أنت غير مسجل في منتديات البوحسن . للتسجيل الرجاء إضغط هنـا

آخر 10 مشاركات
الأذكار           من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة           

القسم العام المواضيع العامة التي ليس لها قسم مخصص

إضافة رد
قديم 03-01-2009
  #1
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي في كيفية الإعراب




في كيفية الإعراب


والمخاطب بمعظم هذا الباب المبتدئون


اعلم أنّ اللفظ المعبر عنه إنْ كان حرفاً واحداً عُبِّرَ عنه باسمه الخاص به أو المشترك ، فيقال في المتصل بالفعل من نحو ضربت : التاء فاعل ، أو الضمير فاعل ، ولا يقال ( ت ) فاعل ، كما بلغني عن بعض المعلّمين ، إذ لا يكون اسم ظاهر هكذا ، فأمّا الكاف الاسمية فإنها ملازمة للإضافة ، فاعتمدت على المضاف إليه ، ولهذا إذا تكلمت عن إعرابها جئت باسمها فقلت في نحو قوله :
وما هداكَ إلى أرضٍ كعالمها
الكاف فاعل ، ولا تقول ( ك ) فاعل ، لزوال ما تعتمد عليه ، ويجوز في نحو (مُ اللهِ ) , و( قِ نفسكَ) , و( شِ الثوبَ ) , و (لِ هذا الأمرَ ) أن تنطلق بلفظها فتقول : ( مُ ) مبتدأ، وذلك على القول بأنها بعض ( ايمن ) ، وتقول : ( قِ ) فعل أمر... لأنّ الحذف فيهن عارض ، فاعتبر فيهن الأصل ، وتقول : الباء حرف جر ، والواو حرف عطف ، ولا تنطلق بلفظهما .
وإن كان اللفظ على حرفين نطق به ، فقيل : قد حرف تحقيق ، وهل حرف استفهام ، و ( نا ) فاعل أو مفعول ، والأحسن أن تعبر عنه بقولك : الضمير ، لئلا تنطق بالمتصل مستقلاً ، ولا يجوز أن تنطق باسم شيء من ذلك كراهيةَ الإطالة، وعلى هذا فقولهم ألْ أقيسُ من قولهم: الألف واللام، وقد استعمل التعبير بهما الخليل وسيبويه.
وإن كان أكثرَ من ذلك نطق به أيضاً ، فقيل : ( سوف ) حرف استقبال ، وضرب فعل ماض ، وضَرَبَ هذا اسمٌ ، ولهذا أخبر عنها بقولك فعل ماض ، وإنّما فتحت على الحكاية ، يدلّك على ما ذكرنا أنّ الفعل ما دلّ على حدث وزمان ، وضرب هنا لا تدل على ذلك ، وأنّ الفعل لا يخلو عن الفاعل في حالة التركيب ، وهذا لا يصح أن يكون له فاعل ، ومما يوضح لك ذلك أنّك تقول في زيد من ضرب زيد ؛ زيد مرفوع بضرب أو فاعل بضرب ، فتدخل الجار عليه ، وقال لي بعضهم: لا دليل في ذلك ، لأنّ المعنى بكلمة ضرب ، فقلت له : وكيف وقع ضربَ مضافاً إليه مع أنّه في ذلك ليس باسم في زعمك ؟ فإن قلت : فإذا كان اسماً فكيف أخبرت عن زيد باعتبار مسماه ، لا باعتباره لفظه ؟ وكذلك أخبرت عن ضرب باعتبار مسماه ، وهو ضرب الذي يدلّ على الحدث والزمان ، فهذا في أنه لفظٌ مسماه لفظٌ كأسماء السّور وأسماء حروف المعجم ، ومن هنا قلت : حرف التعريف ( أل ) ، فقطعت الهمزة ، وذلك لأنك لما نقلت اللفظ من الحرفية إلى الاسمية أجريتَ عليه قياس همزات الأسماء ، كما أنك إذا سميت باضْرِبْ قطعت همزته ، وأمّا قول ابن مالك : إنّ الإسناد اللفظي يكون في الأسماء والأفعال والحروف ، وإنّ الذي يختص به الاسمُ هو الإسناد المعنوي ، فلا تحقيق فيه .
وقال لي بعضهم : كيف تتوهم أنّ ابن مالك اشتبه عليه الأمر في الاسم والفعل والحرف ؟ فقلت : كيف توهّم ابن مالك أنّ النحويين كافة غلطوا في قولهم : إنّ الفعل يخبر به ولا يخبر عنه ، وإنّ الحرف لا يخبر به ولا عنه ، وممن قلّد ابن مالك في هذا الوهم أبو حيان .


ولابدَّ للمتكلم على الاسم أن يذكر ما يقتضي وجه إعرابه كقولك : مبتدأ ، خبر ، فاعل ، مضاف إليه ، وأمّا قول كثير من المعربين مضاف أو موصول أو اسم إشارة فليس بشيء ، لأنّ هذه الأشياء لا تستحقّ إعراباً مخصوصاً ، فالاقتصار في الكلام عليها على هذا القدر لا يُعلم به موقعها من الإعراب . وإن كان المبحوث فيه مفعولاً عيّن نوعه ، فقيل : مفعول مطلق ، أو مفعول به ، أو لأجله ، أو معه ، أو فيه ، وجرى اصطلاحهم على أنّه إذا قيل مفعول وأطلق لم يُردْ إلا المفعول به ، لما كان أكثر المفاعيل دوراً في الكلام خففوا اسمه ، وإنّما كان حق ذلك ألا يصدق إلا على المفعول المطلق ، ولكنهم لا يطلقون على ذلك اسم المفعول إلا مقيداً بقيد الإطلاق . وإن عُيِّن المفعول فيه – فقيل : ظرف زمان أو مكان – فحسنٌ ، ولابدَّ من بيان متعلّقه كما في الجار والمجرور الذي له متعلق . وإن كان المفعول به متعدداً عينت كل واحد فقلت : مفعول أول ، أو ثان ، أو ثالث .


وينبغي أن تعين للمبتدئ نوع الفعل ، فتقول : فعل ماض ، أو فعل مضارع ، أو فعل أمر ، وتقول في نحو تلظّى : فعل مضارع أصله تتلظى ، وتقول في الماضي : مبني على الفتح ، وفي الأمر مبني على ما يجزم به مضارعه وفي نحو (يتربصن) مبني على السكون لاتصاله بنون الإناث ، وفي نحو ( ليُنبذنّ ) : مبني على الفتح لمباشرته لنون التوكيد ، وتقول في المضارع المعرب : مرفوع لحلوله محل الاسم ، وتقول : منصوب بكذا ، أو بإضمار أنْ ، ومجزوم بكذا ، ويبين علامة الرفع والنصب والجزم ، وإن كان الفعل ناقصاً نصّ عليه فقال مثلاً : كان : فعل ماض ناقص يرفع الاسم وينصب الخبر ، وإن كان المعرب حالاًّ في غير محله عُيّن ذلك : فقيل في قائم مثلاً من نحو قائم زيد : خبر مقدم ، ليعلم أنّه فارقَ موضعه الأصلِ ، وليتطلب مبتدأه ، وفي نحو ( ولو ترى إذْ يتوفى الذين كفروا الملائكةُ ) : الذين مفعول مقدم ، ليتطلب فاعله ، وإن كان الخبر مثلاً غير مقصود لذاته قيل : خبر موطِّئ ، ليعلم أنّ المقصود ما بعده كقوله تعالى ( بلْ أنتم قومٌ تجهلون ) وقوله :
كفى بجسمي نحولاً أنني رجلٌ = لولا مخاطبتي إيّاكَ لمْ ترني
ولهذا أعيد الضمير بعد قوم ورجل إلى ما قبلهما ، لا إليهما ، ومثله الحال الموطِّئة في نحو ( إنّا أنزلناهُ قرآناً عربياً ) .
وإن كان المبحوث فيه حرفاً بيّن نوعه ومعناه وعمله إن كان عاملاً ، فقال مثلاً : إنّ : حرف توكيد تنصب الاسم وترفع الخبر . لن : حرف نفي ونصب واستقبال . أنْ : حرف مصدريّ ينصب الفعل المضارع . لم : حرف نفي بجزم المضارع ويقلبه ماضياً . ثم بعد الكلام على المفردات يتكلم على الجمل ، ألها محلّ أم لا ؟

فصل

وأول ما يحترز منه المبتدئ في صناعة الإعراب ثلاثة أمور : أحدها : أن يلتبس عليه الأصلِّ بالزائد ، ومثاله أنّه إذا سمع أنّ ( أل ) من علامات الاسم ، وأنّ أحرف ( نأيت ) من علامات المضارع ، وأنّ تاء الخطاب من علامات الماضي ، وأنّ الواو الفاء من أحرف العطف ، وأنّ الباء واللام من أحرف الجر ، وأنّ فعل ما لم يُسمَّ فاعله مضموم الأول... سبقَ وهمهُ إلى أنّ ألفيت وألهبتُ اسمان ، وأنّ أكرمت وتعلمت مضارعان ، وأنّ وعظ وفسخ عاطفان و معطوفان ، وأنّ نحو بيت وبين ولهو ولعب كل منها جار ومجرور ، وأنّ نحو أدحْرج مبنيٌ لما لم يُسمَّ فاعلهُ ، وقد سمعت منْ يُعْرب ( ألهاكمُ التكاثرُ ) مبتدأ وخبراً ، فظنَّهما مثل قولك : ( المنطلق زيد ) . ونظير هذا الوهم قراءة كثير من العوام ( نارٌ حاميةٌ ألهاكم التكاثر ) بحذف الألف كما تحذف أول السورة في الوصل فيقال ( لخبيرٌ القارِعةُ ) .
وذكر لي عن رجل كبير من الفقهاء ممن يقرأ علم العربية أنّه استشكل قول الشريف المرتضى :
أتبيتُ ريّانَ الجفونِ منَ الكرى = وأبيتَ منْكَ بليلةِ الملْسوعِ ؟
وقال : كيف ضمّ التاء من تَبيتُ وهي للمخاطب لا للمتكلم ؟ وفتحها من أبيتَ وهو للمتكلم لا للمخاطب ؟ فبيّنتُ للحاكي أنّ الفعلين مضارعان ، وأنّ التاء فيهما لام الكلمة ، وأنّ الخطاب في الأول مستفاد من تاء المضارعة ، والتكلم في الثاني مستفاد من الهمزة ، والأول مرفوع لحلوله محل الاسم ، والثاني منصوب بأنْ مضمرة بعد واو المصاحبة على حد قول الحطيئة :
ألمْ أكُ جارَكمْ ويكونَ بيْني = وبيْنكمُ المودّةُ والإخاءُ
وحكى العسكري في كتاب التصحيف أنّه قيل لبعضهم : ما فعلَ أبوك بحماره ؟ فقال : باعِهِ ؟ فقيل له : لم قلت : باعِهِ ؟ قال : فلم قلت أنت بحمارهِ ؟ فقال : أنا جررته بالباء ، فقال : فلم تجرُّ باؤك وبائي لا تجر ؟ ومثله من القياس الفاسد ما حكاه أبو بكر التاريخي في كتاب أخبار النحويين أنّ رجلاً قال لسمّاكٍ بالبصرة : بكم هذه السّمكة ؟ فقال : بدرهمان ، فضحك الرجل ، فقال السماك : أنت أحمق ، سمعت سيبويه يقول : ثمنها درهمان .
وقلت يوماً : تردُ الجملة الاسمية الحالية بغير واو في فصيح الكلام ، خلافاً للزمخشري ، كقوله تعالى : ( ويومَ القيامةِ ترى الذين كذَبوا على الله وجوهُهم مسودّة ) فقال بعض منْ حضر : هذه الواو في أولها .
وقلت يوماً : الفُقهاء يلحنون في قولهم البايع بغير همز ، فقال قائل : فقد قال الله تعالى ( فبايِعهُنّ ) .
وقال الطبري في قوله تعالى : ( أثُمَّ إذا ما وقعَ ) : إنّ ثم بمعنى هنالك .
وقال جماعة من المعربين في قوله تعالى : ( وكذلك نُجِّي المؤمِنينَ ) في قراءة ابن عامر وأبي بكر بنونٍ واحدة : إنّ الفعل ماضٍ ، ولو كان كذلك لكان آخره مفتوحاً ، والمؤمنين مرفوعاً.
فإن قيل : سكنت الياء للتخفيف كقوله :
هو الخليفَةُ فارْضَوا ما رضي لكمُ
وأقيم ضمير المصدر مقام الفاعل .
قلنا : الإسكان ضرورة ، وإقامة غير المفعول به مقامه مع وجوده ممتنعة ، بل إقامة ضمير المصدر ممتنعة ، ولو كان وحده ، لأنّه مبهم .
ومما يشبه نحو { تولّوا } بعد الجازم والناصب، والقرائنُ تبيّن ، فهو في نحو { فإن تولّوا فقل حسْبيَ الله} ماض ، وفي نحو { وإنْ تولّوا فإنّي أخافُ عليكمْ } , { فإنْ تولّوا فإنّما عليهِ ما حُمِّل وعليْكمْ ما حُمِّلتم } مضارع ، وقوله تعالى : { وتعاونوا على البرِّ والتّقوى ولا تعاونوا على الإثمِ والعُدوان } الأول أمر ، والثاني مضارع ، لأنّ النهي لا يدخل على الأمر ، وتلظّى في { فأنذرتُكمْ ناراً تلظّى } مضارع ، وإلا لقيل : تلظّتْ ، وكذا تمنّى من قوله :
تمنّى ابنتايَ أن يَعيش أبوهما
ووهم ابن مالك فجعله ماضياً من باب :
ولا أرضَ أبقلَ إبقالها
وهذا حمل على الضرورة من غير ضرورة.
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-01-2009
  #2
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي رد: في كيفية الإعراب

ومما يلتبس على المبتدئ أن يقول في نحو مررتُ بقاضٍ : إنّ الكسرة علامة الجر ، حتى إنّ بعضهم يستشكل قوله تعالى : { لا ينكحُها إلا زانٍ أو مشركٌ } , وقد سألني بعضهم عن ذلك فقال : كيف عطف المرفوع على المجرور ؟ فقلت : فهلاّ استشكلت ورود الفاعل مجروراً ، وبيّنت له أنّ الأصل زانيٌ بياء مضمومة ، ثمَّ حذفت الضمة للاستثقال ، ثم حذفت الياء لالتقائها ساكنة هي والتنوين ، فيقال فيه : فاعل ، وعلامة رفعه ضمة مقدّرة على الياء المحذوفة ، ويقال في نحو مررتُ بقاضٍ : جار ومجرور ، وعلامة جرّه كسرة مقدرة على الياء المحذوفة ، وفي نحو { والفجرِ وليالٍ عشرٍ } والفجر : جار ومجرور ، وليالٍ : عاطف ومعطوف ، وعلامة جره فتحة مقدّرة على الياء المحذوفة ، وإنّما قُدّرت الفتحة مع خفّتها لنيابتها عن الكسرة ، ونائب الثقيل ثقيل ، ولهذا حذفت الواو في ( يهبُ ) كما حذفت في ( يعِدُ ) ، ولم تحذف في ( يوجل ) ، لأنّ فتحته ليست نائبة عن الكسرة ، لأنّ ماضيه وجِلَ بالكسر فقياسُ مضارعه الفتح ، وماضيهما فعَل بالفتح فقياسُ مضارعهما الكسر ، وقد جاء يعِدُ على ذلك ، وأمّا يهبُ فإنّ الفتحة فيه عارضة لحرف الحلق .
ومن هنا أيضاً قال أبو الحسن في يا غلاماً : يا غُلامَ ، بحذف الألف وإن كانت أخف الحروف ، لأنّ أصلها الياء .


ومن ذلك أن يبادر في نحو ( المصْطفيْنَ والأعليْنَ ) إلى الحكم بأنّه مثنى ، والصوابُ أن ينظر أولاً في نونه ، فإن وجدها مفتوحة كما في قوله تعالى : { وإنَّهُم عندنا لمن المصطَفينَ الأخيارِ } حكم بأنّه جمع ، وفي الآية دليل ثانٍ ، وهو وصفه بالجمع ، وثالث وهو دخول من التبعيضية عليه بعد { وإنهُم } ومحالٌ أن يكون الجمع من الاثنين ، وقال الأحنف بن قيس :
تحلمْ عنِ الأدنيْنَ واستبقِ ودَّهم = ولنْ تستطيعَ الحِلمَ حتى تحلّما
ومن ذلك أن يعرب الياء والكاف والهاء في نحو ( غُلامي أكرمني ، وغلامك أكرمك ، وغلامه أكرمه ) إعراباً واحداً ، أو بعكس الصواب ، فليعلم أنهنَّ إذا اتصلن بالفعل كنَّ مفعولات ، وإن اتصلنَ بالاسم كنَّ مضافاً إليهنَّ ، ويستثنى من الأول ، نحو ( أرأيتكَ زيْداً ما صنَع ) ، و( أبْصِرْك زيداً ) فإنَّ الكاف فيهما حرف خطاب ، ومن الثاني نوعان : نوع لا محلَّ فيه لهذه الألفاظ ، وذلك نحو قولهم (ذلك ، وتلك ، وإيّايَ ، وإيّاكَ ، وإيّاه ) فإنّهن أحرف تكلم وخطاب وغيبة ، ونوع هي فيه في محل نصب ، وذلك نحو ( الضّاربكَ , والضّاربه ) على قول سيبويه ، لأنّه لا يضاف الوصف الذي بأل إلى عارٍ منها ، ونحو قولهم ( لا عهد لي بألأم قَفاً منهُ ولا أوضعَه ) بفتح العين ، فالهاء في موضع نصب كالهاء في الضّاربه إلا أنّ ذلك مفعول ، وهذا مشبه بالمفعول ، لأنّ اسم التفضيل لا ينصب المفعول إجماعاً ، وليست مضافاً إليها وإلا لخفض أوضع بالكسرة ، وعلى ذلك فإذا قلت مررتُ برجُلٍ أبيض الوجه لا أحمره فإن فتحت الراء فالهاء منصوبة المحل ، وإن كسرتها فهي مجرورته ، ومن ذلك قوله :
فإنّ نِكاحها مطرٍ حرامُ
فيمن رواه بجر مطر ، فالضمير منصوب على المفعولية ، وهو فاصل بين المتضايفين .


تنبيه

إذا قلت : ( رويدكَ زيْداً ) فإن قدّرت رويداً اسمَ فعلٍ فالكاف حرف خطاب ، وإن قدّرته مصدراً فهو اسم مضاف إليه ، ومحله الرفع ، لأنّه فاعل .
والثاني : أن يجري لسانه الى عبارة اعتادها فيستعملها في غير محلها كأن يقول في كنت ، وكانوا في الناقصة : فعل وفاعل ، لما ألف من قول ذلك في نحو فعلت وفعلوا ، وأمّا تسمية الأقدمين الاسم فاعلاً والخبر مفعولاً فهو اصطلاح غير مألوف ، وهو مجاز ، كتسميتهم الصورةَ الجميلةَ دُمية ، والمبتدئ إنّما يقوله على سبيل الغلط ، فلذلك يُعاب عليه .
والثالث : أن يعرب شيئاً طالباً لشيء ، ويهمل النظر في ذلك المطلوب ، كأن يعرب فعلاً ولا يتطلب فاعله ، أو مبتدأ ولا يتعرض لخبره ، بل ربَّما مرّ به فأعربه بما لا يستحقه ونسي ما تقدم له .
فإن قلت : فهل من ذلك قول الزمخشري في قوله تعالى : { وطائفةٍ قدْ أهمتْهمْ أنفسُهم } الآية : قد أهمتهم : صفة لطائفة ، ويظنون : صفة أخرى ، أو حال بمعنى قد أهمتهم أنفسُهم ظانّين ، أو استئناف على وجه البيان للجملة قبلها ، ويقولون : بدل من يظنّون ، فكأنّه نسي المبتدأ ، فلم يجعل شيئاً من هذه الجمل خبراً له ؟ قلت : لعله رأى أن خبره محذوف ، أي ومعكم طائفة صفتهم كيت وكيت ، والظاهر أنّ الجملة الأولى خبر ، وأنّ الذي سوّغ الابتداء بالنكرة صفة مقدرة ، أي وطائفة من غيركم ، مثل ( السّمنُ مَنَوانِ بدِرهمٍ ) أي منه ، أو اعتماده على واو الحال كما جاء في الحديث ( دخل عليه الصّلاةُ والسّلامُ وبُرمةٌ على النّار ) .
وسألت كثيراً من الطلبة عن إعراب ( أحقُّ ما سألَ العبْدُ موْلاه ) فيقولون : مولاه مفعول ، فيبقى لهم المبتدأ بلا خبر ، والصواب أنّه الخبر ، والمفعول العائدُ المحذوف أي سأله ، وعلى هذا فيقال : أحقُّ ما سأل العبدُ ربُّه ، بالرفع ، وعكسه :
إنّ مصابك المولى قبيحٌ
يذهب الوهم فيه إلى أنّ المولى خبر ، بناء على أنّ المصاب اسم مفعول ، وإنّما هو مفعول ، والمصاب مصدر بمعنى الإصابة بدليل مجيء الخبر بعده ، ومن هنا أخطأ مَنْ قال في مجلس الواثق بالله في قوله:
أظلومُ إنّ مُصابكمْ رجُلاً = أهدى السّلامَ تحيّة ظُلمُ
إنّه برفع رجل ، وقد مضت الحكاية .


تنبيه

قد يكون للشيء إعراب إذا كان وحده ، فإذا اتصل به شيء آخر تغير إعرابه ، فينبغي التحرز في ذلك .
من ذلك ( ما أنتَ ، وما شأنُكَ ) فإنّهما مبتدأ وخبر ، إذا لم تأت بعدهما بنحو قولك وزيداً فإن جئت به فأنتَ مرفوع بفعل محذوف ، والأصل : ما تصنع ، أو ما تكون ، فلما حذف الفعل برز الضمير وانفصل ، وارتفاعه بالفاعلية ، أو على أنّه اسم لكان ، وشأنك بتقدير ما يكون ، وما فيهما في موضع نصب خبراً ليكون ، أو مفعولاً لتصنع . ومثل ذلك ( كيفَ أنت وزيْداً ) إلا أنّك إذا قدرت تصنع كان كيف حالاً ، إذ لا تقع مفعولاً به .
وكذلك يختلف إعراب الشيء باعتبار المحل الذي يحل فيه وسألت طالباً : ما حقيقة كان إذا ذكرت في قولك ( ما أحْسنَ زيداً ؟ ) فقال : زائدة ، بناء منه على أنّ المثال المسؤول عنه ( ما كانَ أحسنَ زيداً ) وليس في السؤال تعيين ذلك ، والصوابُ الاستفصال ، فإنّها في هذا الموضع زائدة كما ذكر ، وليس لها اسم ولا خبر ، لأنّها قد جرتْ مجرى الحروف ، كما أنّ قلّ في قلّما يقومُ زيدٌ لما استعملت استعمال ما النافية لم تحتج لفاعل ، هذا قول الفارسي والمحققين ، وعند أبي سعيد هي تامة ، وفاعلها ضمير الكون ، وعند بعضهم هي ناقصة ، واسمها ضمير ما ، والجملة بعدها خبرها . وإن ذكرت بعد فِعْل التعجب وجب الإتيان قبلها بما المصدرية ، وقيل ما أحْسن ما كانَ زيدٌ وكان تامة ، وأجاز بعضهم أنّها ناقصة على تقدير ما اسماً موصولاً ، وأنّ ينصب زيد على أنّه الخبر أي : ما أحسن الذي كان زيداً ، ورُدَّ بأن ما أحسنَ زيداً مُغْنٍ عنه
.



مغني اللبيب عن كتب الأعاريب , ابن هشام الأنصاري , تح : محمّد محيي الدّين عبد الحميد , المكتبة العصريّة , صيدا ـ بيروت , ط 2003م , ص 767 ـ777 .
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
قديم 03-01-2009
  #3
هيثم السليمان
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
الدولة: دير الزور _ العشارة
المشاركات: 1,367
معدل تقييم المستوى: 17
هيثم السليمان is on a distinguished road
افتراضي رد: في كيفية الإعراب

والآن لنحاول التّطبيق عمليّاً


أعرب الأبيات الآتية إعراب مفردات وجمل :


قال خالد بن عبد الله الطائي، ويقال لحاتم الطائي :


وعاذلةٍ قامَتْ عليَّ تَلُومُنِي = كأنَّي إذا أعطَيتُ مالي أَضيِمُها
أَعاذلَ إنَّ الجُودَ لَيسَ بمُهلِكِي = ولا يُخْلِدُ النَّفسَ الشَّحِيحَةََ لُؤمُها
وتُذكَرُ أخلاقُ الفَتَى وعِظَامُهُ = مُغَيَّبةٌ في اللَّحْدِ بالٍ رَمِيمُها
ومَنْ يَبتدعْ خِيماً سوى خِيمِ نَفسِهِ = يَدَعْهُ ويَغلِبْهُ على النَّفسِ خِيمُها
هيثم السليمان غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيفية تحضير الحلوى الذيذه راعي الخيير القسم العام 0 12-13-2016 06:04 AM
كيفية صناعة العطور عبدالقادر حمود القسم العام 2 01-05-2012 11:30 PM
كيفية عمل موضوع باحتراف (شرح بالصور) احمد قسم الحاسوب 0 06-24-2009 01:43 AM
كيفية عمل شمع الزينه في المنزل مروه القسم العام 6 06-22-2009 03:29 PM
كيفية تنسيق الابيات الشعرية أبو أنور قسم الحاسوب 5 05-25-2009 01:47 PM


الساعة الآن 02:56 PM




جميع المواضيع و الردود المطروحة لا تعبر عن رأي المنتدى بل تعبر عن رأي كاتبها

Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir