أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           الحَمْدُ لله الذِي عَافَانِي في جَسَدِي ورَدَّ عَلَيَّ رُوحِي، وأَذِنَ لي بِذِكْرهِ           

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع
قديم 10-09-2010
  #1
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي هجاء

ضاد


إسماعيل ديب

اشتهر العرب بالهجاء في الشعر، وقد خلط بعض المؤلفين والنقاد بين الهجاء والسخرية والفكاهة، وهذا الخلط ولد التباساً في فهم كل منها، إذ توجد فوارق فيما بينها، فالهجاء يعتمد على السخرية والهزء والتصوير الكاريكاتيري المعتمد على»تضخيم عيوب المهجو»، والتجريح والتشهير والانتقاص، والمبالغة في التعدي، رداً على اعتداء، أو استجابة للعصبية، أو لغير ذلك من الأسباب، والسخرية والتهكم الناقدين النابعين من النفس، وفي ذلك يتجاوز الهجّاء حدود الغضب اللحظي، ليصبح نهجاً عقلياً واعياً بما يقول، مدركاً أن الهجاء هجوم مباشر وسبٌ صريح، ولا مانع من الفحش والإقذاع، إن لزم الأمر، وقد بلغ الهجاء درجات لا معقولة من الفحش. وخرج عن حدود الأدب والأخلاق.

الهجاء يبقى فناً ما دام في حدود الأدب والأخلاق، وقد صنف بعض النقاد الفكاهة و السخرية والهزء ضمن الهجاء، وأظن أن في ذلك خطأ كبيراً، إذ قد يجوز تصنيف السخرية والهزء في باب الهجاء، ولكن الفكاهة أمر مختلف تماماً عن الهجاء و والسخرية والهزء.

قد يكون الهجاء مشروعاً في حالة الدفاع عن النفس، كما حدث في عصر الإسلام، حين انبرى شعراء الإسلام للدفاع عن الإسلام والمسلمين والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم؛ وقد روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أَنه قال: اللهم إِنَّ فلاناً هَجاني فاهْجُه اللهم مكانَ ما هَجاني؛ معنى قوله اهْجُه أَي جازِه على هِجائه إِيايَ جَزاءَ هِجائه.




وهذا كقوله عز وجل: وجَزاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُها، وهو كقوله تعالى: فمَنِ اعْتَدى عليكم فاعْتَدُوا عليه؛ فالثاني مُجازاةٌ وإِن وافَق اللفظُ اللفظَ. قال ابن الأَثير: وفي الحديث اللهم إِنَّ عمرو بنَ العاصِ هَجاني، وهو يعلم أَني لست بشاعر، فاهْجُه اللهم والْعَنْه عدَدَ ما هَجاني أَو مكان ما هَجاني، قال: وهذا كقوله مَن يُرائي يُرائي اللهُ به أَي يُجازِيه على مُراءَاته.
هبّ عبدالله بن رواحة وحسان بن ثابت، دفاعاً، ولم يبادروا بالهجاء، وأظن أن الهجاء في معناه يتوافق مع معناه اللغوي، ولذلك كان له محاذيره و مشروعيته في أهدافه، فالهجاء لغة هو الشتم، هَجاه يَهْجُوه هَجْواً وهِجاء وتَهْجاء ، ممدود: شتمه بالشِّعر، وهو خلاف المَدْح. وقيل هو الوَقِيعةُ في الأَشْعار.

والمُهاجاةُ بين الشاعِرَيْنِ: يَتهاجَيانِ. ابن سيده: وهاجَيْتُه هَجَوْتُه وهَجاني. وهم يَتهاجَوْنَ: يَهْجُو بعضُهم بعضاً، وبينهم أُهْجُوَّةٌ وأُهْجِيّةٌ ومُهاجاةٌ يتَهاجَوْن بها؛ والمرأَة تَهْجُو زَوْجَها أَي تَذُمُّ صُحبته.

حسان بن ثابت:

عَدِمْنَا خَيْلَنـــا، إنْ لم تَرَوْهَــــا تُثِيرُ النَّقــــــْعَ، مَوْعِدُهــا كَدَاءُ

يُبَارِيــنَ الأســـنّة َ مُصْعِــدَاتٍ، عَلَى أكْتافِهَا الأســـَلُ الظِّمـــاءُ

تَظَــــــلُّ جِيـــَادُنَا مُتَمَطِـّرَاتٍ، تلطــــمهنّ بالخمـــرِ النســــاءُ

فإما تعرضــوا عنـــا اعتـــمرنا، وكانَ الفَتْحُ، وانْكَشَــفَ الغِطاءُ

وإلا، فاصبـــروا لجــــــلادِ يومٍ، يعزُّ اللهُ فيــــــــهِ مــنْ يشـــاءُ

لنا فـــــي كلّ يـــومٍ منْ مـــعدٍّ سِبابٌ، أوْ قِتـــَالٌ، أوْ هِـــــجاءُ

فنحكــمُ بالقوافي مـــنْ هجانا، ونضربُ حينَ تختلـــطُ الدمــاءُ

ألا أبلـــغْ أبا ســـفيانَ عــــني، فأنتَ مجوفٌ نخــــــبٌ هـــواءُ

وأن ســــيوفنا تركتـــك عبــدا وعــبد الدار ســــادتها الإمـــاء

كَأنّ سَــبِيئَة ً مِنْ بَيـــْتِ رَأسٍ، تُعفيِّهـــــا الرّوَامِسُ والســـّمَاءُ

هجوتَ محمـداً، فأجبــتُ عنهُ، وعــندَ اللــهِ في ذاكَ الجـــــزاءُ

أتَهْجُوهُ، وَلَسْـــتَ لَهُ بكُـــفْءٍ، فَشَرُّكُمـــــا لِخَيْرِكُمـــَا الفِـــداءُ

هجوتَ مـــباركاً، براً، حنيفـــاً، أمينَ اللـــهِ، شــــيمتهُ الوفـــاءُ

فَمَنْ يَهْجُـو رَسُـــولَ اللَّهِ مِنْكُمْ، ويمدحــــهُ، وينصـــرهُ ســــواءُ

*بالفصيح : ما أشجعنا على الهجاء

وما أكثر خلاف الأحباء

وما أضيقها قلوب الأشقاء

وما أرحمنا على الأعداء



http://www.alittihad.ae/details.php?...#ixzz11rnBzSN9
__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 10-09-2010
  #2
عبدالقادر حمود
أبو نفيسه
 الصورة الرمزية عبدالقادر حمود
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
الدولة: سوريا
المشاركات: 12,181
معدل تقييم المستوى: 10
عبدالقادر حمود is on a distinguished road
افتراضي رد: هجاء

قلنا أول أمس إن العرب اشتهروا بالهجاء، وبلغوا فيه أحياناً مبلغاً لا تقبله النفس بما فيه من فحش وإقذاع، واستخدمت في معارك الهجاء أسلحة فتاكة محرمة أدبياً وأخلاقياً.

وقد حدث تداخل بين معنيي السخرية والفكاهة، فقد عدّ بعض الأدباء والنقاد السخرية نوعاً من أنواع الفكاهة، كالعقاد، بينما جعل بعضهم الفكاهة جزءاً من أجزاء السخرية وقسماً من أقسامها. أما سبب هذه النظرة فيعود إلى أن الفريقين نظرا إلى «الضحك» بصفته الغاية الكبرى والأساسية من الفكاهة والسخرية على حد سواء.

بينما الحقيقة هي أن الفكاهة شيء والسخرية شيء آخر، وقد فطن أبو هلال العسكري إلى شيء من ذلك في كتابه المهم «الفروق اللغوية» حين أشار إلى الفرق بين الاستهزاء والمزح فقال: «المزاح لا يقتضي تحقير من يمازحه.. ولكن يقتضي الاستئناس به.. والاستهزاء يقتضي تحقير المستهزأ به، أو اعتقاد تحقيره».




وقد يكون في السخرية خفّة روح، ولكن هذه الخفة والملاحة في «الفكاهة» بريئة من الهمز والغمز واللمز، وهدفها المرح والانشراح. أما السخرية فإنها غير بريئة من الغمز واللمز سواء أكان ذلك ظاهراً، أم خفياً.. الضحك الناتج عن الفكاهة ضحك سار ومبهج، لكن السخرية مؤلمة موجعة، كئيبة ولو انبعث منها أو معها الضحك، فإنما هو ضحك حار كالبكاء - كما يقول الشاعر المتنبي.. وتعد السخرية شعوراً عميقاً، بل وطبعاً في الإنسان، ومن ثمّ فهي موقف فكري؛ للفرد وحده، وليست موقفاً جماعياً.
أمّا الفكاهة فشيء سطحي، وإن رفدهما حس مرهف وروح مرحة، والضحك سلوك اجتماعي لا يمارسه الإنسان إلا مع الجماعة، والفكاهة ظاهرة تستطيبها الجماعات وتأنس لها..ولو عدنا إلى أصل الفكاهة اللغوي لوجدنا توافقاً في الدلالات اللغوية للفكاهة المأخوذة من فكه: الفاء والكاف والهاء أصل صحيح يدل على طِيب واستطابةٍ.

من ذلك الرّجُل الفَكِه: الطيِّب النَّفس.

وسميت الثمار الفاكهة لأنَّها تُستَطابُ وتُستطرَف.

ومن الباب: المُفاكهَة، وهي المُزاحة وما يُستحلَى من كلام.

ومن الباب: أفكَهَتِ النّاقةُ والشّاةُ، إذا دَرَّتا عند أكل الرَّبيع وكان في اللبن أدْنَى خُثُورة؛ وهو أطيَبُ اللَّبن.

فأمَّا التَّفَكُّه في قوله تعالى: «فَظَلْتُمْ تَفَكَّهُونَ» (الواقعة 65)، فليس من هذا، وهو من باب الإبدال ، والأصل تَفَكَّنون، وهو من التندُّم.

أما دلالة السخرية لغة فإنها احتقار من سخر: السين والخاء والراء أصل مطّرد مستقيم يدل على احتقار واستذلال. من ذلك قولنا سَخَّر الله عزَّ وجَلَّ الشيء، وذلك إذا ذَلَّلَه لأمره وإرادته.

سَخِرت منه، إذا هزئت به.. ولا يزالون يقولون: سخِرت به، وفي كتاب الله تعالى: «فإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا» تَسْخَرُون (هود 38).

ابن الرومي:

يُقتِّر عيسى على نفسه .... وليس بباقٍ ولا خالدِ

فلو يستطيع لتقتيره ....... تنفَّس من منخرٍ واحدِ

عذرناه أيام إعدامه ....... فما عذرُ ذي بَخَلٍ واجدِ

رَضيتُ لتفريق أمواله ..... يَدَي وارثٍ ليس بالحامدِ

روى الجاحظ في البخل أن أناساً من أهل مدينة مرو لا يلبسون خفافهم (أحذيتهم) إلا ستة أشهر في السنة، فإذا لبسوها في هذه الأشهر الستة يمشون على صدور أقدامهم ثلاثة أشهر، وعلى أعقاب أرجلهم، ثلاثة أشهر مخافة أن تنقب هذه النعال.

وروى أن رجلاً زار قوماً فأكرموه وطيبوه فجعلوا المسك في شاربه، فحكته شفته العليا، فأدخل إصبعه فحكها من باطن الشفة مخافة أن تأخذ إصبعه من المسك شيئاً.

بالفصيح: «حيث يبكي الشجاع يضحك الجبان».

__________________
إذا أنتَ أكثرتَ الصلاةَ على الذي
صلى عليه الله ُ في الايات ِ
وجـعلـتـَـها ِوردا ً عليكَ مُـحـتما ً
لاحتْ عليكَ دلائلُ الخيرات
عبدالقادر حمود غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:54 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir