في الحلقة 16 من السيرة النبوية
"العربية" تبث مشاهد من مسجد القبلتين وباب جبريل ونافذة نزوله














[imgr]http://www.alarabiya.net/files/image/large_1254_56699.jpg[/imgr]











دبي - العربية نت

تصل سلسلة السيرة النبوية التي تبثها يوميا قناة "العربية" إلى مسجد رسول الله وتقدم لقطات مصورة للمنطقة التي مشى عليها هو وصحابته والتابعون، ويظهر باب جبريل وبجواره النافذة التي كان ينزل منها بالوحي.

في الحلقة 16 الثلاثاء 16-9-2008 الساعة 5.30 بتوقيت مكة المكرمة، 2.30 بتوقيت جرينتش يتناول المشاركون قصة تحويل القبلة، فيما تتجول الكاميرا في مسجد القبلتين الذي شهد ذلك الحدث. وتعاد هذه الحلقة صباح الأربعاء 4.30 و8.25 بتوقيت مكة، 1.30 و5.25 بتوقيت جرينتش.

ويشرح الباحث الاسلامي د. حسن شاهين من داخل مسجد القبلتين اتجاه القبلة القديمة إلى بيت المقدس موضحا إشارة المحراب في أعلى المسجد التي كانت تشير إليها قبل أن يأمر الله سبحانه وتعالى بالتحول إلى إتجاه الكعبة المشرفة "قد نرى تقلب وجهك في السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام".

وتم تحول القِبلة إلى الكعبة بعد سبعةَ عشر شهراً من الهجرة، وكان ذلك في منتصف شهر شعبانِ من السنة الثانية. وتشير الروايات إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم كان حينذاك يزورُ بيتَ بِشْرِ بنِ مَعْرور مُعَزِّيا بوفاته، فلما حانَ وقتُ صلاة الظهر صلَّى بأصحابه ركعتين، ثم أُمِرَ بتحويل القِبلة، فتحول في ركوع الركعة الثالثة، ولذلك سمَّي المكان الذي صلى فيه بمسجد القبلتين؛ لأن التحويل نزل فيه أولاً.

وبعد حسم أمر القِبلة، كان من الأمور التي اهتم بها الرسول، دفعَ المسلمين إلى التوافق على شكلٍ يميزهم عن غيرهم أيضا في النداء للصلاة. فقد كان نداءُ اليهود للصلاة من خلال نفخِ البوق، وهو يريدُ شكلا آخر يتوافقون عليه فيما بينهم، لذلك ترك لهم اختيارَ هذا الشكل، وهو أمرٌ شغلهم أياما عدة، إلى أن بدأت الاقتراحات تتوالى، وكان ما أجمعوا عليه وأقره الرسول هو النداءُ للصلاة بصوتِ البشر، وبترتيبِ يتضمن جزءا من قواعد العقيدة، ومن أهمها التوحيد، فكانت صيغةُ الأذانِ المعروفة.


نزول التشريعات في المدينة

ويقول معلق سلسلة السيرة النبوية: مع أن الصلاة فُرضت في مكة إلاّ أن هناك كثيرا من التفاصيل التي وردت بشأنها في المدينة، كالأذانِ وصلاةِ الخوف وصلاةِ الجنازة وصلاة العيدين والجُمعة والجَمْعِ والقَصْر، والتيمم.

وفرضت الزكاةُ وهي الركن العمليُ الثاني من أركانِ الإسلام، في السنة الثانية من الهجرة النبوية. وفرض صومُ رمضان وهو الركنُ العملي الثالث من أركانِ الإسلام الخمسة في السنة الثانيةِ من الهجرة. وفرض الحجُّ وهو الركنُ الرابعُ العملي، والركن الخامسُ من أركان الإسلام، في المدينة بعد الهجرة، وكان معروفاً من قبل عند العرب، ولكنه لم يُفرَض على المسلمين إلا في المرحلة المدنية.

ويشرح د. عوض القرني ذلك بأنه عندما أصبح في المدينة للاسلام سلطان وله مجتمع وأتباع أخذت تنزل التشريعات لإقامة المجتمع بأبعاده الأخلاقية السلوكية والشعائرية التعبدية والتشريعية التنظيمية وعلاقاته الإجتماعية والإقليمية ودوره المحلي ودوره العالمي.


تثبيت عقيدة التوحيد

وتواصلَ نزولُ الآيات لتثبيتِ أركان عقيدة التوحيد التي حُسِمَ أمرُها في المرحلة المكية. ورغم أن ما جاءَ من تشريع عَقَديٍ في المدينة بعد الهجرة كان قليلاً بالقياس إلى ما جاءَ في ذلك في العهد المكي، إلاّ أن التشريع المدني لم يُغفِلَ مسألة العقيدة من إيمان بالله وملائكتِه وكتُبِه ورسلِه، والبعثِ والنشورِ والحساب، والجنةِ والنار، والقضاء والقدر.

ويعلق الباحث محمد موسى الشريف على ذلك بأنه عندما ذهب المسلمون إلى المدينة لم تكن الحاجة ماسة للبناء العقدي لأنه قد إكتمل تقريبا، فصار التركيز على النواحي الإيمانية كنواحي العبادة وتعهد القلوب والتحذير من مؤامرات اليهود وأمثالهم، فإذا دعت الحاجة إلى مسألة عقدية طارئة نبهها إليهم النبي.

وبعد هذه الخُطُواتِ المهمة، بدأت تتنزلُ تشريعاتٌ كثيرة تُنظِّمُ شؤون المعاملات، وهو ما يُميز الوحيَ القرآنيَ المدني، الذي جاء لتنظيم شؤون الحياة، والعلاقات بين الناس.