رغم وجود قواعد عامة و مواد أولية ضرورية لتعميره، وهذه المواد متوافرة في كل بيئتنا الفراتية، وفي كل بيئة قروية حيث يأتي التراب في مقدمتها إلى جانب قطع صغيرة من الفخار، و كميات قليلة من الرمل والملح والقطن و شعر الماعز أو صوف الغنم».

وتابع " الحمد": «إن أولى مراحل البناء هي الغربلة حيث يوضع غربال أو سرد أو قالب دائري مشابه في المكان المختار للبناء ثم ترصف المواد الأخرى حول هذا القالب ليعمر قعر التنور، و يتوجب أن يقل قطره عن قطر الفوهة العلوية وعن محيط المنطقة الوسطى من جسمه الأسطواني المحدب، الذي يستكمل بناؤه بعد إتمام القعر بحيث تزيد سماكته عن العشرين سنتمترا تتناقص في تدرج الجسم نحو الأعلى و الأسفل».

«إن بناء الفوهة العلوية يستلزم انحناءها نحو الأمام و ذلك حتى لا تخرج ألسنة اللهب الصاعدة عمودياً من الفوهة ويتسنى لها الاصطدام بجسم التنور لتسخينه بدرجة كافية لإنضاج الخبز، أما اتساع قطر التنور من الوسط فذلك ليتسع للرغيف فلا يلصق قريباً من القعر و يحترق بالجمر المشتعل أو يتسخ بالرماد مشيراً إلى أن المراحل اللاحقة من بناء التنور تتطلب ملاحق عدة تحيط بالتنور من جهته الخلفية و فق تشكيل معين و تتضمن مساحة تتسع لمزيد من النسوة الخبازات حيث كانت "دير الزور" قديما لا تأكل الخبز




الكارة




إلا من تلك النسوة الخبازات، إضافة إلى اتساع أدوات الخبز إلى جانب مساحة لوضع أغصان الشجر المعدة للحرق، وتبنى هاتان المساحتان على شكل مصطبة واطئة تنخفض عن مستوى التنور بقليل فلا يتجاوز ارتفاعها المتر في حين تصل مساحتها أحياناً إلى متر مربع وأن هذه المصطبة كانت غالباً ما تبنى من الحجارة و الطين».

«وفي وقت لاحق صار بعض "الديريين" يعمدون إلى صبها بالبيتون أو تغطيتها بطبقة من الاسمنت الرائب ليرقد الخبز عليها، دون أن يعلق الغبار و التراب بأرغفة الخبز أو بأذيال الثياب، كما يجب أن تدرس دراسة جهة الرياح لدى اختيار موقع التنور بحيث يكون بناؤه في الجهة الشرقية من البيوت كي لا تعرقل جهتها رطبة اشتعال النار، وبناء على ذلك فقد كان يبنى ولا يزال في ريفنا واتقاء لمظاهر الطقس القاسي شتاء يبنى التنور ضمن غرفة ترابية مؤلفة من ثلاثة جدران، بحيث تسقف مثلما يسقف البيت الطيني آنذاك باستخدام قطع الأخشاب والأغصان القاسية والحجارة و الطين ويتعين في هذه الحالة أن يكون السقف مرتفعاً نسبياً ليتاح لغيوم الدخان المتصاعد من قلب التنور أن ترتفع متطايرة إلى الخارج عبر الواجهة الفارغة أو من الطاقة المفتوحة في أحد الجدران فلا ترتطم بوجوه الأولاد و النسوة الخبازات فتسيل الدموع من العيون عندما يلسعها الدخان».

«إن سر نكهة خبز التنور المحببة لدى أهالي "دير الزور" وخاصة في الأرياف، يعود إلى الروائح العطرية التي تحتويها أغصان الشجر المستخدمة لإشعال النار خاصة الغار، و التي تغلغلت مرة تلو الأخرى في جدران التنور ناهيك عن أدوات الخبز و أوانيه فصارت جزءاً من طعمه ورائحته، إضافة إلى أن طعم الحنطة سابقاً كان طبيعياً تماماً فلم يكن السماد الكيماوي، قد تجذر في التربة و الأراضي الزراعية ولم يكن الطحين آنذاك يجري في آلات وقودها المازوت كما هو الحال اليوم».

كما التقينا السيدة "أمل الجمعة":«إن لخبز التنور الأصلي سر في نكهته،
وبالرغم من








أفران التنور الحديثة، إلا أنني في كل مرة أقوم بها بإعداد "الثريد" أحضر خبز التنور من الريف، فبدونه لا يكون "للثريد" طعم ولا نكهة وخاصة "ثريد البامية"

__________________
اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي قربة من القربات نتقرب اليك
بكل صلاة صليت عليه من اول النشأة الى ما لا نهاية الكمالات
admin غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-31-2009
  #2
نوح
رحمتك يارب
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 2,437
معدل تقييم المستوى: 18
نوح is on a distinguished road
افتراضي رد: التنور الديري

كل البنو تنورهم مغرب شالو ودارو على مشرق

شكرا الحسيني اساس مابي احلا من خبز التنور
__________________

نوح غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2009
  #3
أبو أنور
يارب لطفك الخفي
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 3,299
معدل تقييم المستوى: 19
أبو أنور is on a distinguished road
افتراضي رد: التنور الديري

التنور عندنا داخل مبنى وهو مقابل الخباز ومرتفع عن الارض متر تقريبا
أبو أنور غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 11-01-2009
  #4
ابو معاويه
الفقير الى الله
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 181
معدل تقييم المستوى: 16
ابو معاويه is on a distinguished road
افتراضي رد: التنور الديري

يعطيكم العافيه
__________________
ابو معاويه غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 01-06-2010
  #5
admin
مدير عام
 الصورة الرمزية admin
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: uae
المشاركات: 717
معدل تقييم المستوى: 10
admin تم تعطيل التقييم
افتراضي رد: التنور الديري

الصور المصغرة للصور المرفقة
اضغط على الصورة لعرض أكبر
الاســـم:	6489.jpg‏
المشاهدات:	3423
الحجـــم:	27.6 كيلوبايت
الرقم:	3044  
__________________
اللهم يا من جعلت الصلاة على النبي قربة من القربات نتقرب اليك
بكل صلاة صليت عليه من اول النشأة الى ما لا نهاية الكمالات

التعديل الأخير تم بواسطة عبدالقادر حمود ; 06-02-2012 الساعة 03:26 AM
admin غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
"عمر الديري".. شعر النكتة في "دير الزور" الـــــفراتي ركن وادي الفرات 0 05-23-2011 09:28 PM
البيت العربي "الديري" القديم...في صور عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 5 10-11-2009 09:59 PM
الكباب الديري ابو معاويه ركن وادي الفرات 3 06-07-2009 11:06 AM
اقتصاد السوق الديري عبدالقادر حمود ركن وادي الفرات 3 10-24-2008 04:56 PM


الساعة الآن 03:23 AM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir